معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    تقدير الذنب له حكمة

    ام بودى
    ام بودى


    تقدير الذنب له حكمة Empty تقدير الذنب له حكمة

    مُساهمة من طرف ام بودى الأحد 24 مايو 2009, 10:41 am




    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل و سلم و بارك على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه و اتباعه و بعد :

    إخوتي في الله ... أليس نسي آدم فنسيت ذريته .. و أخطأ فأخطأت ذريته
    سبحان الله .. أخطأ أبونا و هو في جنات النعيم ثم تاب عليه و اجتباه لأنه تاب .. أخطأ لأنه جلّ من لا يُخطئ في عليائه ..

    كتب الله علينا جميعا الخطأ .. و جعله رمزا لضعفنا و حاجتنا للعودة إليه .. و أنه لا حول لنا إلا به سبحانه..
    فكم منا زلّ و هو لا يشعر ... و ضل عن الجادة بعدما ظن نفسه لن يضل ...
    كم منا تلبسته الفتنة من رأسه إلى أخمص قدميه و هو جامد من دون حراك ..
    كم منا يظن الناس به خيرا و هو يعلم من نفسه ما لو علموه لخاب ظنهم به ..
    لو كان للمعاصي رائحة .. لم نقدر على العيش في الدنيا بسبب نتنها ... هكذا و صف الواقع أحد سلفنا الصالح ..

    نعم ... لكنه فرق شاسع بين من تعلق قلبه بربه فهو أواب و إن أخطأ و زاد في الخطا
    و بين من لا يدري بأنه أخطأ أصلا

    إخوتي للذنب حكمة
    يشرحها لنا من آتاه الله من العلم

    فاسمع لقول ابن قيّم الجوزية - رحمه الله - :

    لما سلم آدم أصل العبودية لم يقدح فيه الذنب:" ابن آدم, لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا, لقيتك بقرابها مغفرة"

    لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته, علمه كيف يعتذر إليه: { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه }البقرة 37.
    العبد لا يريد بمعصيته مخالفة سيده ولا الجرأة على محارمه, ولكن غلبات
    الطبع, وتزيين النفس والشيطان, وقهر الهوى, والثقة بالعفو, ورجاء المغفرة,
    هذا من جانب العبد.

    وأما من جانب الربوبية فجريان الحكم, وإظهار عز الربوبية وذل العبودية
    وكمال الاحتياج, وظهور آثار الأسماء الحسنى كالعفو والغفور والتوّاب
    والحليم, لمن جاء تائبا نادما, والمنتقم والعدل وذي البطش الشديد لمن أصر
    ولزم المجرّة (الإثم والجناية).فهو سبحانه يريد أن يرى عبده تفرده
    بالكمال, ونقص العبد وحاجته إليه. ويشهده كمال قدرته وعزته, وكمال مغفرته
    وعفوه ورحمته, وكمال بره وستره, وحلمه وتجاوزه وصفحه, وأن رحمته به إحسان
    إليه لا معارضة, وأنه إن لم يتغمّده برحمته وفضله فهو هالك لا محالة, عن
    أبي هريرة يرفعه:" لن يدخل أحد منكم عمله الجنة, قالوا ولا أنت. قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".

    فلله كم من تقدير الذنب من حكمة, وكم فيه مع تحقيق التوبة للعبد من مصلحة
    ورحمة. التوبة من الذنب كشرب الدواء للعليل, ورُبَّ علة كانت سبب الصحة.

    لعل عتبك محمود عواقبه ...... وربما صحت الأجساد بالعلل

    لولا تقدير الذنب هلك ابن آدم من العُجب.
    ذنب يُذَل به أحب إليه من طاعة يُدَلّ بها عليه.
    شمعة النصر إنما تنزل من شمعدان الانكسار.
    لا يكرم العبد نفسه بمثل إهانتها, ولا يعزها بمثل ذلها, ولا يريحها بمثل تعبها, كما قيل:

    سأتعب نفسي أو أصادف راحة ..... فان هوان النفس في كرم النفس

    ولا يشبعها بمثل جوعها, ولا يؤمنها بمثل خوفها, ولا يؤنسها بمثل وحشتها من
    كل ما سوى فاطرها وبارئها ولا يحييها بمثل إماتتها, كما قيل:

    موت النفوس حياتها ...... من شاء أن يحيا يمت

    اللهم اجعلنا من التوابين و من المتطهرين

    و الحمد لله رب العالمين
    لؤلؤة الجنه
    لؤلؤة الجنه


    تقدير الذنب له حكمة Empty رد: تقدير الذنب له حكمة

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجنه الخميس 28 مايو 2009, 10:18 pm

    تقدير الذنب له حكمة Rdd63ujتقدير الذنب له حكمة 19326851032114515801

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 11:17 am