معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


5 مشترك

    أمهات بقرب أبنائهن

    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأربعاء 09 يونيو 2010, 12:10 am


    التربية، مصدرها، ومتى تبدأ؟


    كنوز القرآن والسنة أصول تربوية كبيرة الفائدة عظيمة الأثر، وحين يكون الحديث عن الطفولة فإن هذه المرحلة كالبذرة الصغيرة والنبتة الضعيفة إذا أردنا لها النمو والقوة والاشتداد فعلينا بمنبع الإسلام الصافي، لنربي أبناءنا على منهج كتاب الله ووفق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولنحرص على هذه التربية منذ نعومة أظفارهم، حيث مرحلة التنشئة، فالأطفال كالنبتة الصغيرة تحتاج إلى رعاية تامة من ماء وهواء وشمس حتى تكبر وتشتد والأطفال بحاجة إلى متابعة وتوجيه ما داموا في هذه المرحلة من العمر حتى إذا اشتد عودهم وصاروا كبارا كانوا على خير بإذن الله تعالى أما إذا نشأوا مهملين فيصعب عند الكبر توجيههم وإصلاحهم.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    نجد في وقتنا الحاضر كثيرا من الأمهات يشتكين من أبنائهن بعدم أداء صلاة الفجر في جماعة بسبب عدم تعودهم عليها منذ الصغر، تحكي إحدى الأخوات أن طفلها منذ أن كان في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي كان لا يترك الصلاة مع الجماعة في كل وقت حتى صلاة الفجر فكان في ليالي الشتاء الباردة يلبس الملابس الثقيلة ويخرج مع أبيه إلى المسجد وفي إحدى الليالي قال أحد جماعة المسجد لوالده لا تخرج به في مثل هذا الوقت لبرودة الجو وعدم تحمل الطفل له، لكن الأب استمر على الذهاب بابنه إلى المسجد في كل الأوقات لأنه ليس هناك فرق بين ذهابه إلى المسجد وموعد المدرسة- أي بين صلاة الفجر وموعد الدراسة سوى ساعة واحدة تقريبا- فلماذا نهتم بأمر الدنيا أكثر من الاهتمام بأمر الله والدار الآخرة، واستمر هذا الابن على المحافظة على الصلاة في المسجد في كل وقت وقد بلغ قرابة العشرين من عمره وهو مثال في المحافظة على الصلاة جماعة في الفجر وغيره لأن من شب على شيء شاب عليه.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    وهذا الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله- يذكر عنه أنه يقول كنا نعيش في بغداد وكان والدي قد توفي وكنت أعيش مع أمي فإذا كان قبل الفجر أيقظتني وسخنت لي الماء ثم توضأت. وكان عمره آنذاك عشر سنين- يقول وجلسنا نصلي حتى يؤذن الفجر- هو وأمه رحمهما الله- وعند الأذان تصحبه أمه إلى المسجد وتنتظره حتى تنتهي الصلاة لأن الأسواق حينئذ مظلمة وقد تكون فيها السباع والهوام ثم يعودان إلى البيت بعد أداء الصلاة، وعندما كبر أرسلته أمه لطلب العلم ويقول أحد العلماء: إن لأم الإمام أحمد من الأجر مثل ما لابنها لأنها هي التي دلته على الخير.



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يتبع إن شاء الله
    نور اسلامنا
    نور اسلامنا


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف نور اسلامنا الخميس 10 يونيو 2010, 3:44 am

    ماشاء الله بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
    صدقت والله لقد كانت لي معلمه قرءان تقول لنا انها ابدا ما تجعل ابنها يترك ورد القرءان حتي ايام الاختبارات وكان اذا اراد تأجيل حفظ ورده ايام الاختبارات تقول له وهل تعتقد ان ربنا هيوفقك ويباركلك في وقتك وجهدك بعد ما تتخلي عن وردك
    وكانت تقول لنا لماذا اول ما نتنازل عنه هو امور الدين الولد بيذاكر نخليه يترك حفظ القرءان بحجه انه مش فاضي وعنده اختبارات او لو سهر لوقت متأخر من الليل يذاكر منصحيهوش يصلي الفجر علشان ياحرام تعبان وسهران يذاكر طول الليل
    وفي الاخر نشتكي ان الولد لما كبر مبقاش زي الاول وبقي وبيتهاون في امور الدين واحنا اللي علمناه ده
    والله المستعان اصلح الله حالنا وحال ابنائنا اللهم امين
    وفي انتظار البقيه بارك الله فيك
    ام بودى
    ام بودى


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف ام بودى الخميس 10 يونيو 2010, 3:56 am

    بارك الله فيك حبيبتى راية التوحيد و جزاك خيرا على الموضوع الرائع
    بانتظار البقية ان شاء الله
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأحد 13 يونيو 2010, 4:29 am

    وفيكما بارك الله أخواتى نور اسلامنا وأم بودى
    جزاكنّ الله خيرا لدعائكم الطيب
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأحد 13 يونيو 2010, 4:40 am



    نعمة الذرية
    --------------------
    إن نعمة الذرية نعمة جليلة لا يقدر قيمتها إلا من فقدها، والنعمة تستحق الشكر للمنعم، ومن أجل مظاهر شكرها حسن تربيتها ورعايتها الرعاية الشرعية الصحيحة، فكيف تكون هذه التربية وتلك الرعاية؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته إلى أن قال والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده" الحديث متفق عليه.

    فما هي تلك الرعاية؟

    تبدأ الرعاية في الإسلام قبل عقد الزوجية حيث أوصى الإسلام باختيار الزوجة الصالحة لما لها من أثر في صلاح الذرية فحكمة الإسلام البدء بصلاح الأم وحسن اختيارها وهذا هو صريح وصية الرسول عليه الصلاة والسلام "فاظفر بذات الدين تربت يداك ".، ثم يأتي- بعد الزواج- التوجيه النبوي الكريم إلى ما يكون سببا في صلاح الأبناء قبل تكوينهم في أرحام أمهاتهم حيث ورد قوله صلى الله عليه وسلم:" لو أن أحدكم إذ أتى أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقنا، فقضي بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا". والحديث متفق عليه..

    وأمر آخر مما يدل على عناية الإسلام بالرعاية الطيبة للأبناء هو الدعاء لهم فدعاء الله سبحانه وتعالى هو نهج الأنبياء والصالحين في كل حال من أحوالهم، فهذا زكريا عليه السلام يدعو الله سبحانه وتعالى قبل أن يرزق الذرية قال تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ] [آل عمران:38]. فلننظر إلى قوله ذرية طيبة لأنه لا يريد أية ذرية
    وامرأة عمران- أم مريم عليها السلام . ودعائها ربها حين الحمل وبعد الولادة يقول تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران:34- 36]

    الله أكبر تدعو لابنتها ولذريتها، فهل لفت انتباهنا- نحن المربون- هذا الدعاء ودعونا به.
    .............................................................................

    عناية السلف بالتربية
    --------------------------------
    مماسبق يتبين لنا أن التربية تبدأ قبل الزواج وذلك باختيار الزوجة الصالحة
    لأنها هي المدرسة الأولى للطفل في حمله وبعد ولادته والأم هي الفاعل الأساس في العملية التربوية، وهي المربي الأسبق قبل الأب وذلك لالتصاقها بالطفل- ولأن الطفل قطعة منها ولأن عاطفة الأم أقوى من عاطفة الأب والأم المسلمة هي نواة البيت المسلم لأنها تعيش مع الابن أكثر سنوات حياته أهمية، وهي مرحلة ما قبل المدرسة التي تحدد شخصية الطفل، وهي مرحلة أساسية في حياته وكلما دعمت بالرعاية والإشراف والتوجيه كان ذلك أثبت للطفل أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الطفل في مستقبل أيامه، وكلما أخذت التربية منا جهدا أكبر أثمرت أطيب، فمن يرد إنشاء بيت محكم فليتقن التأسيس ليكون ذلك أقوى له وأشد صلابة في مواجهة دواعي السقوط والانهيار، وهكذا تنبغي العناية بتأسيس الأبناء.

    .......................................................................................

    وهناك أشارة إلى أن التربية الإسلامية التي عليها الأساس القوي هي تربية الروح فتنمية فطرة الطفل السليمة على الخير وربط صلته بالله تعالى بالذكر والدعاء في كل حين وفي كل عمل، وبيان نعمة الله على هذا الطفل في خلقه ومأكله ومشربه ولبسه مطلب أهم من العناية بالأكل والشرب واللباس مجردة من استشعار فضل الله فيها فهذه الحاجات الظاهرية من السهولة إصلاحها ومتابعتها وتحققيها للطفل، إذن فالمهم من الذي هيأها وأنعم بها علينا.

    لنقرأ قول الله تعالى في سورة لقمان: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.

    المتأمل في هذه الآيات يدرك كثيرا من الركائز التربوية القرآنية التي يريدها ربنا سبحانه وتعالى لنا ولأبنائنا ومن أهم تلك الركائز:

    1-. الركن الأول في التربية والتعليم، وهو ترسيخ العقيدة "يا بني لا تشرك بالله

    2- ربط السلوك بالعقيدة "يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله، إن الله لطيف خبير".

    ليدرك الطفل هذه الحبة الصغيرة وأنها لا تخفى عن علم الله في ملكوته الواسع بل يأت بها الله لأنه عليم بصير لطيف لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

    3- القدوة في المربي الأب ومثله الأم
    4- إحياء عاطفة الأبوة وبيان واجب الولد نحو والديه وتنمية جانب المحبة والتقدير بين الآباء والأمهات والأبناء.

    5- أسلوب الحكمة في الموعظة واللين والرفق في التربية.
    وهكذا عناية المربي كما يصورها القرآن الكريم على لسان لقمان لتكون دستورا ومنهاجا لكل المربين عبر العصور.
    ...................................................................................................................................................................

    وسجل التاريخ حافل بالعبر في مجال عناية السلف بالتربية وسيرة الأمهات الصالحات تعطر صفحاته بمداد من ذهب والمتصفح لذلك السجل يتبين له ما كان عليه نساء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرون الإسلام المفضلة من حرص تام على تنشئة جيل رباني متمسك بعقيدته عامل عالم بشريعة الله مطبق لأحكامها في مسلكه في هذه الحياة.

    وفي الأسطر التالية إضاءة سريعة على بعض تلك الملامح لعلها تكون نبراسا للسير على ذلك المنهج في حياتنا المعاصرة.
    يتبع إن شاء الله
    lamiaa
    lamiaa


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف lamiaa الأحد 13 يونيو 2010, 9:10 am

    ما شاء الله جزاك الله خيرا اختى راية التوحيد على هذه الكلمات الرائعة وبالفعل فكم ننسى ونتهاون فى امور ديننا بسبب امور الدنيا ونهتم بتفوق الابن فى الدراسة على تفوقه فى الدين ونسال بعد ذلك لماذا ابناؤنا غير متمسكين بدينهم ؟ !
    بارك الله فيك على طرحك المثمر وسأتابع بأذن الله الباقى منه

    أمهات بقرب أبنائهن Ff3ae0
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الثلاثاء 15 يونيو 2010, 8:21 am

    بوركت حبيبتى لميا...
    حمد ا لله على عودتك لا حرمنا الله صحبة الصالحات
    نور اسلامنا
    نور اسلامنا


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف نور اسلامنا الأربعاء 16 يونيو 2010, 12:42 am

    ماشاء الله اللهم بارك لك في وقتك وجهدك وعلمك اللهم امين والله استفد كثيرا من هذا الموضوع
    استمري بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأربعاء 16 يونيو 2010, 2:18 am


    بوركتِ يانور...نفع الله بك أخية
    ولكن هذه الكلمات ليست لى ...انما هو كتاب قيم لأخت فاضلة وجدت فيه نفعا كثيرا فأحببت أن أنقله لأخواتى
    يعنى ما أنا إلا ناقلة...وددت أنه لى... لكن قصر بى العلم والوقت والجهد والعمل والله المستعان
    بارك الله فيك يانور ...سنتابع بإذن الله
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأربعاء 16 يونيو 2010, 12:31 pm

    وفي الأسطر التالية إضاءة سريعة على بعض تلك الملامح لعلها تكون نبراسا للسير على ذلك المنهج في حياتنا المعاصرة.

    * أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أم عبد الله ابن الزبير ذلك الصحابي الجليل الذي لم يكن يخرج عن رأي أمه، ولم يكن يستشعر الاستغناء عنها، وطلب مشورتها، ونهج سبيلها مهما تطاول به العمر وأخصبت رأيه التجارب، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه شبابنا اليوم فالقرب منهم وبذل المشورة لهم مطلب هام، لكن لابد من تهيئتهم لذلك، فقد دخل عبد الله بن الزبير على أمه يستشيرها في أمر صراعه مع الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وكان ابن الزبير رجلاً مسنا لكنه تربى بقرب أمه ونهل من معينها- وهذا هو الشاهد من هذه الحادثة- فأشارت عليه بما رأته مناسبا لحاله: "الله الله يا بني إن كنت تعلم أنك على حق تدعو إليه فأمض عليه.... وإن كنت أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك ومن معك ".

    * أم سليم بنت ملحان آمنت بالله، وبايعت على مرضاته، ورأت أن أول واجباتها تبليغ هذا الدين إلى أقرب الناس إليها فعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر والد أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى ثم تدرك هذه الصحابية الجليلة دورها ومسؤوليتها تجاه ابنها أنس لإعداده إعدادا سليما فأخذت تلقنه الشهادة وتقول له: قل أشهد أن لا إله إلا الله. قل أشهد أن محمدا رسول الله، وفعل الطفل ذلك.

    وسمع زوجها فقال لها: لا تفسدي علي ابني، فأجابته: إني لا أفسده.

    وهي بذلك رسمت واحدة من مسؤوليات الأم في البيت وهي أن تعلم طفلها وتؤدبه وتربيه، كما يلاحظ أن أمر تلقين العقيدة من أوليات الأمور التي ينبغي أن تهتم بها الأم عند تربية ولدها الصغير.
    ومن الملاحظ أن الطفل يفهم من أمه ويقبل منها ما لا يفهمه ولا يقبله من غيرها


    *إن المرحلة الأولى من حياة الطفل- السنوات الست الأولى- من أخطر المراحل وهي من أهمها حيث أن لها أبلغ الأثر في تكوين شخصيته فكلما يطبع في ذهن الطفل في هذه المرحلة تظهر آثاره بوضوح على شخصيته عندما يصبح راشدا.

    إن الطفل في هذه السن كالورقة البيضاء مستعد لأن يكتب فيه أي شيء من خير أو شر لذا يجب على المربين أن يهتموا كثيرا بالتربية في هذه المرحلة، وينبغي الاهتمام أكثر من جانب الأمهات فعليهن منح الطفل ما يحتاجه من حب وحنان، وهذا ضروري لتعليم الطفل محبة الآخرين، والمحبة غريزة طبيعية في كل طفل، ولذا ينبغي صرفها في البداية إلى محبة الله سبحانه وتعالى ثم إلى محبة رسوله عليه الصلاة والسلام- فمثلاً إذا أهدى أحد إلى الطفل قطعة من الحلوى أو لعبة أو غيرها، فسنجد أن هذا الطفل يحب ذلك المهدي فما بالكم إذا ذكر الطفل بنعم الله عليه من المآكل والمشارب والملابس والصحة والعافية- بين فترة وأخرى- ولفت انتباهه إلى أن هذا من رزق الله فبإذن الله تعالى ستنغرس في قلب هذا الطفل محبة الله سبحانه وتعالى.

    دخل الأب يوما إلى المنزل وقد أحضر معه أنواعا من الفاكهة فجلست الطفلة ذات الأربع سنوات تنظر إلى هذه النعم بينما الأم والأب منشغلان في حديث ما، فإذا بالطفلة تقطع حديثهما قائلة: أنا أحب ربي وعندما سئلت لماذا؟ قالت: انظروا ماذا أعطانا، تشير إلى الفاكهة، فقد يغفل الوالدان، والطفل يذكرهم بنعم الله.

    بعض الأولياء أو الوالدين قد يستعجل ثمرة التربية أو يرى انحرافا بسيطا في سلوك الابن أو البنت وهم في سن الثانية عشرة إلى السابعة عشرة، فيصاب بشيء من الإحباط أو تحطم الآمال، ويظن أو يتيقن فشله في التربية.

    ولكني أقول ليطمئن الوالدان فهذا لا يدل على الفشل، فليستمروا في المتابعة والتوجيه باللطف واللين والتشجيع على الخير والدعاء مع الإخلاص وسوف يرون الثمرة الطيبة بإذن الله ولو بعد حين، لأنهم بذروا بذرة طيبة وغذيت وسقيت بالطيب من كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يعلم صدقة نية العبد وحرصه على أبنائه ولن يخيب له أملاً.

    تذكر إحدى الأمهات حرصها على ابنتها منذ الصغر ومتابعتها لها حتى كبرت وتقول هذه الأم أن ابنتها كانت أحيانا تسخر منها ومع هذا استمرت وصبرت وصابرت في تربيتها، وأملها كبير بالله تعالى تقول هذه الأم إن ابنتها عرفت لوالدتها فضلها واعترفت لوالدتها بذلك فكانت تقول لم أكن أبالي بما تقولين لي من توجيهات وعندما يحصل لي موقف من المواقف أتذكر كلامك ويبدأ صداه يرن في أذني، وهي الآن من حفظة كتاب الله ومِن مَن يساهم في مجال الدعوة إلى الله قدر استطاعتها.

    * ومن أهم ما ينبغي التنبيه إليه العناية بالابن الأول أو البنت الأولى، لأنهما سيكونان القدوة لمن يأتي بعدهم من الأولاد، ويكونان عونا لأبويهما في مجال التربية وسيخف العبء على الوالدين خاصة عند كبرهما، وكثرة مشاغلهما وارتباطاتهما.

    التربية الإيمانية للطفل:
    ينبغي لطفل الثالثة من العمر أن يرى أمه وأبيه وهما يصليان، وينبغي أن يسمعهما يتلوان القرآن، فإن استماع الطفل للقرآن الكريم، والأذكار اليومية من والديه وإخوانه، وتكرار هذا السماع، يغذي روحه ويحي قلبه كما يحيي المطر الأرض المجدبة، لأن لسماع الطفل والديه وهما يذكران الله تعالى، ومشاهدته لهما في عبادتهما لذلك أثر في أفعاله وأقواله.

    ومن الأمثلة على ذلك قصة هذه الطفلة:
    أدت إحدى الأمهات سنة الوضوء- في أحد الأيام- وقامت لإكمال عملها في المنزل، وقد اعتادت طفلتها أن ترى والدتها بعد الصلاة تجلس في مصلاها حتى تنهي أذكار ما بعد الصلاة، ولكن الطفلة لاحظت على والدتها النهوض من المصلى بعد أداء السنة مباشرة، فقالت لها: لماذا قمت من مصلاك قبل أن تقولي: استغفر الله?!. هذا الموقف يدل على شدة مراقبة الأطفال لوالديهم.

    *الإنسان معرض للأسقام والأمراض وقد يمرض أحد الأبناء، ولذا ينبغي أن يكون مرضه فرصة لتقوية صلته بالله تعالى، وذلك بتذكيره بفضل الصحة والعافية، وأنها من نعم الله تعالى، وأنه يجب شكره عليها، وأن الإنسان ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بربه، وعند أخذ الدواء أو الذهاب به إلى المستشفى، نوحي إليه أن الشفاء من الله لكن هذه أسباب أمرنا الله بها، ثم لنربطهم بالرقى الشرعية والعمل بها، ولنضرب له الأمثلة بالأنبياء وأخذهم بالأسباب واتكالهم على الله تعالى، كقصة أيوب عليه السلام ومرضه وقصة يعقوب عليه السلام حين أمر أبناءه بالدخول من أبواب متفرقة وأنه لا يغني ذلك عنهم من الله شيئا وتفويضه الأمر إلى الله تعالى. قال سبحانه على لسان يعقوب: {لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [يوسف: 67].

    *ومن أهم الأمور تذكير الأبناء باحتساب الأجر، والصبر على المرض، وعلى الدواء، فهذه طفلة تذكر والدتها أن الله سبحانه وتعالى أراد لها أن تصاب بمرض كما يسمونه طبيا- بمرض مزمن- وذلك حسب تقدير الطب البشري ولكن الشفاء بيد الله تعالى- تذكر الأم أن هذه الطفلة اضطرت لأخذ الدواء مرتين يوميا، وكانت أمها تذكرها دائما بالأجر. فما كان من هذه الطفلة إلا أن قالت لأمها يوما من الأيام: "أنا أحصل على الأجر لأنني آخذ هذا الدواء".
    تقول ذلك وكأنها تفخر وتتميز بهذا الأجر والثواب على أهلها وأخوتها.


    يتبع إن شاء الله


    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الإثنين 21 يونيو 2010, 5:20 am


    من وسائل التربية والتسلية البريئة

    الأناشيد والأشرطة والقصص المفيدة:

    لا ننس أن الطفل بحاجة إلى المداعبة والأناشيد ولتكن الأناشيد الهادفة البسيطة الخالية من الموسيقى واللحن لتنمية العقيدة أولاً وبأسلوب يلائم الطفل كقول الشاعر مثلاً:

    أنا أحب إلهي ودينه وكتابه
    كذا أحب رسولي محمدا وأصحابه

    ولقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية اللعب. والتسلية للفتيان والفتيات، وقصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين مكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من رؤية أهل الحبشة وهم يلعبون شاهد على ذلك وتؤكد عائشة رضي الله عنها ذلك بقولها: "أقدروا وللجارية قدرها ".

    كما أن الطفل يحتاج إلى تجديد الأشرطة والقصص المفيدة النافعة بين فترة وأخرى
    ولبيان أهمية الأشرطة والكتب النافعة إليكم هذه القصة:

    كان أحد الآباء حريصا على شراء ما استجد من القصص والكتب المفيدة لأولاده، وفي ضحى يوم من أيام رمضان دخلت أم الطفل ذي التسع سنوات لإيقاظه، فعندما استيقظ قال لأمه- قبل أن ينهض من فراشه-: لقد خططت برنامجا يوميا لي بدأت به منذ صباح اليوم وقال: لقد صليت الفجر، وجلست أذكر الله حتى أشرقت الشمس، ثم أديت ركعتين ونمت، وسأكمل برنامجي اليومي، سألته أمه كيف ستنظم وقتك قال: لقد أخذت تنظيم يومي من هذا الكتاب!

    فانظر أيها المربي أثر الكتب النافعة على النشأ المسلم.

    الأذكار والطفل المسلم

    يلقن الطفل في الثالثة والرابعة أذكار الصباح والمساء والنوم والطعام والشراب، وسماع الطفل الأذكار، وحفظه لها وممارستها، ربط وثيق لروحه بالله عز وجل، فتنمو روحه وتسلم فطرته من الانحراف.

    ذهبت إحدى الأسر للتنزه في البر، وعندما نزلت الأسرة ذهب الطفل مسرعا يجري في البر فرحا مسرورا وإذا به يعود مسرعا سائلاً والدته: ما هو الذكر الذي يقال في هذا المكان؟

    وكما هو معلوم فإن الذكر المقصود ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك". رواه مسلم.

    إن هذا الطفل أحس أن المسلم له أذكار معينة بعضها خاص بالزمان وبعضها خاص بالمكان وهكذا، وقد أدرك هذا الطفل حقيقة العلاقة بربه وأنها دائمة مستمرة مما تعوده من والديه، وإذا تربى الطفل على ذلك كان صالحا بإذن الله، وكان له أثر على أقرانه ومن لهم به صلة.

    ومن القصص حول نشأة الطفل على الذكر والصلة بالله: أنه في أحد الأيام جاء الطفل الصغير البالغ من العمر أربع سنوات إلى أمه بعدما أدخلته لسريره فسألها لقد قرأت آية الكرسى قبل أن أنام ثم قمت لأشرب الماء فهل أعيدها مرة أخرى؟.

    التعريف بالخالق بشكل مبسط

    يعرف الطفل بالله عز وجل بطريقة مناسبة، مع إدراكه ومستواه، فيعلم بأن الله واحد لا شريك له ويعلم بأنه الخالق لكل شيء فهو خالق الأرض والسماء والناس والحيوانات والأشجار والأنهار وغيرها، ويمكن أن يستغل المربي بعض المواقف فيسأل الطفل في نزهة في بستان أو في البرية عن خالق الماء والأنهار وما حوله من مظاهر الطبيعة ليلفت نظره إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى فقد يكون الأب أو الأم أو المربي بصفة عامة مع طفل أو مجموعة من الأطفال في سيارة في سفر أو رحلة وقت غروب الشمس، وهي تتوارى عن الأنظار تدريجيا فما على المربى حينئذ إلا أن يلفت نظر من معه إلى قدرة الله عز وجل في ذلك.

    كما يوجه الطفل لإدراك فضل الله عليه وما أسبغه عليه من نعمة الصحة والعافية فيقال له مثلاً من الذي أعطاك السمع والبصر والعقل؟ من الذي أعطاك القوة والقدرة على الحركة، وهكذا ويحث أيضا على محبة الله وشكره على هذه النعم وهذا الفضل، إن تحبيب الطفل إلى الله وما يحبه الله أمر لازم، وله مردوده التربوي عاجلاً وآجلا بإذنه تعالى.


    وقد يسأل الطفل عن ربه، هل يأكل ؟هل ينام؟ أين هو؟ وكيف شكله؟ وعند ذلك لابد من إجابته بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وإن الله ليس مثلنا بحاجة إلى النوم والطعام والشراب وأنه فوق سماواته يرى ويسمع ويعلم كل شىء وأننا لا نعلم كيف شكله لأننا لم نراه فى الدنيا ولكننا سنراه فى الجنة كما يشاء سبحانه فاجتهد فى عمل الخير حتى ترى ربك

    *إن تبسيط هذه المعاني للطفل وتوضيحها له بشكل مناسب لسنه وتعظيم الله في قلبه مما يساعد على مراقبته لربه في السر والعلانية ويؤثر تأثيرا بالغا فى نشأته على طاعة الله.



    القصة وأثرها في التربية

    للقصة دور وأثر فعال في تربية الطفل، وتحبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اليه فقصة نبع ماء زمزم عند قدمي إسماعيل عليه السلام تملأ قلب الطفل محبة لله تعالى، وكذا من القصص المحببة للطفل قصة موسى عليه السلام وعصاه، وغرق فرعون وجنوده، وقصة اختفاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الغار، وتحبيب الأنبياء عليهم والصلاة والسلام إلى الأطفال الناشئة عامل مساعد على الإقتداء بهم والتأسي بمسلكهم وسنتهم، ومن ما يحسن روايته الأحاديث المناسبة لأعمارهم وتحفيظهم إياها.

    وقد يقول قائل كيف يحبون الرسل والأنبياء وهم لم يروهم؟ فالجواب أن من أسدى لك معروفا أو ذكر لك بخير فإنك تميل إليه وتحبه وأنت لم تره، فالرسل أولى بالمحبة من غيرهم، وفضلهم بعد الله على أممهم لا يقدر بثمن.

    إن مما ينمي في الأطفال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر طائفة من الأحاديث، والمواقف النبوية المناسبة كحديث: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟ "، وقصة الغلام الذي كان في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم ويده تطيش في الصحفة، وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتعامله معه، وأحاديث الحث على زيارة المريض والعناية باليتيم، وبر الوالدين، وعدم التناجي بين الاثنين دون الثالث، كل هذه مما يقربه عليه الصلاة والسلام إلى قلوب الناشئة وينمي شعورهم بمحبته، ومعرفة فضله علينا صلى الله عليه وسلم.


    يتبع إن شاء الله
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الثلاثاء 29 يونيو 2010, 3:28 am


    مواقف ونظرات في التربية

    إن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وذكره للأطفال دائما، وتشجيع من يقتدي به منهم حث عملي على ارتباطهم بسنته، كما أن تحبيب شرائع الإسلام لهم حسب المناسبات كقصر الصلاة في السفر مثلاً، لفت لأنظار الأطفال والناشئة إلى أن هذا من يسر الدين وسهولته.

    * أما القرآن الكريم فيحسن تلقين الطفل في الثالثة أو الرابعة من عمرة سورة الفاتحة وقصار السور، ثم في سن السادسة يمكن إرسالهم إلى حلقة لتعليم القرآن الكريم في المساجد ودور القرآن، وربط الطفل ببيت الله وبكلامه عز وجل صلة بين روحه وخالقها، كلما أن مشاهدة الطفل لمعلم الحلقة، وقد اهتم بتطبيق السنة في لباسه ومظهره، ومحافظته على الصلاة، وإعفائه للحيته، وحسن تعامله وأخلاقه، كل ذلك باعث على الإقتداء به في المستقبل بإذن الله تعالى.

    * ومن طرائف الأطفال أنه أتى طفل في يوم من الأيام من الروضة وسأل والدته: ماذا سأكون إذا كبرت وكان اسم الطفل محمدا فقالت له والدته هل تريد أن تكون إماما لمسجد وتعلم الناس الخير؟ فأخذ الطفل يفكر قليلاً ثم سأل والدته: هل سيكون في بلدنا- وكان من أهل القصيم- شيخان اسمهما محمد، قالت له: ومن هما؟ قال الشيخ محمد بن عثيمين وأنا!

    فلننظر أيها المربون إلى هذا الطفل، وتطلعه، وإلى ما بدر في تفكيره، حيث تبادر إلى ذهنه هذا العالم الجليل، والطفل يتأثر بمن حوله وما يحيط به.

    * إن من مهمات المربي تهيئة الأبناء، ومن الوسائل المعينة على ذلك إلحاق أبنائه في المراكز الخيرية، ودور القرآن الكريم، تلك الدور والمراكز التي تفتح أبوابها طوال العام، وتركز جهودها في فترة الصيف لاستثمار أوقات الشباب والفتيات، ولا شك أن الالتحاق بها ربط النشء بأهل الخير، وهذا من أهم عوامل الصلاح بإذن الله.

    * ولا تنس غرس المراقبة الإيمانية الذاتية لدى الطفل، بأن نبذر في نفسه محبة الله، وأن الله تعالى مراقب لأفعاله، ومطلع على سره وعلنه
    ومما يساعد على ارتباط الأبناء بخالقهم تعليمهم التوكل على الله، واللجوء إليه سبحانه وتعالى، وأن والديه ليس لهم حول ولا قوة إلا به، ولقد عرفنا من القصص ما يغذي هذا الجانب التربوي، من ذلك قصة إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، وتوكله على ربه عندما أتاه جبريل عليه السلام ليسأله أله حاجة؟ قال أما لك فلا وأما لله فحسبنا الله ونعم الوكيل، إن مثل هذه القصة لهي من أقوى الدوافع لتوكل الأنبياء على ربهم وتربيتهم على ذلك.

    * ومن قصص الأطفال في هذا المجال ذلك الطفل الذي ذهب إلى إحدى المدن الترفيهية، وقد أراد أن يلعب في لعبة لم يلعبها من قبل، وكانت كبيرة وترتفع أثناء اللعب بها ارتفاعا شديدا بالنسبة للأطفال، وعند تحركها حين ركبها الطفل، وكان بجواره طفل آخر وقد بدا عليهما الخوف فقال له: دعنا نقرأ آية الكرسي، هذا الموقف يدل على إدراك الطفل لحفظ الله تعالى لهما، ونزول الطمأنينة عليهما بقراءة كتاب الله أو شيء منه.

    * وطفل آخر أحس بالملل في ذهابه للروضة، وطلب من والدته أن تسمح له بعدم الذهاب، لكن الأم استمرت تشجعه يوميا على الذهاب إليها والطفل لا يرغب ذلك، وفي يوم من الأيام دخلت الأم على طفلها في الغرفة فوجدته رافعا يديه ويدعو قائلاً: يا سامع الصوت أخرجنا من الروضة!! فهنا نلحظ أثر التربية الإيمانية فقد لجأ هذا الطفل إلى الله في موقف هو محتاج إلى من ينقذه من هذه المشكلة بالنسبة له، وبعدها لم ترسله أمه إلى الروضة حتى التحق بعدئذ في المدرسة.

    * إن لجلسة العائلة أو الأم مع أولادها، وتذكيرهم بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بين فترة وأخرى أثر كبير عليهم، وعلى اهتمامهم بدينهم وإن كانوا صغارا، ونحن نهمل هذه الجلسات النافعة بحجة عدم التفرغ، واعتقادنا عدم إدراكهم لصغرهم، وهذا غلط كبير، فمثلاً في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الغلام الذي كانت يده تطيش في الصحفة، إذا بسطت للأطفال الصغار، فإن فيها آدابا عظيمة يصعب تعليم الأبناء عليها إذا كبروا، وعلى هذا نقيس من ذكر الأحاديث المناسبة لهم كل حسب سنه، ويؤكد نفع هذه الجلسات ما ترويه إحدى الأخوات عن طفلها الذي يدرس في الصف الثاني الابتدائي حيث تقول: عاد ابني من المدرسة، وقال لي لقد حضر اليوم إلى مدرستنا فضيلة الشيخ محمد ابن عثيمين ورغبت أن أطرح عليه سؤالاً، لكني لم أتمكن من ذلك لأنه خرج من المدرسة قبل أن أصل إليه، فماذا تتوقعون أن يكون سؤال هذا الطفل؟ سألته أمه ما الذي تريد أن تسأل عنه الشيخ؟ قال لها: كنت سأسأله هل تحسب للمرأة خطاها من مكان وضوئها الذي تتوضأ فيه إلى مصلاها برفع درجة ومحو سيئة مثل الرجال أم لا؟ فتذكرت الأم أنه كان لها حديث حول هذا الموضوع مع هذا الطفل قبل ما يقارب من شهرين من هذه الحادثة لكنها لازالت عالقة في ذهن الطفل.


    * مما يساعد على غرس الإيمان في قلوب الأطفال إشعارهم بأهمية الإخلاص لله تعالى، وشرحه لهم، وإخبارهم أن العمل كله لله من صيام وصلاة وصدقة كلها نتقرب بها إلى الله، بل أعمالهم الدنيوية المباحة والمندوبة تجعلهم يستشعرون فيها النية الصالحة، وأنهم يؤجرون عليها ويستشعرون مراقبة الله لهم وقربه منهم.

    يتبع إن شاء الله

    avatar
    ام مروة


    أمهات بقرب أبنائهن Empty رد: أمهات بقرب أبنائهن

    مُساهمة من طرف ام مروة الإثنين 25 أكتوبر 2010, 11:08 am

    ماشاء الله بارك الله فيكِ اختى موضوع مميز واختيار موفق

    نحن بحاجة اليه جزاكِ الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024, 5:21 am