معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


3 مشترك

    كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران

    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران Empty كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران

    مُساهمة من طرف انتصار الأربعاء 06 يناير 2010, 11:50 am

    كيف نتلقى القران ..هام لكم ياأهل القران

    أنت! أيها الفتى الذي تشق الحياة في هذا الزمن العصيب! أنت! يا من تقبض على دينِكَ جمراً لاَهِباً في زمن الفتن والمحن! أنت! يا من تسأل عن مسلك الوصول إلى الله في حيرة النماذج والأشكال!

    كيف تُحْيِي قلبَك؟ وتجدد دينَك؟ ثم تنصر أُمَّتَكَ؟
    وتحقق عَبْدِيَّتَكَ لله كاملة!

    هل سألت نفسك يوما: ماذا يريد الله منك؟

    هل سألت نفسك يوما: هل تَلَقَّيْتَ عن الله رسالته إليك؟

    ألاَ وإنَّ القرآن هو رسالة الله إلى العالمين، وإلى كل نفس في نفسها!

    فهل فعلا تم لك التَّلَقِّي لرسالاتِه؟ أم أنك قرأت القرآن كما يقرأ الناس وكفى؟ وهل كل من قرأ القرآن أو تَلاَهُ قد تَلَقَّاهُ؟
    قال جَلَّ جلالُه: (
    وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)(النمل:6)

    تلك هي القضية!

    إن النور نوران: نور مستعار ليس لك، تأخذه بفمك، فترسله إلى غيرك، لا يؤثر ولا ينفع؛ لأنه لم ينطلق من ذاتك! بل يخبو قبل الوصول إلى غيرك! وفاقد الشيء لا يعطيه!
    ونور توقده بقلبك! وبِحَرِّ إيمانك، وبنار مكابدتك للقرآن! فهو كالسراج المشتعل بوجدانك! أنت أول من يحترق به! وأنت أول من يكابده ويعانيه! حتى إذا اشتعل حَقّاً أنار كل روحك وملأ كل كيانك! فإذا بك ترسل منه الشعاعات إلى الناس بلسانك، وبنظراتك، وبيدك، وبرجلك، وبكل جوارحك! نورا لا تطفئه الأضواء المخادعة أبداً!

    هكذا أنت بصورة تلقائية حيثما حللت وارتحلت! لا تملك إلا أن تفيض بالنور؛ لأن السراج المشتعل بأعماقك لا طاقة له على حجب أنواره الوهاجة! فهذا نور لا ينطفئ أبدا، ولا يخبو سرمدا!
    فكيف تتلقى هذا النور؟

    إنه لا نور لمن لم يكابد جمر القرآن!

    إن الداعية الحق هو أول من يخضع للعمليات الجراحية التي يجريها القرآن على القلوب؛ لأن وهج الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل قلوبُ الدعاة بحرارته، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابه! فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عَبَثاً أن يُرْسِلَ – صلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام،
    قائلا لهم: (
    شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا)( )

    فأنْ تَتَلَقَّى حقائقَ القرآن يعني أن جِذْوَتَهُ المشتعلة، تتنـزل عليكَ بكلماتِ الله فَتَسْكُنُ قَلْبَكَ! ثم تحرق منك أدْرَانَ الأهواءِ والخطايا والآثام! ودون ذلك ما دونه من الْمُجَاهَدَاتِ والآلام! حتى إذا صَفَتْ مرآتُك على شعاع الإخلاص، أرسلت النورَ على أصْفَى وأصْدَقِ ما يكون الإرسال! كَوْكَباً دُرِّياًّ يجري بِفَلَكِ التأسي خَلْفَ سِرَاجِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً! وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً! وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ! وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً!)(الأحزاب: 45-48).

    إن تَلَقِّي رسالاتِ القرآن هو المنهاج الأساس لتلقي نور الله - جلَّ جلالُه - معاناةً حقيقيةً، لا استعارةً ولا تمثيلاً!
    بل هي مدرسة قرآنية حية!

    برنامجها الدراسي كتابُ الله! وشيخها المعلم سيدنا رسول الله! ومَعَاهِدُهَا بيوتُ الله!
    ولها خطوات عملية، نجملها في الكلمات التالية، ولنا فيها تفصيل نحيلك عليه بعدُ إن شاء الله:
    - أولا: لابد من استجابة الروح لإحياء القلب! فالقلب الميت أو المريض لا يمكن أن يتلقى شيئا!
    قال جَلَّ جلالُه:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ! وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ! وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ!)(الأنفال: 24-26).

    ثانيا: القرآن الكريم هوالسبيل الوحيد لإحياء الروح؛ لأنه هو روح الروح! ولا حياةَ للقلوب – أفرادا وجماعات – إلا به! وقد سمى الله القرآن بنص كتابه: "روحاً"! فالروح اسم من أسماء القرآن الكريم. فاقرأ الآيةَ التالية وتَدَبَّرْ!

    قال جَلَّ جلالُه: (
    وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ!)(الشورى: 52-53).

    - ثالثا: أن التلقي لرسالات القرآن لا يكون إلا بالمنهاج التربوي الذي رسمه القرآنُ نفسُه! حيث يتم التعامل معه بالصورة التي تَنَـزَّلَ بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تلاوةً وتزكيةً وتعلماً وتعليماً، والتي عليها تربى أصحابه بين يديه زمنَ الرسالة؛ فكانوا بذلك جيلَ القرآن الأول، مقاماً وزماناً! وبذلك حَوَّلُوا مجرى التاريخ؛ فصنع الله بهم أمة الإسلام العظمى!

    ذلك مشروع دعوي شامل، نتعامل فيه مع كتاب الله، رسالةً رسالةً، وكلمةً كلمةً! وإنه بمجرد التلقي للكلمات الأولى من رسالات الله، ينبعث الروح في الوجدان! وتتجدد في القلب الحياة!
    فتَدَبَّرْ ما يلي! وانظر إلى نفسك من خلاله؛ واسألها: هل تجد مثلَه؟

    قال جَلَّ جلالُه: (
    وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنـزِيلاً. قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً! وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً! وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً!)(الإسراء: 105-109)

    تلك صورةٌ من صورِ أهلِ التَّلَقِّي لكلمات الله! وأولئك هم أهل القرآن، الذين هم أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ حَقّاً! كما في الحديث الصحيح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ تَعَالَى أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ: أَهْلَ القُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ!)( )

    هنا بمدرسة التَّلَقِّي لِكَلِمَاتِ الله، نتعلم - أنا وأنت - مراتبَ الإخلاص! ونَصْحَبُ التَّوَّابِينَ والمتطهرين، ونَسْلُكُ بمدارِجِ الصِّدِّيقِينَ! سيراً إلى الله رب العالمين!


    بقي الآن بيان المنهاج العملي التفصيلي للدخول في مدرسة التَّلَقِّي لرسالاتِ القرآن!
    ذلك هو ما تجيب عنه - بحول الله وقوته - وَرَقَاتُ الفِطْرِيَّةِ، التي تشرح منهاج التلقي لرسالات الله خطوةً خطوةً!
    قال جلَّ جلالُه:
    (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ! وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً!)(الأحزاب: 39).


    فَتَجَرَّدْ لله يا صاح، وادْخُلْ مدرسةَ القرآن!

    ذلك، وإنما الموفَّق من وفقه الله

    سبحااان الله الموضوع راائع جدا
    نقلته لكم لروعته وليقيني ان كثيرااا منا يحتااج ان يغير تلقييه لرساالااات ربه .. فاللهم انفع به وافتح مغاليق الالباب والافهام ومن علينا بكتابك فهما وحفظا وتدبرااا وعملاا وارزقناا في كل الاخلاااص ياااارب العالمين


    منقول للفائدة والتطبيق ان شاء الله
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران Empty رد: كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأربعاء 06 يناير 2010, 12:27 pm

    سلمت يداكِ أختنا انتصار
    اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح واجعله حجة لنا لا علينا
    جنان الرحمن
    جنان الرحمن
    الإدارة


    كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران Empty رد: كيف نتلقى القران ..هام لأهل القران

    مُساهمة من طرف جنان الرحمن الأربعاء 06 يناير 2010, 1:09 pm

    بوركت الايادي
    وبورك النقل المميز
    ورحم الله شيخنا فريد الانصاري رحمة واسعة
    اسال الله ان ينور قلوبنا و دروبنا بنور القرآن
    جزاك الله خيرا حبيبتي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 5:56 pm