للانفلات من قبضة الدهشة الأولى.....يلزمني أن أعيد النظر والسمع مرات ومرات
الضوضاء التي تتكرر بين الحين والآخر حين يستقبل ابي أصدقاءه في مجلسه لم تزل تصعد من حصيلة دهشت طفلة الخامسة داخلي تخاف تلك الصيحات وترهبها.
"اضرب .........اضرب أيها الغبي"
صوت أبي يرتفع بهذه الكلمات فترتفع مخاوفي وتحار الدمعة في مقلتي وتصغر مساحه قدرتي وجسمي الهزيل على إنقاذه ربما هؤلاء الأصدقاء سيضربون أبي حتى الموت كما أراد,...... ولكن حافة باب مجلسهم هو مجلسي الذي لا أفارقه كما لاتفارقني الدهشة والقلق..
أمي تبقى حبيسة هدوئها واطمئنانها وهي تسمع ما اسمع ,هذه المرة بكيت كثيرا صوت أبي المختنق سمعته يعلو ثم ينفجر بينما اصدقاؤه يزدادون صياحا وتصفيقا....
أمي التي حضرت الإبريق الثالث للشاي وضعته بجانب باب المجلس ثم صفقت تطلب أبي لأخذه لم تع أن طفلة الخامسة شرعت بالدخول لإنقاذ والدها من غوغائية مايدور وان تخلصه من الضرب المنهال عليه بوحشية الأصدقاء
أوقفتني أمي بعد أن بثثت لها رغبتي تلك محاولة الاستنجاد بها لإنقاذه ضحكت وضحكت ثم قالت :يا حبيبتي هذه ليست سوى مباراة كرة قدم يتابعها أبوك على التلفاز مع أصدقاءه..!!
المصدر: كتاب لا احد يشبهني للكاتبة فردوس أبو القاسم