السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا تتبع الالف المدية ما قبلها في التفخيم والترقيق
ولماذا لا تتاثر الحروف المدية الاخرى بالتفخيم والترقيق ؟
اولا –
مخارج الحروف سبعه عشر مخرجا متفرعه عن المخارج العامة الخمسة وهي الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم وذلك راي الجمهور لقول ابن الجزري يرحمه الله :
مخارج الحوف سبعة عشر .... على الذي يختاره من اختبر
وذكر الشيخ المرصفي ان حصر المخارج في ذلك العدد هو على وجه التقريب والا فالتحقيق ان لكل حرف مخرجا خاصا به يخالف مخرج الاخر والا لكان اياه وفي هذا المعنى يقول العلامه ابن عبد الرزاق في تذكرة القراء
والحصر تقريب وبالحقيقة .... لكل حرف بقعه دقيقة
اذا قال جمهور الورى نصه .... لكل حرف مخرج يخصه
ثانيا-
حروف المد واللين ثلاثة كما يلي :
الالف وشرطها الذي لا ينفك عنها هو فتح ما قبلها ثم الواو وشرطها ضم ما قبلها ثم الياء وشؤطها كسر ما قبلها فالواو والياء يقبلان الحركات الاخرى كالفتح والضم والكسر وكذلك ما قبلها يمكن ان يكون مفتوحا او مضموما او مكسورا او ساكنا والامثلة كثيرة نحو :
( هو , لهو الحديث , ولم يعي , موئلا , شيئا , خزي يومئذ , لواذا بيوت )
ثالثا –
إن حرفي الواو والياء – غير المديتين – ليسا من الحروف الجوفية فالواو شفوية والياء شجرية ولهذا الاختلاف في المخارج ولقبولها الحركات يزول عنهما معظم المد او كله ويصيران بمنزلة سائر الحروف الجامدة فيجوز ادغامها في مثلهما نحو :
اتقواوامنوا - عصوا وكانوا – او وّزنوهم
ولا يوجد في الفاظ القرآن الكريم مثال على الياء المدغمة في مثلها ولكن من الكلام العادي نحو:
كي يكون – قرأت سورتي يوسف والرعد
كما يجوز نقل حركة الهمزة اليهما عند اصحاب النقل نحو : لو ءآمن , ابني ءآدم , لو أنكم , ذواتي أكل خمط
رابعا –
ذكر الامام الحافظ ابو عمرو الداني في كتاب التحديد في الاتقان والتجويد ما يلي :
حرف الواو حرف مد مجهور يخرج من الشفه ثم يهوي في الفم فينقطع آخره عند مخرج الالف قال الخليل بن احمد ولذلك الحقوا الالف بعده في الخط نحو: آمنوا ظلموا ... وشبهه وكذلك حرف الياء فهو حرف يخرج من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك ثم يهوي فينقطع آخره عند مخرج الالف اما الالف فحرف هاو مجهور لا معتمد له في شيء من اجزاء النطق كالنفس وانما هو صوت في الهواء صوت في الهواء ولذلك نسب الى الجوف فاذا لم يلق همزة ولا حرفا ساكنا اشبع لفظه واعطي من المد والتمكين بمقدار ما فيه من ذلك مما هو صيغته من غير زيادة في اشباع ولا تكلف في تمطيط
خامسا –
الياء المدية هي ام الكسرة او هي اقوى درجات الكسر :
لذلك لو سبقها حرف مفخم فانه يتاثر بها فيقرأ بأقل الدرجات التفخيم كما في –
أخيه , مقيم , خيفة , فالمغيرات
وذكر الداني في التحديد ما نصه :
المد الذي في الالف أكثر من المد في الياء والواو لان اتساع الصوت بمخرج الالف اشد من اتساعه لهما وكونهما يقبلان الحركات وعليه يقبلان تحريك اللسان ارتفاعا او نزولا مع احوالهما بينما الالف لا تتغير عن سكونهما ولا يتغير ما قبلها ابدا عن حركته فهي – اي الالف – لا معتمد لها في شيء من أجزاء الفم فهي صوت في الهواء تشبه النفس فقد صارت بهذا الخفاء الشديد يؤثر فيها الحرف قبلها تفخيما وترقيقا فالتفخيم نحو :
قال , صابرين , خالدين - والترقيق نحو: ناس , ماذا , سالمون
ملاحظة :
اذا اجتمع مسوغ التفخيم مع مسوغ الترقيق على حرف ما فان مسوغ الترقيق يغلب ويكون العمل عليه مثال على ذلك كما في قراءة الالف الممالة بعد حروف التفخيم نحو: مجريها , القى , مرضى , أوصى , طغى , أعطى
الشيخ عبد الرحمن جبريل