نعم.. لقد بدأت العشر الأواخر من رمضان لكي تحكي لنا قصة " قرب الوداع " لهذا الشهر الكريم ولكي تحكي لنا " ليلة القدر"
لعل النفوس أن تنافس ولكي تروي لنا " حلاوة الاعتكاف "
فأين المتنافسون؟!.
لقد بدأت العشر وبدأ السباق، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وهو القدوة في علو الهمة فأين المقتدون المهتدون؟!.
إن ليالي العشر قد آذنت بالرحيل ولسان حالها: " أدركني فإنما أنا ساعات " وقد لا تدركني في أعوام قادمة.
إنها ليالي العابدين وقرة عيون القانتين، وملتقى الخاشعين، ومحط المخبتين ومأوى الصابرين فيها يحلو الدعاء ويكثر البكاء.
إنها ليال معدودة وساعات محدودة، فيا حرمان من لم يذق فيها لذة المناجاة ويا خسارة من لم يضع جبهته لله ساجداً فيها.
إنها ليال يسيرة والعاقل يبادر الدقائق فيها لعله يفوز بالدرجات العلى في الجنان " وإنها ليست بجنة بل جنان " .
فيا نائماً متى تستيقظ؟ ويا غافلاً متى تنتبه؟!
ويا مجتهداً اعلم أنك بحاجة إلى مزيد اجتهاد، ولا أظنك تجهل هذه الآية
(( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ))[التوبة:105] .
فماذا سيرى الله منك في هذه العشر؟!.