بسم الله الرحمن الرحيم
حاجتنا إلى الورع الآن
يقول ابن تيمية في تعريف الورع: "الورع عما تخاف عاقبته وهو ما يعلم تحريمه، وما يُشك في تحريمه، وليس في تركه مفسدةٌ أعظم من فعله في الأشياء المشكوك فيها، أو فعل ما يُشك في وجوبه".
1- عما تُخاف عاقبته.. فلو هناك مصيبة من وراء الفعل، هل تفعلها أم تخاف من فعلها؟!
2- وهو ما يُعلم تحريمه.. فالعلم بتحريم الشيء يجعلك تتورَّع عن فعله، أو أن تقترب منه.
3- ومما يُشَك في تحريمه.. فهو في موضع شك: أفعل أو لا أفعل؟ الإجابة تقول: تورَّع، ابتعد عن الشك باليقين.
4- وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله.. الورع هنا عن شيء إن تركته لا يؤدي إلى مفسدة، أو تتأثر حياتك، ولذلك فتركه لا يحدث ضررًا.
5- في الأشياء المشكوك فيها أو بفعل ما يُشَك في وجوبه.. الورع هو سلوكٌ عمليٌّ في الحياة، في الأشياء التي تشك فيها بين الحل والحرمة، أو في فعل مشكوك في وجوبه؛ لأن الورع عن الأمر الواجب جنايةٌ وجريمةٌ، يقول ابن القيم: "الورع ترك ما يُخشى ضرره في الآخرة".
ثمار الورع
1- قبول الأعمال.. يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)﴾ (المؤمنون)، فأكل الطيبات- وهو الحلال- طريقٌ لقبول الأعمال.
2- الطهارة.. يقول تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)﴾ (المدثر)، قال المفسرون: أي نفسك فطهر من الذنب، وكما قيل: (عملك ثوب لك).
3- حسن الإسلام.. لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" (صحيح الجامع الصغير).
4- يحوي كل معاني الحياة.. فهو ترك ما لا يعنيك من: الكلام والنظر والاستماع والبطش والفكر والمشي، وسائر الحركات الإنسانية الظاهرة والباطنة.
5- التحقق بالتقوى.. في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس" (الترمذي).
6- استكمال الإيمان.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كنَّ فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خلُق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يرد به جهل الجاهل" (رواه البزار).
أفكار ذكية
1- العلم: فهو أساس الورع، يقول سفيان الثوري: "ما رأيت أسهل من الورع ما حاك في نفسك فاتركه".
2- الفهم: فقه الورع مهمٌّ جدًّا؛ بمعنى فهم تطبيق الورع في حياتنا.. فالواجبات والمستحبات لا يصلح فيها زهد أو ورع، والمحرمات والمكروهات يصلح فيها الورع.
3- البعد عن حدود الله: بعد تجنُّب القبائح، وتوفير الحسنات، وصيانة الإيمان، يكون البعد عن حدود الله، لقوله تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا﴾ (البقرة: من الآية 187).
4- التنفيذ: وفيه نتورَّع عن كل شيء: عـن النظر، واليد، والسـمع، والفرج، واللسان، والشم، والقدم، والبطن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه" (رواه أحمد).
5- التحقق: في الكفِّ عن الحرام، وطمأنينة النفس، وسكينة القلب، في اختياراتك وقراراتك في الحياة، واستجابة دعواتك، والمحافظة على العبادات، فكل ذلك دليلٌ على رضا الله لورعك.
6- التأكد والحفظ: رغم كل ما يحاصرك من أزمات وكوارث وصعاب، يمكنك الورع، فالورع في كل مكان وكل زمان ومع كل إنسان، ومع كل مواقف الحياة.
عن اخوان اون لاين