معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


3 مشترك

    البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني...

    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني... Empty البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني...

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 04 مايو 2010, 10:41 am

    بسم الله الرحمن الرحيم



    هذه محاضرة مفرغة للشيخ الفاضل أبو اسحاق الحويني - حفظه الله

    في الجزء الثاني من المحاضرة بعد الصلاة (وكانت قراءة الشيخ خاشعة جداً أبكت من خلفه) وبدأ الشيخ بتأصيل موقف أهل السنة والجماعة من البكاء في الصلاة وضوابطه فكان ما يلي ...

    ****
    "
    القرآن الكريم كتاب لا يسمعه المخلصون لا سيما إن كان هناك شحنه في صدر الإنسان ، ثم سمع كلام الله فندم على ذنبه أو أحس بتقصير في جنب الله ، لا شك أن هذا كله يتفاعل بالدمع لكن البكاء له آداب.

    لما تطالع كتب الفقه تجد أن الفقهاء
    -
    وأنا أقول هذا الكلام بغض النظر عن صحته أم لا أنا لا أناقش مرجوحيته أو أناقش رجحانه -
    إنما يجعلون البكاء من مكروهات الصلاة.

    والحقيقة لا بد من تأويل كلام من قال هذا على البكاء الذي يدخل إلى حد الصراخ ،
    فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق بعد الأنبياء -
    كانوا إذا بكوا في الصلاة ما كانوا يفعلون كما نفعل نحن الآن ،
    كنت تشعر لهم خنينا كخنين الصبي ،

    تشعر بحشرجة في الصدور لكن لا تسمع أصواتاً وقد كانوا أعبد لله منا وأفضل وأحب للقرآن ،
    كيف وهم الذين قاتلوا على تنزيله وقاتلوا على تأويله ونحن ورثنا الكتاب.

    يستحيل يكون عندنا ولو في الجملة من العاطفة الجياشة لكلام الله ما كان عند الصحابة ومع ذلك ما كنت تسمع أو ما قرأنا أن الصحابة كانوا يبكون بهذه الأصوات العالية.

    ربما يحتج محتج
    لما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لعائشة
    (
    مروا ابا بكر فليصل بالناس ، قالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف - كثير الأسف والحزن إذا قرأ القرآن لا يتبين من ورائه قرائته من بكائه -)



    إذا ما معنى هذا الكلام؟
    معناه أن صوته عالٍ أولدرجة أن الذي وراء أبو بكر الصديق لا يستطيع أن يعرف في أي سورة يقرأ من شدة بكاءه ،

    فيقال هذا للقارئ لأن فمه مفتوح فمعذور فإذا خرج الصوت فمه مفتوح يقرأ فإذا خرج الصوت فمعذور لكن أن ساكت وفمك مغلق.

    على المرأ أن يتق الله تبارك وتعالى ، إن البكاء محمده بلا شك ،
    لكن البكاء لون من ألوان الورع ،

    لإنك تبكي إذا سمعت آيات الله هذه محمده بلا شك ،
    لكن ألا تخاف على ورعك أن يظهر فنفسك ترائي فيحبط عملك؟
    إن العاقل يجب أن يخشى.



    كان أيوب السختياني رحمه الله
    ومن سوء حظ الأمة أنها لا تعرف عظمائها ولا علمائها ولا أبرارها ،
    وأيوب بن تميم السختياني أحد الأبذاذ الكبار من أقران مالك ، كان إذا بكى يرشح أنفه بالماء
    وهذا شيء طبيعي -
    فكان يمسح ويقول ما أشد الزكام ، حتى لا يتبين أحد أن هذا بكاء!!!. ما أشد الزكام
    ****


    وذات مرة في مجلس
    الفضيل بن عياض
    قرأ آية فبكى رجل قال إن كنت صادقاً في بكاءك فقد كشفت نفسك وإن كنت كاذباً
    فقد كذبت على الله ،
    وكان علماؤنا من أسلافنا يخفون الورع كأنه عوره.

    ألا ترون إلى الرجل الذي قص النبي صلى الله عليه وسلم علينا قصته
    الذي سمع صوتاً في سحابه يقول اسق أرض فلان فمشى وراء الصوت فإذا السحاب يفرغ ماءه


    في حرة فدخل في بستان الذي سقط فيه المطر فوجد رجل فلاح أو معه فأس وكان يسلك الماء فقال السلام عليك يا فلان بالصوت الذي سمعه في السحابه ،
    قال وما أعلمك باسمي يا عبد الله ،
    قال إن سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق أرض فلان فماذا تفعل فيها ،


    قال له - وهذا هو الشاهد
    أما وقد قلت ذلك فإن أنظر إلا ما يخرج .... ثم ساق القصة ،،
    تأمل كلمة أما قد قلت ذلك أي لولا أنك اكتشفت الأم أنا ما قلت لك لكن لولا أنك قلت ما دام الأمر اتكشف فأنا أفعل كذا وكذا...


    وكان محمد بن واسع
    -
    رحمه الله وهو ريحانة التابعيين أو من رياحينهم -
    ومن غرر كلامه رحمه الله :
    لو كان للذنوب رائحه ماستطاع حد أن يجالسني ، مع أنه كان من الأبرار وكان من الأخيار ،
    محمد بن واسع أحد الرواه عن أنس بن مالك.
    كان يبكي بالدمع طول الليل فإذا خرج في الصباح إكتحل حتى لا يظهر ذبول أجفانه من البكاء لا سيما أنه رجل بكَّاء يعني البكاء عنده صفه مستمره وملكه دائمه ،
    فالذي يبكي بهذه الصوره تذبل أجفانه فكان يكتحل لأن الكحل يشد الجفن ويعطي العين بهاءا ورونقاً وجمالا...

    والبكاء إنما يكون في الآيات التي تقتضي ذلك
    يعني الواحد مش واخدها مقاوله ،
    يسمع مثلا(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) يقعد يبكي ،
    ههههه

    إنما يبكي إذا ذكرت الجنة والنار ،
    يبكي إذا ذكرت آيات الربوبيه ،
    يبكي إذا قرأ رحمة الله بالعبيد وجفاء العبيد عنه مع حاجتهم إليه ،


    يبكي على نفسه إذا سمع قوله مثلا تبارك وتعالى :
    (
    إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.)
    ومع ذلك هو لا يحسن لأنه سابغ في طغيانه يعمه.
    لكن آيات الأحكام يندر أن يبكي المرؤ فيها ،


    قال ابن الجوزي - رحمة الله -
    في أخبار الحمقى والمغفلين عن رجلٍ قال:
    سمعت جاراً لي يضرب بقدميه في الأرض ويبكي فخشيت أن يكون أصابته مُلِمَّه ،
    فصعدت على الجدار فإذا هو يقرأ
    (
    وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ)
    ويدبدب برجليه في الأرض ، قال فعلمت أنه أحمق.
    أحمق لأنه يبكي في غير موضع البكاء.


    كما قلت يا إخواني البكاء محمده ،
    لا يتعلق في ذهن أحد أنني أقرِّعُ أحداً -معاذ الله -
    فلا يقرَّع المرؤ على الإحسان وما يقرع على الفعل الحسن
    إنما نحن أهل سنه ومعنى أهل السنه أننا نلتزم بما فعل أسلافنا ،لسنا أفضل منهم ،
    نبكي كما يبكون ونضحك كما يضحكون ونسكن كما كانوا يسكنون ونتحرك على وفق حركتهم ، هذا هو المقصود.


    الإمام ابن القيم رحمة الله
    له كلمه لطيفه جميله تدل على إنه إمام ثاقب واعي يقول: إذا سمعت من ورائك يبكي فاركع ، لماذا؟
    لا تجعله ينفس عن نفسه بل اجعل هذه الحسره في قلبه،
    أتعرف عندما يكون الواحد حزين ويبكي لحد مايكونش في دمعه في عينه يفوق ويستريح،


    إنما من الذي له غصه في حلقه مش عارف يبكي يحس بالألم عدة أيام ويحس بالحزن المكبوت في قلبه عدة أيام وهذا هو المطلوب لا تجعله يستريح فهذا أيضا من فقه الإمام
    لا سيما إذا رأى وراءه صخب ويجب أن نراعي أن هناك بعض الناس البكاء يزعجه ولكنه حزين في قلبه لو مات له ميت لا يستطيع أن يبكي
    لكن الحزن الذي في قلبه لو وزعت حرارته على عدة قلوب لأذابها
    وهناك بعض الناس البكاء الكثير يسبب له شوشره فمن حبك لأخيك أنك لا تشوشر عليه.

    00000000000000
    000000000


    لؤلؤة الجنه
    لؤلؤة الجنه


    البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني... Empty رد: البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني...

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجنه الثلاثاء 04 مايو 2010, 9:41 pm

    أختى العزيزه

    بارك الله فيك ونفع بك

    وحفظ الله شيخنا وشفاه
    امة الرحمن
    امة الرحمن


    البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني... Empty رد: البكاء في الصلاه وضوابطه للشيخ الحويني...

    مُساهمة من طرف امة الرحمن الأربعاء 05 مايو 2010, 4:50 am

    جزيت خيرا استاذتنا

    اعجبتني جدا كلمة ابن القيم هذه

    الإمام ابن القيم رحمة الله
    له كلمه لطيفه جميله تدل على إنه إمام ثاقب واعي يقول: إذا سمعت من ورائك يبكي فاركع ، لماذا؟
    لا تجعله ينفس عن نفسه بل اجعل هذه الحسره في قلبه،
    أتعرف عندما يكون الواحد حزين ويبكي لحد مايكونش في دمعه في عينه يفوق ويستريح،

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل 2024, 9:45 am