المرأة وطبيب الأسنان
نقلتها لكم من كتاب
تحذير الانام من زلة الاقدام في العشق الحرام
قصة بعنوان
« المرأة وطبيب الأسنان » :
ـــــــــــــــــــــــ
كانت إنسانة من أسرة محترمة وعريقة، ومتدينة نوعا ما، وكانت طوال عمرها تبحث عن المركز والمنصب، وتسعى لتحقيق أهدافها وطموحاتها إلى أن وصل عمرها أول الثلاثين ولم تتزوج.
وطبعا طلب منها الأهل حفاظا على سمعة العائلة أن تتزوج، وبالفعل اختارت زوجها بعقلها وإرادتها وتزوجا، وأثمر هذا الزواج ولدا وبنتا، ولكن الزوجة ظلت مشغولة بالمنصب والوظيفة، وأهملت نفسها وزوجها.
تقول تلك الزوجة : إنها لم تعطِ زوجها فرصة للجلوس والتحدث معها،أو الخروج معها إلى مكان ما، ولم يتضايق الزوج؛ بل كان يساعدها على النجاح، ويشاركها تربية أبنائها، إلى أن أتى يوم ذهبت الزوجة إلى طبيب الأسنان، والذي تلبسه الشيطان في ذلك الوقت، وبدأ في مغازلتها مغازلة خفيفة، بعدها قالت: إنها أعجبها الكلام، وإنها بدأت في وضع مساحيق التجميل على وجهها، وارتداء أجمل الملابس عند الذهاب إلى الطبيب؛ حتى يقول لها الكثير من كلام الغزل.
وبالطبع كان يفعل هذا الشيطان كل ما تتوقعه بل أكثر، وبقي الحال هكذا إلى أن فرطت في نفسها، وحدث ما حدث، وليس مرة بل عدة مرات، حتى أحست بأنه من حقها أن تعيش مع من تحب، واختلقت مشكلة مع زوجها الذي كان يعتذر لها عن أي شيء لم يبدر منه؛ فقط من أجل أن تعود إلى المنزل، ويتربى أبناؤهما بينهما، ولم يكن يعلم بالقطع أن زوجته قد وقعت في غرام شخص آخر .
رفضت الزوجة الرجوع للبيت، ونفذت ما أرادت (وهو الطلاق)، وبعد ذلك ذهبت إلى حبيب القلب وطلبت منه أن يتزوجها، وكان رد فعله ـ بعد أن نهرهاـ أن أخبرها أنه متزوج من سيدة محترمة لا تفرط في نفسها، ولديه منها ثلاثة أبناء .
وقال لها أيضا: "حتى إن لم أكن متزوجا فمن المستحيل أن أتزوج من امرأة مثلك".. وقتها بدأت تحس هذه الزوجة بأنها فقدت حياتها؛ لأنها تركت أعز وأحن شخص وهو زوجها الذي لم يعلم شيئا عما حدث، بل ما زال يحاول أن يعيدها إلى البيت، ولكنها تقول إنها تحتقر نفسها، ولن تستطيع أن تستمر معه بعد ما فعلت به، إلا أنها ستظل تحترمه طوال عمرها بعدما أحست أنه الحب الحقيقي الوحيد الذي كان في حياتها .
للأسف أحست تلك الزوجة بذلك بعد فوات الأوان ، لهذا بدأت في كتابة قصتها لتكون عبرة أمام كل من تُسَوِّلُ لها نفسها الوقوع في هذه الخطيئة ، لعله يستدرك ما فات قبل الانغماس في الآفات ، قبل أن يتسع الخرق على الراقع ، وقبل أن يستعصي الداء فلا ينفعُ دواء ، وقد قيل منذ أمدٍ بعيد : أن السعيد من وُعِظَ بغيره وأن الشقي من وُعِظَ بنفسه .