معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    التواضع ... خلق الأنبياء

    ام بودى
    ام بودى


    مميز التواضع ... خلق الأنبياء

    مُساهمة من طرف ام بودى الأربعاء 11 فبراير 2009, 6:48 am

    التواضع ... خلق الأنبياء 77838564rm4jo9

    التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد ، قال

    تعالى : { فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظ القلب لانفضوامن حولك }
    آل عمران / 159 ، وقال تعالى : { وإنك لعلى خلقٍ عظيم } القلم / 4 ، وهو
    قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة ، وبالإحسان الكامل للخلق
    ، فكان خلُقه صلى الله عليه وسلم التواضع التام الذي روحه الإخلاص لله
    والحنو على عباد الله ، ضد أوصاف المتكبرين من كل وجه .
    " المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ السعدي " ( 5 / 442 ، 443 ) .
    وللتواضع أسباب لا يكون المسلم متخلقّاً به إلا بتحصيلها ، وقد بيَّنها الإمام ابن القيم بقوله :
    التواضع يتولد من العلم بالله سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ونعوت
    جلاله ، وتعظيمه ، ومحبته وإجلاله ، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها ، وعيوب
    عملها وآفاتها ، فيتولد من بين ذلك كله خلق هو " التواضع " ، وهو انكسار
    القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده ، فلا يرى له على أحدٍ فضلاً ،
    ولا يرى له عند أحدٍ حقّاً ، بل يرى الفضل للناس عليه ، والحقوق لهم
    قِبَلَه ، وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ، ويكرمه ، ويقربه.
    " الروح " ( ص 233 ) .

    وقد جاء في ثواب التواضع الفضل الكبير ، ومنه :
    عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقةٌ
    من مال ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً ، وما تواضع أحدٌ لله إلا
    رفعه الله " .
    رواه مسلم ( 2588 ) وبوَّب عليه النووي بقوله " استحباب العفو والتواضع .

    قال النووي :
    قوله صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " : فيه
    وجهان : أحدهما : يرفعه في الدنيا , ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ,
    ويرفعه الله عند الناس , ويجل مكانه .
    والثاني : أن المراد ثوابه في الآخرة , ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا .
    قال العلماء : وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة ، والله أعلم .

    " شرح مسلم " ( 16 / 142 ) .
    والتواضع يكون في أشياء ، منها :
    1. تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً وعند نهيه اجتناباً .
    قال ابن القيم :
    فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في أمره ، فيبدو منها نوع إباء هرباً من
    العبودية ، وتتوقف عند نهيه طلباً للظفر بما منع منه ، فإذا وضع العبد
    نفسه لأمر الله ونهيه : فقد تواضع للعبودية .
    " الروح " ( ص 233 ) بتصرف .
    2. تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه .
    قال ابن القيم :
    فكلما شمخت نفسُه : ذَكَر عظمة الرب تعالى ، وتفرده بذلك ، وغضبه
    الشديد على من نازعه ذلك ، فتواضعت إليه نفسه ، وانكسر لعظمة الله قلبه ،
    واطمأن لهيبته ، وأخْبت لسلطانه ، فهذا غاية التواضع ، وهو يستلزم الأول
    من غير عكس . ( أي يستلزم التواضع لأمر الله ونهيه ، وقد يتواضع لأمر الله
    ونهيه من لم يتواضع لعظمته )
    والمتواضع حقيقة : من رزق الأمرين ، والله المستعان .
    " الروح " ( ص 233 ) .
    3. التواضع في اللباس والمشية .
    عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " .
    رواه البخاري ( 3297 ) . ورواه البخاري ( 5452 ) ومسلم ( 2088 ) من حديث أبي هريرة ، ولفظ
    البخاري : " بينما رجل يمشي في حلُّة تعجبه نفسه مرجِّل جمَُّته إذ خَسف
    الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " .
    يتجلجل : ينزل في الأرض مضطرباً متدافعاً .
    مرجل جمته : الترجيل هو تسريح الشعر ودهنه .
    والجمة : هي الشعر المتدلي من الرأس إلى المنكبين .
    4. التواضع مع المفضول فيعمل معه ويعينه .
    عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب
    يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : لولا أنت ما اهتدينا
    نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الألى وربما قال الملا قد
    بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا يرفع بها صوته .

    رواه البخاري ( 6809 ) ومسلم ( 1803 ) .
    5. التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها .
    عن الأسود قال : سألتُ عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في
    بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله - تعني : خدمة أهله - ، فإذا حضرت
    الصلاة خرج إلى الصلاة .
    رواه البخاري ( 644 ) .
    قال الحافظ ابن حجر :
    وفيه : الترغيب في التواضع وترك التكبر ، وخدمة الرجل أهله .
    " فتح الباري " ( 2 / 163 ) .
    6. التواضع مع الصغار وممازحتهم
    عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خلُقاً ، وكان
    لي أخ يقال له " أبو عمير " - قال : أحسبه فطيماً - وكان إذا جاء قال : يا
    أبا عمير ما فعل النغير .
    رواه البخاري ( 5850 ) ومسلم ( 2150 ) .
    قال النووي : " النُّغيْر " وهو طائر صغير .
    و" الفطيم " بمعنى المفطوم .
    وفي هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً منها : ... ملاطفة الصبيان وتأنيسهم
    , وبيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من حسن الخلُق وكرم الشمائلوالتواضع .
    " شرح مسلم " ( 14 / 129 ) .
    7. التواضع مع الخدم والعبيد .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا
    أتى أحدَكم خادمُه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو
    أكلة أو أكلتين فإنه وليَ حرَّه وعلاجَه .

    رواه البخاري ( 2418 ) و ( 5144 ) ومسلم ( 1663 ) .
    ومعنى " ولي حرَّه وعلاجه " : أي عانى مشقة صُنع الطعام والقيام على تقديمه ، وفي رواية مسلم " وليَ حرَّه ودخانه " .
    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين لعظمته .
    والله أعلم

    الإسلام سؤال وجواب

    اقوال في التواضع

    وهذا مما قاله الصالحون في التواضع



    قال عبد الله بن مسعود رضي اللــه عنه:

    "إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس، وأن تُسَلِّم على من لقيت
    وقال ابن عباس:
    من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه
    قال لقمان :
    (لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع)
    وقال لابنه :
    يا بني تواضع للحق تكن أعقل الناس
    قال عبد الله بن المبارك:
    "رأسُ التواضعِ أن تضَع نفسَك عند من هو دونك في نعمةِ الله حتى تعلِمَه أن ليس لك بدنياك عليه فضل
    سأل الحسن:
    أتدرون ما التواضع؟ قالوا: ما هو؟ قال: "التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً".
    مالك بن دينار:
    (احبس ثلاثا بثلاث حتى تكون من المؤمنين الكبر بالتواضع والحرص بالقناعة والحسد بالنصيحة).
    قال الشافعي رحمه الله:
    "أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه"وقال ايضا:
    شربنا ماء زمزم للعلم ,فتعلمناه ولو كنا شربناه للتقوى لكان خيرا"لنا
    ويقول :لا ترفع سعرك فيردك الله إلى قيمتك .ألم ترى أن من طأطأ رأسه للسقف أظله وأكنه , وأن من تمادى برأسه شجه السقف
    وسُئِلَ الفضيل بن عياض رحمه الله عن التواضع فقال:
    "أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته
    قال سفيان بن عيينة:
    من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً
    فاستغفر فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة. فإن إبليس
    عصى مستكبراً فلعن
    وقال أبو علي الجوزجاتي:
    "النفس معجونة بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة".
    قيل لعبد الملك بن مروان:
    أي الرجال أفضل؟ قال: من تواضع عن قدرة، وزهد عن رغبة، وترك النصرة عن قوة
    ويُقال:"ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة".
    وقال بعض الحكماء :
    إذا سئل الشريف تواضع , وإذا سئل الوضيع تكبر
    وقال بزرجمهر :
    وجدنا التواضع مع الجهل والبخل , أحمد من الكبر مع الأدب والسخاء .
    وقال ابن السماك للرشيد :
    تواضعك في شرفك أفضل من شرفك
    وقيل :
    التواضع سلم الشرف
    وقال مجاهد :
    إن الله تعالى لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال , وتواضع الجودي فرفعه فوق
    الجبال وجعل قرار السفينة عليه فسبحان من تواضع كل شيء لعزة جبروت عظمته ,
    وخضع لجلال عظيم حكمته .
    قيل لأحد العلماء : كيف عرفت الدنيا ؟
    قال : دلني العلم على الزهد في الدنيا



    تواضع النبي (صلى الله عليه و سلم):
    "لقد كان لكم في رسول الله أسوة
    حسنة".
    كان النبي (صلى الله عليه و سلم)أشد الناس تواضعاً:
    كان إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل.
    وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقِّع ثوبه، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق.
    وكان يجالس الفقراء، ويواكل المساكين.
    وما أخذ أحدٌ بيده فيرسل يده حتى يرسلها الاخر.
    وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويباديء أصحابه بالمصافحة.
    ولم يُرَ، قط ماداً رجليه بين أصحابه.
    يُكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته.
    ولا يقطع على أحد الحديث.وكان أكثر الناس تبسُّماً، وأطيبهم نفساً.
    يقول أمير المؤمنين ? حول تواضع النبي(صلى الله عليه و سلم):
    "ولقد كان يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده
    نعله، ويرقِّع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويُردف خلفه.

    فتأسَّى بنبيِّك الأطيب الأطهر فإن فيه أسوةً لمن تأسَّى، وعزاء
    لمن تعزَّى، وأحب العباد إلى الله المتأسَّي بنبيّه والمقتصّ
    لأثره"

    من عدة مواضيع بتصرف
    ويـ الأمل ـبقى
    ويـ الأمل ـبقى


    مميز رد: التواضع ... خلق الأنبياء

    مُساهمة من طرف ويـ الأمل ـبقى الثلاثاء 01 ديسمبر 2009, 2:47 am

    ماشاء الله روعه
    جزاك الله الجنه
    ام بودى
    ام بودى


    مميز رد: التواضع ... خلق الأنبياء

    مُساهمة من طرف ام بودى الأحد 06 ديسمبر 2009, 11:03 am

    بارك الله فيك حبيبتى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 10 مايو 2024, 2:32 am