الرئيسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كيفية حدوث الحرف
تالف القران العظيم من اربع عشرة ومائة سورة والسورة تتالف من آيات
ولآيات تتالف من حروف فاصغر وحدة في القران العظيم هي الحرف
لذا وجه العلماء عنايتهم الى دراسة الحروف من حيث مخارجها
ومن حيث صفاتها اثناء هذا الخروج فاذا اتقن الانسان
نطق الحروف من مخارجها الصحيحة واعطائها صفاتها الصحيحة
حال نطقها مفردة او مركبة وصل الى الاتقان في تلاوة القرآن العظيم
تعريف الحرف يطلق على معنين :
1 - الصوت
2 - صورة الحرف في الخط
اصطلاحا - هو صوت يعتمد على مخرج محقق او مقدر
والصوت في الطبيعة هو تخلخل وتموج في طبقا الهواء ناجم
عن اسباب عديدة جدا منها:
تصادم جسمين
زجاج وزجاج او كفين فاذا تصادم جسمان بقوة ادى ذلك الى خلخلة طبقات الهواء وهذا التخلخل ينقل بالاهتزاز الى آذاننا فنسمعه فنقول هناك صوت
تباعد جسمين عن بعضهما
فاذا تباعد بين جسمين بسرعة تتحطم قوى الترابط بين جزيئات المادة وهذا التحطم يخلخل طبقات الهواء ما يؤدي الى صوت مسموع مثل :
كسر زجاج , تمزق وشق ورقه
اهتزاز جسم من الاجسام اهتزازاً شديداً يؤدي الى تخلخل طبقات
الهواء مثل اهتزاز وتر في الآلات الوترية بالعود ( وهو حرام بالاجماع )
احتكاك جسم خشن بجسم خشن
كجر صندوق من الكرتون على أرض خشنة يؤدي بتلامسه
إلى حدوث صوت مسموع
الحروف المتحركة ( بقتح او ضم او كسر )
تخرج بتباعد بين طرفي عضوين من اعضاء النطق وقد سمي ابن سينا
بالقلع فمثلا عند النطق ( بَ ) نطبق الشفتين من غير صوت
ثم نباعد بين الشفتين ويصاحب هذا التباعد بين طرفي
عضوي النطق تباعد الفكان وهو مخرج اصل الفتحة
( اي مخرج الالف يعمل في اخراج الفتحة ) لان الفتحة
ما هي الا الالف قصيرة وكذلك ( بُ ) تكون الشفتان ملتصقتين
ثم تبتعدان عن بعضهما ويصاحب هذا التباعد مخرج اصل الضمة
وهو الواو لان الضمة ما هي الا واو صغيرة او قصيرة
فلذلك يجب ضم الشفتين الى الامام كهيئتها عند النطق بالواو
وكذلك عند النطق ( بِ ) تبتعد الشفتان عن بعضهما ويصاحب هذا
التباعد انخفاض للفك السفلي الى الاسفل وهذا مخرج
اصل لكسرة وهي الياء لان الكسرة ما هي الا ياء قصيرة
وبما ان الضمة هي واو قصيرة والفتحة الف قصيرة
والكسرة ياء قصيرة لزم ان يكون نطق الضمة مطابقا
لنطق الواو ونطق الكسرة مطابقا لنطق الياء
ونطق الفتحة مطابقا لنطق الالف
فمثلا صوت ضمة الكاف من ( إنّكُم ) يجب ان يكون مطابقا تماما
للنطق بالكاف من ( كونوا ) وكذلك لا يصح تحريف صوت الفتحة
بإمالة او تقليل بل يجب ان ننطقها كما ننطق الالف ولكنها قصيرة
وكذلك الكسرة عند قولنا (بِهم ) يجب النطق بها كياء قصيرة لا
كألف ممالة قيجب ان يكون لنطق بالياء في كلمة
( بِهم ) كالنطق بها في كلمة ( يُبيِن )
وتتجلى المهارة في التلاوة عند توالي الحركات مع السكون مثل
قوله ( تُبتُم ) فالحرف الاول تاء مضمومة ولا بد من ضم الشفتين
ثم تأتي الباء الساكنة والساكن يخرج من مخرجه الاصلي دون ان يصاحبه شيء
( انفتاح للفم او ضم للشفتين او انخفاض للفك السفلي )
فيجب ارجاع الشفتين للخلف بسرعة ورشاقة وبدون تكلف
وكأن الانسان صامت لا يتكلم ثم تأتي التاء الثانية فيعود للضم
مرة اخرى ثم ارجاعها بسرعة عند النطق بالميم الساكنة
واغلب الناس يضمون الشفتين عند النطق بالساكن بين حرفين
مضمومين وهذا خطأ واضح يخرج الساكن وقد شابه المضموم
الحروف الساكنة
تنقسم الحروف الساكنة الى ثلاث اقسام
1 - الحروف الساكنة عدا
( الحروف المدية والحروف القلقلة )
وهذه تحدث بالتصادم بين طرفي عضويين من اعضاء النطق وقد سمي ابن سينا ذلك بالقرع ولا بد لكل حرف منها من طرفي عضويين يصطدمان ببعضهما بقوة فيؤدي هذا التصادم الى خروج صوت مثل ( أن) يصطدم طرف اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الاعلى فنسمع صوت النون وكذلك ( أم) تصطدم الشفة العليا بالشفة السفلى فنسمع صوت الميم
2- حروف المد الثلاثة وحرفا اللين
وحروف المد هي الالف والواو والياء السواكن المجانسة بحركة ما قبلها وحرفا اللين هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما فهذه الحروف الخمسة سواكن لا تحدث بالتصادم وانما تخرج باهتزاز الحبال الصوتية في الحنجرة فمثلا عند النطق بالياء لا يحدث تصادم بل ياخذ الفم شكلاً معينا بانخفاض الفك السفلي وترتجف الحبال الصوتية في الحنجرة فيخرج هواء الزفير من الرئتين اما الالف فانها تخرج بتباعد الفكين وتصاعد هواءها الى الاعلى والواو تخرج بضم الشفتين وتوسط هواءها
( اي الاعتراض )
3 - حروف القلقلة
( حروف قطب جد حال سكونها )
وهذه الحروف الخمسة سواكن وكلها لا تحدث بالتصادم ولكن تخرج بالتباعد بين طرفي عضوي النطق دون ان يصاحبه فتح الفكين او انضمام الشفتان او انخفاض للفك السفلي وتؤدي حرفا ساكنا مقلقلا
منقول
