قيل لذي النون المصري رحمه الله تعالى: متى يعلم العبد أنه من المخلصين؟ فقال:" إذا بذل المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة عند الناس "
وكان محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى يقول:" أحب للإخوان أن يظهر أحدهم السمت الحسن بالليل، فإنه أشرف من سمت النهار؛ لأنه في النهار يراه الناس، وفي الليل يكون لرب العالمين .
وقد قيل مرة ليونس بن عبيد رحمه الله تعالى: هل رأيت أحداً يعمل بعمل الحسن البصري؟ فقال:" والله ما رأيت من يقول بقوله، فكيف أرى من يعمل بعمله؛ وكان وعظه يبكي القلوب، ووعظ غيره لا يبكي العيون ".
وقيل ليحيى بن معاذ رحمه الله تعالى: متى يكون العبد مخلصاً؟ فقال:" إذا صار خلقه كخلق الرضيع، لا يبالي من مدحه أو ذمه ".
وقد كان أبو السائب رحمه الله تعالى إذا طرقه بكاء في سماع قرآن أو حديث أو نحو ذلك يصرفه إلى التبسم.
وكان أبو عبد الله الأنطاكي رحمه الله تعالى يقول:" إذا كان يوم القيامة، قال الله للمرائي: خذ ثواب عملك ممن كنت ترائيه، وفي رواية: يقال له: ألم توسع لك الناس في المجالس لأجل عملك وعلمك؟ ألم تكن رئيساً في دنياك؟ ألم ترخص لك الناس بيعك وشراءك؟ ألم يكرمومك؟ ألم؟ ألم؟ مثل هذا وأشباهه ".
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول:" ما دام العبد يستأنس بالناس، فلا يسلم من الرياء ".
وكان الأنطاكي يقول:" المتزينون ثلاثة: متزين بالعلم، ومتزين بالعمل، ومتزين بترك التزين فهو أغمضها وأحبها إلى الشيطان ".
وكان إيَّاس بن معاوية أخاً لإبراهيم التميمي، وكان كل منهما لا يثني على الآخر من ورائه ويقول:" الثناء معدود من الجزاء، وأنا لا أحب نقص ثواب أخي بالثناء عليه بين الناس ".
وكان أبو عبد الله الأنطاكي رحمه الله يقول:" من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة وهو يلاحظ الخلق بقلبه، فقد رام المُحال؛ لأن الإخلاص ماء القلب الذي به حياته، والرياء يميته ".
وقد كان يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى يقول:" ما حاسبت نفسي قط إلا وظهر لي أنني مراءٍ خالص ".
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول:" من ذم نفسَه في الملإ فقد مدحها، وذلك من علامات الرياء ".
وكان ابن السماك رحمه الله تعالى يقول:" لو أن المرائي بعلمه وعمله أخبر الناس بما في ضميره لمقتوه وسفهوا عقله ".
وكان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى يقول:" لا تسأل أخاك عن صيامه؛ فإنه إن قال: أنا صائم، فرحت نفسه بذلك. وإن قال: أنا غير صائم، حزنت نفسه. وكلاهما من علامات الرياء، وفي ذلك: فضيحة للمسؤول، واطلاع على عورته من السائل ".
وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى يقول:" إن الرجل ليطوف بالكعبة وهو يرائي أهل خراسان "، فقيل له: وكيف ذلك؟! قال:" يحب أن يقول فيه أهل خراسان: إن فلانا مجاور بمكة على طواف وسعي، فهنيئاً له ".
وكان الفُضيل بن عيَّاض رحمه الله تعالى يقول:" أدركنا الناس وهم يراؤون بما يعملون، فصاروا الآن يرؤون بما لا يعملون "!!
وكان رحمه الله تعالى إذا قرأ { ونبلو أخباركم }[محمد]، يقول:" اللهم إنك إن بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا، وأنت أرحم الراحمين ".