السؤال: اشتهر فى كتب التجويد أن المخارج عند الخليل سبعة عشر مخرجا ولكن الذى فى كتابه العين غير ذلك ،فهل للخليل نص فى هذه المسألة غير الذى فى العين ؟
الاجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فليس للخليل بن أحمد ( ت:حوالي 174 هجرية) نص عن المخارج إلا في كتاب العين. وليس للخليل كتاب غير العين على وجه التحقيق، وما ورد في العين هو رواية عنه.
ومن باب زيادة الإيضاح سأورد ما يلي:
-الحروف عند الخليل كما أوردها في "العين " تسعة وعشرون حرفا، وقد رتبها كالتالي: ع ،ح ، هـ ، خ ، غ،ق ،ك ،ج ،ش ،ض ،ص ،س ،ز ،ط ،د ،ت ،ظ ،ث ،ذ ،ر ،ل ،ن ،ف ،ب ،م ،و ،ا ،ي ،همزة.
-وهذا الترتيب معجمي بنى عليه تسلسل محتوى كتاب العين.
-وقسم الخليل هذه الحروف الى أحياز ( أي مخارج) كالتالي:
1.ع،ح،هـ،خ ،غ
2.ق ،ك
3.ج، ش، ض
4.ص ، س ، ز
5.ط،د،ت
6.ظ،ث،ذ
7.ر،ل،ن
8.ف،ب،م
9.و،ا،ي، همزة
-وهذا الترتيب تصريفي، إذ أن الأحياز الثمانية الأولى هي لحروف صحيحة والحيز التاسع لحروف علة ومعها الهمزة. وسمى هذه الحروف الأربعه ( جوفا ) لانها تخرج من الجوف، وبذلك يكون الخليل أول من عد الجوف مخرجا.
-فمن الذي نسب إلى الخليل أن عدد المخارج تسعة عشر؟ سأطرح في الإجابة على هذا السؤال تصورا قابلا للأخذ والرد :
-قال سيبويه في " كتابه": إن لحروف العربيه ستة عشر مخرجا، وعدّها،ولم يعد الجوف مخرجا بل وزع حروف الجوف التي عدها الخليل وهي الهمزه والواو والياء كالتالي:
1.جعل مخرج ( الألف والهمزة) مع الهاء من أقصى اللسان.
2.وجعل مخرج (الياء) من وسط اللسان مع الجيم والشين.
3.وجعل مخرج ( الواو) من الشفتين مع الباء والميم.
- وقد أورد سيبويه آراء أستاذه بدقه وأمانه في آخر" الكتاب" الذي هو أكثر تداولا من العين، حتى وقع في خلد الكثيرين أن ما يقوله سيبويه هو نفس ما يقوله الخليل.
- وحيث أن سيبويه يذكر في كتابه أن عدد المخارج ستة عشر (وليس الجوف منها) فلربما أضاف البعض هذا المخرج الذي يقول به الأستاذ الى رقم (16) الذي يقول به التلميذ فأصبح العدد (17) ونسبوه الى الخليل دون الرجوع إلى " العين"الذي ذكر فيه أن عدد الأحياز( المخارج) تسعة.
والله تعالى أعلم
منقول