على مائدة الطعام..
وضعت الأم كل الطعام على المائدة وجهزت كل شيء وحان وقت نتاول وجبة الغذاء ولكن حاتم الطفل الصغير وقف حائراً أمام مائدة الطعام يريد أن يختار لنفسه المكان المناسب وكذلك يريد أن يختار لنفسه الطبق المناسب، وما لبث أن هدئت حيرته وجلس على المقعد الرئيس الذي يجلس عليه الجد، ولم يكتف بذلك ولكنه أمسك بالملعقة وبدأ يشرع في الأكل لولا أن استوقفته أمه صارخة وهي تقول: أنت ياولد قم من هنا .. هذا مكان جدك!!
فقام حاتم من المكان وجلس في المكان المجاور، فما لبثت أن صرخت فيه مرة أخرى وقالت له، يا ولد قم من هنا هذا مكان والدك، فازدادت حيرة حاتم ولكنه تواضع مرة أخرى وجلس في الكرسي المقابل، فمالبثت الأم أن صرخت فيه وقالت له قم من هنا ياولد هذا مكان عمك، وهكذا .. ظل حاتم ينتقل من كرسي لكرسي وهي تأمره وتزجره من مكان إلى مكان حتى جلس أفراد الأسرة جميعهم على مائدة الطعام ووقف الطفل هي يتسائل حائراً!!
أمي: أين أجلس؟؟
أمي: أين طبقي؟؟
فلم تعره الأم بالاً وقالت له اجلس وأجلسته على رجلها وبدأت تدفع الطعام إلى فمه وهو لا يزال في حيرته ولا يشعر بطعم الطعام.
ولكن الأم لم تنتبه لذلك كله وسألته لماذا لا تأكل ياولد؟!!!!
الاحترام شيء هام ولكن؟!!
" من الإتجاهات الخُلقيه التي يجب على البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الاحترام والتوقير للكبير والصغير ، وفائدة هذه الخصال أنها بمرور الأعوام لا ينحصر هذا الاحترام للأشخاص فقط، بل يتناول المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية ، فيحترم نفسه ومن ثمَّ يحترم ويوقر الآخرين، ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك "(سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 316)
نعم إن تربية الأولاد على احترام الكبير من الأمور الهامة جداً لنشأة الطفل على احترام الكبير وكذلك احترام الأخلاق والقيم والمباديء، ولكن لا يعني تربية الطفل على الاحترام أن نربيه أيضاً على طمس الذات.
إن كثير من الآباء أثناء تربية أطفالهم على احترام الكبير يعملون من حيث لا يشعرون على هدم شخصية الصغير، والحقيقة أن هذه الطريقة في التربية من أخطر الطرق إفساداً لشخصية الطفل وتأثيرها بالسلب على صحتة النفسية ، وينشأ الطفل ضعيف الشخصية حقير النفس لارأي له ولا قول ويصير حاله كحال من وصفهم الشاعر فقال:
لابد أن تعرف عزيزي المربي أنه لاتعارض بين تربية الطفل على الاستقلالية وبين تربيته على احترام الآخرين.
احترام الذات لايتعارض مع احترام الآخرين:
يخلط الآباء كثيراً بين هذين المعنين ويظن الكثير منهم أن احترام الذات تعني عدم احترام الآخرين، ويسلك الآباء في التعامل مع احترام الذات واحترام الآخرين مسلكين طرفي نقيض، أحدهما مفرط والآخر مُفَرِّط، فبعض الآباء يسرفون في تربية الطفل على احترام ذاته حتى ولو كان ذلك على حساب احترام المباديء والقيم أو احترام الآخرين وهذه الطريقة في التربية تخرج لنا طفلاً أنانياً لا يعرف إلا نفسه واشباع رغباته حتى ولو كان على حساب الآخرين.
والبعض الآخر من الآباء يسرف في تعليم الطفل احترام الآخرين حتى ولو على حساب ذاته واحترامه لها وهم يظنون بذلك انهم يربون طفلهم على الأدب والأخلاق، ولكن ماقمية الأدب والأخلاق إن خرجت لنا طفلاً ضعيف الشخصية خائر الهمة.
لابد أن يعرف الآباء جيداً أنه لاتعارض بين تربية الطفل على الاستقلال واحترام ذاته وبين تربيته على احترام الآخربن.
بل إن تربية الطفل على الاستقلال كما أنها لا تتعارض مع تربيته على احترام الكبير من جانب ، فإنها ومن جهة أخرى تقود الطفل إلى احترام الكبير في النهاية فإن الطفل الذي يحترم ذاته سوف يحترم ذوات الآخرين.
والطفل الذي لايحترم ذاته ولا يقدرها، لن يحترم ولن يقدر ذوات الآخرين.
إنَّ"القاعدة بسيطة لكنها قوية: إذا لم يكن الأطفال يتمتعون باحترام الذات فسيصبح من المستحيل تقريباً أن يكون لديهم احترام للآخرين.
أي أن الاحترام هو احدى أهم السمات الشخصية فعندما يمتلك الأطفال هذه السمة الشخصية تزداد احتمالات أن يكون لديهم اهتمام بحقوق الآخرين." (أسس بناء الشخصية: احترام الذات والآخرين د.ميشيل بوربا)
تعلم من مشكاة النبوة:
روى البخاري ومسلم :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم وعن يساره الأشياخ فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، فتله رسول الله في يده" والغلام هو الفضل بن العباس رضي الله عنهما.
"إنه أمر يفوق كل تقدير وتعجز عنه أساليب التعبير كلها، ولا ترقى إليه مناهج التربية التي يحاولها غير النبي صلى الله عليه وسلم من البشر طفل صغير يجلس في مجلس الأشياخ وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلم ويسوس ويقود الأمة !
ويستأذنه النبي صلى الله عليه وسلم في شربة! ويجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وهي كرامة للكبار قبل الصغار! ولا ينسى النبي صلى الله عليه وسلم حق الطفل الصغير في الشرب و بدءاً من يمين الشارب! إن هذا السلوك وغيره من أساليب التربية الاسلامية هي التي أوصلت هؤلاء الغلمان إلى مدارج العظمة وهم لا يزالون صغاراً فهذا الفضل بن العباس رضي الله عنهما وهو غلام درج بين الأشياخ يعرف كيف المنطق في مثل هذا الموقف العظيم." والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً".
إن الاهتمام بالطفل الصغير والانتباه إلى مايؤثر في نفسيته ومعاملته معاملة كريمة فيها التقدير والاحترام لذاته الصغير أمر هام في التربية الاسلامية لأنه في المعتاد عند الكثيرين من الأمهات والمعلمين إغفال شأن الطفل لصغره وأنه لا يدرك الأمور وفي الحقيقة وواقع الأمر أن الطفل الصغير شديد الحساسية ومرهف الشعور لكثير من الأمور التي يغفل عنها ويهملها الكبار وقد لايستطيع الطفل التعبير عن ادراكه وشعوره ولكن ذلك لا ينفي وجود الادراك والشعور." (العشرة الطيبة مع الأولاد أ. محمد حسين ص284/286)
فهلا تعلمت عزيزي المربي من أعظم مربي ومن أكرم معلم ومن أشرف نبي، الذي كان تأخذ بيده الجارية الصغيرة فتذهب به حيث تشاء صلى الله عليه وسلم، لم يتعارض هذا الأمر في مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم مع احترام الكبير، وانما احترم صلى الله عليه وسلم شخصية الطفل الصغير فربى أعظم جيل، فكان منهم اعلم الأمة بالحلال والحرام وكان منهم حبر الأمة وكن منهم سيف الله المسلول وكان منهم حواري الرسول وكان منهم من اهتز لموته عرش الرحمن وكان منهم الغزاة والفاتحين والقادة العظماء، إننا حقاً إن أردنا ان نربي قادة وعظماء للإسلام فعلينا أن نربي بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم.
شتان شتان بين من تربى على احترام ذاته ومن تربى على طمسها!!
"يشعر الأطفال الذين يتمتعون بقدر عال من تعزيز الذات بالقدرة والكفاءة في الحياة، واحدى طرق مساعدة الطفل على تنمية الشعور بالكفاءة هي تشجيعه على انجاز مهامه بنفسه.
عندما يتورط الأطفال في مهام لا يستطيعون انجازها فإنهم يفتقدون الرؤية الثاقبة لقدراتهم ومهاراتهم الخاصة فتشجيع الطفل يساعد على تحفيز قواه وعمل بيان مفصل لها" قوة الحديث الإيجابي ص 89 دوجلاس بلوك) فالطفل الذي يدرك قيمة ذاته وهذا لا يعني التكبر ولكن يعني الثقة بالنفس ومعرفة القدرات، يكون أقدر على التأثير في نفسه وفي الآخرين ويكون أقدر كذلك على تحمل المسئولية وأن يُعتمد عليه.
أمام مائدة الطعام مرة أخرى.
في هذه المرة حرصت الأم على تقدير ذات الطفل بما لا تعارض مع احترام الآخرين واشترت للطفل كرسي صغير وطاولة صغيرة وطبق خاص به وقبل أن تضع الطعام للكبار وضعته للصغير حتى لا يعلب في الطعام، وجلس الطفل الصغير على مائدة الصغيرة الخاصة به وتناول الطعام بنفسه من غير مساعدة من أحد، قد يكون المكان اتسخ قليلاً ولكن الطفل حاتم أكل جيداً واعتمد على نفسه وقام بعد أن انتهى من طعامه ليساعد أمه في حمل الصحون، وهكذا لم تتعارض التربية على استقلال الصغير مع احترام الكبير
المصدر
وضعت الأم كل الطعام على المائدة وجهزت كل شيء وحان وقت نتاول وجبة الغذاء ولكن حاتم الطفل الصغير وقف حائراً أمام مائدة الطعام يريد أن يختار لنفسه المكان المناسب وكذلك يريد أن يختار لنفسه الطبق المناسب، وما لبث أن هدئت حيرته وجلس على المقعد الرئيس الذي يجلس عليه الجد، ولم يكتف بذلك ولكنه أمسك بالملعقة وبدأ يشرع في الأكل لولا أن استوقفته أمه صارخة وهي تقول: أنت ياولد قم من هنا .. هذا مكان جدك!!
فقام حاتم من المكان وجلس في المكان المجاور، فما لبثت أن صرخت فيه مرة أخرى وقالت له، يا ولد قم من هنا هذا مكان والدك، فازدادت حيرة حاتم ولكنه تواضع مرة أخرى وجلس في الكرسي المقابل، فمالبثت الأم أن صرخت فيه وقالت له قم من هنا ياولد هذا مكان عمك، وهكذا .. ظل حاتم ينتقل من كرسي لكرسي وهي تأمره وتزجره من مكان إلى مكان حتى جلس أفراد الأسرة جميعهم على مائدة الطعام ووقف الطفل هي يتسائل حائراً!!
أمي: أين أجلس؟؟
أمي: أين طبقي؟؟
فلم تعره الأم بالاً وقالت له اجلس وأجلسته على رجلها وبدأت تدفع الطعام إلى فمه وهو لا يزال في حيرته ولا يشعر بطعم الطعام.
ولكن الأم لم تنتبه لذلك كله وسألته لماذا لا تأكل ياولد؟!!!!
الاحترام شيء هام ولكن؟!!
" من الإتجاهات الخُلقيه التي يجب على البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الاحترام والتوقير للكبير والصغير ، وفائدة هذه الخصال أنها بمرور الأعوام لا ينحصر هذا الاحترام للأشخاص فقط، بل يتناول المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية ، فيحترم نفسه ومن ثمَّ يحترم ويوقر الآخرين، ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك "(سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 316)
نعم إن تربية الأولاد على احترام الكبير من الأمور الهامة جداً لنشأة الطفل على احترام الكبير وكذلك احترام الأخلاق والقيم والمباديء، ولكن لا يعني تربية الطفل على الاحترام أن نربيه أيضاً على طمس الذات.
إن كثير من الآباء أثناء تربية أطفالهم على احترام الكبير يعملون من حيث لا يشعرون على هدم شخصية الصغير، والحقيقة أن هذه الطريقة في التربية من أخطر الطرق إفساداً لشخصية الطفل وتأثيرها بالسلب على صحتة النفسية ، وينشأ الطفل ضعيف الشخصية حقير النفس لارأي له ولا قول ويصير حاله كحال من وصفهم الشاعر فقال:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود.
لابد أن تعرف عزيزي المربي أنه لاتعارض بين تربية الطفل على الاستقلالية وبين تربيته على احترام الآخرين.
احترام الذات لايتعارض مع احترام الآخرين:
يخلط الآباء كثيراً بين هذين المعنين ويظن الكثير منهم أن احترام الذات تعني عدم احترام الآخرين، ويسلك الآباء في التعامل مع احترام الذات واحترام الآخرين مسلكين طرفي نقيض، أحدهما مفرط والآخر مُفَرِّط، فبعض الآباء يسرفون في تربية الطفل على احترام ذاته حتى ولو كان ذلك على حساب احترام المباديء والقيم أو احترام الآخرين وهذه الطريقة في التربية تخرج لنا طفلاً أنانياً لا يعرف إلا نفسه واشباع رغباته حتى ولو كان على حساب الآخرين.
والبعض الآخر من الآباء يسرف في تعليم الطفل احترام الآخرين حتى ولو على حساب ذاته واحترامه لها وهم يظنون بذلك انهم يربون طفلهم على الأدب والأخلاق، ولكن ماقمية الأدب والأخلاق إن خرجت لنا طفلاً ضعيف الشخصية خائر الهمة.
لابد أن يعرف الآباء جيداً أنه لاتعارض بين تربية الطفل على الاستقلال واحترام ذاته وبين تربيته على احترام الآخربن.
بل إن تربية الطفل على الاستقلال كما أنها لا تتعارض مع تربيته على احترام الكبير من جانب ، فإنها ومن جهة أخرى تقود الطفل إلى احترام الكبير في النهاية فإن الطفل الذي يحترم ذاته سوف يحترم ذوات الآخرين.
والطفل الذي لايحترم ذاته ولا يقدرها، لن يحترم ولن يقدر ذوات الآخرين.
إنَّ"القاعدة بسيطة لكنها قوية: إذا لم يكن الأطفال يتمتعون باحترام الذات فسيصبح من المستحيل تقريباً أن يكون لديهم احترام للآخرين.
أي أن الاحترام هو احدى أهم السمات الشخصية فعندما يمتلك الأطفال هذه السمة الشخصية تزداد احتمالات أن يكون لديهم اهتمام بحقوق الآخرين." (أسس بناء الشخصية: احترام الذات والآخرين د.ميشيل بوربا)
تعلم من مشكاة النبوة:
روى البخاري ومسلم :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام أصغر القوم وعن يساره الأشياخ فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، فتله رسول الله في يده" والغلام هو الفضل بن العباس رضي الله عنهما.
"إنه أمر يفوق كل تقدير وتعجز عنه أساليب التعبير كلها، ولا ترقى إليه مناهج التربية التي يحاولها غير النبي صلى الله عليه وسلم من البشر طفل صغير يجلس في مجلس الأشياخ وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعلم ويسوس ويقود الأمة !
ويستأذنه النبي صلى الله عليه وسلم في شربة! ويجلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وهي كرامة للكبار قبل الصغار! ولا ينسى النبي صلى الله عليه وسلم حق الطفل الصغير في الشرب و بدءاً من يمين الشارب! إن هذا السلوك وغيره من أساليب التربية الاسلامية هي التي أوصلت هؤلاء الغلمان إلى مدارج العظمة وهم لا يزالون صغاراً فهذا الفضل بن العباس رضي الله عنهما وهو غلام درج بين الأشياخ يعرف كيف المنطق في مثل هذا الموقف العظيم." والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً".
إن الاهتمام بالطفل الصغير والانتباه إلى مايؤثر في نفسيته ومعاملته معاملة كريمة فيها التقدير والاحترام لذاته الصغير أمر هام في التربية الاسلامية لأنه في المعتاد عند الكثيرين من الأمهات والمعلمين إغفال شأن الطفل لصغره وأنه لا يدرك الأمور وفي الحقيقة وواقع الأمر أن الطفل الصغير شديد الحساسية ومرهف الشعور لكثير من الأمور التي يغفل عنها ويهملها الكبار وقد لايستطيع الطفل التعبير عن ادراكه وشعوره ولكن ذلك لا ينفي وجود الادراك والشعور." (العشرة الطيبة مع الأولاد أ. محمد حسين ص284/286)
فهلا تعلمت عزيزي المربي من أعظم مربي ومن أكرم معلم ومن أشرف نبي، الذي كان تأخذ بيده الجارية الصغيرة فتذهب به حيث تشاء صلى الله عليه وسلم، لم يتعارض هذا الأمر في مفهوم النبي صلى الله عليه وسلم مع احترام الكبير، وانما احترم صلى الله عليه وسلم شخصية الطفل الصغير فربى أعظم جيل، فكان منهم اعلم الأمة بالحلال والحرام وكان منهم حبر الأمة وكن منهم سيف الله المسلول وكان منهم حواري الرسول وكان منهم من اهتز لموته عرش الرحمن وكان منهم الغزاة والفاتحين والقادة العظماء، إننا حقاً إن أردنا ان نربي قادة وعظماء للإسلام فعلينا أن نربي بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم.
شتان شتان بين من تربى على احترام ذاته ومن تربى على طمسها!!
"يشعر الأطفال الذين يتمتعون بقدر عال من تعزيز الذات بالقدرة والكفاءة في الحياة، واحدى طرق مساعدة الطفل على تنمية الشعور بالكفاءة هي تشجيعه على انجاز مهامه بنفسه.
عندما يتورط الأطفال في مهام لا يستطيعون انجازها فإنهم يفتقدون الرؤية الثاقبة لقدراتهم ومهاراتهم الخاصة فتشجيع الطفل يساعد على تحفيز قواه وعمل بيان مفصل لها" قوة الحديث الإيجابي ص 89 دوجلاس بلوك) فالطفل الذي يدرك قيمة ذاته وهذا لا يعني التكبر ولكن يعني الثقة بالنفس ومعرفة القدرات، يكون أقدر على التأثير في نفسه وفي الآخرين ويكون أقدر كذلك على تحمل المسئولية وأن يُعتمد عليه.
أمام مائدة الطعام مرة أخرى.
في هذه المرة حرصت الأم على تقدير ذات الطفل بما لا تعارض مع احترام الآخرين واشترت للطفل كرسي صغير وطاولة صغيرة وطبق خاص به وقبل أن تضع الطعام للكبار وضعته للصغير حتى لا يعلب في الطعام، وجلس الطفل الصغير على مائدة الصغيرة الخاصة به وتناول الطعام بنفسه من غير مساعدة من أحد، قد يكون المكان اتسخ قليلاً ولكن الطفل حاتم أكل جيداً واعتمد على نفسه وقام بعد أن انتهى من طعامه ليساعد أمه في حمل الصحون، وهكذا لم تتعارض التربية على استقلال الصغير مع احترام الكبير
المصدر