معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


+2
جنان الرحمن
ام المهند
6 مشترك

    امرأة في اللحظات الاخيرة

    ام المهند
    ام المهند


    مميز امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف ام المهند الخميس 25 مارس 2010, 4:15 pm

    امرأة في اللحظات الأخيرة

    هذه قصة أشبه بالخيال منها بالحقيقة .. ولو حدثني بها أحد لأكثرت عليه وأكثرت الاستيثاق منه .

    فقد كنت أجلس في مكتبي بعد أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة في إحدى الليالي الطويلة من شتاء ( أوريجن ) الطويل في شمال غربي القارة الأمريكية بالولايات المتحدة في شهر شوال من عام 1419هـ .

    وفي مدينة ( يوجين ) حيث كنت طالباً في جامعة ( أوريجن ) أمسيت مستغرقاً للدرس ، وبينا أنا كذلك والهدوء مخيم والصمت مطبق لا يقطعه إلا صوت ابنتي الصغيرة وهي تلعب .. وإلا صوت زخات المطر المتقطع وإن كنت أستأنس بذلك كله ويبعث فِيَّ روحاً من النشاط جديدة ..

    وبينما أنا كذلك إذا برنين الهاتف يتسلل بين تلك اللحظات الساكنة ؛ وها هو أخ لي في الله جزائري اسمه ( شكيب ) .
    وبعد التحية والسلام .. أخبرني بحادثة جد غريبة .. وسعيدة في آن واحد ! !
    فقد كان لزوجته الأمريكية المسلمة ( كريمة ) خالة على ديانة الصليب والتثليث ،
    وقد أُخذت الخالة تلك إلى مستشفى سيكرت هارت الذي يبعد عن منزلي مسير ثلاث دقائق وبعد تشخيص حالتها لم يستطع الأطباء إخفاء الحقيقة .. فالمرأة ميئوس من حياتها .. وإنها مفارقة لا محالة .. والأمر ساعة أو ساعتان أو أكثر أو أقل والعلم عند الله وحده .
    ثم ذكر لي ما جرى له ولزوجته وأنا في ذهول تام أستمع إلى نبرات صوته يتهدج وكأني أحس بنبضات قلبه وحشرجته تعتري صوته بين الحين والآخر ، وقد قال لي بالحرف الواحد :
    تحدثت مع زوجتي في حال خالتها ، وتشاورنا في إجراء محاولة أخيرة ندعوها فيها إلى الإسلام ولو بقي في عمرها ساعة ما دامت لم تغرغر الروح . قال صاحبي : فاستعنت بالله ، وصليت ركعتين ، ودعوت الله عز وجل لها بالهداية وأنا في السجود ، وأن يشرح صدرها لدين الهدى والحق .. وذلك لعلمي أن العبد أقرب ما يكون إلى ربه وهو ساجد .
    ثم اتجهت كريمة إليها في المستشفى وعرضت عليها الإسلام وأخبرتها أن الإسلام يجبُّ ما قبله ، وأن الله يغفر لها ما قد سلف من عمرها إن هي قالت :
    ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) خالصةً من قلبها . غير أن تلك المرأة المريضة قد فقدت القدرة على الكلام ، فطلبت زوجة صاحبي بفطانة وحسن تصرف من خالتها المريضة أن تنطق بالشهادتين في نفسها إذ كانت عاجزة عن النطق بلسانها ، وأنها إن فعلت ترفع يدها إشارة لذلك .
    وبعد أن أوضحت لها معناها بالإنجليزية قالت لها : قولي بقلبك : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . ثم كانت لحظات حرجة على كريمة ؛ فكم تتمنى لخالتها النجاة من نار وقودها الناس والحجارة ، ومع دقات قلب متسارعة مرت ثوان بطيئة متثاقلة لا يشبه تثاقلها إلا حركة يد المرأة المريضة التي بدأت ترفع يدها بعد أن سمعت تلقين الشهادة أكثر مما كانت تستطيع أن ترفعها من قبل ، وتبسمت معلنة رضاها واختيارها وقبولها دين الإسلام .
    فما كان من ( كريمة ) وهي في قمة الفرحة والسرور إلا أن بدأت تبشرها وتقرأ عليها سورة يس .. بينما ظلت ترتسم على محيا تلك المرأة ابتسامة سرور بسماع القرآن إعلاناً منها برضاها التام بما تسمع من آيات الذكر الحكيم .
    وإذا بالممرضة الأمريكية التي كانت تتابع ما يحدث دون أن يشعر بها أحد تتقدم لتعرض تبرعها بأن تكون شاهداً رسمياً على إسلام خالة كريمة إن احتيج إلى ذلك .. أنطقها الله الذي أنطق كل شيء .
    لا إله إلا الله ! ! وها هو صديقي شكيب يسألني عما يجب علينا تجاه هذه المرأة التي ما زال لها عرق ينبض ونفس يجري .

    أجبته : إنها أخت لنا في الإسلام لما ظهر لنا من شأنها ، ونَكِلُ سريرتها إلى الله عز وجل . قلت له ذلك وأنا في غاية الذهول ، وقلبي يخفق فرحاً لإسلام هذه المرأة وهي في مراحل متقدمة من المرض وقد أيس الأطباء من شفائهاً .
    وذكَّرت أخي قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : « إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه في أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ؛ فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها »
    [1] .

    ثم وضعت سماعة الهاتف .. أطرقت لحظة ، وضعت كفي على خدي ؛ فما شعرت بنفسي إلا وأنا أجهش بالبكاء تأثراً واستبشاراً ، وكذلك كان حال من حولي عندما رويت لهم القصة تلك الليلة وكانت لحظات معطرات بالخشوع والدموع حامدين فيها لله تعالى ، مهللين له ومسبحين لما تفضل به على هذه المرأة من الهداية .. أما صاحبي فقد أخبرني عندما التقيت به في المسجد فيما بعد أنه كلما ارتسمت في خياله صورة هذا الموقف ، غلب عليه شعور غريب من الدهشة وأحس في جسده بقُشَعْرِيرة ، ثم لا يجد في نفسه إلا مزيداً من الرغبة في الصلاة وطول السجود والمكث في المسجد .

    مهلاً ؛ فالحكاية لم تنته بعد .. ففي الليلة نفسها التي أسلمت فيها هذه المرأة وما مضت ساعات على محادثتي معه وعندما هاتفت صاحبي لأخبره بأن عليها أن تصلي المغرب والعشاء على ما يتيسر لها ولو إيماءً ؛ وإذا به يخبرني بأن الأجل المحتوم قد سبق الجميع إليها ، أسلمت روحها لباريها مسلمة هكذا نحسبها والله حسيبها راضية بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ورسولاً ؛ وما صلت لله صلاة واحدة .
    فاللهم بحق الإسلام وأُخُوَّته نسألك أن ترحمها وأن تتقبلها بأحسن القبول .
    اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة .. يا أرحم الراحمين .

    هذا الموضوع منقوووووووووووول للامانة
    __________________
    جنان الرحمن
    جنان الرحمن
    الإدارة


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف جنان الرحمن الخميس 25 مارس 2010, 4:44 pm

    قصة مؤثرة
    جزاك الله خيرا اخيةو بارك جهودك كلها
    اسال الله ان يحسن خواتيمنا..
    و ان يتقبل منا صالح الاعمال ..
    بارك الله فيك.


    ينقل الى قاعة القصص الهادفة.
    avatar
    ليلاس


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف ليلاس الخميس 25 مارس 2010, 5:09 pm

    قصة مؤثرة
    بارك الله فيك
    وجزاك كل خير
    ام المهند
    ام المهند


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف ام المهند الخميس 25 مارس 2010, 6:22 pm

    بوركت اختي الغاليه جنان الرحمن واختي ليلاس
    مروركن اسعدني
    اسال الله لي ولكن وللمسلمين اجمعين حسن الخاتمه
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف مها صبحي الخميس 25 مارس 2010, 6:33 pm

    جزاكِ الله خيراً حبيبتي أم المهند
    قصة مؤثرة جداً
    رزقنا الله حسن الخاتمة
    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الجمعة 26 مارس 2010, 1:56 am


    كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط ؛ إلا التوحيد ، فلما احتضر قال لأهله : انظروا : إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه ، ثم اذروه في يوم ريح ، [ ثم اذروا نصفه في البر ، ونصفه في البحر ، فوالله ؛ لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ] ، فلما مات فعلوا ذلك به ، [ فأمر الله البر فجمع ما فيه ، وأمر البحر فجمع ما فيه ] ، فإذا هو [ قائم ] في قبضة الله ، فقال الله عز وجل : يا ابن آدم ! ما حملك على ما فعلت ؟ قال : أي رب ! من مخافتك ( وفي طريق آخر : من خشيتك وأنت أعلم ) ، قال : فغفر له بها ، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد

    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3048
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


    الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
    جزاكِ الله خيرا أم المهند..قصة فيها عظة جميلة

    ام ايهاب
    ام ايهاب


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الجمعة 26 مارس 2010, 5:32 am

    جزيت الجنة اخيتي
    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
    ام المهند
    ام المهند


    مميز رد: امرأة في اللحظات الاخيرة

    مُساهمة من طرف ام المهند الجمعة 26 مارس 2010, 6:59 am

    جزاكن الله خير الجزاء حبيباتي الغاليات كل من استاذتي الفاضلة مها واختي راية التوحيد وشقيقتي ام ايهاب
    رزقني الله واياكن والمسلمين جميعا الاخلاص في القول والعمل

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 10 نوفمبر 2024, 1:13 pm