معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة ) Empty وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 16 ديسمبر 2010, 1:02 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوتى فى الله هذه القصة نقلتها من احد المنتديات وجدت بها عظة كبيرة وتنبيه لما نحن فيه من الغفلة

    واتمنى من الله ان ينفع المسلمين بهذه القصة
    وداعـــــــــاً ...... مــــــــــايــا





    لا....لا....لا....


    صرخة خرساء !

    تعطف في داخلي ....

    لم أستطع إنقاذها.... كنت أخشى على السر أن ينكشف ! وأمام الصندوق البني ...... خارت قواي .... ولم أتمالك نفسي ...

    سقطت على ركبتي ...... وانهمكت في البكاء شديد..... وأخذت أصرخ .. وأصرخ ولكن في أعماقي!!!

    لم أكن أشعر بمن حولي ... كانوا كلهم واقفين .... ويقرؤون كلام لا أفهمه ...ولكني وحدي .. وحدي فقط .... من يعرف السر المكنون في ذلك الصندوق !!!







    كنت عاجزة عن كل شئ ...إلا عن البكاء... والنظر إلى داخل الصندوق البني .. حتى حملو من بين يدي..حملوه ...وأنا أنظر..لا أقوى على شئ.. كانت نظراتي تلاحقه... وصرخة مخنوقة في صدري :

    - لا...لا...لا...

    إنه لنا .. إنه منا ... مالكم وله ؟؟! أتركوه .. أتركوه...أتـ....

    واختفى ذلك الصندوق عن نظراتي العاجزة .. ومضوا به إلى المكان البعيد ... وهناك دفنوه... ودفنوا معه السر المكتوم !!



    .................



    ..........




    .....




    ...




    ..



    نعم .. وللحكاية بــداية ....


    أعترف لكم ...لم أكن أعرف قدر ماعندي ...كنت ظامئة والماء بجانبي ...حائرة والنور في داخلي ...أركض خلف السراب ...لم أشعر يوماً أنني أمتلك كنزاً لا يساوم بثمن ... لم أكن أدرك شيئاً من ذالك ...حتى التقيت بها!

    في معهد الكمبيوتر..جمعتنا مقاعد المدرسة ..في العشرين من عمرها ..متوسطة الطول..بيضاء ..جميلة الملامح .. يزينها شعرٌ أشقر ..ولها عينان خضراوا ن ..كانت هادئة الطبع ..حسنت الخلق .. انجذبت نحوها كثيراً .. قررت أن أتعرف عليها أكثر ...اقتربت منها ..ـ مرحباً.. أنا (( ناديا )).. ما أسمك ؟

    ـ أسمي (( مايا)) .. ـ((مايا )) !! هذا يعني أنك .. ! ـنعم..نصرانية...

    ـ لا يهم...لا يهم...المهم أن نكون صديقتين..










    وكان اللقاء...وكانت الصداقة...

    كانت طباعنا متقاربة...توافقنا في كل شيء...والعجيب

    أن مولدنا أيضًا كان في يوم واحد!

    كنا لا نكاد نفترق.. نجتمع دائماً إما في المعهد .. وإما في النادي …

    كانت تحب لعبة الإسكواش والتنس .. وأما أنا فكنت أهوى ركوب الخيل ..

    وأتدرب كثيراً.. حتى أصبحت فارسة ماهرة !

    ركبت معي (( مايا)) ذات مره على الفرس .. لكنها سقطت … أيام جميله حقاً… وذكريات لا تنسى … لو أستطيع أن أدير عقارب الزم إلى الوراء لفعلت … ولكن !هيهات ..

    كنت أزورها كثيراً في منزلها .. وهي أيضاً.. كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى أن جدتي أحبتها كثيراً …

    أستهواني الدين النصراني …







    كنت أريد أن أعرف عنه كل شئ …. ذهبت معها أكثر من مرة إلى كنائس... كنت أسأل عن أشياء لا أفهمها .. وتجيبني عنها في إيجاز ..أما هي فكانت تجلس صامتة .. وعلى وجهها ملامح الحيرة....

    طلبت مني ذات يوم أن أذهب معها إلى الكنيسة ... لنؤدي صلاة عيد القيامة ... لم أمانع أبداً!!!!

    كانت جذوري غير راسخة... لم أكن أعرف قدر ما عندي !!

    ذهبت معها ...كانت تختلس النظر إلي .. تريد أن ترى ردة فعلي .. لم أعلق على شيء ... كان الذي يدور أمامي طلاسم محيره .. لا أستطيع فهمها...

    وهي أيضاً ... كنت ألمح في عينيها نظراتٍ حائرة ...






    في اليوم التالي ... زرتها في منزلها ... تحدثنا كثيراً .. وضحكنا كثيراً .. لمنكن نحسب للزمن حساباً .. المهم أن نبقى معاً ..

    وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانية .. دفعني الفضول إلى طلبها من صديقتي ... فوافقت ..

    أخذت تلك الكتب معي إلى المنزل ... وأنا في شوق إلى قراءتها ... فقد كنت أحب أن أفهم هذا الدين المليء بالألغاز .

    دخلت المنزل .. وسلمت على جدتي .. وجلست أتحدثُ معها ..

    كم أحبها .. فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل عني والداي!!







    في أثناء الحديث .. وقع نظر جدتي على تلك الكتب ... ودهشت عندما رأت الصليب مرسوماً على الغلاف .. نظرت إلي في حدة .. وثارت في وجهي .. وصرخت بصوت عالٍ .. وسبتني سباً شديداً لم أسمعه منها من قبل . ثم حملت الكتب ورمت بها في وجهي ..

    مالها!! لم أرها غاضبة من قبل ... لم أكن أعرف ماذا يجري ... وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب أمر مزعج ... خطأ كبير...

    اعتذرت إلى جدتي ... وفي اليوم التالي أرجعت الكتب إلى ((مايا)) ... وقلت لها إنني قد قرأتها ...

    كان هذا خيراً لي .. فقد كانت جذوري غير راسخة ...

    أجهل الكثير من الدين .. وأتجاوز الحدوده .. لم أكن أعرف الحجاب .. وأفرط كثيراً في الصلاة... وفي غرفتي كم هائل من أشرط الغناء .. وفي النادي أمضي الساعات الطويلة أمتطي صهوة الحصان .. وفي نفسي جوانب مظلمة.. لا أريد أن يراها أحد .. وأحاول إخفاءها حتى عن نفسي !

    كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام .. أنني أذهب كل جمعه إلى المسجد لأشهد صلاة الجمعة مع المسلمين !!!

    وفي ذات يوم ... بعد صلاة الجمعة .. رجعت إلى المنزل ... ووجدت صديقتي ((مايا)) جالسة مع جدتي تنتظرني .. جلسنا معاً نتحدث .. ثم انصرفت جدتي لتعد الغداء ... اقتربت مني ((مايا)) .. وقالت لي : إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام .. قلت لها : ولماذا ؟ قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام .. اعتذرت لها ... فلم يكن عندي شيء من الكتب الدينية !!









    ولكني وعدتها بأن أحضر لها ما تريد ... في اليوم التالي ... ذهبت إلى بيت والدي ... وبحثت في مكتبه .. فلم أجد شيئاً سوى ( القرآن الكريم بالتفسير) .. فأخذته و انصرفت.. ولم يعرف والدي أو والدتي أنني جئت إلى المنزل ... ولم أنتظر هما حتى يعودا من العمل ! حملت (المصحف المفسر) إلى صديقتي ((مايا)) .. أخذته مني في لهفة .. وشكرتني كثيراً على ذلك ... ثم افترقنا .. في الصباح اليوم التالي ... ذهبت إلى المعهد .. وكلي شوق للقاء صديقتي ..







    ولكنها لم تحضر!!!

    أتفحص وجوه البنات ولم أرى ((مايا)) ... ماذا جرى؟!

    ازدادت مخاوفي ... وذهبت بي الظنون كل مذهب ...

    في اليوم الثالث : لم تحضر (( مايا))

    ما الذي حدث ؟!

    أين هي الآن ؟!

    هل.....؟!


    قطعت كل التساؤلات ... وقررت أن أذهب إلى منزلها...

    لأطمئن عليها ... طرقت الباب ... فإذا بصديقتي تستقبلني...

    ((مايا)) الحمد الله ..أنتِ بخير ..لقد ..


    لم تدع لي فرصة للتحدث ... ولم تجبني عن شيء ...

    ابتسمت لي .. وأخذت بيدي ... وخرجت بي مسرعة .. وذهبنا إلى بيت جدتي ... وكانت جدتي غائبة عن المنزل .







    في بيت جدتي ...

    تحدثنا قليلاً .. ثم انصرفت لأحضر العصير ...

    رجعت إليها ... فإذا بها مطرقة الرأس ... غارقة في تفكير عميق ...

    شعرت بأنها تخفي شيئاً .. سر كبير يناديني من وراء تلك العينين الحائرتين ... اقتربت منها ...همست إليها ...





    يـُـتـــبــــــــــــــــع ...
    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة ) Empty رد: وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 16 ديسمبر 2010, 1:04 am

    (2)







    - مايا مالك يا صديقتي ؟!

    رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع وقالت:-
    تعبت يا ناديا تعبت…

    - من أي شي ؟!

    - صراع مرير يعصف في داخلي ! يكاد أن يقضي عليّ أصبحت اكره حياتي واكره وجودي في هذه الحياة!

    - مايا الذي جرى ؟! لم تكوني أبدا هكذا لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟

    نظرت اليّ وقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها …وقالت :-
    سأخبرك يا ناديا عن كل شئ .. ولكن!

    - ولكن ماذا؟

    - اتقسمين لي بأن يكون الأمر سرا بيننا وإلا تبديه لأحد مهما يكن …

    أقسمت لها حتى اطمأنت .
    .






    عندها استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضع عن كاهلها حملا ثقيلا عدلت من جلستها ونظرت إلي وقالت:-




    - ناديا أريد أن ادخل في الإسلام!

    عقدت الدهشة لساني وقعت كلماتها عليّ كالصاعقة أدركت خطورة الأمر صرخت بها:-

    - ماذا؟!!
    تسلمين ؟؟!… الإسلام؟!

    أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم اهلك بهذا؟

    سوف يقتلونك حتما سيقتلونك…

    نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئا فشيئا أطرقت رأسها ووضعت وجهها بين كفيها وانهارت في بكاء شديد ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:-

    - حتى أنت يا ناديا.. حتى أنت يا صديقتي!

    لا تريدينني أن أرى النور!

    لا أحد يريد أن يأخذ بيدي رحماك يا رب …

    آه مما أنا فيه..كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا من معين……

    رحماك يا رب رحماك …

    وغرقت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !!











    أفكر فيما أرى واسمع ومخاوفي تزداد على صديقة العمر ..عالم مجهول ينتظرها !!

    قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد بل قد يفرق بين روحها وجسدها..!!

    آه..ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد قتلها اقرب الناس إليها لن يرحموها أبدا …لن…


    نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكاد البكاء أن يقضي عليها ..آهاتها الحرى تقطع نياط قلبي ونظراتها العاجزة تتوسل إلي لمحت في عينيها صدق الرغبة أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه وأنا أيضا اتخذت قراري…

    اقتربت منها احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها:-

    - لا عليك يا صديقتي لا عليك..
    ليكن لك ما تريدين...
    لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ..ساكون معك والله معنا..
    أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله…

    كأنني اسمعها لأول مرة ..

    نطقتها مايا فلم تبق مني جارحة إلا وانتفضت لأول مرة اشعر بجلال هذه الكلمة! آه لم اكن اعرف قدر ما عندي !!

    توقفت عقارب الزمن عن الدوران وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن غمرتنا السكينة من كل مكان وكان الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغض الندي إلى الملكوت الأعلى …
    انه التوحيد .. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).

    أشرقت شمس الإيمان .. وتبدد الظلام..( إنما الله اله واحد).

    وداعا للخرافة .. وداعا للأوهام..

    (ثلاثة في واحد .. واحد في ثلاثة) .. ليل جاثم .. لن يصمد طويلا أمام الفجر الساطع: (قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2) لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن له كفوا أحد(4))

    الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..لم اخسر شيئا..((ربحت محمدا ولم أخسر المسيح)).

    رسولان عظيمان في طريق واحد الطريق إلى الله.. لم يكن المسيح يوما إلها أو ابنا للإله إنما هو عبد الله ورسوله.. السر المحير في طبيعة المسيح يبدده شعاع من القرآن: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).






    الله اكبر .. الله أكبر .. اشهد أن لا اله إلا الله...اشهد أن محمدا رسول الله..


    صوت الأذان يجلجل في كل مكان .. يا الله ! كم هزني هذا النداء! لطالما تمنيت أن استجيب له الحمد لله حان اللقاء.. سأقف بين يدي الله.. سأسجد له سأعترف له بذنوبي واسأله الغفران لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه انه ربي قريب مني ليس بيني وبينه حجاب: (وإذا سالك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليأمنوا بي لعلهم يرشدون).

    الحمد لله .. آن لهذه الروح الظامئة أن ترتوي..

    عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء كنت اشعر إنها بحاجة إلى هذه الوقفات ولكن لم يبق في الوقت متسع ولا بد من العمل..

    أخذت بيدها وذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء..

    توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ من بعدي..

    يا الله! ما اجمل الوضوء !

    نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استنار وجهها فكأنما أراها لأول مرة أحسست إنها اجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد!


    حان وقت الصلاة جعلتها تستقبل القبلة .. وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين :الله اكبر..




    وصّلت مايا .. وسجدت مايا .. لأول مرة في حياتها وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع..

    إنها دموع الفرح فرح بلقاء العبد ربه..

    ياله من منظر لن أنساه ما حييت .. كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد على يد شيخ هناك..

    قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سرا بيننا..

    كان عليها أن تنتظر حتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها كان عيها أن تنتظر تكتم إيمانها سنتين على اقل تقدير .. يجب ألا تستعجل وإلا فانه العذاب المرير لطالما سمعت عن قصص كثيرة مشابهة لم يسلم منها كثير ممن أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها !!




    يتبع ..
    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة ) Empty رد: وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 16 ديسمبر 2010, 1:06 am

    (3)






    ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقا .. كنا نذهب كل جمعة إلى المسجد للصلاة وكانت ترتدي الحجاب في السيارة حتى لا يعرفها أحد..أما أنا فكنت لم ارتد الحجاب بعد!

    أقبلت مايا على القرآن وتملك القرآن قلبها أخذت تقرأ القرآن وحفظت الكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين آية من سورة البقرة..

    كانت تقرا القرآن خفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ..






    أعطيتها يوما كتاب (رجال حول الرسول) ..


    قرأته كثيرا وأحببته حبا كبيرا وكانت لاتملك عينيها وهي تقرا أن أصحاب الرسول(صلى الله عليه وسلم )تعذبوا كثيرا في سبيل الإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين ..

    لقد وجدت في ذلك الكتاب سلوه لها وتثبيتا لقلبها على الإيمان .. وازدادت عزيمتها على الصبر والمضي في الطريق حتى يأذن الله بالفرج وما هي ألا أيام حتى هبت تلك النفحة الربانية وهل الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز..


    انه موسم الرحمة والبركات (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)







    لكم تمنت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشارك المسلمين في هذه الروحانية الغامرة.. وهاهي اليوم تستقبل رمضان .. وقد أسلمت وجهها لله.. لم استطع مقاومة رغبتها في الصيام..على الرغم من خطورة الأمر ولكنه الإيمان لا يعرف القيود ولا الحدود .. كنا نقضي اليوم بطوله في المعهد لم نكن نفترق أبدا أما الافطار فكانت تتناوله معي ومع جدتي واهلها يعرفون انها عندي ولم يشكّوا في شئ حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر … أما وقت السحور فكنت اتصل بها على هاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور يا لها من أيام تلك الأيام!

    رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر .. حتى إننا كنا نذهب إلى ابعد مسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي لا يراها أحد



    ومرت الأيام ..

    وعام كامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل

    ولتعلن مايا إسلامها .. ولكن!


    يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!!








    العام الميلادي يوشك أن يلفظ أنفاسه..

    وعام ميلادي جديد اصبح على الأبواب..

    والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح!

    وفي داخل (الترام) الذي يشق طريقه وسط الزحام كنت اجلس بجانب مايا كانت واجمة وبدت عليها ملامح القلق :-

    - مالك يا صديقتي.. مالك يامايا ؟!

    - اليوم هو الاثنين لقد بقيت أربعة أيام

    - على ماذا؟!

    - على عيد رأس السنة

    - وماذا في الأمر؟

    - معنى ذلك انه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة .. كم أنا خائفة!!

    أخشى أن اضعف أخشى أن افقد النور …


    - لا تقلقي يا مايا سأذهب معك وأكون بجانبك ..لم يرضها هذا العرض صمتت قليلا ثم قالت :


    - كلا لا أريد أن اذهب لن ادخل الكنيسة بعد اليوم.

    ثم أخذت تضحك وهي تردد :-

    - لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة!!







    لا يزال الترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:-

    - ناديا أكاد اختنق اشعر إنني كالسارق لم اعد احتمل!

    - صبرا يا صديقتي.. وأغمضت عينيها وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة:-

    - في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلامي سأركض في كل اتجاه وأصيح بأعلى صوتي إنني مسلمة .. لن التفت إلى أحد لن أتنازل عن شئ سأقاوم مهما كانت الضغوط حتما سأخسر كل من اعرف حتى أهلي كم يحزنني هذا!

    كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة! سأدعوهم إلى الإيمان وادعوا لهم في صلاتي المهم إني لن اخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام..











    يتبع .......
    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة ) Empty رد: وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 16 ديسمبر 2010, 1:07 am

    (4)






    وحلقت مايا في سماء الأحلام:

    - كم ابدوا جميلة في الحجاب ؟ سأرتديه في اول لحظة أعلن فيها إسلامي وبالطبع سأتزوج حين أجد شابا مسلما لن اشترط عليه شيئا المهم أن نحيا معا حياة سعيدة في ظل الإسلام…وتمر الأيام ..مولودي الأول سأسميه ((ادهم)) والثاني((عبد الرحمن)) كم احب هذين الاسمين!..

    ثم أفاقت من أحلامها على صوت الترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها .. توقف الترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثا اللحاق بها ونزلنا من الترام لنعبر الشارع وهي تجري وتناديني :- أسرعي يا ناديا الحقي بي..

    ولكنهـا سبقتني .. وعبرت الشارع أمامي..




    وفـي وسط الطريق ..

    تسقط مايا صريعة .. تحت عجلات سيارة مسرعة..

    تسمرت قدماي ولم اعد أرى أمامي إلا منظر صديقة العمر..وهي تنزف بالدماء!

    جريت في ذهول وأنا اصرخ :- مايا مايا ..

    احتضنتها بين يدي وضممت رأسها إلى صدري وشعرها الأشقر الطويل قد تغير بلون الدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء وقفت عاجزة تماما إلا عن الصراخ والبكاء .. أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة.. نظراتها الكسيرة تتوسل إلي وصوت ضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى:- لا لا ليس الآن..

    حلمي لم يتحقق ناديا أرجوك.. أوقفي النزيف ..أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش
    أرجوك ناديا .. ناديا .. نا..


    وكان الرحيل !!








    أسى تعلق بي واحتـل وجدانـي
    وأذرف العين من دمـع كهتـان
    لكم شجى أسفي حزنـا وآلمنـي
    وأضرم النار من وجدي وأحزاني

    حق الوداع على قلبي لـك مايـا
    واجتاح فيه الأسى ينعى لفقدانـي
    إلى اللقاء مايا والحزن يحرقنـي
    والبين يوغل في مأساة أشجانـي

    إلى اللقاء مايا يا زهـرة رحلـت
    ما زال برعمها غضاً كما البانـي
    ذكرى ترجع بي شجوي وتنغصني
    حلو الحياة إذا ما حـل تحنانـي

    أيام كنا ولـم يسـرح بخاطرنـا
    هذا الفراق الذي قد كان لي جاني
    لم أنسى يا مايا والحب يبعثهـا
    ذكرى تجول ولا صبرا لنسيانـي

    لك السلام مـن الأعمـاق أنشـد
    هجهرًا بلفظٍ كما حساً بكتمانـي
    وأقتضي الوعد والميثاق أحفظـه
    عهـداً أرتلـه يبقـى بإيمانـي

    هناك يا مايا فـي جنـة الخلـد
    لقاؤنـا يحلـو وذاك سلـوانـي
    سأحفظ الله في سري وفي علني
    لعلني أرتجـي عفـوا لرحمانـي

    إلى اللقاء مايا إلى اللقـاء مايـا
    إلى اللقاء مايا والعهـد يرعانـي








    ((لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة))..


    هذا هو قرارها قبل الرحيل ..

    ويا لعجائب الأقدار هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة جسدا بلا روح!

    قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..

    دخلت الكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آيات من الإنجيل صعب عليّ أن أراها بينهم شعرت انهم كاللصوص اخترقت ذلك الجمع إلى أن وصلت إلى مايا ..

    كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب!









    آه .. ما اصعب هذا !! اقتربت منها ألقيت على وجهها نظرات الوداع كان وجهها يبعث بالنور .. اقسم لكم ..لم أتمالك نفسي وأنا أرى الصليب على صدرها..

    انحنيت منها وأنا ادعوا لها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع!

    عندها خارت قواي خنقتني العبرة سقطت على قدمي وارتفع صوتي بالبكاء ..

    اقترب القسيس مني واخذ يربت على كتفي ويقول:-

    لا تقلقي عليها إنها الآن مع المسيح والقديسين ..

    همت أن اصرخ في وجهه :لا لا مايا مسلمة ..مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت اصرخ في داخلي !
    وما زلت ابكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيدا عني وهناك..







    بين قبور النصارى وعلى التل البعيد دفنت مايا دفنت وعلى صدرها الصليب!

    ولكن حسبها الله ونعم الوكيل ..

    رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ..

    وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عيني لنوم عميق ..








    لقاؤنا بإذن الله
    مــع الجزء الخامس والأخير
    * صوني جمالك *
    * صوني جمالك *


    وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة ) Empty رد: وداعاً مايا ( قصة واقعية مؤثرة )

    مُساهمة من طرف * صوني جمالك * الخميس 16 ديسمبر 2010, 1:08 am

    (5)












    وفي المنام كان اللقاء





    رأيت نارا سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..

    والنار لا تحرقها بل كانت تصلي داخلها وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بان ابتعد عنها..

    قمت من منامي فزعة مذعورة أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها حتى سألت شيخا يعبر الرؤيا فحمد الله وقال:-
    أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهي تكتم إيمانها وأما الصلاة فهي علامة النجاة وإنها نجت بإذن الله..













    فرحت كثيرا أن مايا بخير..

    الحمد لله .. اللهم لا تحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بيني وبينها في جناتك جنات النعيم..

    وفي ذات مساء كان أيضا اللقاء ..

    رأيت مايا في واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن اذهب إليها ..لأسال عن تلك الرؤيا فهي واضحة..


    استقر في نفسي انه سبيل النجاة لا بد من العودة الله قبل فوات الأوان سنلتقي يا مايا بإذن الله ..

    لن تخدعني الأوهام بعد اليوم.. لن اركض خلف السراب ...











    أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرغت قلبي لله..

    ارتديت الحجاب ..وفتحت صفحة جديدة مع ربي .. كتبت عليها بدموع التوبة والندم:-


    تبت إلى الله.. تبت إلى الله..









    يا الهي يا مجيب الدعوات..


    يا مقيل العثرات..

    اعف عني أنت من أيقظ قلبي من سبات..

    وأنا عاهدت عهد المؤمنات..

    أن تراني ..

    بين تسبيح وصوم وصلاة..

    يا الهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي..

    أنا ألغيت زوايا انحرافي..

    وتشبثت بطهري وعفافي..

    أنا لن امشي بعد اليوم في درب الرذيلة..

    وسأمضي في طريقي اهتدي القيم الأصيلة..

    يغمر الإيمان قلبي..

    تملأ الأنوار دربي..

    قسما بالله ربي..

    سوف أحيا للفضيلة.. سوف أحيا للفضيلة













    تمت بفضل الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 12:58 am