معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:48 pm

    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Eb3ab59bea

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال ابن هبيرة:
    ]والوقت أنفس ما عنيت بحقظه......... وأراه أسهل ماعليك يضيع
    وأنشد الباجي _رحمه الله
    إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة
    فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة.
    [ترتيب المدارك 8/125]

    ]قال العلامة المقريزي -رحمه الله-:
    وقد أعْرضَتْ نفسي عن اللهوِ جُملةً ... ومَلَّتْ لقاءَ الناسٍ حتَّى وإن جلُّوا
    وصارَ -بحمدالله- شُغلي وشاغلي... فوائد علمٍ لستُ من شُغْلِها أخْلُو
    فطورًا يراعي كاتبٌ لفوائدٍ ... بصحَّتِها قد جاءنا العقلُ والنقْلُ
    وآونةً للعلمِ صدريَ جامع... فتزكو به نفسي وعن همِّها تسْلُو
    [ درر العقود الفريدة 1/50]


    * ( من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة..
    مركز السالب والموجب في شخصك، الرقيب على جوارحك، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيراً غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيجرى في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك الناس واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور.
    والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتنب منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فكبير الهمة ثابت الجأش، لا ترهبه المواقف، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة.
    ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع.
    كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء، والكبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء.
    فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منه وقد أومأ الشرع إليها في فقهيات تلابس حياتك، لتكون دائماً على يقظة من اغتنامها.
    [ حلية طالب العلم ص24]

    * "وما تقف همّة إلا لخساستها، وإلا فمتى علت الهمّة فلا تقنع بالدون.

    وقد عرفت بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات فإذا حثَّت سارت. ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم، أو كسلا فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرا إلا بطاعته، ولا يفوتك خير إلا بمعصيته،فمن الذي أقبل عليه فلم يرد كل مراد؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة؟ أو حظى بغرض من أغراضه؟
    واتقوا الله ويعلمكم الله"
    [ لفتة الكبد ص 3]


    الحذر الحذر من ضعف الهمة
    "كانت همم القدماء من العلماء عالية ، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم .
    إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت ، لأن همم الطلاب ضعفت ، فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات .
    ثم إقتصروا على ما يدرسون به من بعضها ، فدثرت الكتب و لم تنسخ .
    فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الإطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات ، فليكثر من المطالعة ، فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد ، و ما يخلو كتاب من فائدة .
    و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم ، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي ، و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد ."


    * ثم قال:


    فالله الله و عليكم بملاحظة سير السلف ، و مطالعة تصانيفهم ، و أخبارهم ، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم ، كما قال :
    فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أرى الديار بسمعي"
    [صيد الخاطرص341]


    * إن من أهم الأسباب المعينة على تقوية الهمةفي العلم هي مطالعة سير العلماء العاملين..
    الذين كانت سيرهم أشبه ما تكون بالطاقة التي تعين على الصبر على هذا الطريق..
    لذا نحاول من خلال هذا الموضوع إلى لملمة هذه الأخبار من كتب شتى..
    لتكون دليلا للسالك..
    ولتضئ له المسالك..
    فتجده بعد مطالعة هذه الأخبار قد زادت همته وارتفعت.
    ووثب إلى كتابه, واشتغل به.

    إن التشاغل بالدفاتر والمحا * بر والكتابة والدراسة
    أصل التعبد والتزهد * والرئاسة والسياسة
    يتبع
    منقوووووووووووووووول للفائده
    جزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء


    عدل سابقا من قبل هومه في الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 1:00 pm عدل 1 مرات
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:53 pm


    قال ابن الجوزي:

    "كانت همم القدماء من العلماء عالية ، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم .
    إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت ، لأن همم الطلاب ضعفت ، فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات .
    ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها ، فدثرت الكتب و لم تنسخ .
    فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات ، فليكثر من المطالعة ، فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد ، و ما يخلو كتاب من فائدة .
    و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم ، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي ، و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد .
    فالله الله ,و عليكم بملاحظة سير السلف ، و مطالعة تصانيفهم ، و أخبارهم ، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم ، كما قال :
    فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أرى الديار بسمعي
    و إني أخبر عن حالي ، ما أشبع من مطالعة الكتب ، و إذا رأيت كتاباً لم أره ، فكأني وقعت على كنز .
    و لقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية ، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد ، و في ثبت كتب أبي حنيفة ، و كتب الحميدي ، و كتب شيخنا عبد الوهاب و ابن ناصر و كتب أبي محمد بن الخشاب و كانت أحمالا ، و غير ذلك من كل كتاب أقدر عليه .
    و لو قلت أني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر و أنا بعد في الطلب .
    فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم ، و قدر هممهم ، و حفظهم ، و عباداتهم ، و غرائب علومهم ، ما لا يعرفه من لم يطالع .
    فصرت أستزري ما الناس فيه و أحتقر همم الطلاب و الله احمد
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:54 pm

    همة حتى عند الموت؟!!
    * قال ابن أبي حاتم:

    " سمعت أبى يقول مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق بينه في النزع ..
    فقلت لمحمد بن مسلم:
    ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟.
    فقال محمد بن مسلم:
    يروى عن معاذ بن جبل..
    فمن قبل ان يستتم رفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال:
    روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبى عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه و سلم "من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة"

    فصار البيت ضجة ببكاء من حضر"
    [ الجرح والتعديل 1/345]
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:55 pm


    * قال ابن عقيل:
    "اني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري..

    حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة..
    وبصرى عن مطالعة..
    اعمل فكري:
    في حال راحتي.. وأنا مستطرح ..
    فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره..
    وإني لاأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين"
    [ المنتظم9/214]
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:56 pm

    ابن تيمية: لايستطيع الصبر عن المطالعة.. حتى عند المرض؟!!.....

    * : قال ابن القيم:

    "وحدثني شيخنا _ ابن تيمية_:
    قال: ابتدأني مرض..
    فقال لي الطبيب :إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض..
    فقلت له: لا أصبر على ذلك..
    وأنا أحاكمك إلى علمك..
    أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض?!!..
    فقال : بلى .
    فقلت له : فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
    فقال: هذا خارج عن علاجنا.."



    [روضة المحبين ص70]
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:57 pm


    أتعبت من بعدك!!

    *
    : قال الدكتور باسم الجوابرة ضمن مقال له_ في مجلة الشقائق_ ..
    عنوانها" مواقف وذكريات مع الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني":

    {حدثني.. الدكتور محمود ميرة:
    بأن الشيخ ناصر صعد على السلم في المكتبة الظاهرية..
    ليأخذ كتابا مخطوطا ..
    فتناول الكتاب وفتحه..
    فبقي واقفا على السلم لمدة تزيد على الست ساعات}!!

    ولا يخفى مافي قراءة المخوط من العناء والتعب.

    فما عذر من كان بين يديه الكتاب بأفضل أنواع الورق..
    ثم إذا فتحه خمس دقائق ضجر وتعب.. وانقلب إلى غيره!!
    هومه
    هومه


    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Empty رد: تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.

    مُساهمة من طرف هومه الأربعاء 30 ديسمبر 2009, 12:58 pm

    قصة الورقة الضائعة
    تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان. Cell_014
    يقول الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه (فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية) :

    (( ولم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.

    فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها ((ذم الملاهي)) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!

    وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.

    ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.

    وهكذا لك أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظها بها!

    ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.

    وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.

    فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.

    ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 9:59 pm