بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ علي محمد الضباع في "الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة":
وَاسْكُـتْ لِهَمْـزٍ عَـنْ سُكُـونٍ غَيْـرِ مَـدْ أَوْ أَلْ وَشَــىْ مَفْـصُـولٍ اوْدَعْ يَامُـجِـدْ
وَالمَـدَّ وَسِّــطْ إِنْ تُخَـصِّـصْ سَكْـتَـكْ وَإِنْ تُعَـمِّـمْ مُــدَّ مَــعْ تَوْسِـيـطِـكْ
تنبيه : إذا أتى همز متطرف بعد ساكن موصول، نحو ( دفءٌ ) ، ( جزءٌ ) ، ( المرء )
يمتنع السكت إذا وُقِف على الهمز بالسكون نظرا لالتقاء الساكنين وعدم الاعتماد في الهمز على شيء. وحيث امتنع الوقف بالسكون يتعيّن الوقف بالروم في المرفوع والمجرور كما في الأمثلة المذكورة، أما إذا كان الوقوف عليه منصوبا، مثل ( يخرج الخبء ) فلا يجوز الوقف عليه بالروم، فيتعيّن الوقف بالسكون دون سكت.
وقد أشار العلامة المتولي – رحمه الله – إلى ذلك بقوله:
وفي نحو دفءٌ من يقِفْ ساكتاً يرُمْ وللسكت كُنْ في يخرج الخبءَ مهمِلا
قواعد هامة :
1 – السكت بنوعيه العام والخاص لا يجوز إلا على توسط المنفصل .
2 – السكت لا يجتمع مع التكبير ولا مع الغنة .
: السكت على الساكن قبل الهمز
السكت: هو قطع الصوت عن القراءة زمناً يسيراً دون زمن الوقف عادة من غير تنفس مع نية استئناف القراءة في الحال. و السكت تحكمه المشافهة والتلقي من القُرّاء، وهو مقيّد بالسماع. والمقصود بالسكت هنا ما كان على ساكن قبل همز دون غيره من أنواع السكت.
مواضع السكت: يشمل السكت على الساكن قبل الهمز أربعة أصول مطّردة، هي:
1- السكت على (الـ)، نحو: ( الأرض ) (وعاد الأولى ) (
وبالآخرة هم يوقنون ) ( الدار والإيمان ) ( والعصر إن الإنسان )
2- السكت عل الياء من كلمة ( شيء ) مطلقاً، سواء كانت مرفوعة أو منصوبة
أو مجرورة
السكت عل الساكن المفصول، نحو: ( وتلوا عليهم نبأ إبني آدم بالحق )، ( وإذا خلوا إلى شياطينهم )، ( أن أنذروا )، (ولهم عذابٌ أليم )، ( هل أتى على الإنسان ).
3- السكت عل الساكن الموصول، نحو: ( وسئلوا )، ( القرآن ).
أوجه السكت: إذا وقع قبل الهمز ساكن صحيح أو شبهه (واو أو ياء ليّنتين) فإن لحفص في ذلك ثلاثة أوجه، هي:
الأول: عدم السكت على الساكن مطلقاً، وهو مذهب الجمهور.
الثاني: السكت على (الـ) و (شيء) و الساكن المفصول، و يسمى "رتبة السكت الخاص"، و يأتي على توسط المدّين. و هو من طريق الفارسي عن أبي طاهر عن الأشناني عن عبيد عن حفص من كتاب "التجريد في القراءات السبع" لابن الفحّام.
الثالث: السكت على ما ذكر في رتبة السكت الخاص و على الساكن الموصول أيضاً، و يسمى "رتبة السكت العام"، ويأتي على توسيط المنفصل مع إشباع المتصل. وهو من طريق الحمّامي عن أبي طاهر عن الأشناني عن عبيد عن حفص من كتاب "الروضة في القراءات العشر" لأبي الحسن بن محمد المالكي.
ويجوز السكت العام و عدمه من كتاب "التذكار في القراءات العشر" لأبي الفتح عبد الواحد بن شِيطا من طريقي الحمامي و العلاف عن أبي طاهر عن الأشناني عن عبيد عن حفص، و من طريق الحمامي عن زرعان عن عمرو عن حفص.