معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


+5
أم عبد الرحمن
lamiaa
راغبة في الجنة
مها صبحي
ام بودى
9 مشترك

    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    ام بودى
    ام بودى


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف ام بودى الجمعة 15 مايو 2009, 9:45 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    سؤال:
    أحيانا
    يبتلى الإنسان بالتفكير في معصية من المعاصي ، ومثل ذلك أموروسوسه الشيطان
    والنفس بالسوء ، فهل يجازى المرء على ما يدور في نفسه ، ويكتب عليه ،سواء
    كان خيرا أم شرا ؟

    الجواب:

    الحمد لله


    روى
    البخارى فى صحيحه (6491) ومسلم (131) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
    عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا
    يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ
    الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْهَمَّ
    بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ
    حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ
    لَهُ عِنْدَهُعَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى
    أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْهَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا
    كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ
    بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةًوَاحِدَةً ) .


    وروى
    البخاري (5269) ومسلم (127) ـ أيضا ـ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن
    النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّاللَّهَتَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا
    حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْتَتَكَلَّمْ ) .
    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    قال ابن رجب رحمه الله :
    " فتضمنت هذه النصوص أربعة أنواع : كتابة الحسنات ، والسيئات ، والهم بالحسنة والسيئة ، فهذه أربعة أنواع .. " ، ثم قال :


    "
    النوع الثالث : الهمُّ بالحسنات ، فتكتب حسنة كاملة ، وإنْ لم يعملها ،
    كما في حديث ابن عباس وغيره ، ... وفي حديث خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ :" ..
    وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَعَلِمَ اللَّهُأَنَّهُ قَدْ
    أَشْعَرَهَا قَلْبَهُ وَحَرَصَ عَلَيْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً .. " [
    رواه أحمد 18556، قال الأرناؤوط : إسناده حسن ، وذكره الألباني في الصحيحة
    ] ، وهذا يدلُّ على أنَّ المرادَ بالهمِّ هنا : هو العزمُ المصمّم الذي
    يُوجَدُ معه الحرصُ على العمل ، لا مجرَّدُ الخَطْرَةِ التي تخطر ، ثم
    تنفسِخُ من غير عزمٍ ولا تصميم .


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    قال أبو الدرداء : من أتى فراشه ، وهو ينوي أن يُصلِّي مِن اللَّيل ، فغلبته عيناه حتّى يصبحَ ، كتب له ما نوى ...

    وروي
    عن سعيد بن المسيب ، قال : من همَّ بصلاةٍ، أو صيام ، أو حجٍّ ، أو عمرة ،
    أو غزو ، فحِيلَ بينه وبينَ ذلك ، بلَّغه الله تعالى ما نوى .

    وقال أبو عِمران الجونيُّ : يُنادى المَلَكُ : اكتب لفلان كذا وكذا ، فيقولُ : يا ربِّ ، إنَّه لم يعملْهُ ، فيقول : إنَّه نواه .

    وقال
    زيدُ بن أسلم : كان رجلٌ يطوفُ على العلماء ، يقول : من يدلُّني على عملٍ
    لا أزال منه لله عاملاً ، فإنِّي لا أُحبُّ أنْ تأتيَ عليَّ ساعةٌ مِنَ
    الليلِ والنَّهارِ إلاَّ وأنا عاملٌ لله تعالى ، فقيل له : قد وجدت
    حاجتَكَ ، فاعمل الخيرَ ما استطعتَ ، فإذا فترْتَ ، أو تركته فهمَّ بعمله
    ، فإنَّ الهامَّ بعمل الخير كفاعله .

    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    ومتى اقترن بالنيَّة قولٌ أو سعيٌ ، تأكَّدَ الجزاءُ ، والتحقَ صاحبُه بالعامل ،
    كما روى أبو كبشة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ : عبدٍ
    رَزَقَهُ الله مالاً وعلماً ، فهو يتَّقي فيه ربَّه، ويَصِلُ به رَحِمَه ، ويعلمُ لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ،
    وعبدٍ
    رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهوصادِقُ النِّيَّة ، يقول : لو
    أنَّ لي مالاً ، لعمِلْتُ بعملِ فلانٍ ، فهو بنيتِه ،فأجرُهُما سواءٌ ،
    وعبدٍ
    رزقه الله مالاً ، ولم يرزُقه علماً يَخبِطُفي ماله بغير علمٍ ، لا يتَّقي
    فيه ربّه ، ولا يَصِلُ فيه رحِمهُ ، ولا يعلمُ للهفيه حقاً ، فهذا بأخبثِ
    المنازل ،
    وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً ، فهو يقول : لو أنَّ لي مالاً ، لعَمِلتُ فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته فوِزْرُهما سواءٌ )
    خرَّجه الإمام أحمد والترمذى وهذا لفظُهُ ، وابن ماجه [ صححه الألباني لغيره ] .

    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242


    وقد
    حمل قوله : " فهما في الأجر سواءٌ " على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل ،
    دون مضاعفته ، فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه فلم
    يعمله ، فإنَّهما لو استويا مِنْ كلِّ وجه ، لكُتِبَ لمن همَّ بحسنةٍ ولم
    يعملها عشرُ حسناتٍ ، وهو خلافُ النُّصوصِ كلِّها ،
    ويدلُّ على ذلك
    قوله تعالى : { فَضَّلَ اللهُالْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ
    وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةًوَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ
    الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَىالْقَاعِدِينَ أَجْراً
    عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ } ،
    قال ابن عباس وغيره : القاعدون
    المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجة همُ القاعدون من أهلِ الأعذار ، والقاعدون
    المفضَّل عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدون من غير أهل الأعذار " .

    ثم قال رحمه الله :
    "
    النوع الرابع : الهمُّ بالسَّيِّئات من غير عملٍ لها ، ففي حديث ابن عباس
    : أنَّها تُكتب حسنةً كاملةً ، وكذلك في حديث أبي هريرة وأنس وغيرهما
    أنَّها تُكتَبُ حسنةً ، وفي حديث أبي هريرة قال : ( إنَّما تركها مِن
    جرَّاي ) [ مسلم 129] ، يعني : من أجلي . وهذا يدلُّ على أنَّ المرادَ
    مَنْ قَدَرَ على ما همَّ به مِنَ المعصية ، فتركه لله تعالى ، وهذا لا
    رَيبَ في أنَّه يُكتَبُ له بذلك حسنة ؛ لأنَّ تركه للمعصية بهذا المقصد
    عملٌ صالحٌ .

    فأمَّا إن همَّ بمعصية ، ثم ترك عملها خوفاً من
    المخلوقين ، أو مراءاةً لهم ، فقد قيل : إنَّه يُعاقَبُ على تركها بهذه
    النيَّة ؛ لأنَّ تقديم خوفِ المخلوقين على خوف الله محرَّم . وكذلك قصدُ
    الرِّياءِ للمخلوقين محرَّم ، فإذا اقترنَ به تركُ المعصية لأجله ،
    عُوقِبَ على هذا الترك ...

    قال الفضيلُ بن عياض : كانوا يقولون : تركُ العمل للناس رياءٌ ، والعمل لهم شرك .
    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    وأمَّا
    إنْ سعى في حُصولها بما أمكنه ، ثم حالَ بينه وبينها القدرُ ، فقد ذكر
    جماعةٌ أنَّه يُعاقَب عليها حينئذٍ لحديث : ( ما لم تكلَّمْ به أو تعمل ) ،
    ومن
    سعى في حُصول المعصية جَهدَه ، ثمَّ عجز عنها ، فقد عَمِل بها ، وكذلك
    قولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : (إذا التقى المسلمان بسيفيهما ،
    فالقاتِلُ والمقتولُ في النَّار ) ، قالوا : يا رسول الله ، هذا القاتلُ ،
    فما بالُ المقتول ؟! قال : (إنَّه كان حريصاً على قتل صاحبه ) [رواه
    البخاري 31 ومسلم 2888] .

    وقوله : ( ما لم تكلَّم به ، أو تعمل )
    يدلُّ على أنَّ الهامَّ بالمعصية إذا تكلَّم بما همَّ به بلسانه إنَّه
    يُعاقَبُ على الهمِّ حينئذٍ ؛ لأنَّه قد عَمِلَ بجوارحِه معصيةً ، وهو
    التَّكلُّمُ باللِّسان ، ويدلُّ على ذلك حديث [ أبي كبشة السابق ] الذي
    قال : ( لو أنَّ لي مالاً ، لعملتُ فيه ما عَمِلَ فلان ) يعني : الذي يعصي
    الله في ماله ، قال : ( فهما في الوزر سواءٌ ) . "
    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    ثم قال رحمه الله :
    " وأمّا إن انفسخت نِيَّتُه ، وفترَت عزيمتُه من غيرِ سببٍ منه ، فهل يُعاقبُ على ما همَّ به مِنَ المعصية ، أم لا ؟

    هذا على قسمين :

    أحدهما
    : أن يكون الهمُّ بالمعصية خاطراً خطرَ، ولم يُساكِنهُ صاحبه ، ولم يعقِدْ
    قلبَه عليه ، بل كرهه ، ونَفَر منه ، فهذا معفوٌّ عنه ، وهو كالوَساوس
    الرَّديئَةِ التي سُئِلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال :
    ( ذاك صريحُ الإيمان ) [ رواه مسلم 132 ] ...

    ولمَّا نزل قولُه
    تعالى : { وَإِنْ تُبْدُوامَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ
    يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْيَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ
    يَشَاءُ } ، شقَّ ذلك على المسلمين ، وظنُّوا دُخولَ هذه الخواطر فيه ،
    فنَزلت الآية التي بعدها ، وفيها قوله : { رَبَّنَا وَلاتُحَمِّلْنَا مَا
    لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [رواه مسلم 126] ، فبيَّنت أنَّ ما لا طاقةَ لهم
    به ، فهو غيرُ مؤاخذٍ به ، ولا مكلّف به .. ، وبيَّنت أنّ المرادَ بالآية
    الأُولى العزائم المصمَّم عليها ...

    القسم الثاني : العزائم المصممة التي تقع في النفوس ، وتدوم ، ويساكنُها صاحبُها ، فهذا أيضاً نوعان :

    أحدهما
    : ما كان عملاً مستقلاً بنفسه من أعمالِ القلوب ، كالشَّكِّ في الوحدانية
    ، أو النبوَّة ، أو البعث ، أو غير ذلك مِنَ الكفر والنفاق ، أو اعتقاد
    تكذيب ذلك ، فهذا كلّه يُعاقَبُ عليه العبدُ ، ويصيرُ بذلك كافراً
    ومنافقاً ...
    ويلحق بهذا القسم سائرُ المعاصي المتعلِّقة بالقلوب ، كمحبة ما يُبغضهُ الله ، وبغضِ ما يحبُّه الله ، والكبرِ ، والعُجبِ ...

    والنوع
    الثاني : ما لم يكن مِنْ أعمال القلوب ، بل كان من أعمالِ الجوارحِ ،
    كالزِّنى ، والسَّرقة ، وشُرب الخمرِ ، والقتلِ ، والقذفِ ، ونحو ذلك ،
    إذا أصرَّ العبدُ على إرادة ذلك ، والعزم عليه ، ولم يَظهرْ له أثرٌ في
    الخارج أصلاً . فهذا في المؤاخذة به قولان مشهوران للعلماء :

    أحدهما
    : يؤاخذ به ، " قال ابنُ المبارك : سألتُ سفيان الثوريَّ : أيؤاخذُ العبدُ
    بالهمَّةِ ؟ فقال : إذا كانت عزماً أُوخِذَ ". ورجَّح هذا القولَ كثيرٌ من
    الفُقهاء والمحدِّثين والمتكلِّمين من أصحابنا وغيرهم ، واستدلوا له بنحو
    قوله - عز وجل - :


    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَيَعْلَمُ مَا فِي
    أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } ، وقوله : { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْبِمَا
    كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } ،
    وبنحو قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : (الإثمُ ما حاكَ في صدركَ ، وكرهتَ أنْ يطَّلع عليه النَّاسُ ) [ رواه مسلم 2553 ] ،
    وحملوا
    قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن اللهتجاوزَ لأُمَّتي عمَّا حدَّثت به
    أنفُسَها ، ما لم تكلَّم به أو تعمل ) على الخَطَراتِ ، وقالوا : ما ساكنه
    العبدُ ، وعقد قلبه عليه ، فهو مِنْ كسبه وعملِه ، فلا يكونُ معفوّاً عنه
    ...

    والقول الثاني : لا يُؤاخَذُ بمجرَّد النية مطلقاً ، ونُسِبَ
    ذلك إلى نصِّ الشافعيِّ ، وهو قولُ ابن حامدٍ من أصحابنا عملاً بالعمومات
    . وروى العَوْفيُّ عن ابنِ عباس ما يدلُّ على مثل هذا القول ... " انتهى،
    من جامع العلوم والحكم : شرح الحديث السابع والثلاثين (2/343-353)
    باختصار، وتصرف يسير .
    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    والخلاصة :

    أن من هم بالحسنة والخير ، وعقد قلبه وعزمه على ذلك ، كتب له ما نواه ، ولو لم يعمله ، وإن كان أجر العامل أفضل منه وأعلى .
    ومن هم بسيئة ، ثم تركها لله ، كتبت له حسنة كاملة .
    ومن هم بسيئة ، وتركها لأجل الناس ، أو سعى إليها ، لكن حال القدر بينه وبينها ، كتبت عليه سيئة .
    ومن
    هم بها ، ثم انفسخ عزمه ، بعد ما نواها ، فإن كانت مجرد خاطر بقلبه ، لم
    يؤاخذ به ، وإن كانت عملا من أعمال القلوب ، التي لا مدخل للجوارح بها ،
    فإنه يؤاخذ بها ، وإن كانت من أعمال الجوارح ، فأصر عليها ، وصمم نيته على
    مواقعتها ، فأكثر أهل العلم على أنه مؤاخذ بها .

    قال النووي رحمه الله ـ بعد ما نقل القول بالمؤاخذه عن الباقلاني ـ :
    "
    قال القاضي عياض رحمه الله عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين
    على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر ، للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال
    القلوب .
    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ 18_242

    لكنهم
    قالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة ، وليست السيئة التي هم بها لكونه لم
    يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة ، لكن نفس الإصرار
    والعزم معصية ،
    فتكتب معصية ؛ فإذا عملها كتبت معصية ثانية فان تركها
    خشية لله تعالى كتبت حسنة ، كما في الحديث إنما تركها من جراي فصار تركه
    لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه
    حسنة ،
    فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم ) انتهى .
    شرح مسلم (2/151) .

    واختار
    ابن رجب رحمه الله أن المعصية " إنَّما تكتَبُ بمثلِها من غير مضاعفةٍ ،
    فتكونُ العقوبةُ على المعصيةِ ، ولا ينضمُّ إليها الهمُّ بها ، إذ لو
    ضُمَّ إلى المعصية الهمُّ بها ، لعُوقبَ على عمل المعصية عقوبتين ، ولا
    يقال : فهذا يلزم مثلُه في عمل الحسنة ، فإنه إذا عملها بعد الهمِّ بها ،
    أُثيب على الحسنة دُونَ الهمِّ بها ، لأنَّا نقول : هذا ممنوع ، فإنَّ من
    عَمِلَ حسنة ، كُتِبَت له عشرَ أمثالِها ، فيجوزُ أن يكونَ بعضُ هذه
    الأمثال جزاءً للهمِّ بالحسنة ، والله أعلم " .
    منقووووول من موقع أذكر الله
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف مها صبحي السبت 16 مايو 2009, 1:19 am


    روى
    البخارى فى صحيحه (6491) ومسلم (131) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
    عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا
    يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ
    الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْهَمَّ
    بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ
    حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ
    لَهُ عِنْدَهُعَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى
    أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْهَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا
    كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةًكَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ
    بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةًوَاحِدَةً ) .

    هذا الحديث يؤثر في نفسي تأثيرا عظيما
    و يشعرني بالخجل أمام كرم الكريم
    والله ان الانسان ليستحي ان يعصي هذا الاله العظيم
    اللهم صحح نوايانا
    و ارزقنا الاخلاص في القول و العمل

    بوركت حبيبتي ام بودي
    avatar
    راغبة في الجنة


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف راغبة في الجنة الأحد 17 مايو 2009, 9:12 pm

    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك
    lamiaa
    lamiaa


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف lamiaa الإثنين 18 مايو 2009, 9:55 pm

    لقد شرح صدرى هذا الحديث فما اجمل رحمة الله بنا حتى ونحن نفكر فى معصيته
    اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى امرنا
    أم عبد الرحمن
    أم عبد الرحمن


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف أم عبد الرحمن الجمعة 19 يونيو 2009, 1:55 am



    جزاكي الله خيرا ...موضوع يؤثر في النفس حقا.

    رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا‌ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرً۬ا كَمَا حَمَلۡتَهُ ۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا‌ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ‌ۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآ‌ۚ أَنتَ مَوۡلَٮٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡڪَـٰفِرِينَ






    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ I-048
    ام بودى
    ام بودى


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف ام بودى الثلاثاء 23 يونيو 2009, 12:21 pm

    بارك الله فيكن حبيباتى

    اسعدنى مروركن

    اللهم اجعل سرائرنا اقضل من ظاهرنا و اغفر لنا و اعف عنا
    حبيبه
    حبيبه
    هيئة التدريس


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف حبيبه الإثنين 21 فبراير 2011, 12:27 am



    أسعدك الله وبارك فيك وجزاك خير الجزاء
    حبيبتي أم بودي



    لما رأى زكريا عليه السلام كرم الله متمثلاً
    أن الله يرزق مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء طمع حينئذ في الولد وإن كان شيخا كبيرا قد وهن منه العظم واشتعل الرأس شيبا وكانت امرأته مع ذلك كبيرة وعاقرا لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خفيا وقال " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة "

    وهذا من علمه بعظيم كرمه وفضله





    يا من لك حاجة تطلبيها من الناس
    يا من أردت الذرية
    يامن أردت الشفاء
    يا من تشتكي الله لخلقة
    أين الله ؟





    ام ايهاب
    ام ايهاب


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الإثنين 21 فبراير 2011, 5:29 am

    جزاك الله خيرا حبيبتي ام بودي

    وزادك الله من فضله
    avatar
    oum yassine


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف oum yassine الإثنين 21 فبراير 2011, 3:49 pm


    ما أكرمك يااااااااااااالله

    اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلن

    بارك الله فيك أخت ام بودي
    مودة
    مودة


    هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟ Empty رد: هل يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من خير و شر ؟

    مُساهمة من طرف مودة الإثنين 21 فبراير 2011, 9:47 pm

    جزاك خير الجزاء أختي الفاضلة أم بودي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 12:52 pm