ردا علي من قال يا رسول الله أدركنا
شبهة والرد عليها
هناك من يقول يارسول الله اغثنا او ادركنا وماشابه واذا انكرت عليه قال : إننا إذا قلنا : يا رسول الله أدركنا ، أو أغثنا ، أو أي شيء من هذا ، أو اشف مريضنا ، أو إذا قلنا : يا شعيب ، أو يا فاطمة ، أو يا بدوي ، أو يا حسين ، أو غير ذلك مما يعبد الناس من الصالحين أو من غيرهم ، فإنما نريد بهذا التقربَ إلى الله بمن يحبهم ،
يعني عندما تقول لواحد ، يقول لك : نحن نقول ذلك ، نستغيث ، نقول : يا فلان ، يا فلان ، يا فلان ، إنما نستغيث بمن يحبهم الله ، من رسله وأوليائه ؛ لضعف إيماننا ، وكثرة ذنوبنا ومعاصينا ، نحن نعرف أنفسنا ، فلذا نستغيث بمن يحبهم الله و... الأولياء، كما أن الإنسان إذا أراد أمرا من حاكم أو من مَلِكٍ تقرب إليه بواسطة ممن يحترمه ويقدره ومن له جاه عنده .
والجواب على مثل هذا الكلام السقيم : أنه لا يجوز لنا أن نتقرب إلى الله إلا بما شرع لنا جل وعلا ،
لقوله جل وعلا { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ }
ولم يشرعالله لنا أبدا مناداةَ غير الله ، والاستغاثةَ بهم ، بل صرح القرآن الكريم بأن ذلك كفر وشرك بالله جل وعلا .
ولقد تقرب كفار قريش إلى ربهم بواسطة من عبدوهم بحجة الشفاعة ولصلاحهم ،
(اللات) كان رجلا صالحا يَلُتُّ السَّوِيقَ (أي العجين )، وغيره وغيره ،
وكما قال تعالى في قصة كفر أتباع نوح ، أو من كانوا بعد أمة نوح ، { وَلاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }
لماذا ؟ لأن هذا كما قال ابن عباس : هؤلاء كانوا قوما صالحين في أقوامهم ، فلما ماتوا اتخذوا لهم تصاوير تذكرهم بهم ، هؤلاء مشايخ وأئمة وأولياء .
ولقد تقرب كفار قريش إلى ربهم بواسطة من عبدوهم بحجة الشفاعة لصلاحهم فأخذوا يدعون لهم ، فأنكر الله سبحانه وتعالى ذلك عليهم ، كما قال جل وعلا
{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } .
وقال تعالى
{ أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى }