بسم الله الرحمن الرحيم
همسة في أذن حواء حجاب التبرج .. الفتنة
( نضال العبادي )
سأتناول اليوم موضوعاً أصبح ظاهرة سلبية متعلقة بالعديد من الفتيات والنساء، وهي ظاهرة أحب أن اسميها بحجاب التبرج أو حجاب الفتنة أو حجاب الموضة أو حجاب الشبهة أو الحجاب المحتاج لحجاب..!!
أعني تلك الظاهرة التي تغولت على الملابس الشرعية وهي ليست شرعية، وهي تتمثل غالباً في غطاء رأس قد يظهر منه ربع شعر الفتاة أو أكثر أو أقل، وقد يكون (تكني كلر) بألوان فاقعة و(زركشات) مثيرة وجالبة للانتباه بشكل لافت، وقد تُرافقه ملابس ضيقة جدّاً (بدي)، وبنطلونات جينز، ومساحيق تجميل، وترقيق حواجب، وعطور مثيرة للشهوات وعابرة للقارات، ومشية فيها خضوع وتغنج وتدلل بالكلام، واختلاط بشباب طائش، ورقص على المدرجات، والتدخين، وتعاطٍ للأرجيلة.. إلخ، مما يحزن القلب ويدميه. وسأجعل مقالتي هذه ضمن النقاط التالية:
1. إن هذه البدعة السيئة مما يسمى بـ(الحجاب) -مع التحفظ الشديد على هذه التسمية- أصبحت ظاهرة، وهي لا تتناسب مع النصوص الشرعية إطلاقاً، كما لا تتناسب مع عادات مجتمعنا وأعرافه ولا حتى مع تقاليد الجاهلية الأولى، فالقرآن الكريم نهى المؤمنات عن التشبه بلباس الكافرات {ولا تبرَّجنَ تبرُّجَ الجاهلية الأولى} [الأحزاب:33]. مع أن تبرج الجاهلية كانت المرأة فيه تغطي معظم شعرها، وتكشف أذنيها ومقدمة عنقها وأعلى صدرها، في الوقت الذي تستر فيه باقي جسدها.
2. إن المراقب والمتتبع لهذه الظاهرة يجد أنها طارئة -وخاصة على المجتمع الأردني وبلاد الشام عموماً-، وقد بدأت بواكيرها الأولى في بداية الثمانينات، حيث دخلت الأردن مع دخول فكْْر الأحباش (الهررية)، لكنها لم تكن تشكل ظاهرة، وكانت مقتصرة على بعض البيئات الجامعية، وبعض الفئات المرفهة من بعض مناطق... الغربية، ثم زادت في الظهور مع بدايات عام (1990م) وذلك بعد غزو العراق للكويت، واستقبال الأردن لهجرة ومهاجرين جُدد شكلوا حوالي (10%) من مجموع السكان، ثم ازدادت بسبب بعض المحطات الفضائية وشاشات التلفزة التي سوَّقت هذه الظاهرة من خلال لباس بعض المذيعات أو الضيفات، ومن خلال عروض أزياء سُمّيت شرعية زوراً وبهتاناً!
3. إن هذا النوع لا يسمى حجاباً مطلقاً، لا من حيث الاصطلاح، ولا من حيث اللغة، ولا من حيث تاريخ الحجاب ووصفه المنقول إلينا عبر الأجيال منذ تشريعه في عهد النبي ، بل إن الأحاديث الصحيحة وصفت صاحبات هذا النوع من اللباس بـ"الكاسيات العاريات، المائلات المميلات"؛ لأنهن يسترن شيئاً مما لا يفتن، ويعرِّين أشياء أخرى هي الفتنة بذاتها، واعتبرتهن من أهل النار اللواتي لا يدخلن الجنة ولا يشممن ريحها.
4. إن هذا النوع قد يسمى غطاء رأس (إشار أو إشارب) وليس حجاباً؛ لأن (الحجاب) لا بد أن يكون ساتراً لجسد المرأة كاملاً، ولم يُستثن من الحجاب إلا الوجه والكفين عند جمهور الفقهاء، لكنهم قديماً وحديثاً لم يختلفوا على وجوب ستر أي عضو آخر غير الوجه والكفين.
5. هذا النوع من الملابس أَصبح جزءاً من الموضة، وهو لا يدل غالباً على التدين -كما أنه لا يدل على الفجور- وإن دل على شيء فإنما يدل على إحدى هذه الدلالات:
أ.مجرد تقليد أعمى أو إكراه من قبل الأهل لدى بعض الأسر التي تسمى (محافظة).
ب.اضطراب وحيرة تُشبه (انفصام الشخصية) بحيث تتنازع الفتاة غايتان: غاية إرضاء الله، وغاية إرضاء خلق الله من شياطين الإنس والجن! وقد زارتني إحدى المراجعات لرفع قضية شرعية على زوجها منذ خمس سنوات تقريباً، وكانت تلبس غطاء على شعرها، وتلبس في الوقت نفسه بنطالاً ضيقاً جدّاً كأنها قد ولدتها أمها فيه ثم نمت وكبرت في داخله، أو أنها قفزت إلى داخله من فوق الخزانة، أو أنها صبغت ودهنت لحمها بلون البنطال.. المهم: نصحتُها بتقوى الله، وكان جوابها فاجعاً حيث قالت: يا شيخ أنا لابسة (الإشار) لإرضاء الله، ولابسة هذا البنطال لإرضاء خلق الله!!! وأترك كلامها بلا تعليق.
ج.إما -وهذا أغرب ما سمعت- أن صاحبة هذا (الإشار) غير الشرعي ذات شعر ليس جميلاً؛ فهي تلبس (الإشار) تجمُّلاً لأنه أجمل من شعرها ويعطيها منظراً أزهى وأبهى.
د. وإما تلبسه بعض البنات كسلاً لأنها لا تريد أن تنظف أو تصفف شعرها فتلجأ إلى ستر عيوب الكسل.
هـ. وإما تلبس بعض الفتيات بهذه الطريقة لغايات تسويقهن من أجل الزواج، حيث إن معظم الاستطلاعات أثبتت أن الشاب العربي المسلم عندما يريد الزواج يبحث عن فتاة متدينة أو " محافظة " وهذا يمكن قياسه من عدة أمور منها لباس المرأة.
و. وإما -وهذه حالة لا أعممها وكنت لا أرغب بذكرها- أن بعض الفتيات وللأسف يلبسنه ليصدن بعض أصحاب النفوس المريضة من الرجال والشباب لغايات غير شريفة ويستعملنه كشبكة الصياد وصنارته ويلبسنه تخفياً وتستراً وليس تديناً وستراً، وهذا أصبح وأمسى ملحوظاً ومعروفاً لدى الكثيرين حتى صرنا نشاهد مثل ذلك على قارعة الطريق.
ز.أيضاً فإن بعض الفتيات يلبسنه هروباً من تهمة التزمت والغلو والتطرف والرجعية ظنّاً منهن أن هذا من مقتضيات الوسطية والاعتدال ومن لوازم فقه الواقع والأولويات، وهذا ليس صحيحاً البتة.
ح. وختاماً تُوجد فئة قليلة من الفتيات يلبسنه جهلاً بالحكم الشرعي وجهلاً بشروط اللباس الشرعي.
6. إن المؤسسات الدينية والإعلامية تتحمل مسؤولية كبيرة في انتشار هذه الظاهرة فضلاً عن مسؤولية الحكومات، كما تتحمل المرأة نفسها مثل هذه المسؤولية. فالواجب على هؤلاء جميعاً بالإضافة إلى الأسرة والمدرسة والجامعة أن يتعاونوا في سبيل تبيين أحكام الشريعة وتطبيقها.
همسة في أذن حواء حجاب التبرج .. الفتنة
( نضال العبادي )
سأتناول اليوم موضوعاً أصبح ظاهرة سلبية متعلقة بالعديد من الفتيات والنساء، وهي ظاهرة أحب أن اسميها بحجاب التبرج أو حجاب الفتنة أو حجاب الموضة أو حجاب الشبهة أو الحجاب المحتاج لحجاب..!!
أعني تلك الظاهرة التي تغولت على الملابس الشرعية وهي ليست شرعية، وهي تتمثل غالباً في غطاء رأس قد يظهر منه ربع شعر الفتاة أو أكثر أو أقل، وقد يكون (تكني كلر) بألوان فاقعة و(زركشات) مثيرة وجالبة للانتباه بشكل لافت، وقد تُرافقه ملابس ضيقة جدّاً (بدي)، وبنطلونات جينز، ومساحيق تجميل، وترقيق حواجب، وعطور مثيرة للشهوات وعابرة للقارات، ومشية فيها خضوع وتغنج وتدلل بالكلام، واختلاط بشباب طائش، ورقص على المدرجات، والتدخين، وتعاطٍ للأرجيلة.. إلخ، مما يحزن القلب ويدميه. وسأجعل مقالتي هذه ضمن النقاط التالية:
1. إن هذه البدعة السيئة مما يسمى بـ(الحجاب) -مع التحفظ الشديد على هذه التسمية- أصبحت ظاهرة، وهي لا تتناسب مع النصوص الشرعية إطلاقاً، كما لا تتناسب مع عادات مجتمعنا وأعرافه ولا حتى مع تقاليد الجاهلية الأولى، فالقرآن الكريم نهى المؤمنات عن التشبه بلباس الكافرات {ولا تبرَّجنَ تبرُّجَ الجاهلية الأولى} [الأحزاب:33]. مع أن تبرج الجاهلية كانت المرأة فيه تغطي معظم شعرها، وتكشف أذنيها ومقدمة عنقها وأعلى صدرها، في الوقت الذي تستر فيه باقي جسدها.
2. إن المراقب والمتتبع لهذه الظاهرة يجد أنها طارئة -وخاصة على المجتمع الأردني وبلاد الشام عموماً-، وقد بدأت بواكيرها الأولى في بداية الثمانينات، حيث دخلت الأردن مع دخول فكْْر الأحباش (الهررية)، لكنها لم تكن تشكل ظاهرة، وكانت مقتصرة على بعض البيئات الجامعية، وبعض الفئات المرفهة من بعض مناطق... الغربية، ثم زادت في الظهور مع بدايات عام (1990م) وذلك بعد غزو العراق للكويت، واستقبال الأردن لهجرة ومهاجرين جُدد شكلوا حوالي (10%) من مجموع السكان، ثم ازدادت بسبب بعض المحطات الفضائية وشاشات التلفزة التي سوَّقت هذه الظاهرة من خلال لباس بعض المذيعات أو الضيفات، ومن خلال عروض أزياء سُمّيت شرعية زوراً وبهتاناً!
3. إن هذا النوع لا يسمى حجاباً مطلقاً، لا من حيث الاصطلاح، ولا من حيث اللغة، ولا من حيث تاريخ الحجاب ووصفه المنقول إلينا عبر الأجيال منذ تشريعه في عهد النبي ، بل إن الأحاديث الصحيحة وصفت صاحبات هذا النوع من اللباس بـ"الكاسيات العاريات، المائلات المميلات"؛ لأنهن يسترن شيئاً مما لا يفتن، ويعرِّين أشياء أخرى هي الفتنة بذاتها، واعتبرتهن من أهل النار اللواتي لا يدخلن الجنة ولا يشممن ريحها.
4. إن هذا النوع قد يسمى غطاء رأس (إشار أو إشارب) وليس حجاباً؛ لأن (الحجاب) لا بد أن يكون ساتراً لجسد المرأة كاملاً، ولم يُستثن من الحجاب إلا الوجه والكفين عند جمهور الفقهاء، لكنهم قديماً وحديثاً لم يختلفوا على وجوب ستر أي عضو آخر غير الوجه والكفين.
5. هذا النوع من الملابس أَصبح جزءاً من الموضة، وهو لا يدل غالباً على التدين -كما أنه لا يدل على الفجور- وإن دل على شيء فإنما يدل على إحدى هذه الدلالات:
أ.مجرد تقليد أعمى أو إكراه من قبل الأهل لدى بعض الأسر التي تسمى (محافظة).
ب.اضطراب وحيرة تُشبه (انفصام الشخصية) بحيث تتنازع الفتاة غايتان: غاية إرضاء الله، وغاية إرضاء خلق الله من شياطين الإنس والجن! وقد زارتني إحدى المراجعات لرفع قضية شرعية على زوجها منذ خمس سنوات تقريباً، وكانت تلبس غطاء على شعرها، وتلبس في الوقت نفسه بنطالاً ضيقاً جدّاً كأنها قد ولدتها أمها فيه ثم نمت وكبرت في داخله، أو أنها قفزت إلى داخله من فوق الخزانة، أو أنها صبغت ودهنت لحمها بلون البنطال.. المهم: نصحتُها بتقوى الله، وكان جوابها فاجعاً حيث قالت: يا شيخ أنا لابسة (الإشار) لإرضاء الله، ولابسة هذا البنطال لإرضاء خلق الله!!! وأترك كلامها بلا تعليق.
ج.إما -وهذا أغرب ما سمعت- أن صاحبة هذا (الإشار) غير الشرعي ذات شعر ليس جميلاً؛ فهي تلبس (الإشار) تجمُّلاً لأنه أجمل من شعرها ويعطيها منظراً أزهى وأبهى.
د. وإما تلبسه بعض البنات كسلاً لأنها لا تريد أن تنظف أو تصفف شعرها فتلجأ إلى ستر عيوب الكسل.
هـ. وإما تلبس بعض الفتيات بهذه الطريقة لغايات تسويقهن من أجل الزواج، حيث إن معظم الاستطلاعات أثبتت أن الشاب العربي المسلم عندما يريد الزواج يبحث عن فتاة متدينة أو " محافظة " وهذا يمكن قياسه من عدة أمور منها لباس المرأة.
و. وإما -وهذه حالة لا أعممها وكنت لا أرغب بذكرها- أن بعض الفتيات وللأسف يلبسنه ليصدن بعض أصحاب النفوس المريضة من الرجال والشباب لغايات غير شريفة ويستعملنه كشبكة الصياد وصنارته ويلبسنه تخفياً وتستراً وليس تديناً وستراً، وهذا أصبح وأمسى ملحوظاً ومعروفاً لدى الكثيرين حتى صرنا نشاهد مثل ذلك على قارعة الطريق.
ز.أيضاً فإن بعض الفتيات يلبسنه هروباً من تهمة التزمت والغلو والتطرف والرجعية ظنّاً منهن أن هذا من مقتضيات الوسطية والاعتدال ومن لوازم فقه الواقع والأولويات، وهذا ليس صحيحاً البتة.
ح. وختاماً تُوجد فئة قليلة من الفتيات يلبسنه جهلاً بالحكم الشرعي وجهلاً بشروط اللباس الشرعي.
6. إن المؤسسات الدينية والإعلامية تتحمل مسؤولية كبيرة في انتشار هذه الظاهرة فضلاً عن مسؤولية الحكومات، كما تتحمل المرأة نفسها مثل هذه المسؤولية. فالواجب على هؤلاء جميعاً بالإضافة إلى الأسرة والمدرسة والجامعة أن يتعاونوا في سبيل تبيين أحكام الشريعة وتطبيقها.