كيف تجعل ابنك متميزاً ؟ (( موضوع مميز ومهم للغايه ))000
كيف تجعل ابنك متميزاً ؟1- ماذا نعني بالتميز؟
نعني بالتميز : التفوق على الأقران ، والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه ، فتجليه من بينهم وتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ ،وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلامية المتميزة.
أهمية الموضوع :موضوع التمييز في تربية الأبناء من الموضوعات المهمة التي ينتمي أن تعني بها الأسرة المسلمة عموماً ، وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً:-لأننا من أمة متميزة ،ميّزها الله عز وجل عن سائر الأمم .. حتى أصبح التميز سمة من سماتها وصفة بارزة منصفاتها( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف …) (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداءعلى الناس )
إنها أمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً ،فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع الموازين والقيم ، وتبدي فيهم رأيها فيكون هوالرأي المعتمد ، وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها ، وتقول: هذا حق وهذا باطل .. )
- أمة متميزة في شريعتها ، فهي الشريعة الخالدة التي لا يمحوها الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان .. لا يحدها جنس فهي للناس كافة ..
أمة متميزة في عبادتها وما أكثر ما كانيقول قائدها صلى اللهعليه وسلم : (خالفوا المشركين) لتتميز الأمة عن كل من سواها .. ومن أبى إلا التبعيةفإنه ليس منها (من تشبه بقوم فهو منهم) إن انتمائنا لهذه الأمة التي ميزها الله عن سائر الأمم يعني أن نبحث عن التميز ، ونربي أبناءنا عليه ليكونوا كالأمة التي ينتسبون إليها "
ثانياً:-لأن الله عزوجل قد شرفنا ، ورفع قدرنا ، وأعلى شأننا وميّزنا بأن جعل محمداً صلى الله عليهوسلم رسولنا ونبينا ومبعوثه إلينا .. وأكرم به من تميز وأنعم به من فخر ، وأعظم بهمن فضل وحظنا من هذا التميز أن نكون متميزين وذلك بالاقتدار به صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم من رسول الله أسوة حسنة).
ثالثاً:-حاجة الأمة إلى المتميزين من أبنائها ، الذين يرفعون رأيتها ، ويؤمنون برسلها ، ويدركون وظيفتها ، الواحد من هؤلاء
رابعاً:-انتشار الغثائية في الكثيرمن الخلق ودنوّ همهم وسفول خلقهم حتى أصبح الكثير من النشء لا أثر لهم ولا فائدةمنهم في أمور الأمة ، ونصرة الدعوة .. بل أصبحوا عالة على الأمة بسوء خلقهم وسفولطباعهم وانحراف سلوكهم والأخطر من ذلك كله شذوذ أفكارهم واعتقاداتهم .
خامساً:-كثرة وسائل الفساد التي سلطت على الأسرةالمسلمة ، مما أفقد الكثير من هذه المحاضن أثرها في تربية النشء وإعداده ،والاهتمام به ورعايته ، وهذا يجعل التذكير ببعض الوسائل التربوية والأساليب الدعويةالمؤثرة في إصلاح النشء من الأهمية بمكان.
سادساً:-للأجر العظيم ، والثواب الكبير لمن سعى في صلاح أبنائه ، وأحسن تربيتهم ورعايتهم فقد جاء في الحديث إن الرجل ترفع منزلته يوم القيامة فيقول: أنى لي هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك )
والحديث الآخر: ( إذامات ابن أدم انقطع عمله الا من ثلاث : وذكر منها ولد صالح يدعو له) فبذل الجهد فيتربية الأبناء ليكونوا متميزين في صلاحهم وسلوكهم وقدراتهم مشروع استثماري عظيم لاينتهي به حتى بعد الممات ..
سابعاً:-إن تربية الأبناء والقيام على توجيههم ورعايتهم ، أمانة عظمى ، ومسئولية كبرى سنسألعنها بين يدي الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في حديث أبن عمر ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)..
ولهذا فالاهتمام بتربية الأبناء أداء لهذه المسؤوليات وقيام على هذه الإناث.
ثامناً:-الذريّةالمتميزة بصلاحها ، مطلب الأنبياء ومحل سؤالهم ورجائهم فقد جاء في دعاء زكريا عليهالسلام ( فهب لي من لدنك ولياً ، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً).
فأجاب الله دعاءه ووهب له يحيى فكان متميزاً بزكاته وتقواه ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيًا ، وحناناً في لدنا وزكاة وكان تقياً) .
تاسعاً:-التميز والتفوق هو مطلب الصالحين ، ولهذا كان من دعائهم ( واجعلني للمتقين إماماً).
إذا ثبت هذا ، فإننا بين يدي العديد من الأفكار العملية للإجابة عن هذا السؤال .. الذي هو في الأصل بحث ميداني شمل العشرات من الأسر ، قمت به عبر استبانة وزعتها على تلك الأسر المتميزة لمحاولة الوقوف علىأبرز الأفكار العملية التي جعلت في أبنائهم متميزين .
وإليكم بعض تلك الأفكار أو التجارب العملية إذ لم أذكر إلا الأفكارالعملية؛ لأنها أكثر أثراً من التوجيهات النظرية.
1) المربي الخاص:-نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة العصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناءوتربيتهم وتأديبهم ، ولذلك فإن بعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي لخاص للأبناء .. فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أو الأبناء يذهبون إليه ، فيحفّظهم القرآن والسنة ،ويتعلمون معها بعض الآداب والفنون ويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليها .. وهي فكرة ليست بجديدة إذ طبّقها الكثير من السلف .. ومنهم بعض خلفاءالدولة الأموية والعباسية إذ كانوا يوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً …
وهي فكرة ناجحة .. ناجحة .. جداً .. وتخففمن التقصير الحاصل من بعض الآباء بحق أبنائهم نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم علىتعليم أبنائهم تلك العلوم والآداب أو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبرعلى أخطائهم ..
وأنا أعرف بعض الأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّللطفل منذ سن الخامسة أو السادسة ومعه الأذكار ، فتحفة الأطفال للجمزوري ثم منظومةالآداب ثم متن العدة ثم نظم الآجرومية وهكذا.. وليس الأمر مقصوراً على حفظ تلكالفنون ، وإنما أيضاً كما ذكرنا يعلمه الأدب معه وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنهبذلك المربي .. فتأتي الفكرة الثانية وهي:
2) حلقات التحفيظ:-وقد لا يستطيع كل أحد على فكرة المربي الخاص ، فلابدأن يكون هناك بديل عنها وهي حلقات التحفيظ في المساجد .. ومن نعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمر طيب ولكن لابد من تفعيلأثر تلك الحلق ، ومتابعة تحصيل الابن بهاومن أجل أن نحصل على أكبر فائدة ممكنة أنصح بأمور أهمهاأولاً: أن يكون هناك سجل يومي تعرف فيه كم حفظ وجودة الحفظ ، وكم راجع من المحفوظات السابقة.
ثانياً: أن يكون هناك تشجيع دائم من قبل الأب لابنه على انتظامه وحسن أدائه ( جوائز عينيةأو مالية ).
ثالثاً: شكر مدرس الحلقة وتشجيعه على الاهتمام بالابن .
3) اختيار المدرسة المتميزة في إدارتها وتربيتها:-المدارس ليست على مستوى واحد .. من حيث التميز في الإدارةوالتربية والعطاء .. فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزة التي يقوم على إدارتهاوالتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون ، محتسبون يستشعرون بالأمانة التي وكلت إليهم ،والمسئولية التي أنيطت بهم .. فكلما كثر عدد هؤلاء الصنف من المعلمين في مدرسة كلماأصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان.
الطالب يتأثر بأستاذه كثيراً .. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات .. فإن كان من أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ .. وإن كان متميزاً في شخصيته وعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميزولدك وارتقائه .. ( إذن فهناك معايير لاختيار المدرسة المناسبة ، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد .. ).
4) تسجيله في أبرزنشاطات المدرسة:-في المدارس عادة جماعات أنشطة ، تقوم على تنميةمهارات الطلاب ، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإفادة من مواهبهم ، والكثير من الطلاب استفادوا من تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً من التوجيهات الأسرية ، كما أن تسجيلهم في تلك النشاطات فيها فائدة أخرىوهي عزلهم عن الطالح من الطلاب وشغلهم عن الدوران في الممرات مما يتيح الفرصةللتعرف على الشلل.
5) المجلةالهادفة:-الإعلام لا يمكن تجاهله وإدارة ظهورنا عنه ، فهو بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يشكل رافداً من أهم روافد الارتقاء نحو التميزولما كان الإعلام العالمي منه الغث والسمين، كان لابد للأسرة المسلمة أن تعنيبإيجاد الوسائل الإعلامية التربوية الهادفة في داخل الأسرة كبديل عن تلك الغثاثةوالسفاهة التي تعرض في الليل والنهار على شاشات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام ،وكذلك وتحذير الأبناء من الوسائل الإعلامية الهامة المفسدة .فالمجلة الهادفة إحدىالوسائل الإعلامية وفي الساحة بحمد الله العديد من المجلات التي تدعو إلى الخيروتنشره وتحرص عليه ، وتحذر من الشر والتيارات الهدامة وتدعوا إلى محاربتها ، وتكشفزيفها وانحرافاتها وباطلها، فالمجلة الهادفة طريقة من طرق معرفة أحوال المسلمين ،ومتابعة قضاياهم ، وإشعار للابن بأنه لبنة من لبنات بناء كبيرة هو الأمة الإسلامية، فيشعر بانتمائه لهذه الأمة ، ويستشعر مسئوليته تجاه المسلمين في كل مكان بالإضافةإلى تنمية قدراته الأدبية ، وتعويده على القراءة ، وإكسابه للمعارف المتنوعةالمبثوثة في تلك المجلات .
6) الشريط:-أيضاً الشريط وسيلة إعلامية استعملها بعض الأباء فيتربية أبنائهم وساهم في تميزهم فلقد عجبت من طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد قد حفظ جزء الثلاثين .. فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجل ومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذا الجزء ..
وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر من متن يكرر أو محاضرة ونحوها..
7) المكتبة المنزلية:-ولها الأثر الكبير في تميزالأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع ، والبحث والتزوير العلمي ، وأنا أعرف اليوم العديدمن المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي .. فتجدهملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها ..
والوسائل الثلاث السابقة أعني الشريط والمجلة والمكتبة تحتاج هي الأخرىلبرامج عملية لتفعيلها وزيادة تأثيرها الإيجابي على الأبناء .. ومما استفدته من بعضالأسر في تفعيل دور المجلة والشريط والكتاب.
المسابقات المنزلية:-عمل مسابقة منزلية ( على مستوى الأبناء ) وجعلالمراجع شريط ومجلة في البيت وبعض كتب المكتبة المنزلية.
فيتفاعل الأبناء معالمجلة والكتاب والشريط في أن واحد.
9) مجلةالأسرة:-هدية لكل فرد من أفراد الأسرة يعمل مجلة ينتقي موضوعاتها منتلك المجلات والكتب وهذا يوجد لدى الأبناء الحس الفني والبعد الثقافي10)
الأبحاث والتلخيصات:-تلخيص الكتاب أو شريط ( وبهذا يقرأه ويلخصه ويتحسن بذلك إملاؤه وخطه ) وقد يطلب منه نقده.
11) ما رأيك في ؟المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافع والضار والخير والشر ، الابن المتميز هوالذي يعرف الخير ويصطفيه ، ويبصر الشر ويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه عبر رحلة طفولته ومن خلال وسائل تربوية عديدة من أهمها :مارأيك في؟ ، ولنضرب على هذا مثالاً :ذهب الابن مع أبيه إلى السوق. قال له الأب: مارأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك ؟ من تلك يا أبي ؟ لماذا ؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة ، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للالتقاء .
الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنهالا تبيع الدخان ! إذن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين له المعيار .. تتضح المعايير .. معاييرالانتقاء وعندما يشب .. تتجمع المعايير .. معيار لمن أصاحب.. معيار انتقاء الألفاظوالكلمات ، كما قال الأب لأبنه يحدد له معايير الكلام إذا أراد أن يتكلم:
فلنذكرفكرة عملية في إصلاح المنطق وتقويمه وتهذيبه.12)
حسن المنطق :-جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " الله يحفظك " .
- لفت نظري طفل يقول لأبيه " جزاك الله خير ممكن أخذ منديل " وبعد السؤال تبين أن الأب أعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقول كل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطيني مصروفي للمدرسة . فاستقاموا على هذا ..
- وكذلك بالنسبة عند الخطأ .. لن يفلت من التوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى..
كيف تجعل ابنك متميزاً ؟1- ماذا نعني بالتميز؟
نعني بالتميز : التفوق على الأقران ، والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه ، فتجليه من بينهم وتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ ،وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلامية المتميزة.
أهمية الموضوع :موضوع التمييز في تربية الأبناء من الموضوعات المهمة التي ينتمي أن تعني بها الأسرة المسلمة عموماً ، وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً:-لأننا من أمة متميزة ،ميّزها الله عز وجل عن سائر الأمم .. حتى أصبح التميز سمة من سماتها وصفة بارزة منصفاتها( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف …) (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداءعلى الناس )
إنها أمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً ،فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع الموازين والقيم ، وتبدي فيهم رأيها فيكون هوالرأي المعتمد ، وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها ، وتقول: هذا حق وهذا باطل .. )
- أمة متميزة في شريعتها ، فهي الشريعة الخالدة التي لا يمحوها الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان .. لا يحدها جنس فهي للناس كافة ..
أمة متميزة في عبادتها وما أكثر ما كانيقول قائدها صلى اللهعليه وسلم : (خالفوا المشركين) لتتميز الأمة عن كل من سواها .. ومن أبى إلا التبعيةفإنه ليس منها (من تشبه بقوم فهو منهم) إن انتمائنا لهذه الأمة التي ميزها الله عن سائر الأمم يعني أن نبحث عن التميز ، ونربي أبناءنا عليه ليكونوا كالأمة التي ينتسبون إليها "
ثانياً:-لأن الله عزوجل قد شرفنا ، ورفع قدرنا ، وأعلى شأننا وميّزنا بأن جعل محمداً صلى الله عليهوسلم رسولنا ونبينا ومبعوثه إلينا .. وأكرم به من تميز وأنعم به من فخر ، وأعظم بهمن فضل وحظنا من هذا التميز أن نكون متميزين وذلك بالاقتدار به صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم من رسول الله أسوة حسنة).
ثالثاً:-حاجة الأمة إلى المتميزين من أبنائها ، الذين يرفعون رأيتها ، ويؤمنون برسلها ، ويدركون وظيفتها ، الواحد من هؤلاء
رابعاً:-انتشار الغثائية في الكثيرمن الخلق ودنوّ همهم وسفول خلقهم حتى أصبح الكثير من النشء لا أثر لهم ولا فائدةمنهم في أمور الأمة ، ونصرة الدعوة .. بل أصبحوا عالة على الأمة بسوء خلقهم وسفولطباعهم وانحراف سلوكهم والأخطر من ذلك كله شذوذ أفكارهم واعتقاداتهم .
خامساً:-كثرة وسائل الفساد التي سلطت على الأسرةالمسلمة ، مما أفقد الكثير من هذه المحاضن أثرها في تربية النشء وإعداده ،والاهتمام به ورعايته ، وهذا يجعل التذكير ببعض الوسائل التربوية والأساليب الدعويةالمؤثرة في إصلاح النشء من الأهمية بمكان.
سادساً:-للأجر العظيم ، والثواب الكبير لمن سعى في صلاح أبنائه ، وأحسن تربيتهم ورعايتهم فقد جاء في الحديث إن الرجل ترفع منزلته يوم القيامة فيقول: أنى لي هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك )
والحديث الآخر: ( إذامات ابن أدم انقطع عمله الا من ثلاث : وذكر منها ولد صالح يدعو له) فبذل الجهد فيتربية الأبناء ليكونوا متميزين في صلاحهم وسلوكهم وقدراتهم مشروع استثماري عظيم لاينتهي به حتى بعد الممات ..
سابعاً:-إن تربية الأبناء والقيام على توجيههم ورعايتهم ، أمانة عظمى ، ومسئولية كبرى سنسألعنها بين يدي الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في حديث أبن عمر ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)..
ولهذا فالاهتمام بتربية الأبناء أداء لهذه المسؤوليات وقيام على هذه الإناث.
ثامناً:-الذريّةالمتميزة بصلاحها ، مطلب الأنبياء ومحل سؤالهم ورجائهم فقد جاء في دعاء زكريا عليهالسلام ( فهب لي من لدنك ولياً ، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً).
فأجاب الله دعاءه ووهب له يحيى فكان متميزاً بزكاته وتقواه ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيًا ، وحناناً في لدنا وزكاة وكان تقياً) .
تاسعاً:-التميز والتفوق هو مطلب الصالحين ، ولهذا كان من دعائهم ( واجعلني للمتقين إماماً).
إذا ثبت هذا ، فإننا بين يدي العديد من الأفكار العملية للإجابة عن هذا السؤال .. الذي هو في الأصل بحث ميداني شمل العشرات من الأسر ، قمت به عبر استبانة وزعتها على تلك الأسر المتميزة لمحاولة الوقوف علىأبرز الأفكار العملية التي جعلت في أبنائهم متميزين .
وإليكم بعض تلك الأفكار أو التجارب العملية إذ لم أذكر إلا الأفكارالعملية؛ لأنها أكثر أثراً من التوجيهات النظرية.
1) المربي الخاص:-نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة العصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناءوتربيتهم وتأديبهم ، ولذلك فإن بعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي لخاص للأبناء .. فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أو الأبناء يذهبون إليه ، فيحفّظهم القرآن والسنة ،ويتعلمون معها بعض الآداب والفنون ويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليها .. وهي فكرة ليست بجديدة إذ طبّقها الكثير من السلف .. ومنهم بعض خلفاءالدولة الأموية والعباسية إذ كانوا يوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً …
وهي فكرة ناجحة .. ناجحة .. جداً .. وتخففمن التقصير الحاصل من بعض الآباء بحق أبنائهم نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم علىتعليم أبنائهم تلك العلوم والآداب أو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبرعلى أخطائهم ..
وأنا أعرف بعض الأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّللطفل منذ سن الخامسة أو السادسة ومعه الأذكار ، فتحفة الأطفال للجمزوري ثم منظومةالآداب ثم متن العدة ثم نظم الآجرومية وهكذا.. وليس الأمر مقصوراً على حفظ تلكالفنون ، وإنما أيضاً كما ذكرنا يعلمه الأدب معه وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنهبذلك المربي .. فتأتي الفكرة الثانية وهي:
2) حلقات التحفيظ:-وقد لا يستطيع كل أحد على فكرة المربي الخاص ، فلابدأن يكون هناك بديل عنها وهي حلقات التحفيظ في المساجد .. ومن نعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمر طيب ولكن لابد من تفعيلأثر تلك الحلق ، ومتابعة تحصيل الابن بهاومن أجل أن نحصل على أكبر فائدة ممكنة أنصح بأمور أهمهاأولاً: أن يكون هناك سجل يومي تعرف فيه كم حفظ وجودة الحفظ ، وكم راجع من المحفوظات السابقة.
ثانياً: أن يكون هناك تشجيع دائم من قبل الأب لابنه على انتظامه وحسن أدائه ( جوائز عينيةأو مالية ).
ثالثاً: شكر مدرس الحلقة وتشجيعه على الاهتمام بالابن .
3) اختيار المدرسة المتميزة في إدارتها وتربيتها:-المدارس ليست على مستوى واحد .. من حيث التميز في الإدارةوالتربية والعطاء .. فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزة التي يقوم على إدارتهاوالتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون ، محتسبون يستشعرون بالأمانة التي وكلت إليهم ،والمسئولية التي أنيطت بهم .. فكلما كثر عدد هؤلاء الصنف من المعلمين في مدرسة كلماأصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان.
الطالب يتأثر بأستاذه كثيراً .. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات .. فإن كان من أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ .. وإن كان متميزاً في شخصيته وعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميزولدك وارتقائه .. ( إذن فهناك معايير لاختيار المدرسة المناسبة ، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد .. ).
4) تسجيله في أبرزنشاطات المدرسة:-في المدارس عادة جماعات أنشطة ، تقوم على تنميةمهارات الطلاب ، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإفادة من مواهبهم ، والكثير من الطلاب استفادوا من تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً من التوجيهات الأسرية ، كما أن تسجيلهم في تلك النشاطات فيها فائدة أخرىوهي عزلهم عن الطالح من الطلاب وشغلهم عن الدوران في الممرات مما يتيح الفرصةللتعرف على الشلل.
5) المجلةالهادفة:-الإعلام لا يمكن تجاهله وإدارة ظهورنا عنه ، فهو بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يشكل رافداً من أهم روافد الارتقاء نحو التميزولما كان الإعلام العالمي منه الغث والسمين، كان لابد للأسرة المسلمة أن تعنيبإيجاد الوسائل الإعلامية التربوية الهادفة في داخل الأسرة كبديل عن تلك الغثاثةوالسفاهة التي تعرض في الليل والنهار على شاشات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام ،وكذلك وتحذير الأبناء من الوسائل الإعلامية الهامة المفسدة .فالمجلة الهادفة إحدىالوسائل الإعلامية وفي الساحة بحمد الله العديد من المجلات التي تدعو إلى الخيروتنشره وتحرص عليه ، وتحذر من الشر والتيارات الهدامة وتدعوا إلى محاربتها ، وتكشفزيفها وانحرافاتها وباطلها، فالمجلة الهادفة طريقة من طرق معرفة أحوال المسلمين ،ومتابعة قضاياهم ، وإشعار للابن بأنه لبنة من لبنات بناء كبيرة هو الأمة الإسلامية، فيشعر بانتمائه لهذه الأمة ، ويستشعر مسئوليته تجاه المسلمين في كل مكان بالإضافةإلى تنمية قدراته الأدبية ، وتعويده على القراءة ، وإكسابه للمعارف المتنوعةالمبثوثة في تلك المجلات .
6) الشريط:-أيضاً الشريط وسيلة إعلامية استعملها بعض الأباء فيتربية أبنائهم وساهم في تميزهم فلقد عجبت من طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد قد حفظ جزء الثلاثين .. فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجل ومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذا الجزء ..
وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر من متن يكرر أو محاضرة ونحوها..
7) المكتبة المنزلية:-ولها الأثر الكبير في تميزالأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع ، والبحث والتزوير العلمي ، وأنا أعرف اليوم العديدمن المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي .. فتجدهملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها ..
والوسائل الثلاث السابقة أعني الشريط والمجلة والمكتبة تحتاج هي الأخرىلبرامج عملية لتفعيلها وزيادة تأثيرها الإيجابي على الأبناء .. ومما استفدته من بعضالأسر في تفعيل دور المجلة والشريط والكتاب.
المسابقات المنزلية:-عمل مسابقة منزلية ( على مستوى الأبناء ) وجعلالمراجع شريط ومجلة في البيت وبعض كتب المكتبة المنزلية.
فيتفاعل الأبناء معالمجلة والكتاب والشريط في أن واحد.
9) مجلةالأسرة:-هدية لكل فرد من أفراد الأسرة يعمل مجلة ينتقي موضوعاتها منتلك المجلات والكتب وهذا يوجد لدى الأبناء الحس الفني والبعد الثقافي10)
الأبحاث والتلخيصات:-تلخيص الكتاب أو شريط ( وبهذا يقرأه ويلخصه ويتحسن بذلك إملاؤه وخطه ) وقد يطلب منه نقده.
11) ما رأيك في ؟المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافع والضار والخير والشر ، الابن المتميز هوالذي يعرف الخير ويصطفيه ، ويبصر الشر ويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه عبر رحلة طفولته ومن خلال وسائل تربوية عديدة من أهمها :مارأيك في؟ ، ولنضرب على هذا مثالاً :ذهب الابن مع أبيه إلى السوق. قال له الأب: مارأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك ؟ من تلك يا أبي ؟ لماذا ؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة ، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للالتقاء .
الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنهالا تبيع الدخان ! إذن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين له المعيار .. تتضح المعايير .. معاييرالانتقاء وعندما يشب .. تتجمع المعايير .. معيار لمن أصاحب.. معيار انتقاء الألفاظوالكلمات ، كما قال الأب لأبنه يحدد له معايير الكلام إذا أراد أن يتكلم:
فلنذكرفكرة عملية في إصلاح المنطق وتقويمه وتهذيبه.12)
حسن المنطق :-جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " الله يحفظك " .
- لفت نظري طفل يقول لأبيه " جزاك الله خير ممكن أخذ منديل " وبعد السؤال تبين أن الأب أعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقول كل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطيني مصروفي للمدرسة . فاستقاموا على هذا ..
- وكذلك بالنسبة عند الخطأ .. لن يفلت من التوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى..