بسم الله الرحمن الرحيم :
حبيباتى الغاليات وددت أن أنقل وأحكى لكم قصة صحابية
من أحسن الناس خلقا ومقاماعند رب العالمين وعند حبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم
هذة الصحابية ودت وتمنت كل إمرأة أن تنال مكانتها ومنزلتها
وأن تحظى بالشرف التى نالته ألا وهو :
إرضاع سيد المرسلين وخاتم النبيين
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
والأن هيا بنا لنستمع القصة :
قالت حليمة السعدية :
خرجت من منازلنا أنا وزوجي وابن لنا صغير نلتمس الرضعاء (المولودين الجدد ) في مكة وكان معنا نشوة من قومي بني سعد قدخرجن
لمثل ما خرجت إليه.
وكان ذلك في سنة قاحلة مجدبه..
و كان معنا دابتان (هزيلتان) مسنتان (لا تقطر ضروعها )
بقطرة من لبن فركبت أنا و غلامي الصغير إحداهما .
أما زوجي فركب الأخرى , كانت ناقته أكبر سناً و أشد هزالاً
و كنا والله ماننام لحظة في ليلنا كله لشدة بكاء طفلنا من الجوع ,
إذ لم يكن في ثديي ما يغنيه ولم يكن في ضرعي ناقتنا ما يغذيه ..
ولقد أبطأنا بالركب بسبب هزال حمارنا و ضعفه فضجر
رفاقنا منا
فلما بلغنا مكة و بحثنا عن الرضعاء وقعت في أمر لم يكن
بالحسبان ... ذلك أنه لم تبق امرأة إلا و عرض عليها الغلام
الصغير محمد بن عبدالله ..
فكنا نأبه لأنه يتيم , وكنا نقول
ما عسى أن تنفعنا أم صبي لا أب له ؟!
وما عس أن يصنع لنا جده ؟!
ثم إنه لم يمض علينا غير يومين اثنين
حتى ظفرت كل امرأة بواحد من الرضعاء
... أما أنا فلم أظفر بأحد ... فلما أزمعنا الرحيل
قلت لزوجي :
إني أكره أن أرجع إلى منازلنا و ألقى بني قومنا
خاوية الوفاض دون أن آخذ رضيعاً
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم , و لآخذنه.
فقا لها زوجها :
لا بأس عليك , خذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيراً
فذهبت إلى أمه وأخذته
ووالله ما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غلاماً سواه
فلما رجعت به إلى رحلي وضعته في حجري ,
و ألقمته ثديي , فدر عليه من اللبن ما شاء الله أن يدر بعد أن كان
خاوياً خالياً...
فشرب الغلام حتى روي
ثم شرب أخوه حتى روي أيضاً , ثم ناما ..
فاضجعت أنا وزوجي إلى جانبهما لننام بعد أن كنا لا نحظى بالنوم ً بسبب صبينا الصغير .
ثم حانت من زوجي التفاتة إلى ناقتنا المسنة العجفاء ..
فإذا ضرعاها حافلان ممتلئان...
فقام إليها , وهو لا يصدق عينيه وحلب منها وشرب .
ثم حلب لي فشربت معه حتى امتلأنا رياً و شبعاً .وبتنا في خير ليلة
فلما أصبحنا قال لي زوجي :
أتدرين يا حليمة أنك قد ظفرت بطفل مبارك ؟
فقلت له :
إنه لكذلك و إني لأرجو منه خيراً كثيراً .
ثم خرجنا من مكة فركبت حمارنا المسن .
وحملته معي عليها ؛ فمضت نشيطة تتقدم دواب القوم جميعاً حتى ما يلحق بها أي من دوابهم .
فجعلت صواحبي يقلن لي :
ويحك, تمهلي علينا ... أليس هذا حمارك المسن
التي خرجتم عليها ؟!!
فأقول لهن : بلى ... والله إنها هي .
فيقلن : والله إن لها لشأناً
.
ولم نزل نتلقى من البركه والخيرحتى انقضت سنتا رضاع الصبي..
وتم فطامه ...
وكان خلال عاميه هذين ينمو نمواً لا يشبه نمو أقرانه .
فهو ما كاد يتم سنتيه عندنا حتى غذا غلاماً قوياً مكتملاً
عند ذلك قدمنا به على أمه , و نحن أحرص ما نكون على مكثه
عندنا لما كنا نرى في بركته ,
فلما لقيت أمه طمأنتها عليه وقلت :
ليتك تتركين بني عندي حتى يزداد فتوة و قوة
فإني أخشى عليه وباء مكة ...
ولم أزل بها أقنعها و أرغبها حتى ردته معنا ..
فرجعنا به فرحين مستبشرين .
ثم إنه لم يمض على مقدم الغلام معنا غير أشهر
معدودات حتى وقع له أمر أخافنا ... و أقلقنا ...وهزنا هزاً .
فلقد خرج ذات صباح مع أخيه في غنيماتٍ لنا يرعيانها خلف بيوتنا
؛ فما هو إلا قليل حتى أقبل علينا أخوه يعدو
, و قال:
الحقا بأخي القرشي , فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض
فأضجعاه ..
وشقا بطنه .
فانطلقت أنا وزوجي نعدو نحو الغلام ,
فوجدناه مرتجفا و قد تغير لون وجهه
فالتزمه زوجي , وضممته إلى صدري ...
وقلت له مالك يا بني ؟!!
فقال : جائني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني
, وشقا بطني , والتمسا شيئاً فيه ,
لا أدري ما هو ثم خلياني , ومضيا
فرجعنا بالغلام مضطرين خائفين .
فلما بلغنا منزلنا التفت إلى زوجي وعيناه تدمعان
, ثم قال :
إني لأخشى أن يكون هذا الغلام المبارك
قد أصيب بأمر لا قبل لنا برده .
فألحقيه بأهله , فإنهم أقدر منا على ذلك
فاحتملنا الغلام و مضينا به حتى بلغنا مكة ,
ودخلنا بيت أمه , فلما رأتنا حدقت في وجه ولدها ,
ثم بادرتني قائلة
ما أقدمك بمحمد يا حليمة
وقد كنت حريصة عليه ؟! شديدة الرغبة في مكثه عندك ؟
فقلت : لقد قوي عوده ..
واكتملت فتوته ...
وقضيت الذي على نحوه , وتخوفت عليه من الأحداث
؛ فأديته إليك ..
فقالت : اصدقيني الخبر
, فما أنت بالتي تزهد في الصبي لهذا الذي ذكرته ..
ثم مازالت تلح علي ولم تدعني حتى أخبرتها بما وقع له
, فهدأت ثم قالت
وهل تخوفت عليه الشيطان يا حليمة؟
فقلت : نعم.
فقالت : كلا , والله ماللشيطان عليه من سبيل
... و إن لإبني شأناً ... فهل أخبرك خبره ؟
فقلت بلى
..
قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور
بصرى من أرض الشام ..
ثم إني حين ولدته نزل واضعاً يديه على الأرض
, رافعاً رأسه إلى السماء ...
ثم قالت دعيه عنك , وانطلقي راشدة ..
. وجزيت عنا وعنه خيراً.
فمضيت أنا وزوجي محزونين أشد الحزن على فراقه .
.. ولم يكن غلامنابأقل منا حزناً عليه
, و أسىً ولوعه على فراقه .
وبعد .
.. فلقد عاشت حليمة السعدية حتى بلغت من الكبر عتيا .
ثم رأت الطفل اليتيم الذي أرضعته
, قد غدا للعرب سيداً ... و للإنسانية مرشداً ... وللبشرية نبياً ...
ولقد وفدت عليه بعد أن آمنت به وصدقت بالكتاب الذي أنزل عليه..
فما إن رآها حتى استطار بها سروراً , وطفق يقول :
أمي ... أمي
ثم خلع لها رداءه , وبسطه تحتها ,
و أكرم وفادتها أبلغ الإكرام و عيون الصحابة تنظر إليه و إليها
في عظمة و إجلال
...
صلوات الله وسلامه على محمد البر الوفي ..
صاحب الخلق الكريم...
ورضوان الله على السيدة حليمة السعدية .
مرضعة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين ...
حبيباتى الغاليات وددت أن أنقل وأحكى لكم قصة صحابية
من أحسن الناس خلقا ومقاماعند رب العالمين وعند حبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم
هذة الصحابية ودت وتمنت كل إمرأة أن تنال مكانتها ومنزلتها
وأن تحظى بالشرف التى نالته ألا وهو :
إرضاع سيد المرسلين وخاتم النبيين
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
والأن هيا بنا لنستمع القصة :
قالت حليمة السعدية :
خرجت من منازلنا أنا وزوجي وابن لنا صغير نلتمس الرضعاء (المولودين الجدد ) في مكة وكان معنا نشوة من قومي بني سعد قدخرجن
لمثل ما خرجت إليه.
وكان ذلك في سنة قاحلة مجدبه..
و كان معنا دابتان (هزيلتان) مسنتان (لا تقطر ضروعها )
بقطرة من لبن فركبت أنا و غلامي الصغير إحداهما .
أما زوجي فركب الأخرى , كانت ناقته أكبر سناً و أشد هزالاً
و كنا والله ماننام لحظة في ليلنا كله لشدة بكاء طفلنا من الجوع ,
إذ لم يكن في ثديي ما يغنيه ولم يكن في ضرعي ناقتنا ما يغذيه ..
ولقد أبطأنا بالركب بسبب هزال حمارنا و ضعفه فضجر
رفاقنا منا
فلما بلغنا مكة و بحثنا عن الرضعاء وقعت في أمر لم يكن
بالحسبان ... ذلك أنه لم تبق امرأة إلا و عرض عليها الغلام
الصغير محمد بن عبدالله ..
فكنا نأبه لأنه يتيم , وكنا نقول
ما عسى أن تنفعنا أم صبي لا أب له ؟!
وما عس أن يصنع لنا جده ؟!
ثم إنه لم يمض علينا غير يومين اثنين
حتى ظفرت كل امرأة بواحد من الرضعاء
... أما أنا فلم أظفر بأحد ... فلما أزمعنا الرحيل
قلت لزوجي :
إني أكره أن أرجع إلى منازلنا و ألقى بني قومنا
خاوية الوفاض دون أن آخذ رضيعاً
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم , و لآخذنه.
فقا لها زوجها :
لا بأس عليك , خذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيراً
فذهبت إلى أمه وأخذته
ووالله ما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غلاماً سواه
فلما رجعت به إلى رحلي وضعته في حجري ,
و ألقمته ثديي , فدر عليه من اللبن ما شاء الله أن يدر بعد أن كان
خاوياً خالياً...
فشرب الغلام حتى روي
ثم شرب أخوه حتى روي أيضاً , ثم ناما ..
فاضجعت أنا وزوجي إلى جانبهما لننام بعد أن كنا لا نحظى بالنوم ً بسبب صبينا الصغير .
ثم حانت من زوجي التفاتة إلى ناقتنا المسنة العجفاء ..
فإذا ضرعاها حافلان ممتلئان...
فقام إليها , وهو لا يصدق عينيه وحلب منها وشرب .
ثم حلب لي فشربت معه حتى امتلأنا رياً و شبعاً .وبتنا في خير ليلة
فلما أصبحنا قال لي زوجي :
أتدرين يا حليمة أنك قد ظفرت بطفل مبارك ؟
فقلت له :
إنه لكذلك و إني لأرجو منه خيراً كثيراً .
ثم خرجنا من مكة فركبت حمارنا المسن .
وحملته معي عليها ؛ فمضت نشيطة تتقدم دواب القوم جميعاً حتى ما يلحق بها أي من دوابهم .
فجعلت صواحبي يقلن لي :
ويحك, تمهلي علينا ... أليس هذا حمارك المسن
التي خرجتم عليها ؟!!
فأقول لهن : بلى ... والله إنها هي .
فيقلن : والله إن لها لشأناً
.
ولم نزل نتلقى من البركه والخيرحتى انقضت سنتا رضاع الصبي..
وتم فطامه ...
وكان خلال عاميه هذين ينمو نمواً لا يشبه نمو أقرانه .
فهو ما كاد يتم سنتيه عندنا حتى غذا غلاماً قوياً مكتملاً
عند ذلك قدمنا به على أمه , و نحن أحرص ما نكون على مكثه
عندنا لما كنا نرى في بركته ,
فلما لقيت أمه طمأنتها عليه وقلت :
ليتك تتركين بني عندي حتى يزداد فتوة و قوة
فإني أخشى عليه وباء مكة ...
ولم أزل بها أقنعها و أرغبها حتى ردته معنا ..
فرجعنا به فرحين مستبشرين .
ثم إنه لم يمض على مقدم الغلام معنا غير أشهر
معدودات حتى وقع له أمر أخافنا ... و أقلقنا ...وهزنا هزاً .
فلقد خرج ذات صباح مع أخيه في غنيماتٍ لنا يرعيانها خلف بيوتنا
؛ فما هو إلا قليل حتى أقبل علينا أخوه يعدو
, و قال:
الحقا بأخي القرشي , فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض
فأضجعاه ..
وشقا بطنه .
فانطلقت أنا وزوجي نعدو نحو الغلام ,
فوجدناه مرتجفا و قد تغير لون وجهه
فالتزمه زوجي , وضممته إلى صدري ...
وقلت له مالك يا بني ؟!!
فقال : جائني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني
, وشقا بطني , والتمسا شيئاً فيه ,
لا أدري ما هو ثم خلياني , ومضيا
فرجعنا بالغلام مضطرين خائفين .
فلما بلغنا منزلنا التفت إلى زوجي وعيناه تدمعان
, ثم قال :
إني لأخشى أن يكون هذا الغلام المبارك
قد أصيب بأمر لا قبل لنا برده .
فألحقيه بأهله , فإنهم أقدر منا على ذلك
فاحتملنا الغلام و مضينا به حتى بلغنا مكة ,
ودخلنا بيت أمه , فلما رأتنا حدقت في وجه ولدها ,
ثم بادرتني قائلة
ما أقدمك بمحمد يا حليمة
وقد كنت حريصة عليه ؟! شديدة الرغبة في مكثه عندك ؟
فقلت : لقد قوي عوده ..
واكتملت فتوته ...
وقضيت الذي على نحوه , وتخوفت عليه من الأحداث
؛ فأديته إليك ..
فقالت : اصدقيني الخبر
, فما أنت بالتي تزهد في الصبي لهذا الذي ذكرته ..
ثم مازالت تلح علي ولم تدعني حتى أخبرتها بما وقع له
, فهدأت ثم قالت
وهل تخوفت عليه الشيطان يا حليمة؟
فقلت : نعم.
فقالت : كلا , والله ماللشيطان عليه من سبيل
... و إن لإبني شأناً ... فهل أخبرك خبره ؟
فقلت بلى
..
قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور
بصرى من أرض الشام ..
ثم إني حين ولدته نزل واضعاً يديه على الأرض
, رافعاً رأسه إلى السماء ...
ثم قالت دعيه عنك , وانطلقي راشدة ..
. وجزيت عنا وعنه خيراً.
فمضيت أنا وزوجي محزونين أشد الحزن على فراقه .
.. ولم يكن غلامنابأقل منا حزناً عليه
, و أسىً ولوعه على فراقه .
وبعد .
.. فلقد عاشت حليمة السعدية حتى بلغت من الكبر عتيا .
ثم رأت الطفل اليتيم الذي أرضعته
, قد غدا للعرب سيداً ... و للإنسانية مرشداً ... وللبشرية نبياً ...
ولقد وفدت عليه بعد أن آمنت به وصدقت بالكتاب الذي أنزل عليه..
فما إن رآها حتى استطار بها سروراً , وطفق يقول :
أمي ... أمي
ثم خلع لها رداءه , وبسطه تحتها ,
و أكرم وفادتها أبلغ الإكرام و عيون الصحابة تنظر إليه و إليها
في عظمة و إجلال
...
صلوات الله وسلامه على محمد البر الوفي ..
صاحب الخلق الكريم...
ورضوان الله على السيدة حليمة السعدية .
مرضعة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين ...