قال تعالى
(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205
(207)ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)* مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205
(207)ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)* مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
سورة الشعراء
***************
كل حيٍ سيموت ليس في الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى ثم يتلوها خبوت
وكلامٌ ليس يحلو بعده إلا السكوت أيها
السادر قل لي أين ذاك الجبروت
كنت مطبوعاً على النطق فما هذا الصموت
ليت شعري أخمود ما أراه أم قنوت
أين أملاكٌ لهم في كل أفقٍ ملكوت
زالت التيجان عنهم وخلت تلك البيوت
أصبحت أوطانهم من بعدهم وهي خبوت
لا سميع يفقه القول ولا حي يصوت
عمرت منهم قبورٌ وخلت منهم بيوت
لم تزد عنهم نحوت الدهر إذ حالت بخوت
خمدت تلك المساعي وانقضت تلك النعوت
إنما الدنيا خيالٌ باطلٌ سوف يفوت
ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت
**********
قصة وعبرة وعظة
روى أبو علي القشيري في تاريخ الرقة في ترجمة ميمون بن مهران
قال ميمون بن مهران لابنه عمرو انطلق بنا إلى دار الحسن
قال ابنه فانطلقت بالشيخ -يعني أباه- أقوده إلى الحسن البصرى
قال: وبينما نحن ذاهبون إلى دار الحسن اعترضنا جدول ماء
ولم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعل الولد نفسه قنطرة فعبر والده
على ظهره إلى الجانب الآخر، ثم قام وأخذ والده وانطلق حتى أتى
بيت الحسن ، وطرقوا الباب فخرجت الجارية وقالت: من؟ قال
ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شقي! ما أبقاك إلى هذا
الزمان السوء؟ فبكى ميمون وعلا بكاؤه، فلما سمع الحسن بكاءه
خرج إليه، فسلم عليه واعتنقه، فقال ميمون : يا أبا سعيد ! شعرت
أن في قلبي غلظة فاستلن لي، فقل لي شيئاً يرققه
ثم قال ميمون : يا أبا سعيد ! أصوم له -أي لهذه القسوة في القلب؟
فقال الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
فأغشي على ميمون وجعل الحسن البصري يتفقد رِجله كما تتفقد
رِجل الشاة المذبوحة يظن أنه قد مات، ثم تركه ودخل الدار، فأفاق
ميمون ، فقالت لهم الجارية: اخرجوا فقد أزعجتم الشيخ
فخرج ميمون وابنه عمرو ، وفي عودتهم
قال عمرو لأبيه
يا أبت! هذا الحسن ؟! قال: نعم. قال: ظننته أكبر من ذلك! فضرب
صدر ولده وقال: يا بني! لقد قرأ آية لو تدبرتها بقلبك لتصدع قلبك
ولكنه لؤم فيه، وهذه الآية لا تغادر سمعك إلا وتجرح قلبك
هذا الموضوع منقول لامانة والفائدة
كل حيٍ سيموت ليس في الدنيا ثبوت
حركات سوف تفنى ثم يتلوها خبوت
وكلامٌ ليس يحلو بعده إلا السكوت أيها
السادر قل لي أين ذاك الجبروت
كنت مطبوعاً على النطق فما هذا الصموت
ليت شعري أخمود ما أراه أم قنوت
أين أملاكٌ لهم في كل أفقٍ ملكوت
زالت التيجان عنهم وخلت تلك البيوت
أصبحت أوطانهم من بعدهم وهي خبوت
لا سميع يفقه القول ولا حي يصوت
عمرت منهم قبورٌ وخلت منهم بيوت
لم تزد عنهم نحوت الدهر إذ حالت بخوت
خمدت تلك المساعي وانقضت تلك النعوت
إنما الدنيا خيالٌ باطلٌ سوف يفوت
ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت
**********
قصة وعبرة وعظة
روى أبو علي القشيري في تاريخ الرقة في ترجمة ميمون بن مهران
قال ميمون بن مهران لابنه عمرو انطلق بنا إلى دار الحسن
قال ابنه فانطلقت بالشيخ -يعني أباه- أقوده إلى الحسن البصرى
قال: وبينما نحن ذاهبون إلى دار الحسن اعترضنا جدول ماء
ولم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعل الولد نفسه قنطرة فعبر والده
على ظهره إلى الجانب الآخر، ثم قام وأخذ والده وانطلق حتى أتى
بيت الحسن ، وطرقوا الباب فخرجت الجارية وقالت: من؟ قال
ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شقي! ما أبقاك إلى هذا
الزمان السوء؟ فبكى ميمون وعلا بكاؤه، فلما سمع الحسن بكاءه
خرج إليه، فسلم عليه واعتنقه، فقال ميمون : يا أبا سعيد ! شعرت
أن في قلبي غلظة فاستلن لي، فقل لي شيئاً يرققه
ثم قال ميمون : يا أبا سعيد ! أصوم له -أي لهذه القسوة في القلب؟
فقال الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ *
فأغشي على ميمون وجعل الحسن البصري يتفقد رِجله كما تتفقد
رِجل الشاة المذبوحة يظن أنه قد مات، ثم تركه ودخل الدار، فأفاق
ميمون ، فقالت لهم الجارية: اخرجوا فقد أزعجتم الشيخ
فخرج ميمون وابنه عمرو ، وفي عودتهم
قال عمرو لأبيه
يا أبت! هذا الحسن ؟! قال: نعم. قال: ظننته أكبر من ذلك! فضرب
صدر ولده وقال: يا بني! لقد قرأ آية لو تدبرتها بقلبك لتصدع قلبك
ولكنه لؤم فيه، وهذه الآية لا تغادر سمعك إلا وتجرح قلبك
هذا الموضوع منقول لامانة والفائدة