الفعل والفاعل والمفاعيل

يقول ابن السراج في الأصول:الفعل لا ينصب شيئا إلا وفي الفعل دليل عليه ،فمن ذلك المصادر .....وكذلك تعديه إلى أسماء الزمان لأن الفعل لا يكون إلا في زمان وتعديه إلى المكان لأنه فيه يقع وتعديه إلى الحال لأنه لا فعل إلا في حال ،وأحق ذلك به المصدر لأنه مشتق من لفظه ودال عليه" (1) ومن هذ النص يتبين لنا ما يلي:
أولا :يمكن أن نقول كذلك :إن الفعل لا يرفع شيئا إلا وفي الفعل دليل عليه كالفاعل مثلا ،لأن الفعل يدل على الفاعل ،وهو أولى بالتقديم من المفاعيل ،لأن حاجة الفعل إلى الفاعل أشد من حاجته إلى المفاعيل ،أو لأن الفعل يدل على الفاعل بصورة أشد من دلالته على المفاعيل ،وبمجرد ذكر الفعل فأول ما يتبادر إلى أذهاننا ذكر الفاعل ،لأن العلاقة بين الكلمات تقوم على الاحتياج المعنوي.
ثانيا :الرفع والنصب والجر والجزم رموز لعلاقة دلالية بين الكلمات داخل التركيب وليست قضية شكلية ، وهذه الرموز تعبير عن منازل الكلمات وأهميتها داخل التركيب .
ثالثا : الفعل يدل على المفاعيل ، المطلق والمفعول به والمفعول لأجله والزمان والمكان والمصاحب .....إلخ ،والفعل يحتاج إلى كل هذه المفاعيل للتعبير عن المعاني
رابعا: أولى المفاعيل بالنصب هو المصدر بسبب قوة العلاقة المعنوية بين الفعل والمصدر ،ومن النحاة من يرى وجوب تقديم المفعول المطلق على بقية المفاعيل لهذا السبب، فسبب التقديم هو قوة العلاقة المعنوية بين الفعل والمفعول ،والمفعول صاحب العلاقة المعنوية الأهم يتقدم على غيره من المفاعيل .
خامسا: بمجرد ذكر الفعل يقوم المتكلم بذكر المفعول الذي يريده بعد الفعل ، ويقوم بنصبه معطيا له علامة المنزلة والمكانة التي يستحقها وهي النصب ،وقد يقوم بذكر الفاعل وذلك بحسب الأهمية عند المتكلم .
سادسا:قد يذكر المتكلم المفعول قبل الفعل ،مما يدل على أن الإنسا ن يتثقف لغويا ويفكرويربط بين الكلمات برابط الاحتياج المعنوي .
سابعا: الكلام هو الصورة الحسية للمعاني التي يربط المتكلم بينها برابط الاحتياج المعنوي سواء أتقدم الكلام أم تأخر ،فالإنسان يتثقف لغويا بالمفردات ومعاني الأدوات ،ويفكر ليقول ما يشاء كيفما يشاء تحت رعاية منزلة المعنى وعلاماتها المانعة للبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض.
============================================================
(1)ابن السراج –الأصول-ج 1-ص161




المصدر