زادك في هذا الرحيل
يا من أيقن قلبك بطول السفر، وعلمت أنك إلى الله عائد ومحتضر، لا تناقض بأعمالك يقينك،
ولا تدع الغفلة تنخره وتضعفه، حتى تنسيك زادك ومعادك.
فإن أقواماً أنستهم الغفلة زاد الرحيل ، فقال لهم الله عند القدوم عليه:
[لَقَدْ كُنتَ فيِ غَفْلَةٍ مّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَومَ حَدِيِد [ق:22
قال الفضيل بن عياض لرجل:
( كم أتت عليك؟ ) قال: ستون سنة،
قال: ( فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ )،
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الفضيل: ( أتعرف تفسيره !؟ تقول: أنا لله عبد وإليه راجع،
فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف،
ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليٌعِدّ للسؤال جواباً ).
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: ( يسير ). قال: ما هي؟
قال:
( تحسن فيما بقى يُغفر لك ما مضى،
فإنك إن أسأت فيما بقى، أُخذتُ بما مضى وبما بقى