من طرف دروب الثلاثاء 12 أبريل 2011, 5:52 am
هنا سأكتب رسالة من رسائلي .. رسالة اعتادت الأيام أن تكتبها في حياتنا قد تكون رسالة وداع أو نهاية لشيء بدأناه قد تكون نهاية صداقة أو محطة من محطات حياتنا .. أو ربما مشروع حياة وصل الى أوج قمته يوما ما ثم أتت عليه الأيام لتقف بنا على أطلاله .. بل حتى أعمارنا لها رسائل نهاية ..
فكرت وتأملت كثيرا برسائل النهاية تلك .. التي قد تكتبها الظروف رغما عنا و قد نختار كتابتها نحن بأيدينا .. قد نكتبها بألم ولكنها في نظري أرقى أنواع الرسائل إذ أنها تفصح عن شجاعة كاتبها في اتخاذ قرار مؤلم فيه مصلحة للجميع فلا شك أن النهاية من أشد الأمور علينا وإن كانت سعيدة , دائما تصعب علينا و تصعب معها كلمة ( وداعاً ).
لقد أفقدتني تلك الرسائل مع الأيام اللذة التي أشعر بها في بدايات الأمور , عندما أقف وأتأمل بنظرة بعيدة لمدى استمرار هذه البداية لأكتشف أن النهاية هي في الحقيقة امتداد لهذه البداية .
تذكرت حينها الصداقات والعلاقات التي كوَّناها في حياتنا منذ أن وعينا على الدنيا والى أن انتهى بنا المطاف فكرت بكيفية تعلقنا بها وبمدى كونية قوتها يوما ما ومشاعرنا التي سخرناها وألهبناها لتلك العلاقات , تساءلت حينها كم دام منها وكم بقي ؟؟!!
تذكرت ظروف المكان التي حكمتنا على مدى الأيام من محِلةٍ بمسكن ودراسة بمنشئٍ إلى توطنٍ بموطن , تساءلت أيضاً كم دام منها وكم بقي ؟؟!!
لا شيء, لا شيء سوى آثارها على نفوسنا .. ولت وانجلت دون عودة .. الصداقات أنهاها الفراق والفتور .. والمساكن كتم على أنفاسها السفر والهجر.. الأهل والأحباب والخلان باعدت بيننا وبينهم الأيام .. والأيام انطوت وانطوت معها أعمارنا ..
تعلمنا من خلال تلك الأيام أن نقول ( أهلاً ) لكل بداية سعيدة بسلاسة دون معاناة ولكن نسينا بالمقابل أن نعلم أنفسنا قول ( مع السلامة ) لكل النهايات المؤلمة بنفس السلاسة .
تذكرت حينها مدى الألم والمعاناة التي نقحم أنفسنا بها من جراء ذلك التشبث بأستار النِهاية التي لابد منها ونُصِّر على تأخيرها دونما سبب .. ثم ننخرط بعد رحيلها برثاءٍ لا فائدة منه فقد نندب حظاً ونعلن سخطاً لنهايةٍ مقدرةٍ بقدر.. وقد نَتَكوَّم تحت لحافٍ لأيامٍ من جراء فراق مخلوق عزيز علينا .. وقد نشعر بالاستياء الى حد ما لتكدير صفوِ إنسان ولكن ما حالنا إن فارقنا مناجاة خالقنا أو كدرنا صفو رضاه عنا ؟؟؟!!!
وعيت حينها ألا شيء على هذه الدنيا باقٍ سوى الباقي ولا علاقة دائمة سوى علاقتنا برب الأرباب .. إذن لماذا نتعلق بأستار الدنيا ونتشبث بها
لماذا نعلق قلوبنا بالفناء ؟!