بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم أحبتي وأخوتي في الله تعالى حقاً كم أحبكم فيه تعالى
أحبتي لن أطيل عليكم ولكن تذكرون بالأمس والمحاضرة الرااائعة التي ألقتها معلمتنا وحبيبتنا في الله تعالى
الاستاذة الغالية
المدربة هيفاء التيناوى (ام صلاح الدين)
بارك الله فيها وجزاها عنا خيرا
وفي أثنائها ذكر لنا بعض الأخوات أنه قد يكون حديثنا ومحاضرتنا في نهاية العام عن المحاسبة بدعة
فلم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضي الله عنهم
وهذا مماجعل النفس يداخلها شيء من الريبة وعند سؤال أحد الأخوات
للأستاذة أم صلاح الدين قامت مشكورة بالتوضيح للجميع
ولكن ليس هنا المراد
المصادفة أي في اليوم التالي
بماأني أدرس ولله الحمد في معهد بمكة المكرمة مختص بالعلوم الشرعية وخاصة الفقه والعقيدة
ويقوم بتدريسنا شيوخ ومدرسات أفاضل حفظهم الله
وكان اليوم هو الخميس 1430/12/30هـ أي آخر يوم في السنة الهجرية
وكان أول لقاء لنا بعد إجازة الحج التي دامت شهر كامل ولله الحمد
وبدأت الحصة المخصصة لشيخ الفقه حفظه الله
فبدأ حديثه عن فضل العلم كعادته بارك الله فيه وثنى بمحاسبة النفس والتخطيط للعام القادم
وجاء سؤال من إحدى الطالبات
شيخنا بالنسبة لمحاسبة النفس في نهاية العام
هل كلماتك في هذا الوقت شيخنا الفاضل صادفت رجوعنا في نهاية العام أم أنه لابأس من عمل المحاضرات أو إرسال الرسائل التي تذكر على محاسبة النفس في نهاية العام حفظك الله ورعاك؟
فقال حفظه الله
قد قلت سابقاً أنه ليس كلامي المقصود به نهاية العام الهجري
وإن كان كذلك لكان فيه تشبه بالنصارى وأعيادهم برأس السنة
وأنكر على من يحتفل بمناسبة نهاية السنة الهجرية
وذكر أنه في الأصل هذا اليوم 30/12 لايكون نهاية العام وذكر سببان
1/ نهاية العام الهجري لايعتبر نهاية العام للإنسان فقد يكون ولد زيد من الناس في شهر رجب
فهل نقول أنه في نهاية شهر ذو الحجة أتم عام؟
من المؤكد لايعتبر أنه أتم ذلك.
2/التوقيت الهجري لايعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم في شهر محرم بداية السنة الهجرية وإنما هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة غرة شهر ربيع الأول
وقد بدأ التاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه أفضل مايؤرخ به ولمن أرادت الإستزادة تذهب لكتب التاريخ ( إضافة من أختكم: قصة التقويم الهجري رؤية شرعية/
أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العمل به في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق من الصحابة – رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “اتفق الصحابة رضي الله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة، فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُوا كتأريخ الفرس فكره ذلك، وكان الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقال آخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضي الله تعالى عنه
إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك… إلى أن قال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟
فقالوا:رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم… ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما
اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء(20).
والرجوع أيضاً لكتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله وذكر فيه محاسبة النفس
وشريط الشيخ الشنقيطي حفظه الله نهاية العام
ثم قال الشيخ حفظه الله
ولابأس من إقامة المحاضرات عند تغيير المواسم ولكن لايقصد بذلك نهاية السنة أو بدايتها ولكن انتهاء موسم وبداية موسم آخر
وتستحب محاسبة النفس عند تغير الأحوال
أما التهنئة فقد قال الإمام أحمد رحمه الله عندما سئل عنها لابأس ولكن لاتبتدأ
ولا نمنع منها العوام فالعامي ليس كطالب العلم)
انتهى كلام الشيخ حفظه الله وأرجو المعذرة على الإطالة ولكن للفائدة والتوضيح
والله أعلم
حفظكم المولى ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم أحبتي وأخوتي في الله تعالى حقاً كم أحبكم فيه تعالى
أحبتي لن أطيل عليكم ولكن تذكرون بالأمس والمحاضرة الرااائعة التي ألقتها معلمتنا وحبيبتنا في الله تعالى
الاستاذة الغالية
المدربة هيفاء التيناوى (ام صلاح الدين)
بارك الله فيها وجزاها عنا خيرا
وفي أثنائها ذكر لنا بعض الأخوات أنه قد يكون حديثنا ومحاضرتنا في نهاية العام عن المحاسبة بدعة
فلم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضي الله عنهم
وهذا مماجعل النفس يداخلها شيء من الريبة وعند سؤال أحد الأخوات
للأستاذة أم صلاح الدين قامت مشكورة بالتوضيح للجميع
ولكن ليس هنا المراد
المصادفة أي في اليوم التالي
بماأني أدرس ولله الحمد في معهد بمكة المكرمة مختص بالعلوم الشرعية وخاصة الفقه والعقيدة
ويقوم بتدريسنا شيوخ ومدرسات أفاضل حفظهم الله
وكان اليوم هو الخميس 1430/12/30هـ أي آخر يوم في السنة الهجرية
وكان أول لقاء لنا بعد إجازة الحج التي دامت شهر كامل ولله الحمد
وبدأت الحصة المخصصة لشيخ الفقه حفظه الله
فبدأ حديثه عن فضل العلم كعادته بارك الله فيه وثنى بمحاسبة النفس والتخطيط للعام القادم
وجاء سؤال من إحدى الطالبات
شيخنا بالنسبة لمحاسبة النفس في نهاية العام
هل كلماتك في هذا الوقت شيخنا الفاضل صادفت رجوعنا في نهاية العام أم أنه لابأس من عمل المحاضرات أو إرسال الرسائل التي تذكر على محاسبة النفس في نهاية العام حفظك الله ورعاك؟
فقال حفظه الله
قد قلت سابقاً أنه ليس كلامي المقصود به نهاية العام الهجري
وإن كان كذلك لكان فيه تشبه بالنصارى وأعيادهم برأس السنة
وأنكر على من يحتفل بمناسبة نهاية السنة الهجرية
وذكر أنه في الأصل هذا اليوم 30/12 لايكون نهاية العام وذكر سببان
1/ نهاية العام الهجري لايعتبر نهاية العام للإنسان فقد يكون ولد زيد من الناس في شهر رجب
فهل نقول أنه في نهاية شهر ذو الحجة أتم عام؟
من المؤكد لايعتبر أنه أتم ذلك.
2/التوقيت الهجري لايعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم في شهر محرم بداية السنة الهجرية وإنما هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة غرة شهر ربيع الأول
وقد بدأ التاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه أفضل مايؤرخ به ولمن أرادت الإستزادة تذهب لكتب التاريخ ( إضافة من أختكم: قصة التقويم الهجري رؤية شرعية/
أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العمل به في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق من الصحابة – رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “اتفق الصحابة رضي الله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة، فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُوا كتأريخ الفرس فكره ذلك، وكان الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقال آخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضي الله تعالى عنه
إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك… إلى أن قال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟
فقالوا:رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم… ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما
اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء(20).
والرجوع أيضاً لكتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله وذكر فيه محاسبة النفس
وشريط الشيخ الشنقيطي حفظه الله نهاية العام
ثم قال الشيخ حفظه الله
ولابأس من إقامة المحاضرات عند تغيير المواسم ولكن لايقصد بذلك نهاية السنة أو بدايتها ولكن انتهاء موسم وبداية موسم آخر
وتستحب محاسبة النفس عند تغير الأحوال
أما التهنئة فقد قال الإمام أحمد رحمه الله عندما سئل عنها لابأس ولكن لاتبتدأ
ولا نمنع منها العوام فالعامي ليس كطالب العلم)
انتهى كلام الشيخ حفظه الله وأرجو المعذرة على الإطالة ولكن للفائدة والتوضيح
والله أعلم
حفظكم المولى ورعاكم