عذرا يا اجمل لغة .. ماعرفنا قدرك
عذرا لغتي يا من ملكني جمالك وعكفت على فهم مدلولاتك وأسرارك شغلني سحر ألفاظك وسلاسة أساليبك ولكم أدهشني أولئك السابقون من الأدباء والعلماء والنحويين واللغويين وهم لا يألون جهداً يجمعون شتاتك ويلمون بقواعد النحو والصرف ويقيمون علماً لم يسبقهم إليه أحد من البشر يقعدون فيه للشعر وللكتابة العروضية والأوزان الشعرية يحصرون ألفاظك الفصيحة ويفهرسونها في معاجم قامت على مجهود شخصي
عجزت عن الإتيان بمثله مجامع اللغة العربية اليوم .
فأي عذر أقدمه اليوم وأنا ابنة الضاد ولي معه ذكريات ودروس وكثير من شجون بأي قلم تراني أصوغ الكلمات و أنا أتحدث عنك يا من في آي الكتاب تتبخترين ، وعلى صفحات الكتب تزدهرين ،
وللأسف على ألسننا تتكسرين .
عربيتي :
معذرة فقد أشجاني الحديث ، فأي شيء يضاهي عذوبة اللفظ و سلامة المعنى وفصاحة اللسان ، بل أي أدب في الدنيا يضاهي أدب العرب ، وأي علم في اللغة يبلغ منزلة النحو ..........؟!!
ماذا أقول يا لغتي ؟ وقد قال عنك الألمان والإفرنج وعباد الصليب واللاهوت والطليان والبلجيكيون والأسبان وكذا الفرنسيون ما لم أقله (أنا) عرفوا قدرك قبل أبنائك فأسعفهم الوقت للحديث عنك ، ألم يقل الألماني فريتاج : أن اللغة العربية أغنى لغات العالم.
ومثله الأسباني فيلا سبازا : اللغة العربية من أغنى لغات العالم بل هي أرقى من لغات أوروبا لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها، في حين الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدرت من لغات ميتة، وإني لأعجب لفئة كثيرة من أبناء الشرق العربي يتظاهر أفرادها بفهم الثقافات الغربية ويخدعون أنفسهم ليقال أنهم متمدنون.
والإيطالي كارلو نلينو يقول : اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها.
والفرنسي إرنست رينان : من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.
كما يقول البلجيكي "جورج سارتون : إن اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح، فإذا فتحت أي خطاب فلن تجد صعوبة في قراءة أردأ خط به، وهذه هي طبيعة الكتابة العربية التي تتسم بالسهولة والوضوح .
وأخيراً يقول وليم روك عن العربية : إن للعربية ليناً و مرونة يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر .
فماذا أقول يا لغتي ؟! .......................
لا جواب .
إلا تباريح الصدور على السطور تئن في صمت طويل ...........
لا جواب .
ماذا أقول ؟!
فلا يجيب سوى صدى ....
ماذا أقول ؟!