يا أهل الهمم !!!
يشتكي البعض من ضعف العزيمة في البحث و الإطلاع والعمل لدين الله بل حتى إن البعض يعلن عدم
الراحة والضجر على الدوام وقد يكون من أهل الخير والصلاح فعلام هبت على الروح أتربه غبراء ،
حتى إنك ترى من يعيش بلا هدف وربما صلى وصام أو حج فتجده يعيش بلا أماني تنقلة إلى
المعالي وتأخذ به ألي أعز المطالب.
ولا شك أن الهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات :
فهذه العنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتاً ، ولا يقبل منة الأم .
وأما الحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبيعتها الظلم
والغراب يتبع الجيف والصقر لا يقع إلا على الحي
والأسد لا يأكل البايت من اللحم ، والفيل يتملق حتى يأكل، والخنفساء تطرد متعود.
فإن من الناس من همته كالأسد في نظره للمعالي وفي العلو كالصقر بحب الشرف والبحث عن معالي
الأمور ، ومنهم من طبعة طبع غراب يظهر عوار الناس ويتتبع سقطاتهم وبعضهم بلغ في أخذ طباع الحية
فلا يأنس إلا بالظلم فساعة يسرق ما تعب فيه الآخرون سواءً من علم أو فكرة دون نسبتها لصاحبها
والتفرد بأشياء على حساب تشويه سمعت الطرف الآخرين .
وكما قال أحمد بن خضرويه: )) القلوب جوالة: فإما أن تجول حول العرش أوأن تجول حول الحشّ))
ونردف ذلك بكلام رائع يا صاحب الهمة للعلامة أبن القيم عليه رحمت الله تعالى
الأرواح في الأشباح كالاطيار في الأبراج، وليس ما أعد للأستفراخ كمن هيئ للسابق).
فأسأل نفسك يا صاحب الهمة بأي همه تعيش ولأي طموح تتوق
قلت للصقر وهو في الجو عالٍ *** أهبط الأرض فالهواء جديب
قال لي الصقر: في جناحي وعزمي *** وعنان السماء مرعى خصيب