الأربعاء 05 صفر 1431هـ - 20 يناير 2010م
تبلغ قيمته 20 مليون دولار روسيا.. بيع مسجد في المزاد العلني لتسديد ديون "القمار"
لقطةللمسجد الروسيدبي - العربية.نتتستعد سلطات الضرائبالمحلية في منطقة "نيزني نوفجورد" الروسية، لطرح أكبر مسجد في المنطقة للبيع فيالمزاد العلني غدا الخميس 21-1-2010 بمبلغ 602 مليون روبل (20.4 مليون دولار)، وذلكعلى خلفية إفلاس رجل الأعمال الذي بنى المسجد.
وكان رجل الأعمال فايزجيلمانوف الذي يعد القمار نشاطه الرئيسي، بنى المسجد الذي سماه مسجد "الرشادة" فيمسقط رأسه بقرية "مدياني" في أواخر التسعينات. وقال من قبل إنه بنى المسجد للقريةلكنه ظل ضمن ممتلكات شركته. لكن بعد حظر أماكن المقامرة العام الماضي أفلس وأصبحمدينا للدولة بملايين الروبلات وعرضت كل ممتلكاته للبيع بالمزاد.
وكانالمسجد قد عرض للبيع بالمزاد في ديسمبر كانون الاول من العام الماضي ولم يتقدم أحدلشرائه. ويعتزم خبراء التثمين طرحه للبيع مرة ثانية للبيع في 21 كانون الثاني (يناير) الجاري.
ويصف الشيخ رامز حضرت أشرف الدينوف إمام مسجد "الرشادة"،لوكالة رويترز مشاعره عندما عرض المسجد في المزاد العلني في ديسمبر الماضي "كانتصدمة لنا جميعا ولكل من يعيش في هذه القرية ويتردد على مسجدها. ولم نعرف إلا منالصحف أن مسجدنا عرض للبيع بالمزاد." ويضيف "ينبغي ألا يحدث هذا. هذا بيت اللهوينبغي ألا يُباع أو يُشترى. الناس يأتون الى هنا للصلاة."
والمسجد هوالأكبر في المنطقة وهي من أهم المراكز الإسلامية في روسيا وأدخل بناؤه السعادة علىقلوب السكان المسلمين الذين ظلوا محرومين من المؤسسات الدينية طوال عهد الاتحادالسوفييتي السابق.
ولم يبخل جيلمانوف بالمال على بناء المسجد وزوده بالزيناتالاسلامية والرخام الابيض وآيات القرآن الكريم المكتوبة بالذهب على الجدران وهو أمرلم يعتده القرويون الفقراء الذين أصبحوا فخورين بالمسجد الجديد.
ويقول مقصودالأوردين (72 عاما) أحد سكان القرية "كنا جميعا سعداء. كل القرية كانت مبتهجة ببناءهذا المسجد الكبير. حتى سكان القرى المجاورة جاءوا ليروا بناءالمآذن."
ويتكون المسجد من مجموعة مبان منها متحف ومكتبة وفندق لاقامةالزوار. ويقول مدير متحف المسجد إن المنطقة كانت تحوي خمسة مساجد في مطلع القرنالعشرين لكنها هُدمت جميعا في عهد الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين وأُعدمالأئمة الذين رفضوا التخلي عن الدين. ويوضح أن السكان المسلمين التتريين يدعونلمسجدهم بالبقاء رغم الاضطراب الحالي.
ويقول فريد بيلاييف، مدير المتحف "لايمكنك ان تبيع الروح البشرية بالروبل أو الدولار أو اليورو أو أي عملة أُخرى. اليوملا تنقصنا السيارات ولا المنازل وإنما تنقصنا الحياة الروحية. وبدون الحياة الروحيةلن ننجح في بناء أو إصلاح الدولة وحتى إذا بنيناها فمن يعرف كيف ستكون. لكي نكونسعداء نحتاج الى حياة روحية سعيدة."
وتقدر لجنة التثمين المحلية المستقلةقيمة المسجد بنحو 600 مليون روبل (حوالي 20 مليون دولار). وتصل قيمة الضريبةالعقارية في روسيا الى 2% (من قيمة العقار) سنويا.
وقبل إعلان إفلاس رجلالاعمال جيلمانوف كانت شركته تتولى دفع جميع نفقات المسجد. والآن أصبح يتعين علىالمسجد أن يدفع نفقات إدارته.
ويقول إمام المسجد الشيخ رامز حضرت أشرفالدينوف "ليست لدينا موارد كافية لتغطية جميع التكاليف. ونجمع كل عام 250 الف روبلتقريبا (8500 دولار) من العطايا. لكننا نريد دفع تكاليف الإضاءة والغاز. ولديناعمال للنظافة والحراسة."
لكن السلطات تصر على سداد الديون وتقول إن لا أحديستثنى من القانون. وتقول نينا ماميكينا نائبة مدير إدارة الضرائب الاقليمية فينيزني نوفجورود "حتى اليوم بلغت ديون شركة مديانا للدولة 105.7 مليون روبل (3.6مليون دولار) منها 64.7 مليون روبل (2.2 مليون دولار) حساب نشاط القماربالشركة."
الغرض من النشر الدعاء حتى لايخرج من أيدي المسلمين