[size=25][size=18]
[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سألت إحدى طالبات العلم الشيخ د. عبدالسلام الحصين قائلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعتقد أني صاحبة همة, وجميع من حولي يشهد بهذا
لكن مع مرور الزمن والحوادث اكتشفت اني لست بصاحبة همة!
بل أماني وأحلام كاذبة!
أو على الأقل ليس عندي عزيمة
بل هو حماس يومين ثلاثة أسبوع بالكثير ثم افتر شهر وشهرين!!
قلبي يتحرق لحفظ القرآن وطلب العلم, أريد أن اقدم على الله مقدما مشرفا
بأن أكون عالمة عاملة وداعية مخلصة ..
لا ينقصني شيء وأثق بالقدرات الهائلة التي أعطاني الله سبحانه وتعالى
فكيف أ رفع همتي واقوي عزيمتي؟ أريد خطوات عملية ..
هل هناك أدعية معينة تزيد الهمة؟ وهل هناك كتب تنصحوني بقرائتها؟
نعم قرأت كتاب علو الهمة فتحمست فترة ثم عدت للنوم!
اجيبوني يحفظكم الله فقد أكون حسنة من حسناتكم وباب خير لا ينقطع بحول الله وقوته... جزاكم الله خيرا
فأجابها حفظه الله :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنه شيء عجيب فعلا أن يمتلك الإنسان قدرات، ويكون لديه إرادة في تحقيق بعض الأمور
وتصور جيد لأثر طلب العلم على نفسه ومجتمعه ثم يكون هذا حاله
وإنما تعجبت لأن مثل هذه الحالة تكون فريدة
لقد قرأتم كتابًا في علو الهمة
ومع ذلك ما زلتم تشكون من هبوط حاد في العزيمة
ولست أدري ما طبيعة الكتاب، ولا هي مواضعيه
ولكني سأفترض علاجًا أرجو أن يكون نافعًا
إن سؤالكم جاء بكيف أرفع همتي
والسؤال بكيف معناه ما هي الوسائل والطرق التي اتبعها لترتفع همتي
وأظن أن السؤال كان من المفترض أن يكون لماذا أرفع همتي؟
هكذا بدا أن يكون السؤال، وهكذا ظهر لي من حالكم في ضوء ما كتبتم
ولهذا سيكون جوابي على هذا السؤال المفترض:
فأقول:
هناك عدد من الأمور تحكم تصرفات الإنسان، فهو يتحرك بناء عليها
ولعل أهم شيء في ذلك هو التصور لحقيقة ما نفعله
إن الإنسان إنما يتحرك بمقصد ونية، كما قال صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا معناه أن الإنسان في فيامه بعمل ما هو يقصد من وراءه شيئًا، وهذا القصد هو الذي يستحثه على العمل
وإذا لم يتحقق له المقصد فإنه يفتر أو يضعف، أو ينقطع
فلو أن شخصًا أحب السمك مثلا فسيسعى للحصول عليه
ولكن حين يصيبه منه مرض، أو تتغير نظرته إليه، فلن يوجد الدافع الذي يدفعه للبحث عنه
وحين يتعلق قلب الشخص بمحبة آخر، فإنه يتحرك في البحث عما يقربه منه، ويوصله إليه
وحين تتغير هذه الإرادة، بسبب تنكر القلب لهذه المحبة تضعف الجوارح عن التحرك فيما كانت تتحرك فيه من قبل
وعلى هذا فكلما اكتمل تصور الإنسان لحقيقة ما يطلبه، وكانت له فيه إرادة صحيحة، ومحبة صادقة
فلا بد أن يتحرك من أجل الحصول عليه، ويبذل ما يستطيع لأجله
ويمكن التعبير عن هذا بسؤال، وهو: لماذا أتحرك بهذا الاتجاه وأبذل طاقتي فيه؟
وأمر آخر له علاقة بالمقصد من الفعل، وهو اللذة الحاصلة من الفعل، أو به
وأعني باللذة الحاصلة من الفعل ما يقع من التلذذ بعد الفعل، وإلم تكن اللذة موجودة حال الفعل
وأما اللذة بالفعل، فهي أن تكون اللذة مصاحبة للفعل من بدايته إلى نهايته، بحيث يتلذذ بالفعل نفسه، ويتلذذ بنتيجته
ويتضح هذا بالمثال
المسلم له درجتان في تعبده لله
الدرجة الأولى: التعبد لله تعالى مع ملاحظة نعمه وآلائه، وملاحظة فائدة التشريعات التي شرعها، وإدراك ثمرتها في الدنيا قبل الآخرة، على التفصيل، فيعلم ما في الصلاة من فوائد على القلب، والروح، ويحس بأثرها على النفس، ويلمس آثارها على اتساع الصدر وانشراحه، ويستشعر حقيقة وقوفه بين يدي الله تعالى، ويتصور ذلك في قلبه تصورًا يحوله إلى حقيقة، تجعله يقف وهو خاضع خاشع، قد انكشف الحجاب بينه وبين ربه تبارك وتعالى
فهنا يحصل له تلذذ بالعبادة نفسها، ولهذا يطيل فيها، ويأنس بها، ويحب تكرار فعلها، وتشتاق نفسه للعود إليها
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وهذا مقام المشاهدة
والدرجة الثانية: التعبد لله تبارك وتعالى مع ملاحظة نعمه وآلائه على الجملة، دون معرفة بتفصيل ما في العبادات والتشريعات من حكم عظيمة، ومقاصد جليلة، وفوائد جمة، على النفس والقلب والبدن
لكن يقع في قلبه أن الله حكيم عليم، ومقتضى حكمته وعلمه أنه ما شرع الشرائع إلا لما فيها من المصالح
لكنه عاجز عن إدراك مصالحها على التفصيل، ولم يحصل له من التذوق لهذه المصالح ما يعينه على إدراك وجه الحكمة في الفعل
فهذا يجاهد نفسه على الفعل، لكن لا يقع له به تلذذ كما يقع للأول
إلا أن التلذذ يقع له بعد الفعل، فحين ينتهي من عبادته يحس براحة وطمأنينة؛ لأنه فعل ما ينقذه من النار، ويدخله الجنة، ويقربه من ا لله تبارك وتعالى
وهذا مقام المراقبة
وقد يضعف بعض الناس عن هذا المقام فينحط قليلا عنه، فيقع له بسبب ذلك إهمال للواجبات
ووقوع في المحرمات؛ لقصور في تصوره، أو ضعف في إرادته وهمته
وعلى هذا فإن معرفة نتيجة الفعل وثمرته تعين على الصبر عليه، ولو لم يقع تلذذ حال فعله
فلا بد من ملاحظة القصد من الفعل
ولا بد من ملاحظة نتيجة الفعل وثمرته، التي قد لا تقع إلا بعد مشوار طويل من التعب والنصب، والقراءة والحفظ، والمذاكرة
وفي مثل هذه الحالة التي أنت فيها ينبغي لك مراجعة مقاصدك من ازدياد الهمة في بعض الحالات
ولا بد من ملاحظة درجة التلذذ بالفعل، وهل يقع لك كراهية للفعل أثناء فعله لعدم إدراك ثمرته الآنية؟
إن الإنسان حين يقوم بشيء ما، ويحصل له ثناء عليه بسببه يحس بطاقة في داخله تدفعه بقوة للمواصلة في هذا الطريق
لكن حين ينقطع الثناء، أو يتحول إلى ذم، أو نقد جارح، فإنه يحصل له ردة فعل قوية، تذهب تلك الطاقة
فتضعف عزيمته، ويحس بثقل مواصلة الطريق على نفسه
فيقع بين شعورين متضادين
الأول: شعور بأهيمة العمل وضرورته، وأنه مثمر في ذاته
الثاني: شعور بعدم الراحة بفعله بسبب النقد المصاحب له، أو الذم، أو عدم إدراك ثمرته الآن
فإن غلب شعوره الأول أفلح، وحصل له مقصوده
وإن غلب شعوره الثاني فترت عزيمته، وانقطع عن عمله، وبقي فاترًا، لا يدري ما يصنع
سؤال يجب أن تطرحيه وبقوة:
لماذا أطلب العلم؟
وعندما يكون الجواب صادقًا مطابقًا للواقع سيكون للجوارح استجابة بقدر صدق الجواب وواقعيته
وسؤال آخر لا يقل أهمية عن الأول:
ماذا استفدت من تعلم العلم الشرعي؟
وأظن أنك أدرى شخص بالفائدة التي جنيتها
أنا أعلم أن الفائدة قد لا تكون حسية، فلا جاه، ولا منصب، ولا وظيفة، ولا زوج، ولا ولد
إن العلم الشرعي ليس شرطًا أن ينتج شيئًا من ذلك
ولكنه قد يقع به شيء من ذلك، بل وأشياء من أمور الدنيا كثيرة
إلا أن هذا ليس بلازم له
ولكن مما هو مؤكد أن طلب العلم الشرعي يقع به ثمرات عظيمة على النفس والمجتمع، وثمرات عظيمة يوم القيامة
وعندما يكون الجواب صادقًا أيضًا فإنه ينبني عليه علو الهمة وفتورها وضعفها
وسؤال ثالث أيضًا، وهو:
ما هي أهدافي في الحياة؟
مما يؤسف له أننا نضعف عن مواجهة مثل هذا السؤال، ونظهر شيئًا، ونحن نبطن غيره
إن الذي يرسم أهدافه بصدق، ويكون صريحًا في تحديدها لا بد أن يسعى في تحقيقها
فهذه ميزة الإنسان أنه متحرك حساس بالإرادة
فله هدف، يتصوره ويسعى له
والذي يعيش بلا هدف تتحول حياته إلى جحيم لا يطاق وكل يوم يمضي عليه كأنه سنة كاملة
لأنه لا يدري ما يصنع فيه، ولا ما سيأتي بعده
والأيام كلها في عينه سواء
والجواب عن هذا السؤال بصدق ينبني عليه معرفة ما هي الأشياء التي تشغل تفكيري فتحول بيني وبين طلب العلم؟
هذا ما تيسر لي قوله
وأرجو أن ينفع الله به، وأن يكون فيه شفاء لضعف الهمة
...
< منقول للفائدة >
[/size]
[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سألت إحدى طالبات العلم الشيخ د. عبدالسلام الحصين قائلة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعتقد أني صاحبة همة, وجميع من حولي يشهد بهذا
لكن مع مرور الزمن والحوادث اكتشفت اني لست بصاحبة همة!
بل أماني وأحلام كاذبة!
أو على الأقل ليس عندي عزيمة
بل هو حماس يومين ثلاثة أسبوع بالكثير ثم افتر شهر وشهرين!!
قلبي يتحرق لحفظ القرآن وطلب العلم, أريد أن اقدم على الله مقدما مشرفا
بأن أكون عالمة عاملة وداعية مخلصة ..
لا ينقصني شيء وأثق بالقدرات الهائلة التي أعطاني الله سبحانه وتعالى
فكيف أ رفع همتي واقوي عزيمتي؟ أريد خطوات عملية ..
هل هناك أدعية معينة تزيد الهمة؟ وهل هناك كتب تنصحوني بقرائتها؟
نعم قرأت كتاب علو الهمة فتحمست فترة ثم عدت للنوم!
اجيبوني يحفظكم الله فقد أكون حسنة من حسناتكم وباب خير لا ينقطع بحول الله وقوته... جزاكم الله خيرا
فأجابها حفظه الله :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنه شيء عجيب فعلا أن يمتلك الإنسان قدرات، ويكون لديه إرادة في تحقيق بعض الأمور
وتصور جيد لأثر طلب العلم على نفسه ومجتمعه ثم يكون هذا حاله
وإنما تعجبت لأن مثل هذه الحالة تكون فريدة
لقد قرأتم كتابًا في علو الهمة
ومع ذلك ما زلتم تشكون من هبوط حاد في العزيمة
ولست أدري ما طبيعة الكتاب، ولا هي مواضعيه
ولكني سأفترض علاجًا أرجو أن يكون نافعًا
إن سؤالكم جاء بكيف أرفع همتي
والسؤال بكيف معناه ما هي الوسائل والطرق التي اتبعها لترتفع همتي
وأظن أن السؤال كان من المفترض أن يكون لماذا أرفع همتي؟
هكذا بدا أن يكون السؤال، وهكذا ظهر لي من حالكم في ضوء ما كتبتم
ولهذا سيكون جوابي على هذا السؤال المفترض:
فأقول:
هناك عدد من الأمور تحكم تصرفات الإنسان، فهو يتحرك بناء عليها
ولعل أهم شيء في ذلك هو التصور لحقيقة ما نفعله
إن الإنسان إنما يتحرك بمقصد ونية، كما قال صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى))، وهذا معناه أن الإنسان في فيامه بعمل ما هو يقصد من وراءه شيئًا، وهذا القصد هو الذي يستحثه على العمل
وإذا لم يتحقق له المقصد فإنه يفتر أو يضعف، أو ينقطع
فلو أن شخصًا أحب السمك مثلا فسيسعى للحصول عليه
ولكن حين يصيبه منه مرض، أو تتغير نظرته إليه، فلن يوجد الدافع الذي يدفعه للبحث عنه
وحين يتعلق قلب الشخص بمحبة آخر، فإنه يتحرك في البحث عما يقربه منه، ويوصله إليه
وحين تتغير هذه الإرادة، بسبب تنكر القلب لهذه المحبة تضعف الجوارح عن التحرك فيما كانت تتحرك فيه من قبل
وعلى هذا فكلما اكتمل تصور الإنسان لحقيقة ما يطلبه، وكانت له فيه إرادة صحيحة، ومحبة صادقة
فلا بد أن يتحرك من أجل الحصول عليه، ويبذل ما يستطيع لأجله
ويمكن التعبير عن هذا بسؤال، وهو: لماذا أتحرك بهذا الاتجاه وأبذل طاقتي فيه؟
وأمر آخر له علاقة بالمقصد من الفعل، وهو اللذة الحاصلة من الفعل، أو به
وأعني باللذة الحاصلة من الفعل ما يقع من التلذذ بعد الفعل، وإلم تكن اللذة موجودة حال الفعل
وأما اللذة بالفعل، فهي أن تكون اللذة مصاحبة للفعل من بدايته إلى نهايته، بحيث يتلذذ بالفعل نفسه، ويتلذذ بنتيجته
ويتضح هذا بالمثال
المسلم له درجتان في تعبده لله
الدرجة الأولى: التعبد لله تعالى مع ملاحظة نعمه وآلائه، وملاحظة فائدة التشريعات التي شرعها، وإدراك ثمرتها في الدنيا قبل الآخرة، على التفصيل، فيعلم ما في الصلاة من فوائد على القلب، والروح، ويحس بأثرها على النفس، ويلمس آثارها على اتساع الصدر وانشراحه، ويستشعر حقيقة وقوفه بين يدي الله تعالى، ويتصور ذلك في قلبه تصورًا يحوله إلى حقيقة، تجعله يقف وهو خاضع خاشع، قد انكشف الحجاب بينه وبين ربه تبارك وتعالى
فهنا يحصل له تلذذ بالعبادة نفسها، ولهذا يطيل فيها، ويأنس بها، ويحب تكرار فعلها، وتشتاق نفسه للعود إليها
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وهذا مقام المشاهدة
والدرجة الثانية: التعبد لله تبارك وتعالى مع ملاحظة نعمه وآلائه على الجملة، دون معرفة بتفصيل ما في العبادات والتشريعات من حكم عظيمة، ومقاصد جليلة، وفوائد جمة، على النفس والقلب والبدن
لكن يقع في قلبه أن الله حكيم عليم، ومقتضى حكمته وعلمه أنه ما شرع الشرائع إلا لما فيها من المصالح
لكنه عاجز عن إدراك مصالحها على التفصيل، ولم يحصل له من التذوق لهذه المصالح ما يعينه على إدراك وجه الحكمة في الفعل
فهذا يجاهد نفسه على الفعل، لكن لا يقع له به تلذذ كما يقع للأول
إلا أن التلذذ يقع له بعد الفعل، فحين ينتهي من عبادته يحس براحة وطمأنينة؛ لأنه فعل ما ينقذه من النار، ويدخله الجنة، ويقربه من ا لله تبارك وتعالى
وهذا مقام المراقبة
وقد يضعف بعض الناس عن هذا المقام فينحط قليلا عنه، فيقع له بسبب ذلك إهمال للواجبات
ووقوع في المحرمات؛ لقصور في تصوره، أو ضعف في إرادته وهمته
وعلى هذا فإن معرفة نتيجة الفعل وثمرته تعين على الصبر عليه، ولو لم يقع تلذذ حال فعله
فلا بد من ملاحظة القصد من الفعل
ولا بد من ملاحظة نتيجة الفعل وثمرته، التي قد لا تقع إلا بعد مشوار طويل من التعب والنصب، والقراءة والحفظ، والمذاكرة
وفي مثل هذه الحالة التي أنت فيها ينبغي لك مراجعة مقاصدك من ازدياد الهمة في بعض الحالات
ولا بد من ملاحظة درجة التلذذ بالفعل، وهل يقع لك كراهية للفعل أثناء فعله لعدم إدراك ثمرته الآنية؟
إن الإنسان حين يقوم بشيء ما، ويحصل له ثناء عليه بسببه يحس بطاقة في داخله تدفعه بقوة للمواصلة في هذا الطريق
لكن حين ينقطع الثناء، أو يتحول إلى ذم، أو نقد جارح، فإنه يحصل له ردة فعل قوية، تذهب تلك الطاقة
فتضعف عزيمته، ويحس بثقل مواصلة الطريق على نفسه
فيقع بين شعورين متضادين
الأول: شعور بأهيمة العمل وضرورته، وأنه مثمر في ذاته
الثاني: شعور بعدم الراحة بفعله بسبب النقد المصاحب له، أو الذم، أو عدم إدراك ثمرته الآن
فإن غلب شعوره الأول أفلح، وحصل له مقصوده
وإن غلب شعوره الثاني فترت عزيمته، وانقطع عن عمله، وبقي فاترًا، لا يدري ما يصنع
سؤال يجب أن تطرحيه وبقوة:
لماذا أطلب العلم؟
وعندما يكون الجواب صادقًا مطابقًا للواقع سيكون للجوارح استجابة بقدر صدق الجواب وواقعيته
وسؤال آخر لا يقل أهمية عن الأول:
ماذا استفدت من تعلم العلم الشرعي؟
وأظن أنك أدرى شخص بالفائدة التي جنيتها
أنا أعلم أن الفائدة قد لا تكون حسية، فلا جاه، ولا منصب، ولا وظيفة، ولا زوج، ولا ولد
إن العلم الشرعي ليس شرطًا أن ينتج شيئًا من ذلك
ولكنه قد يقع به شيء من ذلك، بل وأشياء من أمور الدنيا كثيرة
إلا أن هذا ليس بلازم له
ولكن مما هو مؤكد أن طلب العلم الشرعي يقع به ثمرات عظيمة على النفس والمجتمع، وثمرات عظيمة يوم القيامة
وعندما يكون الجواب صادقًا أيضًا فإنه ينبني عليه علو الهمة وفتورها وضعفها
وسؤال ثالث أيضًا، وهو:
ما هي أهدافي في الحياة؟
مما يؤسف له أننا نضعف عن مواجهة مثل هذا السؤال، ونظهر شيئًا، ونحن نبطن غيره
إن الذي يرسم أهدافه بصدق، ويكون صريحًا في تحديدها لا بد أن يسعى في تحقيقها
فهذه ميزة الإنسان أنه متحرك حساس بالإرادة
فله هدف، يتصوره ويسعى له
والذي يعيش بلا هدف تتحول حياته إلى جحيم لا يطاق وكل يوم يمضي عليه كأنه سنة كاملة
لأنه لا يدري ما يصنع فيه، ولا ما سيأتي بعده
والأيام كلها في عينه سواء
والجواب عن هذا السؤال بصدق ينبني عليه معرفة ما هي الأشياء التي تشغل تفكيري فتحول بيني وبين طلب العلم؟
هذا ما تيسر لي قوله
وأرجو أن ينفع الله به، وأن يكون فيه شفاء لضعف الهمة
...
< منقول للفائدة >
[/size]
[/size][/size]