معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه

    الطيبه
    الطيبه


    فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه Empty فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه

    مُساهمة من طرف الطيبه الأربعاء 05 مارس 2008, 3:35 pm

    فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه Aa


    عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

    " إن الذي ليس في جَوفِه شيءٌ من القرآن كالبيت الخَرِب " .

    رواه أحمد والحاكم والترمذي وصححه
    إن حفظ ما يكفي من القرآن لأداء الصلاة فرض عين على كل مسلم لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . أما هذا الحديث فيتحدث عما يزيد عن ذلك فهو يحث على الاستزادة من حفظ آيات كتاب الله فهي إذن سنة مؤكدة .

    اختلف العلماء أيهما أفضل : القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر الغيب . قال بعض العلماء : المدار في هذه المسألة على الخشوع فإن كان الخشوع أكثر عند القراءة عن ظهر قلب فهو أفضل وإن كان عند النظر في المصحف أكثر فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى لأنها أثبت وتمتاز بالنظر إلى المصحف . قال الشيخ أبو زكريا النواوي رحمه الله في التبيان : والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل وكان السلف يتعاهدون أطفالهم على حفظ كتاب الله تعالى . دخل الرحالة الشهير ابن بطوطة خلال رحلته في مالي على قاض مالي يوم العيد عام 1352م فوجد أولاده في القيود فقال ألا تسرحهم فأجابه لا أفعل حتى يحفظوا القرآن كما مر ابن بطوطة في مالي بشاب حسن الصوت وعليه ثياب فاخرة وفي رجليه قيد ثقيل فسأل مرافقه عما ارتكبه هذا الشاب من جرم ، وعلم أخيرا أنه قيد حتى ينتهي من حفظ القرآن .

    ورغم أن أسلوب ربط القيود مما تَعافًه أنفسنا اليوم ولا تعتبره الأساليب التربوية الحديثة صحيحا ، إلا أن هاتين القصتين توضحان مقدار حرص المسلمين في أقاصي إفريقيا وغيرها من بلاد المسلمين على تحفيظ أولادهم كتاب الله .

    ومثل هذه المدارس التي يحفظ بها الأطفال القرآن منتشرة في كثير من المساجد في شتى بلاد المسلمين اليوم .



    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم فقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال : " ما معك يا فلان " ؟ فقال معي وكذا وسورة البقرة ، قال : " أمعك سورة البقرة " ؟ قال نعم . قال : " إذهب فأنت أميرهم " فقال رجل من أشرفهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " تعلموا القرآن فاقرَئُوا وأقرِئُوا فإن مَثَلَ القرآنِ لمن تَعلَمَه فَقَرأه وقام به كمثلِ جِرَابٍ مَحشوٍ مِسكَاً يَفُوحُ بريحهِ كل مكان ومثل من تعلمه فَيَرْقُدً وهو في جَوفِه كمثل جِرَاب وُكِئَ على مسك " .

    رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان والترمذي وصححه
    هكذا يرفع الله تعالى الذين أوتوا العلم درجات فيفضلهم على غيرهم في الحياة الدنيا ولأجر الآخرة أكبر . وحفظ القرآن أحد الدلائل الرئيسة على علم الشخص ومن ثم تفضيله وتقليده المناصب .

    ويستدل من الحديث عدم الاكتراث بخشية أن لا يقوم الرجل بالآية أو السورة أن لا يحفظها بل عليه أن يحفظ من كتاب الله ما استطاع . وقوله خشية أن لا يقوم بها يحتمل أن يقصد أن لا يقوم بأداء ما توجبه السورة من واجبات وأوامر والانتهاء عما فيها من نواهٍ ، كما يحتمل أن يقصد بالقيام بها قيام الليل . يدل على المعنى الأول المفهوم العام من قول الصحابي ويدل على المعنى الثاني إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قارن بين من يرقد في الليل وأن مثله مثل الجراب الموكئ على مسك مما يفهم عنه أن عدم القيام بالسورة هو النوم أي عدم قيام الليل والمعنى الأول أقرب للاحتمال .

    إن للقرآن بركة وهو في جوف المؤمن . فمن كان جوفه خاليا من القرآن كان كالبيت الخرب كما مر في حديث سابق . وسواء قام به أم لا فهو محشو مسكا أو موكأ على مسك أي أن له بركة وأثرا سواء كان الأثر ظاهرا ينتقل إلى الغير أم كان غير واضح للآخرين .

    إن في هذا الحديث اقتران واضح بين قراءة القرآن وإقراءه أي تعليمه للغير فمن تعلم آية واحدة أصبح عالما به ومن ثم وجب عليه حقها من تعليم وعمل ولكن الحديث يشير إلى أنه حتى ولو قرأها فقط وتعلمها هو فعندئذ يكون كالجراب بريح طيبة تفوح منه في كل مكان .



    عن سهل بن سعد (1) رضي الله عنه قال : أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت إنها وهبت نفسها لله ولرسوله فقال : " مالي في النساء من حاجة " فقال رجل : زوجنيها ، قال : " أعطها ثوبا " ، قال : لا أجد ، قال : " أعطها ولو خاتما من حديد " فاعتل ذلك فقال : " ما معك من القرآن " ؟ قال : كذا وكذا ، قال : " قد زوجتك لما معك من القرآن " .

    متفق عليه

    يبين الحديث سنة قلة المهور في صدر الإسلام فكان الأمر ابتداء بثوب ثم بشيء ملموس ولو خاتم من حديد ثم كان ثالثها بما معه من القرآن أي يعلمها إياه فذلك المهر .

    وهكذا كان ثواب حفظ القرآن الدنيوي معادلته بالمهر . ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون .



    عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

    " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " .

    رواه مسلم
    إن رفع الله تعالى لأقوام بالقرآن القرآن الكريم إنما هو بعملهم به بعد تعلمهم إياه وتعليمهم غيره . أما الذين يضعهم الله بالقرآن فهم الذين كفروا به وجحدوا أو كانوا ممن جهل أحكامه وتلاوته وفهمه أو ممن لم يحفظ منه شيئا . وقد مر بنا تأييد معنى هذا الحديث في تأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه سورة البقرة رغم حداثة سنه وتأخيره من هو أسن منه وأكثر شرفا لقلة حفظه .

    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من شهداء أحد في لحد واحد ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرآن ؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه إلى لحده (2) ، وهذه سنة في تقديم أصحاب القرآن في كل أمر حسن إن استوت الكفاية وذلك تعظيم لفضل القرآن الكريم .

    ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .



    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

    " بئس ما لأحدكم أن يقول نَسيت آية كَيتَ وكَيتَ بل هو نُسِّي . استذكروا القرآن فَلَهُوَ أشد تَقَصُيا من صدور الرجال من النَعم " .

    رواه الشيخان والترمذي

    نظرا لوجود تشابه في ألفاظ بعض آيات القرآن الكريم أحيانا واختلافها أحيانا أخرى فإن حفظ القرآن قابل للنسيان إن لم يستذكر ،لذلك يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم باستذكار القرآن حفاظا عليه من النسيان .

    وهنا إشارة إلى كراهة نسبة النسيان إلى النفس نظرا لأن هناك معنا آخر للنسيان وهو تعمد إغفال العمل بأحكام الآيات وهذا والعياذ بالله من سيء الأعمال . قال الله تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } (3) .

    وفي هذا الحديث دليل على أن النسيان أمر محتمل للإنسان وليس بنقص ولكن على الإنسان الجد والحرص على عدم النسيان بالاستذكار . قال الله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } (4) .

    وفي الحديث إشارة إلى مراقبة اللسان من التكلم حتى بكلام يقصد غيره إن كان اللفظ الذي يستخدم يشير إلى أمر فيه إثم أو معصية . فهنا رغم أن النسيان أمر متوقع للإنسان ، إلا أن النهي عن نسبة هذا النسيان للنفس على أنه أمر قد قام به الإنسان اختيارا وتعمدا ، خشية أن يكون مشمولا بمن تعمد النسيان الذي يشير الله إيه في الآية السابقة . ويشبه ذلك قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا } (5) . وذلك لأن اليهود استخدموا لفظة راعنا فنهى الله عن استخدام ذلك اللفظ من قبل المسلمين .
    avatar
    دار الهجره


    فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه Empty رد: فضل حفظ القرأن في الاحاديث الشريفه

    مُساهمة من طرف دار الهجره الثلاثاء 18 مارس 2008, 2:30 pm

    يسلموا يالغلا على الموضوع الجميل والرائع

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 09 مايو 2024, 9:39 pm