بسم الله الرحمن الرحيم
بيان المعنى من خلال مدّ بعض الحروف:
إن المدّ في القراءة لبعض أحرف الكلمة القرآنية يعتبر ظاهرة
من ظواهر زيادة أحرفها، وإن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى..
لذا فإن ظاهرة المد لبعض حروف كلمات القرآن مدّاً زائداً
على المد الأصلي الطبيعي حين التلاوة يدل على تفخيم هذه الكلمة وزيادة معناها..
ونستعرض فيما يلي أمثلة من الكلمات القرآنية التي يجب مد بعض حروفها مدّاً زائداً لنعرف أن هذا المد لم يأت عبثاً، وإنما جاء لبيان أهمية هذه الكلمة وأنها تدل على شيء مخصوص وغير عادي، ومثل هذه الكلمات كثيرة جدّاً في القرآن الكريم،
وسنذكر بعضها حسب الآتي:
- {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} [النازعات:34].
- {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة:22].
- {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن:39].
- {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ} [البقرة:125].
حينما ننظر إلى هذه الكلمات:
(الطَّامَّةُ، وَالسَّمَاءَ، وَلَا جَانٌّ، لِلطَّائِفِينَ)
نجد أن كلاًّ منها يدل على شيء عظيم غير عادي؛ لذا جاء المد ليزيد المعنى.. وحينما نقارن وجود المد في كلمة (الطَّامَّةُ) بعدم وجوده في كلمة قرآنية أخرى قريبة في المعنى وهي (الْقَارِعَة)، نجد أن عدم وجود المد في (الْقَارِعَةُ) مطلوب بشدة لتحقيق معناها وهو أنها (تقرع) آذان الناس وهو شيء لا يستلزم زمناً، فهو لحظيّ ليدل على الفجاءة ولا يحتاج مدّاً أو مدة ..
كذلك، فإننا حينما نتدبر (سورة الكافرون)، نجد أنه حينما يذكر القرآن (مَا تَعْبُدُونَ) و (مَا عَبَدْتُمْ) فإنه لا يوجد مدّ على كلمة (مَا) للدلالة على تحقير ما يعبدون، غير أنه حين يذكر (مَا أَعْبُدُ) – وقد جاءت مرتين –، نجد أنه يوجد مدّ على كلمة (مَا) لتدل على عظمة ما يعبده الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعته.. حينما نرجع إلى أحكام التلاوة في المد، نجد أن المد قد جاء لأن الحرف الذي تلا المد هو (الهمزة).. هذا الحكم يوضح حكمة اختيار الحروف التي تبدأ بها الكلمات القرآنية لتبين المعنى على أكمل وجه.. كذلك فإننا حينما نتكلم عن المد الجائز المنفصل (مد الصلاة الطويلة) وهو المد المتولد من هاء الضمير المكسورة أو المضمومة الواقعة بين متحركين ثانيهما همز نذكر المثالين الآتيين:
- {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [البقرة:131].
وجاء مد الصلة الطويلة ليدل على عظمة الرب سبحانه.
- {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:91].
جاء مد الصلة الطويلة ليدل على عظمة قدر الله سبحانه.
وبالنسبة للمد اللازم المثقّل (لوجود التشديد بعد حرف المد) نذكر المثال الآتي: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7].
نجد أن كلمة (الضَّالِّينَ) ممدودة مدّاً لازماً مثقّلاً مقداره ست حركات.. على عكس كلمة (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بدون مد زائد.
ويدل مد كلمة (الضَّالِّينَ) على كثرة هؤلاء الضالين ووفرتهم وهم (النصارى) وذلك بالمقارنة بـ (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) وهم اليهود حيث جاءت بدون مد لتدل على قلة عددهم.
الكاتب - (م. محمد شملول )
بيان المعنى من خلال مدّ بعض الحروف:
إن المدّ في القراءة لبعض أحرف الكلمة القرآنية يعتبر ظاهرة
من ظواهر زيادة أحرفها، وإن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى..
لذا فإن ظاهرة المد لبعض حروف كلمات القرآن مدّاً زائداً
على المد الأصلي الطبيعي حين التلاوة يدل على تفخيم هذه الكلمة وزيادة معناها..
ونستعرض فيما يلي أمثلة من الكلمات القرآنية التي يجب مد بعض حروفها مدّاً زائداً لنعرف أن هذا المد لم يأت عبثاً، وإنما جاء لبيان أهمية هذه الكلمة وأنها تدل على شيء مخصوص وغير عادي، ومثل هذه الكلمات كثيرة جدّاً في القرآن الكريم،
وسنذكر بعضها حسب الآتي:
- {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} [النازعات:34].
- {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة:22].
- {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن:39].
- {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ} [البقرة:125].
حينما ننظر إلى هذه الكلمات:
(الطَّامَّةُ، وَالسَّمَاءَ، وَلَا جَانٌّ، لِلطَّائِفِينَ)
نجد أن كلاًّ منها يدل على شيء عظيم غير عادي؛ لذا جاء المد ليزيد المعنى.. وحينما نقارن وجود المد في كلمة (الطَّامَّةُ) بعدم وجوده في كلمة قرآنية أخرى قريبة في المعنى وهي (الْقَارِعَة)، نجد أن عدم وجود المد في (الْقَارِعَةُ) مطلوب بشدة لتحقيق معناها وهو أنها (تقرع) آذان الناس وهو شيء لا يستلزم زمناً، فهو لحظيّ ليدل على الفجاءة ولا يحتاج مدّاً أو مدة ..
كذلك، فإننا حينما نتدبر (سورة الكافرون)، نجد أنه حينما يذكر القرآن (مَا تَعْبُدُونَ) و (مَا عَبَدْتُمْ) فإنه لا يوجد مدّ على كلمة (مَا) للدلالة على تحقير ما يعبدون، غير أنه حين يذكر (مَا أَعْبُدُ) – وقد جاءت مرتين –، نجد أنه يوجد مدّ على كلمة (مَا) لتدل على عظمة ما يعبده الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعته.. حينما نرجع إلى أحكام التلاوة في المد، نجد أن المد قد جاء لأن الحرف الذي تلا المد هو (الهمزة).. هذا الحكم يوضح حكمة اختيار الحروف التي تبدأ بها الكلمات القرآنية لتبين المعنى على أكمل وجه.. كذلك فإننا حينما نتكلم عن المد الجائز المنفصل (مد الصلاة الطويلة) وهو المد المتولد من هاء الضمير المكسورة أو المضمومة الواقعة بين متحركين ثانيهما همز نذكر المثالين الآتيين:
- {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [البقرة:131].
وجاء مد الصلة الطويلة ليدل على عظمة الرب سبحانه.
- {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:91].
جاء مد الصلة الطويلة ليدل على عظمة قدر الله سبحانه.
وبالنسبة للمد اللازم المثقّل (لوجود التشديد بعد حرف المد) نذكر المثال الآتي: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7].
نجد أن كلمة (الضَّالِّينَ) ممدودة مدّاً لازماً مثقّلاً مقداره ست حركات.. على عكس كلمة (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بدون مد زائد.
ويدل مد كلمة (الضَّالِّينَ) على كثرة هؤلاء الضالين ووفرتهم وهم (النصارى) وذلك بالمقارنة بـ (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) وهم اليهود حيث جاءت بدون مد لتدل على قلة عددهم.
الكاتب - (م. محمد شملول )