توضيح من شيخنا الفاضل / ادهم اسماعيل
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، وبعد:
فقد سألتنى الأستاذة / جنان الرحمن - حفظها الله – سؤلاً يتعلق بآخر درسٍ شرحتُه وهو أقسام الاسم من حيث العدد ، والسؤال بصياغتى وتعبيرى كالآتى :
قالت : وزن" فُعُول " وزن من أوزان جموع الكثرة فى مثل سيوف، أليس كذلك ؟؟
قلتُ: بلى .
قالت : وجمع الكثرة هو الذى وُضِع لما تجاوز الثلاثة إلى ما لا نهاية ، بعكس جمع القلة الذى وُضِع للعدد القليل وهو من ثلاثة إلى عشرة كما قال النحاة - وهذا الكلام ذكرتُه فى الدرس السالف ذكره - ،فما القول فى قوله – تعالى - : " والمطلقاتُ يتربصنَ بأنفسهن ثلاثة قروء " ؛ حيث اقترن العدد " ثلاثة " وهو عدد قلة ب " قروء" على وزن " فُعُول " وهو وزن كثرة ؟؟!!
فأجبتُها قائلاً :
أقول بعد حمد الله والثناء عليه :
قاعدة الجموع غير مضطردة – يعنى مبنية على الغالبية فقط لا غير - فجموع التكسير سماعية غالباً ، ولا تنقاس إلا في صيغ منتهى الجموع وفي جموع بعض الصفات، حتى إننا نرى بعضَ النحاة يقول : وقد يأتى جمعُ القلة على وزنٍ من أوزان جمع الكثرة مثل : فُعُول .
وكما تعلمون جميعاً أن أوزانَ جموعِ القلة أربعة وهى : (أَفْعِلة - أَفْعُل – فِعْلَة - أفعال) وقد جمعها ابن مالك – عليه رحمة الله – فى قوله :
أفعلةٌ أفعُلٌ ثم فِعْلَة && ثمت أفعالٌ جموعُ قلة
فخلاصةالقول : أنه ليس من الضرورى إذا أردنا أن نجمع كلمة ما جمعَ قلةٍ أن تكون فى الوقتِ ذاته على وزنٍ من أوزان جموع القلة الأربعة التى ذكرتُها !!! لا لا لا ، بل إننا نرى القرآن الكريم قد حجب الأنظار عن وزن جمع الكثرة فى قوله – تعالى - : " ثلاثة قروء " بتقييد هذا الجمع بلفظ " ثلاثة " وهو من أعداد جمع القلة .... .
ولم يقل " ثلاثة أقرء " ؛ لأنه لو قال ذلك سيكون قد جمع الكلمة جمعَ قلةٍ مرتين ...
- مرة عن طريق العدد " ثلاثة " . - ومرة عن طريق الوزن " أقرُء " .
وكذلك لو أن القرآن عبر بأقرء مطْلقةً لحارت الأذهان فى المقصود ، هل ثلاثة أم أربعة أم أكثر أم أقل ؟ ؛ فجمع القلة يراد به من ثلاثة إلى عشرة ،، فقطعاً للخلاف جَمَعَ الكلمة على وزنٍ من جموع الكثرة مع تقييدها بعدد من أعداد القلة مع براعةِ أسلوبٍ وفخامةِ تعبييرٍ وجزالةِ ألفاظٍ .
هذا ما توصَّلَ إليه العبدُ الفقيرُ من خلال الدراسة والبحث والرجوع - فى نفس الوقت - إلى أساتذتى ومشايخى الكرام ،سائلاً اللهَ جل وعلا القبول والتوفيق والسداد .
والحمدُ لله رب العالمين ...
وكتبه : أبو إبراهيم أدهم بن إسماعيل
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، وبعد:
فقد سألتنى الأستاذة / جنان الرحمن - حفظها الله – سؤلاً يتعلق بآخر درسٍ شرحتُه وهو أقسام الاسم من حيث العدد ، والسؤال بصياغتى وتعبيرى كالآتى :
قالت : وزن" فُعُول " وزن من أوزان جموع الكثرة فى مثل سيوف، أليس كذلك ؟؟
قلتُ: بلى .
قالت : وجمع الكثرة هو الذى وُضِع لما تجاوز الثلاثة إلى ما لا نهاية ، بعكس جمع القلة الذى وُضِع للعدد القليل وهو من ثلاثة إلى عشرة كما قال النحاة - وهذا الكلام ذكرتُه فى الدرس السالف ذكره - ،فما القول فى قوله – تعالى - : " والمطلقاتُ يتربصنَ بأنفسهن ثلاثة قروء " ؛ حيث اقترن العدد " ثلاثة " وهو عدد قلة ب " قروء" على وزن " فُعُول " وهو وزن كثرة ؟؟!!
فأجبتُها قائلاً :
أقول بعد حمد الله والثناء عليه :
قاعدة الجموع غير مضطردة – يعنى مبنية على الغالبية فقط لا غير - فجموع التكسير سماعية غالباً ، ولا تنقاس إلا في صيغ منتهى الجموع وفي جموع بعض الصفات، حتى إننا نرى بعضَ النحاة يقول : وقد يأتى جمعُ القلة على وزنٍ من أوزان جمع الكثرة مثل : فُعُول .
وكما تعلمون جميعاً أن أوزانَ جموعِ القلة أربعة وهى : (أَفْعِلة - أَفْعُل – فِعْلَة - أفعال) وقد جمعها ابن مالك – عليه رحمة الله – فى قوله :
أفعلةٌ أفعُلٌ ثم فِعْلَة && ثمت أفعالٌ جموعُ قلة
فخلاصةالقول : أنه ليس من الضرورى إذا أردنا أن نجمع كلمة ما جمعَ قلةٍ أن تكون فى الوقتِ ذاته على وزنٍ من أوزان جموع القلة الأربعة التى ذكرتُها !!! لا لا لا ، بل إننا نرى القرآن الكريم قد حجب الأنظار عن وزن جمع الكثرة فى قوله – تعالى - : " ثلاثة قروء " بتقييد هذا الجمع بلفظ " ثلاثة " وهو من أعداد جمع القلة .... .
ولم يقل " ثلاثة أقرء " ؛ لأنه لو قال ذلك سيكون قد جمع الكلمة جمعَ قلةٍ مرتين ...
- مرة عن طريق العدد " ثلاثة " . - ومرة عن طريق الوزن " أقرُء " .
وكذلك لو أن القرآن عبر بأقرء مطْلقةً لحارت الأذهان فى المقصود ، هل ثلاثة أم أربعة أم أكثر أم أقل ؟ ؛ فجمع القلة يراد به من ثلاثة إلى عشرة ،، فقطعاً للخلاف جَمَعَ الكلمة على وزنٍ من جموع الكثرة مع تقييدها بعدد من أعداد القلة مع براعةِ أسلوبٍ وفخامةِ تعبييرٍ وجزالةِ ألفاظٍ .
هذا ما توصَّلَ إليه العبدُ الفقيرُ من خلال الدراسة والبحث والرجوع - فى نفس الوقت - إلى أساتذتى ومشايخى الكرام ،سائلاً اللهَ جل وعلا القبول والتوفيق والسداد .
والحمدُ لله رب العالمين ...
وكتبه : أبو إبراهيم أدهم بن إسماعيل