تخليل الاصابع اثناء الوضوءو أحكام مهمة في الوضوء
--------------------------------------
حدثنا قتيبة وهناد قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأت فخلل الأصابع
قال وفي الباب عن ابن عباس والمستورد وهو ابن شداد الفهري وأبي أيوب الأنصاري قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم أنه يخلل أصابع رجليه في الوضوء وبه يقول أحمد وإسحق قال إسحق يخلل أصابع يديه ورجليه في الوضوء وأبو هاشم اسمه إسمعيل بن كثير المكي
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
أحكام مهمة في الوضوء
تعريف الوضوء
لغة:
الوضوء من الوضاءة وهي النظافة
. وهو بالضم : الفعل أي فعل الوضوء , وبالفتح هو: الماء
اصطلاحا:
استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة . ( غاية المرام 1/403)
الحكمة من غسل الأعضاء الأربعة:
هي : أنها أقرب الأعضاء إلى ملابسة الآثام , ( 1/ -)قاله ابن القيم في إغاثة اللهفان
متى فرض الله الوضوء :فرض الله الوضوء مع الصلاة , كما في المبدع (1/113).
فضل الوضوء :
1. تكفير الذنوب.لحديث ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم (244) .
وهذا التكفير إنما هو لصغائر الذنوب كما هو مذهب جمهور العلماء وأما الكبائر فلا تكفر إلا بالتوبة.
2. والوضوء سبب لدخول الجنة لحديث
( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام وصلى ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه وجبت له الجنة ) أخرجه مسلم ( 234)
ولما ورد من فعل بلال رضي الله تعالى عنه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم له: إني سمعت صوت نعليك في الجنة فأخبرني بأرجى عمل , فقال بلال : ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا ( تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ) . أخرجه البخاري ( 1149 ) ومسلم ( 2458) وما بين القوسين لفظ مسلم . وفي رواية لأحمد (وصليت ركعتين ).
3. وهو علامة لهذه الأمة يوم القيامة . لحديث ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء) أخرجه البخاري ( 136) ومسلم ( 246 ).
هل الوضوء من خصائص هذه الأمة؟
الجواب :
الصحيح أنه ليس من خصائص هذه الأمة , وإنما من خصائصها أنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء.وهذا اختيار الحافظ ابن حجر كما في الفتح (1/284) لما ورد في رواية مسلم ( سيما ليست لأحد غيركم ).
صفة الوضوء:
(1) ينوي رفع الحدث بهذا الوضوء , والنية محلها القلب , والتلفظ بها بدعة.
(2) يسمي قائلا ( بسم الله )لحديث ( ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) وهذا الحديث له طرق كثيرة يتقوى بها كما قرره جمع من أهل العلم ومنهم الحافظ , والألباني , وانظر تخريجه في الإرواء ( 81).
(3) يغسل كفيه ثلاثا , وغسل الكفين هنا سنة بالاتفاق.
(4) يتمضمض ويستنشق ويستنثر بكف واحدة
. لقول عبدالله بن زيد رضي الله تعالى عنه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم أنه مضمض واستنشق ثلاثا بثلاث غرفات. أخرجه البخاري ( 186) ومسلم (235) وأما حديث أنه كان يتوضأ ويفصل بينهما فلا يصح كما قرره الإمام أحمد وابن عيينة وابن القيم وأبي حاتم وابن الملقن وابن حجر والنووي والألباني , غاية المرام (1/383) وتنقيح الكلام ص (71 ) والاستنشاق هو : إدخال الماء إلى الأنف , والاستنثار هو إخراجه , والاستنثار السنة أن يكون باليد اليسرى لأنه من باب إزالة الأذى وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستنثر باليد اليسرى , كما في صحيح النسائي ( 89 ).
(5) يغسل وجهه , والوجه :من منابت الشعر إلى أسفل اللحية ومن الأذن إلى الأذن عرضا , لقوله تعالى ( فاغسلوا وجوهكم ) وجاء فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مفسرا لذلك .
(6) يغسل يديه من رؤوس الأصابع إلى المرفقين لقوله تعالى ( وأيديكم إلى المرافق )
أي مع المرافق , وأما حديث ( كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه ) فلا يصح كما قرره الحافظ ابن حجركما في الفتح (1/350) والنووي وابن الجوزي وابن الصلاح والمنذري 0تنقيح الكلام ص73.
(7) يمسح رأسه ومعه الأذنين ومسح الرأس يكون مرة واحدة لما ثبت عن علي رضي الله تعالى عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مسح مرة واحدة .
* وأما الروايات التي فيها أنه مسح رأسه ثلاثا فلا تصح على الصحيح , قال الحافظ ابن حجر : ولأن المسح مبني على التخفيف ولأن العدد لو اعتبر في المسح لصار في صورة الغسل .الفتح (1/312)
* ويجب المسح مرة واحدة لجميع الرأس وأما من اقتصر على مسح بعضه فلا يجوز لأن الذين نقلوا صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم بينوا أنه مسح برأسه وظاهر النصوص هو تعميم الرأس بالمسح ولم ينقل أنه مسح بعضه وتمسح الأذنان مع الرأس لحديث ( الأذنان من الرأس ) صحيح ابن ماجه ( 443 ) الصحيحة ( 36) وقد ورد هذا الحديث من طرق يقوي بعضها بعضا.