معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


4 مشترك

    نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    *بسمة أمل*
    *بسمة أمل*


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف *بسمة أمل* الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:00 am

    هل تقدر نعمة انك تسطتيع ان تتلو القران ؟فضلا عن نعمة حفظه؟هل استشعرت يوما بشدة الخوف من مجرد ان يسمعك جلاد تهمس بكتاب ربك؟؟
    قال:كنت يومئذ صغيراً لاافقه شيئا مما يجرى فى الخفاء ،ولكنى كنت اجد ابى رحمه الله يضطرب ويصفر لونه كلما عدت من المدرسه فتلوت عليه ماحفظت من "الكتاب المقدس" واخبرته بما تعلمت من اللغه الأسبانيه ثم يتركنى ويمضى الى غرفته التى كانت فى اقصى الدار ، والتى لم يكن يأذن لاحد بالدنو من بابها فلبث فيها ساعات طويله ، ولا ادرى مايصنع فيها،ثم يخرج منها محمر العينين ،كانه قد بكى بكاءً طويلاً ،ويبقى أياماً ينظر إلىَّ بلهفه وحزن ، ويحرك شفتيه ، فِعل من يهم بالكلام ، فإذا وقفت مصغياً غليه ولاَّنى ظهره وانصرف عنى من غير ان يقول شيئاً ،وكنت أجد أمى تشيعنى كلما ذهبت إلى المدرسه ، حزينه دامعة العينين ، وتقبلنى بشوق وحرقه،لاتشبع منى ،فتدعونى فتقبلنى مره ثانيه ، ولاتفارقنى إلا باكيه ، فأحس نهارى كله بحرارة دموعها على خدى ، فأعجب من بكائها ولا أعرف له سبباً ، ثم إذا عدت من المدرسه استقبلتنى بلهفة واشتياق ن كأنى كنت غائباً عنها عشرة أعوام .

    وكنت ارى والدى يبتعدان عنى ،ويتكلمان همسا بلغة غبر اللغه الأسبانيه ، لا أعرفها ولاأفهمها ،فإذا دنوت منهما قطعا الحديث ،وحولاه ،وأخذا يتكلمان باالإسبانيه ،فأعجب وأتألم ، وأذهب وأظن فى نفسى الظنون ، حتى إنى لأحسب أنى لست ابنهما ، وانى لقيط جاءا به من الطريق ،فيبرح بى الألم ،فآوى إلى ركن فى الدار منعزل ،فأبكى بكاء مرا .

    وتوالت على الآلام فأورثتنى مزاجا خاصا ،يختلف عن أمزجة الأطفال ، الذين كانو فى مثل سنى ،فلم أكن أشاركهم فى لعبهم ولهوهم ،بل أعتزلهم وأذهب، فأجلس وحيدا ، أضع رأسى بين كفى وأستغرق فى تفكيرى، أحاول أن أجد حلا لهذه المشكلات ...حتى يجذبنى الخورى من كم قميصى ،لأذهب إلى الصلاة فى الكنيسه .

    وولدت أمى مره ،فلما بشر ت أبى يأنها قد جاءت بصبى جميل ،لم يبتهج ،ولم تلح على شفتيه ابتسامه ، ولكنه قام يجر رجله حزينا ملتاعا ،فذهب إلى الخورى ،فدعاه ليعمّد الطفل ، وأقبل يمشى وراءه ،وهو مطرق برأسه إلى الأرض ، وعلى وجهه علامات الحزن المبرح ،واليأس القاتل ، حتى جاء به إلى الدار ودخل به على أمى ...فرأيت وجهها شحب شحوبا هائلا ، وعينيها تشخصان ، ورأيتها تدفع إليه الطفل خائفة حذره...ثم تغمض عينيها ، فحرت فى تعليل هذه المظاهر ، وازدت ألما على ألمى .

    حتى إذا كان ليلة عيد الفصح ، وكانت غرناطه غارقه فى العصر والنور ، والحمراء تتلأ لأ بالمشاعل والأضواء ، والصلبان تومض على شرفاتها ومآذنها ، دعانى أبى فى جوف الليل ، وأهل الدار كلهم نيام ، فقادنى صامتا إلى غرفته ، إلى حرمه المقدس ،فخفق قلبى خفوقا شديدا واضطربت ، لكنى تماسكت وتجلدت ، فلما توسط بى الغرفه أحكم إغلاق الباب ، وراح يبحث عن السراج ،وبقيت واقفا فى الظلام لحظات كانت أطول على من أعوام ، ثم أشغل سراجا صغيرا كان هناك ، فتلفت حولى فوجدت الغرفه خاليه ، ليس فيها شئ مما كنت أتوقع رؤيته من العجائب ، وما فيها إلا بساط وكتاب مرفوع على رف ، وسيف معلق بالجدار ، فأجلسنى على هذا البساط ، ولبث صامتا ينظر إلى نظرات غريبه اجتمعت على،هى..... ورهبة المكان ، وسكون الليل ،وشعرت انى انفصلت عن الدنيا التى تركتها وراء هذا الباب ، وانتقلت إلى دنيا أخرى ،لاأستطيع وصف مأحسست به منها .....ثم أخذ أبى يدى بيديه بحنو وعطف ،وقال لى بصوت خافت :
    يابنى إنك الآن فى العاشره من عمرك ،وقد صرت رجلا ، وإنى سأطلعك على سر طالما اخفيته عنك وكتمته ، فهل تستطيع ان تحتفظ به فى صدرك ، وتحبسه عن أمك وأهلك واصحابك أجمعين ؟؟؟
    إن إشارة منك واحده إلى هذا السر تعرض جسم أبيك إلى عذاب الجلادين من رجال "ديوان التفتيش".
    فلما سمعت اسم ديوان التفتيش ارتجفت من مفلق رأسى إلى أخمص قدمى ، وقد كنت صغيرا حقا، ولكنى أعرف ماهو ديوان التفتيش ، وأرى ضحاياه كل يوم، وأنا غاد إلى المدرسه، ورائح منها ، فمن رجال يصلبون أو يحرقون، ومن نساء يعلقن من شعورهن حتى يمتن أو تبقر بطونهن ، فسكت ولم أجب .

    فقال لى أبى : مالك لاتجيب !! أتستطيع أن تكتم ماسأقوله لك ؟؟
    قلت :نعم
    قال: اقترب منى. أرهف سمعك جيدا ،فإنى لاأقدر أن أرفع صوتى .أخشى أن يكون للحيطان آذان ، فتشى بى إلى ديوان التفتيش ،فيحرقنى حيا .
    فاقتربت منه وقلت له: إنى مصغ يأبت .
    فأشار إلى الكتاب الذى كان على الرف ، وقال:
    أتعرف هذا الكتاب يابنى ؟؟
    قلت :لا
    قال: هذا كتاب الله .
    قلت :الكتاب المقدس الذى جاء به يسوع ابن الله .
    فاضطرب وقال:
    كلا ،هذا هو القرآن الذى أنزله الله، الواحد الأحد ،الفرد الصمد ، الذى لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد ،على أفضل مخلوقاته ،وسيد أنبيائه، سيدنا محمد ابن عبدالله النبى العربى صلى الله عليه وسلم .
    ففتحت عينى من الدهشه ولم أكد أفهم شيئا .
    قال:هذا كتاب الإسلام ، الإسلام الذى الذى بعث به محمدا إلى الناس كافة ..... فظهر هناك...وراء البحار والبوادى... فى الصحراء البعيده القاحله...فى مكه فى قوم بداه،مختلفين ،مشركين،جاهلين،فهداهم به إلى التوحيد ،وأعطاهم به الإتحاد ،والقوع،والعلم ،والحضاره،فخرجوا يفتحون به المشرق والمغرب ، حتى وصلوا إلى هذه الجزيره ،إلى إسبانيا ،فعدلوا بين الناس ، وأحسنوا إليهم ،وأمنوهم على أرواحهم واموالهم ،ولبثوا فيها ثمانمئة سنه .....ثمانمئة سنه،جعلوها أرقى وأجمل بلاد الدنيا .

    نعم يابنى نحن العرب الميلمين ...
    فلم أملك لسانى من الدهشه والعجب والخوف، وصحت به:
    ماذا ..؟؟نحن ؟....العرب المسلمين !!!
    قال:نعم يابنى ،هذا هو السر الذى سأفضى به إليك .
    نعم نحن .نحن أصحاب هذه البلاد ،نحن بنبنا هذه القصور ، التى كانت لنا فصارت لعدونا ، نحن رفعنا هذه المآذن التى كان يرن فيها صوت المؤذن ،فصار يقرع فيها الناقوس ، نحن أنشأنا هذه المساجد ،التى كان يقوم فيها المسلمون صفا بين يدى الله، وأمامهم الأئمه ،يتلون فى المحاريب كلام الله ،فصارت كنائس يقوم فيها القسوس والرهبان ،يرتلون فيها الإنجيل .

    نعم يابنى...نحن العرب المسلمين ،لنا فى كل بقعه من بقاع إسبانيا أثر،وتحت كل شبر منها رفات جد من أجدادنا ، أوشهيد من شهدائنا ....نعم..نحن بنينا هذه المدن ،نحن أنشأنا هذه الجسور ، نحن مهدنا هذه الطرق ،نحن شققنا هذه الترع ،نحن زرعنا هذه الأشجار .
    ولكن منذ أربعين سنه....أسامع أنت ؟منذ أربعين سنه خدع الملك البائس أبو عبد الله الصغير ،آخر ملوكنا فى هذه الديار ،بوعود الأسبان وعهودهم ،فسلمهم مفاتيح غرناطه،وأباحهم حمى أمته ،ومدافن أجداده ،وأخذ طريقه إلى بر المغرب ،ليموت هناك وحيدا فريدا طريدا شريدا ،وكانوا قد تعهدوا لنا بالحريه والعدل والاستقلال .فلما ملكوا خانوا عهودهم كلها ،فأنشؤوا ديوان التفتيش ،فأدخلنافى النصرانية قسرا،وأجبرنا على ترك لغتنا إجبارا ،وأخذ منا أولادنا ،لينشئهم على النصرانية ،فذلك سر ماترى استخفائنا بالعباده ،وحزنا على مانرى من امتهان ديننا وتكفير اولادنا .

    أربعون سنه يابنى، ونحن صابرون على هذا العذاب ، الذى لاتحمله جلاميد الصخر،ننتظر فرج الله ،لانيأس لأن اليأس محرم فى ديننا ،دين القوه والصبر والجهاد.

    هذا هو السر فاكتمه ،واعلم أن حيات أبيك معلقة بشفتيك ،ولست والله أخشى الموت أو أكره لقاء الله ،ولكنى أحب أن أبقى حيا حتى أعلمك لغتك ودينك و أنقذك من ظلام الكفر إلى نور الإيمان ،فقم الآن إلى فراشك يابنى .

    صرت من بعد كلما رأيت شرف الحمراء أو مآذن غرناطه ،تعرونى هزه عنيفه ،وأحس يالشوق والحزن،والبغض والحب يغمر فؤادى ،وكثيرا ماذهلت عن نفسى ساعات طويله فإذا تنيهت أطوف بالحمراء وأخاطبها وأعاتبها ،وأقول لها :
    أيتها الحمراء ....أيتها الحبيبه الهاجره ،أنسيت بناتك ،وأصحابك الذين غذوك بأرواحهم ومهجهم ،وسقوك دماءهم ودموعهم ،فتجاهلت عهدهم ،وأنكرت ودهم ؟؟

    أنسيت الملوك الصيد ،الذين كانوا يجولون فى ابهائك ،ويتكئون على أساطينك ,ويفيضون عليك من المجد والجلال،والأبهة والجمال ،أولئك الأعزه الكرام الذين إن قالو أصغت الدنيا ،وغن أمروا لبى الدهر.أألفت النواقيس بعد الآذان ؟؟أرضيت بعد الأئمة بالرهبان ؟؟

    ثم أخاف أن يسمعنى بعض جواسيس الديوان ،فأسرع الكره إلى الدره لأحفظ درس العربيه ،الذى كان يلقيه على أبى ،وكأنى أراه الآن يأمرنى أن أكتب له الحرف الأعجمى ،فيكتب لى حذاءه الحرف العربى ،ويقول لى :هذه حروفنا.ويعلمنى النطق بها ورسمها ،ثم يلقى على درس الدين ،ويعلمنى الوضوء والصلاه لأقوم وراءه نصلى خفية فى هذه الغرفه الرهيبه .

    وكان الخوف من أزل السر ،لايفارقه أبدا ،وكان يمتحننى فيدس أمى إلى فتسألنى ماذا يعلمك أبوك ؟؟؟
    فٌأقول :لاشئ
    فتقول:إن عندك نبأ بما يعلمك فلا تكتمه عنى .
    فأقول :إنه لايعلمنى شيئا
    حتى أتقنت اللغه العربيه ،وفهمت القرآن وعرفت قواعد الدين فعرفنى بأخ له فى الله ،نجتمع نحن الثلاثه على عبادتنا وقرآننا .

    واشتدت بعد ذلك قسوة ديوان التفتيش ، وزاد فى تنكيله بالبقيه الباقيه من العرب ،فلم يكن يمضى يوم إلا ونرى فيه عشرين أو ثلاثين مصلوبا،أو محرقا بالنار حيا ،ولا يمضى يوم لانسمع فيه بالمئات ،يعذبون أشد العذاب وأفظعه ،فتقلع أظافرهم وتكوى أرجلهم وجنوبهم بالنار ،وتقطع أصابعم وتشوى وتوضع فى افواههم ،ويجلدون حتى تناثر لحمهم .
    واستمر ذلك مده طويله ،فقال لى ابى ذات يوم:إنى احس يابنى كأن أجلى قد دنا إنى لأهوى الشهادة على أيدى هؤلاء،لعل الله يرزقنى الجنه فأفوز بها فوزا عظيما ،ولم يبق لى مأرب فى الدنيا بعد ان أخرجتك من ظلمة الكفر ،وحملتك الأمانه الكبرى التى كدت اهوى تحت أثقالها ،فإذا أصابنى أمر فأطع عمك هذا ولا تخالفه فى شئ.

    ومرت على ذلك الأيام ،وكانت ليله سوداء من ليلى السرار،وإذا بعمى هذا يدعونى ويأمرنى ان أذهب معه ،فقد يسر الله لنا سبيل الفرار إلى عدوة المغرب بلد المسلمين فأقول له:أمى وأبى...؟
    فيعنف على ويشدنى من يدى ويقول لى :ألم يأمرك أبوك بطاعتى؟؟
    فأمضى معه صاغرا كارها، حتى إذا ابتعدنا عن المدينه وشملنا الظلام ،قال لى :
    اصبر يابنى....فقد كتب الله لوالديك المؤمنين السعاده على يد ديوان التفتيش .
    ويخلص الغلام إلى بر المغرب ويكون منه العالم المنصف محمد بن عبدالرفيع الأندلسى وينفع الله به وبتصانيفه.
    اوكسجين
    اوكسجين


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف اوكسجين الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:03 pm


    جزاك الله خيرا حبيبتي جوجو

    سلمت يمناك قصة رائعه ومبكية

    بارك الله فيك

    اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى

    الحمد لله الذي من علينا بنعمة الايمان والامن
    *بسمة أمل*
    *بسمة أمل*


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف *بسمة أمل* الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:33 pm

    جزانا الله واياك
    خالتوا اكسجين
    اللهم ءامين
    جنان الرحمن
    جنان الرحمن
    الإدارة


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف جنان الرحمن الجمعة 24 سبتمبر 2010, 3:19 am

    اوكسجين كتب:
    جزاك الله خيرا حبيبتي جوجو

    سلمت يمناك قصة رائعه ومبكية

    بارك الله فيك

    اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى

    الحمد لله الذي من علينا بنعمة الايمان والامن
    *بسمة أمل*
    *بسمة أمل*


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف *بسمة أمل* الجمعة 24 سبتمبر 2010, 10:52 am

    جزانا واياك
    خلتوا جنان
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف مها صبحي الجمعة 24 سبتمبر 2010, 9:32 pm

    اوكسجين كتب:
    جزاك الله خيرا حبيبتي جوجو

    سلمت يمناك قصة رائعه ومبكية

    بارك الله فيك

    اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى

    الحمد لله الذي من علينا بنعمة الايمان والامن
    *بسمة أمل*
    *بسمة أمل*


    نعمة.....قد ننساها  (قصه مبكيه ) Empty رد: نعمة.....قد ننساها (قصه مبكيه )

    مُساهمة من طرف *بسمة أمل* الجمعة 24 سبتمبر 2010, 11:07 pm

    جزاك الله خيرا
    خالتوا مها وبارك
    الله فيك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 18 أكتوبر 2024, 4:18 am