الجزيرة - جمال الحربي-
تشهد مناطق عديدة من قارة إفريقيا والمحيط الهندي وآسيا صباح غد الجمعة
أطول فترة كسوف حلقي للشمس خلال القرن الحالي والذي يبدأ حوالي الساعة
الثامنة صباحا ويستمر لمدة إحدى عشرة دقيقة وثماني ثواني ويبلغ ذروته في
الساعة التاسعة والنصف عندما يحتجب ما نسبته 20% من قرص الشمس ثم ينجلي
الكسوف في الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة.
وبين رئيس المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
صالح بن محمد الصعب أن الكسوف يبدأ من الحدود الغربية لجمهورية إفريقيا
الوسطى ويتجه شرقاُ ليمر في أراضي الكونغو ثم أوغندا وكينيا وجنوب الصومال
ثم المحيط الهندي الذي يشهد الكسوف الأعظم للشمس، حيث يعبره إلى سريلانكا
وبورما وينتهي في شرق الصين.
وأضاف الصعب أن الكسوف الحلقي سوف يرى من شريط يصل عرضه إلى حوالي 340
كيلو متراً، وعلى جانبيه سيكون الكسوف جزئياً فقط، حيث يقل الجزء المختفي
من الشمس مع الابتعاد عن ذلك المسار، مشيراً إلى الجزء المختفي من الشمس
سيقل إلى حوالي 30% في جنوب المملكة العربية السعودية ولن يتجاوز 15% في
شمالها.
وحذر رئيس قسم الفلك في مدينة العلوم والتقنية من النظر المباشر لقرص
الشمس عند الكسوف لخطورته الشديدة على سلامة العين بسبب الأشعة غير
المرئية التي تسبب أضرار شديدة للعين.
وقال: إن شكل الكسوف يتغير مع تغير تطابق قرصي الشمس والقمر، ليكون أربعة
أنواع من الكسوف تشمل الكسوف الكلي الذي يحدث عندما ينطبق قرص القمر على
قرص الشمس، حيث يمنع رؤية أي جزء منه، فيما يسمى النوع الثاني بالكسوف
الحلقي، ويحدث عندما ينطبق قرص القمر على قرص الشمس في وقت يكون فيه القمر
بأقصى بعد له من الأرض فيبدو أصغر قليلاً (بسبب هذا البعد) من قرص الشمس
فلا يحجب قرص الشمس بكامله وتبقى دائرة (حلقة) من قرص الشمس تحيط بقرص
القمر.
ويطلق على النوع الثالث من أنواع كسوف الشمس؛ الكسوف الجزئي وهو الأكثر
حدوثاً، ويحدث عندما يغطي قرص القمر جزءاً محدوداً من قرص الشمس بسبب عدم
تطابق القرصين وقد يحدث هذا مستقلاً أو مصاحباً لأحد النوعين السابقين
(الكلي أو الحلقي)، في حين أن النوع الرابع المسمى الكسوف الحلقي أو الكلي
يرى كلياً في بعض المناطق وحلقياً في مناطق أخرى على الأرض وهو أندر
الأنواع.
& المصدر : صحيفة الجزيرة ليوم الخميس &
صفة صلاة الكسوف والخسوف :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ،
ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون الأول ، ثم ركع
فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في
الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس ، فخطب
الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : [ إن الشمس والقمر آيتان من آيات
الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا
، وصلوا ، وتصدقوا ، ثم قال : يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله
أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً
ولبكيتم كثيراً ] ( البخاري ) .
ومن الحديث السابق نستفيد عدة أمور :
1- أن الكسوف آية من آيات الله تعالى يخوف الله بها عباده .
2- الكسوف يرتبط بالشمس ، بينما الخسوف يكون مرتبطاً بالقمر ، وذلك إذا
اجتمعا ، فيقال : كسوف الشمس ، وخسوف القمر . أما إذا انفردا فيطلق على كل
منهما كسوف وخسوف ، فيقال : كسوف الشمس وخسوف الشمس ، وكسوف القمر وخسوف
القمر .
3- إذا حصل الكسوف والخسوف ، فيفزع الناس إلى الصلاة والدعاء والصدقة والتكبير والتهليل وذكر الله تعالى على كل حال .
4- اختلف العلماء في حكم صلاة الكسوف والخسوف ، فمنهم من قال : أنها سنة ،
ومنهم من قال : أنها واجبة ، وهو اختيار العلامة بن القيم الجوزية رحمه
الله تعالى ، ولا شك أن هذا القول أبرأ للذمة وأقرب للصواب وهو اختيار
وجيه ، ولو لم تكن واجبة لما فزع النبي صلى الله عليه وسلم ، ونادى لها
الصلاة جامعة ، فاجتمع الصحابة وصفهم صفوفاً ، ولو لم تكن واجبة لما حصل
التخويف بها .
5- صفة صلاتي الكسوف والخسوف كما يلي :
ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم
يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ،
ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم
يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده
، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما
أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما
يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن
المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل
هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .
6- يسن لصلاة الكسوف خطبة واحدة ، وهو قول الشافعي وإسحاق وكثير من أهل
الحديث ، بينما ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه ليس لها خطبة ،
والصحيح في ذلك أنه يسن لها خطبة وهو اختيار الشيخ محمد بن صالح العثيمين
( انظر الشرح الممتع 5/249 ) ، ( انظر تيسير العلام 1/338 ) .
7- تعجيل التوبة والإنابة إلى الله تعالى ، قبل أن هادم اللذات ومفرق
الجماعات الموت الموت ، فحينئذ لا ينفع الندم ، فما أنزل الله بلاءً إلا
بذنب ، ولا رفعه إلا بتوبة .
8- أن يكون ابتداء وقت الصلاة من حين بداية الكسوف ، ونهايتها إلى أن ينجلي .
9- التحذير من الذنوب والمعاصي ، وأنها سبب هلاك الأمم والأفراد .
10- أن الكسوف والخسوف لا يكون لموت زعيم ولا لحياته ، ولا لموت عالم ولا
لموت رفيع ولا وضيع ، ولو كان ذلك حاصلاً ، لحصل لموت أشرف بشر وأفضل من
وطئت قدماه هذه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه وجه أمته إلى
أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ،
وإنما يخوف الله بها عباده ، فخرج بذلك من يقول أن الشمس أو القمر انكسفت
لموت فلان أو علان من الناس ، فلا ينكسفان لموت عالم ولا حاكم ولا قريب
ولا بعيد .
11- اطلاع الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على بعض أمور الغيب التي لا يستطيعها أحد من الناس .
مسائل تتعلق بصلاة الكسوف والخسوف :
1- يجوز أداؤها في أوقات النهي ، فتؤدى بعد صلاة العصر ، وبعد صلاة الفجر ، لأنها من ذوات الأسباب التي إذا وقع سببها أوديت .
2- يجوز أداؤها ركعتين في كل ركعة ركوعان أو ثلاث أو أربع أو خمس ، لأن
ذلك ثابت عن الصحابة رضوان الله عليهم ، ولكن الأفضل الاقتصار عن الذي جاء
عن النبي صلى الله عليه وسلم .
3- الاعتبار فيها بالركوع الأول دون الثاني ، لأن الأول هو الركن ، فمن
فاته الركوع الأول من الركعة الأولى أو الثانية فعليه الإتيان بتلك الركعة
كاملة بعد سلام الإمام .
4- من المعلوم أن الركوع فيها طويل جداً ، فماذا يقول المصلي في هذا
الركوع ؟ لقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله : [ فأما الركوع
فعظموا فيه الرب ] ، فيقال : سبحان ربي العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان
الله العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبحان الله
وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .
أما السجود فيكثر فيه من الدعاء ، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد
، فيكثر من الدعاء لأنه حري بالإجابة في هذا الموضع الذي يخضع فيه العبد
لربه سبحانه وتعالى ، فيرغم أنفه وجبهته لخالقه سبحانه .
& المصدر : موقع صيد الفوائد
منقول للفائدة