مع الله تعالى في كل حين
الدكتورة/ فاطمة المرابط
أول رتبة لحصول محبوبية الله سبحانه وتعالى ومعيته : هي القرب من طاعته والالتزام في جميع الأوقات بعبادته، فهي محبة القرب والولاية والمحبة والنصرة. فمعية الله ثابتة للمتقين والصابرين والمحسنين والمتوكلين الذين يظنون أن الله سبحانه معهم في كل وقت وحين قال تعالى :
{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } [ النحل : الآية128 ] .
{ والله مع الصابرين } [ البقرة : الآية247 ] .
{ لا تحزن إن الله معنا } [ التوبة : الآية40 ] .
وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر، كما في الحديث القدسي : ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) رواه أحمد. وباب التقرب إلى الله عز وجل مفتوح لمن أتى البيوتَ من أبوابها التي شرعها المولى الكريم.
والبعد هو التدنس بمخالفته والتجافي عن طاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه الحق سبحانه : ( ما تقرب إلي المتقربون بمثل أداء ما افترضته عليهم. ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى يحبني وأحبه. فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا. فبي يبصر وبي يسمع ) أخرجه البخاري.
فقرب العبد أولا بإيمانه وتصديقه، ثم قربه بإحسانه وتحقيقه. وقرب الحق سبحانه بالعلم والقدرة عام للكافة. وباللطف والنصرة خاص بالمؤمنين ثم بخصائص التأنيس مختص بالأولياء، قال تعالى : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } [ ق : الآية16 ] .
وقال عز وجل : { نحن أقربُ إليه منكم } [ الواقعة : الآية88 ] .
ومن تحقق بقرب الحق سبحانه وتعالى داوم على مراقبته واستحضار اسمه الرقيب فهو جل وعلا رقيب الحفاظ والوفاء ثم رقيب الحياء.
والطريق إلى الله تعالى عمل منصوص بالكتاب والسنة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس به، وكان معنى القصد إلى قرب الله عز وجل بالتعبد، ومعنى طلب الحظوة عنده والزلفى لديه بالأعمال الصالحة علماً مستقرا عندهم.{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [ العنكبوت : الآية69 ] . فالمجاهدات بالعلم والعمل والهداية مواهب الله تعالى في الأحوال وهذا معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لا يعلم. والذي أورثه الله لعبده لم يكن من كسبه بل بفضل الله ورحمته وبذلك مَنَّ الله على النبي عليه السلام فقال : { وعَلَّمَك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } [ النساء : الآية113 ] .
فلزوم المجاهدة يوصل إلى المشاهدة ألا تراه سبحانه وتعالى يقول لنبيه وحبيبه :
{ ومن الليل فتجهد به نافلة عسى أن يبعثك الله مقاما محمودا } [ الإسراء : الآية79 ] . فإذا كان المقصود - وهو سيدنا رسول الله - لا يصل إلى المقام المحمود إلا بالركوع والسجود، فكيف يطمع بالوصول من ليس له محصول.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما ارتحل في سفره : ( اللهم إنك أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد ). رواه مسلم وأحمد.
فمن ثمرات تعلقه صلى الله عليه وسلم بربه عز وجل سَرَت من قلبه الطاهر مادَّة الإيمان إلى صحبه. ثم امتدت الصحبةُ وراثةً فكانت رحمة بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين تسري من قلب لقلب ومن جيل لجيل بالصحبة والمحبة والتلمذة.
ومن المؤمنين من يرفع الله همته لطلب معرفة ربه والوصول إليه مع الذين أنعم الله عليهم فمن كتب الله له سابقة خير يسره لصحبة دليل رفيق ولي مرشد.
فالسير إلى الله سير قلبي. والمشايخ المسلكون أطباء في تصفية القلوب ليس طبهم من قبيل وصف الدواء بل هم أنفسهم دواء صحبتهم ومجالستهم ومحبتهم ومخاللتهم تعرض مباشر للإشعاع القلبي الشافي بإذن الله الذي يودعه في قلوب أوليائه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود والترمذي بإسناد صحيح : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
ونحن في مجتمع الفتنة الذي نعيشه في جهاد دؤوب على منهاج النبوة. والجماعة مدرسة نتعلم فيها المشي بخطى ثابتة في السير إلى الله ومع الله بصحبة ولي مرشد.
فأين أنت يا أخت الإيمان من أمثلة الصحابيات اللواتي تخرجن من مدرسة النبوة التي نقتفي إثرها.
سلوكك قفزة نوعية : "فالمغزل في يد المرأة أعظم من الرمح في يد المجاهد".
سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها خير مثال : سبحان الله والحمد لله والله أكبر هذه الأسماء هي خُدَّامها الذين امتزجت أنفاسها بروحانيتهم تسليما واتباعا وفيضا نورانيا يملأ جوانب حياتها الحافلة بالخدمة : خدمة زوجها وأبنائها وجيرانها وذويها والتي بوأتها مكانة سيدة نساء العالمين.
{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } [ النحل : الآية128 ] .
{ والله مع الصابرين } [ البقرة : الآية247 ] .
{ لا تحزن إن الله معنا } [ التوبة : الآية40 ] .
وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر، كما في الحديث القدسي : ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) رواه أحمد. وباب التقرب إلى الله عز وجل مفتوح لمن أتى البيوتَ من أبوابها التي شرعها المولى الكريم.
والبعد هو التدنس بمخالفته والتجافي عن طاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه الحق سبحانه : ( ما تقرب إلي المتقربون بمثل أداء ما افترضته عليهم. ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى يحبني وأحبه. فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا. فبي يبصر وبي يسمع ) أخرجه البخاري.
فقرب العبد أولا بإيمانه وتصديقه، ثم قربه بإحسانه وتحقيقه. وقرب الحق سبحانه بالعلم والقدرة عام للكافة. وباللطف والنصرة خاص بالمؤمنين ثم بخصائص التأنيس مختص بالأولياء، قال تعالى : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } [ ق : الآية16 ] .
وقال عز وجل : { نحن أقربُ إليه منكم } [ الواقعة : الآية88 ] .
ومن تحقق بقرب الحق سبحانه وتعالى داوم على مراقبته واستحضار اسمه الرقيب فهو جل وعلا رقيب الحفاظ والوفاء ثم رقيب الحياء.
والطريق إلى الله تعالى عمل منصوص بالكتاب والسنة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس به، وكان معنى القصد إلى قرب الله عز وجل بالتعبد، ومعنى طلب الحظوة عنده والزلفى لديه بالأعمال الصالحة علماً مستقرا عندهم.{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } [ العنكبوت : الآية69 ] . فالمجاهدات بالعلم والعمل والهداية مواهب الله تعالى في الأحوال وهذا معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام : "من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لا يعلم. والذي أورثه الله لعبده لم يكن من كسبه بل بفضل الله ورحمته وبذلك مَنَّ الله على النبي عليه السلام فقال : { وعَلَّمَك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } [ النساء : الآية113 ] .
فلزوم المجاهدة يوصل إلى المشاهدة ألا تراه سبحانه وتعالى يقول لنبيه وحبيبه :
{ ومن الليل فتجهد به نافلة عسى أن يبعثك الله مقاما محمودا } [ الإسراء : الآية79 ] . فإذا كان المقصود - وهو سيدنا رسول الله - لا يصل إلى المقام المحمود إلا بالركوع والسجود، فكيف يطمع بالوصول من ليس له محصول.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما ارتحل في سفره : ( اللهم إنك أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد ). رواه مسلم وأحمد.
فمن ثمرات تعلقه صلى الله عليه وسلم بربه عز وجل سَرَت من قلبه الطاهر مادَّة الإيمان إلى صحبه. ثم امتدت الصحبةُ وراثةً فكانت رحمة بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين تسري من قلب لقلب ومن جيل لجيل بالصحبة والمحبة والتلمذة.
ومن المؤمنين من يرفع الله همته لطلب معرفة ربه والوصول إليه مع الذين أنعم الله عليهم فمن كتب الله له سابقة خير يسره لصحبة دليل رفيق ولي مرشد.
فالسير إلى الله سير قلبي. والمشايخ المسلكون أطباء في تصفية القلوب ليس طبهم من قبيل وصف الدواء بل هم أنفسهم دواء صحبتهم ومجالستهم ومحبتهم ومخاللتهم تعرض مباشر للإشعاع القلبي الشافي بإذن الله الذي يودعه في قلوب أوليائه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داوود والترمذي بإسناد صحيح : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
ونحن في مجتمع الفتنة الذي نعيشه في جهاد دؤوب على منهاج النبوة. والجماعة مدرسة نتعلم فيها المشي بخطى ثابتة في السير إلى الله ومع الله بصحبة ولي مرشد.
فأين أنت يا أخت الإيمان من أمثلة الصحابيات اللواتي تخرجن من مدرسة النبوة التي نقتفي إثرها.
سلوكك قفزة نوعية : "فالمغزل في يد المرأة أعظم من الرمح في يد المجاهد".
سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها خير مثال : سبحان الله والحمد لله والله أكبر هذه الأسماء هي خُدَّامها الذين امتزجت أنفاسها بروحانيتهم تسليما واتباعا وفيضا نورانيا يملأ جوانب حياتها الحافلة بالخدمة : خدمة زوجها وأبنائها وجيرانها وذويها والتي بوأتها مكانة سيدة نساء العالمين.