صاخباً يا عُمْر فلتمضِ بنا
إنما الأيام غبراء اليد
لست أدري ما الذي تخفي لنا
بين طيَّاتِ الضباب الأبعد
كم زرعنا فيكَ من حلو الغنا
ءِ صغاراً في دجى يومٍ ندي
قد ملأنا الأفق أفراحاً بها
تسكب الآمال ضوء الفرقد
كان قلب الطفل منا طائراً
رائعَ الإنشادِ حلوَ المورد
كم رسمنا فوق جدرانٍ و لم
تنمحِ آثار ذاكَ السرمدِ
لم يزل في الحيّ أطفالٌ و لم
يختفِ أذان ذاك المسجد
كلُّ شئٍ فيه باقٍ إنما
قد كبرنا مثل سرو البلد
مذ وُلِدنا سافرت فينا الخطى
في رحيلٍ نحو قعر المرقد
هذه الأرض التي نحيا بها
واحة خضراء معطاء الثدي
سوف تمضي دورة الأزمانِ في
نوحِ باكٍ ثمّ صرخة منشد
ليست الأعمار في الدنيا سوى
معبراً كالجسر نحو الموعد
مما قرأت وأعجبني