العين تدمع
لرؤية هذا المشهد من الفيلم ..
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه ،
ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ..
أما بعد :
اخواتي في الله
العين تبكي عند رؤية مشهد في فيلم او مسلسل
لتأثر القلب بتلك الرؤية وسرعان ما تنزل الدموع سبحان الله ولا
يخفى على مسامعنا او فيما عايشناه أن العين تدمع لسماع اغنية ماجنة
كلماتها متشابهة مع الذي يحصل لصاحبها العاشق او العاشقة باسم الحب الوهمي
والكثير الكثير من هذه المشاهد ..
المهم الموضوع ليس عن الفيلم او الاغنية
فكما سبق وعلمنا ان الاغاني حرام بالدليل والسنة
والافلام والمسلسلات الخسيسة لا تبعد عن هذا التحريم,
انما المقصود من هذه السطور المتواضعة هو بكاء العين,
بكاء العين في غير مرضاة الله
تبكي عن اشياء تافهة اغنية ماجنة و مشهد مصور غير حقيقي انما هو حقيقة في نفس واهمة تعيش الوهم في دنيا السراب وتعيش قصة حب حرام ..
ونجد تلك العين جافة
عند سماع آية من آيات الذكر الحكيم
آيات الوعيد والعذاب والتحذير من عقاب الله الشديد, الذي ينتظر كل جبار
عاصي يسمع الآيات ويصر على معاصيه , لا يتأثر لا بعذاب ولا بشيئ وكأن
الأمر لا يعنيه, وذلك راجع الى سواد القلب و موته, اسود بالمعاصي والذنوب واللامبالاة, اسود بالبعد عن الله, لا يرى الا جميل أعماله التي زينها له الشيطان.
ألم تمر على هذه الآية الكريمة من سورة مريم
( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) [مريم58].
- رؤيا اخرى لهذه العين انها جافة اذا رأت
أو سمعت شيخا من مشياخنا الفضلاء متأثر بما يقول يدعو الى الله و يحذر من
يوم تتقلب فيه القلوب والابصار من يوم لا ينفع في الندم يوم لا تملك نفس
لنفس شيئا,
وهي جافة و كأن لا علاقة لها بما يقال ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم اصلح قلوبنا, اللهم ارزقنا قلوبا سليمة ..
نجدها جافة
عند سماعها لحديث عن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وعن كل ما مر به من
صعاب ليوصل لنا رسالة الرحمن التي كلفه بها وهي ان يخرجنا من الظلمات الى
النور من اجل ان ينور بصيرتنا ويهدينا الى الصراط المستقيم ويبين لنا طريق
الحق والهدى و ما وعدنا به الرحمن من جزاء في جناته جنات النعيم, ويبين
لنا طريق الضلال ويحذرنا من اتباعه ومن ما يترتب عليه من عقاب شديد من
الله عز وجل, ومهما سمعت عن ما ألحقه به الكفار من قساوة وجبروت وعذاب و
مع ذلك لم يهن ولم يتراجع من اجل اكمال رسالته, وتسمع عن بكاءه صلى الله
عليه وسلم من خوفه علينا من العذاب الشديد من نار جهنم ومع ذلك لا تبالي و
لا تدمع ..
نجدها جافة
عند سماعها لما اوجده الله عز وجل لنا من نعيم في الدنيا والاخرة,
نعيش في نعيم ولا نبالي نعمه لا تحصى مهما اعددناها لقوله تعالى
" وان تعدو نعم الله لا تحصوها "
نعمة العقل, البصر, السمع, الكلام, الاحساس, المشي, الرقود, الحركة
والكثير
الكثير لكن للاسف نستعمل هذه النعم فيما لا يرضيه نبصر الحرام ونتأثر به
نسمعه ونبكي منه نتكلم به نردد نمشي الى الحرام ولا حول ولا قوة الا
بالله, اما نعم الاخرة التي اعدها الله لعباده الصالحين الأوابين اليه
التائبين المخلصين الصادقين الذين امتثلوا لأوامره سبحانه و تعالى الذي لا
تجدهم الا فيما امرهم به لهم نعم لا تحصى اعد لهم الجنة, الجنة التي فيها
ما لا عين رات ولا أذن سمعت مهما تخيل الانسان من جمال ونعيم ففيها الاجمل
والاروع وما لم يخطر على قلب بشر, ومع ذلك لا يتأثر القلب لذلك ولا تدمع
العين, لا تتفكر أهي من أصحاب النعيم ام من أصحاب الجحيم لا نبالي نعيش في
وهم ونستمتع بذلك لتزيين الشيطان لنا اعمالنا ولا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم ..
اخوتي في الله
اني احبكم في الله, ان العين تدمع لتأثر القلب بتلك المشاهد سنقول اذن المشكل من القلب وليس منها سنرد في هذا الحوار البسيط
بين العين والقلب:
العين:
أيها القلب ما أسعدك وما أشقاني تعيش في داخل الجسد
ولا يرى الناس لا طيبتك ولا قساوتك.
القلب:
ما بك ياعين تشكي وتنوحي بالشقاء.
العين:
اني اشكو يا قلب ما يحصل لي من شقاء بسببك.
القلب:
و ما علاقتي ايتها العين بما يحصل لك من شقاء.
العين:
او لا تدري اني ابكي من مشهد فيلم
او فيديو كليب لاغنية لحرقتك ولتأثرك.
القلب:
نعم ايتها العين لتاثري انت تبكي
لكن اسألي نفسك هل للقلب عين يبصر بها تلك المشاهد,
فانت التي تقوديني لذلك التأثر والحرقة,
لولا اطلاق بصرك
في مشاهدة ما حرم الله عليك لما تأثرت ولما بكيت.
العين:
معك حق ايها القلب الطيب فكيف السبيل لابعادك
عن التأثر حتى لا تسيل دمعتي.
القلب:
السبيل هو ان تبتعدي عن كل ما حرم الله عليك
فقد انعم عليك بنعمة البصر فاستعمليه فيما يرضيه
كي تحفظيه وتحفظيني حتى اصلح من حالي وستجدي تأثري لعودتي
الى ربي يبكيك بكاء الندم والتوبة و ستجدين دموعك كلها
لتأثري من طاعة الله وخشيته.
العين:
من هنا أعلنها توبة صادقة الى الله عز وجل حتى أحيى بحبه ورضاه.
اخوتي في الله
فلنستحيي من الله عز و جل
أنبكي لغير الله
أنبكي من ما حرم الله
ولا نبكي من خشيته.
تمعنو معي في هذه الآية الكريمة
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"
لماذا لا نعود الى الله
ونتوب اليه توبة صادقة
هناك من يقول من قال اننا لا نبكي ؟!!
من قال اننا لا نخشى الله؟ !
ولا تدمع اعيننا !
لكن احبتي ان كانت العين تدمع من هذا ومن هذا
فللأسف الحرام والحلال لا يجتمعان في قلب مؤمن
فلابد من الاصلاح والتفكر في الأمر
فما ادرانا
أسيئاتنا أكثر أم الحسنات ؟
وحتى ان كانت الحسنات كثيرة وهذا ما لا يضمنه فينا أحد
فكلنا مقصرين
أين نحن من الذين
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [سورة مريم: 58].
أين بكاؤنا عند سماع القرآن؟
أين خشوعنا وخضوعنا لآيات الفرقان؟
{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴿١٠٦﴾ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا }
[سورة الإسراء: 106-109].
فالبكاء من خشية الله
دليل الإيمان واستشعار حلاوته
ونسال الله القبول فلنحافظ عليها باتباع اوامر الله
ولنترك ما نهانا عنه وماحذرنا منه حبيبنا صلى الله عليه وسلم,
فهنيئا لمن بكت اعينهم من خشية الله
وذلك لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال:
«ورجل ذكر خالياً، ففاضت عيناه» [رواه البخاري ومسلم].
اخواتي في الله
ليس البكاء الذي نريد هو بكاء النفاق
فتبكي العين والقلب أقسى من الحجر.
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الجزع والضعف والخوف من غير الله
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الصراخ والعويل والندب.
وليس البكاء الذي نريد هو البكاء السلبي
الذي لا يصحح خللاً ولا يقوم سلوكاً.
إن البكاء المشروع
هو الذي يزيد به الإيمان، فيكسب القلب الرضى والقناعة والخشوع
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [سورة الأنفال: 2].
اترككم على امل اللقاء واسال الله عز وجل البر الرحيم
أن يرزقنا عبرة رقراقة يرحمنا بها ولا يحرمنا دمعةَ صادقة
تسقط من خشيته فتحيا بها قلوبنا، وتزكو نفوسنا،
وتنشرح صدرونا
وان يجعلنا واياكم ممن يبكون من خشيته
بكيت على الذنوب لعظم جُرمي *** وحُقَّ لمن عصى مرُّ البكاء
فلو أن البكاء يردُّ همي *** لأشعدت الدموع مع الدماء
والحمد لله رب العالمين
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
منقول
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه ،
ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ..
أما بعد :
اخواتي في الله
العين تبكي عند رؤية مشهد في فيلم او مسلسل
لتأثر القلب بتلك الرؤية وسرعان ما تنزل الدموع سبحان الله ولا
يخفى على مسامعنا او فيما عايشناه أن العين تدمع لسماع اغنية ماجنة
كلماتها متشابهة مع الذي يحصل لصاحبها العاشق او العاشقة باسم الحب الوهمي
والكثير الكثير من هذه المشاهد ..
المهم الموضوع ليس عن الفيلم او الاغنية
فكما سبق وعلمنا ان الاغاني حرام بالدليل والسنة
والافلام والمسلسلات الخسيسة لا تبعد عن هذا التحريم,
انما المقصود من هذه السطور المتواضعة هو بكاء العين,
بكاء العين في غير مرضاة الله
تبكي عن اشياء تافهة اغنية ماجنة و مشهد مصور غير حقيقي انما هو حقيقة في نفس واهمة تعيش الوهم في دنيا السراب وتعيش قصة حب حرام ..
ونجد تلك العين جافة
عند سماع آية من آيات الذكر الحكيم
آيات الوعيد والعذاب والتحذير من عقاب الله الشديد, الذي ينتظر كل جبار
عاصي يسمع الآيات ويصر على معاصيه , لا يتأثر لا بعذاب ولا بشيئ وكأن
الأمر لا يعنيه, وذلك راجع الى سواد القلب و موته, اسود بالمعاصي والذنوب واللامبالاة, اسود بالبعد عن الله, لا يرى الا جميل أعماله التي زينها له الشيطان.
ألم تمر على هذه الآية الكريمة من سورة مريم
( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) [مريم58].
- رؤيا اخرى لهذه العين انها جافة اذا رأت
أو سمعت شيخا من مشياخنا الفضلاء متأثر بما يقول يدعو الى الله و يحذر من
يوم تتقلب فيه القلوب والابصار من يوم لا ينفع في الندم يوم لا تملك نفس
لنفس شيئا,
وهي جافة و كأن لا علاقة لها بما يقال ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم اصلح قلوبنا, اللهم ارزقنا قلوبا سليمة ..
نجدها جافة
عند سماعها لحديث عن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وعن كل ما مر به من
صعاب ليوصل لنا رسالة الرحمن التي كلفه بها وهي ان يخرجنا من الظلمات الى
النور من اجل ان ينور بصيرتنا ويهدينا الى الصراط المستقيم ويبين لنا طريق
الحق والهدى و ما وعدنا به الرحمن من جزاء في جناته جنات النعيم, ويبين
لنا طريق الضلال ويحذرنا من اتباعه ومن ما يترتب عليه من عقاب شديد من
الله عز وجل, ومهما سمعت عن ما ألحقه به الكفار من قساوة وجبروت وعذاب و
مع ذلك لم يهن ولم يتراجع من اجل اكمال رسالته, وتسمع عن بكاءه صلى الله
عليه وسلم من خوفه علينا من العذاب الشديد من نار جهنم ومع ذلك لا تبالي و
لا تدمع ..
نجدها جافة
عند سماعها لما اوجده الله عز وجل لنا من نعيم في الدنيا والاخرة,
نعيش في نعيم ولا نبالي نعمه لا تحصى مهما اعددناها لقوله تعالى
" وان تعدو نعم الله لا تحصوها "
نعمة العقل, البصر, السمع, الكلام, الاحساس, المشي, الرقود, الحركة
والكثير
الكثير لكن للاسف نستعمل هذه النعم فيما لا يرضيه نبصر الحرام ونتأثر به
نسمعه ونبكي منه نتكلم به نردد نمشي الى الحرام ولا حول ولا قوة الا
بالله, اما نعم الاخرة التي اعدها الله لعباده الصالحين الأوابين اليه
التائبين المخلصين الصادقين الذين امتثلوا لأوامره سبحانه و تعالى الذي لا
تجدهم الا فيما امرهم به لهم نعم لا تحصى اعد لهم الجنة, الجنة التي فيها
ما لا عين رات ولا أذن سمعت مهما تخيل الانسان من جمال ونعيم ففيها الاجمل
والاروع وما لم يخطر على قلب بشر, ومع ذلك لا يتأثر القلب لذلك ولا تدمع
العين, لا تتفكر أهي من أصحاب النعيم ام من أصحاب الجحيم لا نبالي نعيش في
وهم ونستمتع بذلك لتزيين الشيطان لنا اعمالنا ولا حول ولا قوة الا بالله
العلي العظيم ..
اخوتي في الله
اني احبكم في الله, ان العين تدمع لتأثر القلب بتلك المشاهد سنقول اذن المشكل من القلب وليس منها سنرد في هذا الحوار البسيط
بين العين والقلب:
العين:
أيها القلب ما أسعدك وما أشقاني تعيش في داخل الجسد
ولا يرى الناس لا طيبتك ولا قساوتك.
القلب:
ما بك ياعين تشكي وتنوحي بالشقاء.
العين:
اني اشكو يا قلب ما يحصل لي من شقاء بسببك.
القلب:
و ما علاقتي ايتها العين بما يحصل لك من شقاء.
العين:
او لا تدري اني ابكي من مشهد فيلم
او فيديو كليب لاغنية لحرقتك ولتأثرك.
القلب:
نعم ايتها العين لتاثري انت تبكي
لكن اسألي نفسك هل للقلب عين يبصر بها تلك المشاهد,
فانت التي تقوديني لذلك التأثر والحرقة,
لولا اطلاق بصرك
في مشاهدة ما حرم الله عليك لما تأثرت ولما بكيت.
العين:
معك حق ايها القلب الطيب فكيف السبيل لابعادك
عن التأثر حتى لا تسيل دمعتي.
القلب:
السبيل هو ان تبتعدي عن كل ما حرم الله عليك
فقد انعم عليك بنعمة البصر فاستعمليه فيما يرضيه
كي تحفظيه وتحفظيني حتى اصلح من حالي وستجدي تأثري لعودتي
الى ربي يبكيك بكاء الندم والتوبة و ستجدين دموعك كلها
لتأثري من طاعة الله وخشيته.
العين:
من هنا أعلنها توبة صادقة الى الله عز وجل حتى أحيى بحبه ورضاه.
اخوتي في الله
فلنستحيي من الله عز و جل
أنبكي لغير الله
أنبكي من ما حرم الله
ولا نبكي من خشيته.
تمعنو معي في هذه الآية الكريمة
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"
لماذا لا نعود الى الله
ونتوب اليه توبة صادقة
هناك من يقول من قال اننا لا نبكي ؟!!
من قال اننا لا نخشى الله؟ !
ولا تدمع اعيننا !
لكن احبتي ان كانت العين تدمع من هذا ومن هذا
فللأسف الحرام والحلال لا يجتمعان في قلب مؤمن
فلابد من الاصلاح والتفكر في الأمر
فما ادرانا
أسيئاتنا أكثر أم الحسنات ؟
وحتى ان كانت الحسنات كثيرة وهذا ما لا يضمنه فينا أحد
فكلنا مقصرين
أين نحن من الذين
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } [سورة مريم: 58].
أين بكاؤنا عند سماع القرآن؟
أين خشوعنا وخضوعنا لآيات الفرقان؟
{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا ﴿١٠٦﴾ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا }
[سورة الإسراء: 106-109].
فالبكاء من خشية الله
دليل الإيمان واستشعار حلاوته
ونسال الله القبول فلنحافظ عليها باتباع اوامر الله
ولنترك ما نهانا عنه وماحذرنا منه حبيبنا صلى الله عليه وسلم,
فهنيئا لمن بكت اعينهم من خشية الله
وذلك لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال:
«ورجل ذكر خالياً، ففاضت عيناه» [رواه البخاري ومسلم].
اخواتي في الله
ليس البكاء الذي نريد هو بكاء النفاق
فتبكي العين والقلب أقسى من الحجر.
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الجزع والضعف والخوف من غير الله
وليس البكاء الذي نريد هو بكاء الصراخ والعويل والندب.
وليس البكاء الذي نريد هو البكاء السلبي
الذي لا يصحح خللاً ولا يقوم سلوكاً.
إن البكاء المشروع
هو الذي يزيد به الإيمان، فيكسب القلب الرضى والقناعة والخشوع
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [سورة الأنفال: 2].
اترككم على امل اللقاء واسال الله عز وجل البر الرحيم
أن يرزقنا عبرة رقراقة يرحمنا بها ولا يحرمنا دمعةَ صادقة
تسقط من خشيته فتحيا بها قلوبنا، وتزكو نفوسنا،
وتنشرح صدرونا
وان يجعلنا واياكم ممن يبكون من خشيته
بكيت على الذنوب لعظم جُرمي *** وحُقَّ لمن عصى مرُّ البكاء
فلو أن البكاء يردُّ همي *** لأشعدت الدموع مع الدماء
والحمد لله رب العالمين
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ..
منقول