معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


4 مشترك

    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Empty المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف انتصار الثلاثاء 14 سبتمبر 2010, 11:23 am




    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    بقلم: فضيله الدكتور أحمد الباتلي
    إن صفوة المؤمنون هم من وصفهم ربهم بأنهم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } [المعارج: 23].
    ومن علامات قبول الله تعالى لعمل المؤمن أن يستمر في الطاعة بعد الطاعة،
    إن المداومة على العمل الصالح شعار المؤمنين بل ومن أحب القربات إلى الله رب العالمين،
    كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: “اكْلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل”.
    ومن فضائل المداومة على العمل الصالح:

    أولاً: تكون سبباً لطهارة القلب من النفاق واتصاله بربه.
    ثانياً: أنها سبب لمحبة الله لعبده، يقول عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي الجليل: “من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ من أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، وإن استعاذ بي أعذته”.

    ثالثاً: أنها سبب للنجاة من المصائب والشدائد.

    رابعاًً: أنها سبب لحسن الخاتمة والفوز بالجنة. يقول الحافظ ابن بن كثير: لقد أجرى الكريم عادتَه بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِثَ عليه، فلا يزال المؤمن يجاهد نفسه على طاعة الله حتى يختم له بحسن الخاتمة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) } [العنكبوت ]، وقال سبحانه: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: 27].

    خامساً: بشرى من الملائكة عند الموت، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } [فصلت: 30 - 32].

    ومن الاسباب المعينة على ذلك:
    1) أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله عزَّ وجلَّ على الهداية والثبات، وقد أثنى الله تعالى على دعاء الراسخين في العلم { (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) } [آل عمران: 8].
    إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى
    فأول ما يقضي عليه اجتهاده
    2) العزيمة الصادقة بعد التوكل على الله تعالى، ونفض غبار الغفلة والتسويف.
    فانتبه من رقدة الغفلة فالعمر قليل
    واطرح سوف وحتى فهما داء دخيل
    3) الاقتصاد في العبادة، وعدم الإثقال على النفس بأعمال تؤدي إلى المشقة، المفضية إلى السآمة والملل من العبادة.
    وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل. وقال: اكلَفوا من الأعمال ما تطيقون.

    4) تذكر الموتِ والدارِ الآخرة، وقصرُ الأمل، فإن طول الأمل يورث الكسل، ويفسد العمل.
    (أكثروا ذكرَ هاذمِ اللذات) كما قال صلى الله عليه وسلم، أي الموت، ومن أكثر ذكر الموت، )نَشَط في عمله، ولم يغتر بطول أمله، وبادر بالأعمال قبل نزول أجله. وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [المنافقون: 11].
    5) الإكثار من مُجالسة الصالحين، والحرص على مجالس الذكر التي تحيي القلوب، وترغبها في العمل الصالح.
    6) التعرف على سير الصحابة والسلف الصالح من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة، فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.

    7) الإكثار من ذكر الله واستغفاره، فإنه عمل يسير، ونفعه كبير، وهو يزيد الإيمان، ويُقوي القلب.
    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Icon_cool البعد كل البعد عن مفسدات القلب من جلساء السوء، ومشاهدة القنوات الفاسدة، والمجلات الهابطة، والاستماع للغناء والطرب.
    9) وأخيراً أوصيكم ونفسي الخاطئة بتجديد التوبة.. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع للمعصية، فإن الله يفرح بتوبة عبده.
    كيف يستمر المسلم على العبادة طوال العام؟
    - إن بقاء المسلم ومصابرته على العمل الصالح بعد رمضان علامة قبول له عند ربه الكريم المنان، وإن تركه للعمل الصالح بعد رمضان وسلوكه مسالك الشيطان دليل على الذلة والهوان والخسّة والدناءة والخذلان وكما قال الحسن البصري: (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم). وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد قال تعالى: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } [الحج: 18].
    إن ما يثير العجب أن تجد بعض الناس في رمضان من الصائمين القائمين والمنفقين والمستغفرين والمطيعين لرب العالمين، ثم ما إن ينتهي الشهر إلا وقد انتكست فطرته وساء خلقه مع ربه فتجده للصلاة تاركاً ولأعمال الخير قالياً ومجانباً وللمعاصي مرتكباً وفاعلاً، فيعصي الله جلَّ وعلا بأنواع شتى من المعاصي والآثام مبتعداً عن طاعة الملك القدوس السلام. فبئس والله القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.

    ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة للتوبة والإنابة والمداومة على الطاعة ومراقبة الله في كل وقت وساعة، إذاً فينبغي على المسلم بعد رمضان أن يداوم على الطاعات ويجتنب المعاصي والسيئات امتداداً لما كان عليه في رمضان من أمور تقربه إلى رب البريات.

    قال جلَّ وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [هود: 114].
    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن” ولا ريب أن الوظيفة التي من أجلها خلق الله الخلق لعبادته وحده لا شريك له هي الوظيفة الأسمى والغاية العظمى وهي أن نحقق عبودية الله عزَّ وجلَّ وقد تحققت في رمضان بشكل جميل فرأينا الناس يسيرون إلى بيوت الله تعالى زرافات ووحداناً ورأيناهم يحرصون على أداء الفرائض في أوقاتها ويحرصون على الصدقات يتسابقون في الخيرات ويسارعون فيها { فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } وهم مأجورون إن شاء الله تعالى ولكن تبقى قضية من يثبته الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فمن يثبته الله على الأعمال الصالحة بعد رمضان، فإن الله جلَّ وعلا يقول: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10] فلا ريب أن العمل الصالح من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله في كل زمان ثم إن رب رمضان هو رب جمادى وشعبان وذي الحجة وحرم وصفر وسائر الشهور وذلك لأن العبادة التي شرعها الله جلَّ وعلا لنا متمثلة في أركان خمسة منها الصيام وهو مؤقت محدد وقد انتهى فتبقى أركان أخرى من حج وصلاة وزكاة نحن مسؤولون أمام الله جلَّ وعلا عنها ولا بد أن نؤديها على الوجه الذي يرضي الله عزَّ وجلَّ وأن نسعى لذلك لنحقق ما خلقنا من أجله قال الله جلَّ وعلا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى التسابق في الخيرات والمسارعة فقال: “رب درهم سبق ديناراً وأفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى” وبيّن عليه الصلاة والسلام أن المتصدق وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ويخاف الفقر فإنه حينئذ تكون صدقته عند الله عزَّ وجلَّ في ثقل الموازين وفي الأعمال الصالحة أما من يسوّف وإذا جاءه المرض قال قد كان لفلان وقد كان لفلان ولفلان كذا وكذا فإن هذا والعياذ بالله يخشى من أن يرد عليه عمله فيحبط قال الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [النساء: 17 - 18]. فعلى المؤمن التقي النقي أن يخشى الله سبحانه وتعالى ويحرص على طاعة الله تعالى ويلازم تقواه ويسعى دائماً وأبداً للخير والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالمؤمن في هذه الحياة أيامه ولياليه خزائن فلينظر ماذا يودع فيها فإن أودع فيها خيراً شهد له يوم القيامة عند ربه وإن غير ذلك كانت وبالاً عليه نسأل الله أن ينجيني وإياكم من الخسران.

    ثم إن العلماء رحمهم الله قالوا: من علامات القبول أن الله يتبع الحسنة بعدها بالحسنة.
    المصدر
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Empty رد: المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الثلاثاء 14 سبتمبر 2010, 11:37 am

    جزاكِ الله خيرا أختنا انتصار على التذكرة

    سبحان الله كم تغيرت القلوب بعد رحيل الضيف الكريم
    وكأن الدنيا أصبح لها وجه آخر
    أسأل الله جلّ وعلا أن يثبتنا على الطاعة وأن يرحم ضعفنا
    بوركتِ أخــية
    سمو مسلمة
    سمو مسلمة


    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Empty رد: المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف سمو مسلمة الثلاثاء 14 سبتمبر 2010, 11:02 pm

    جزاك الله خيرا
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Empty رد: المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف حبيبه الثلاثاء 29 يوليو 2014, 8:41 am

    جزاك الله خيرا أستاذة انتصار
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    المداومة على العمل الصالح بعد رمضان  Empty رد: المداومة على العمل الصالح بعد رمضان

    مُساهمة من طرف حبيبه السبت 23 يوليو 2016, 12:22 pm



    للرفع والفائدة إن شاء الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 10:45 am