كان منهمكاً مع جواله الجديد و يبتسم لرسائل العيد و الإيميلات التي كان يقرأها بهدوء و استمتاع
قطع عليه روعـة تلك اللحظـة التي يبادل فيها مراسليه التهاني صوت ابنه الصغير
بابا .. نبغى نروح نتمشــى ..
هز الأب رأسه نافياً و عينيه معلقتين في جهازه المتنقل ...
يرد الأبن بإستياء ...
]u]ليش يابابا ؟؟؟ اليـوم عــيد ..[/u]
يرد الأب المنشغل ...
روح العب يا بابا .. و بعدين نشوف !!
[ تصــريفـة مؤدبة اعتادوها الأبناء ]
أخذ الأبن الكرة و أخذ يلعب و يلعب ..
صـرخ الأب و رفع عينيه أخيراً لوجه صغيره و لكن بحاجبين مقطبين قائلاً :
أنا ما قلت مافي لعب بالكرة في البيت ؟؟
!!!
ذهب الإبن لأمه المنهمكة في إعداد قهوة الضيوف ...
ماما .. ماما .. أنا طفشان ...و باب قال مافي لعلب بالكرة في البيت طيب إيش أعمل ؟؟
لازالت الأم منهمكة و لكنها تجيب بإقتضاب على صغيرها ..
مانقول هالكلمة تقصد [ طفشان] << حتى حرية التعبير منعتها .. روح لون و ارسم ..
ابتسم الصغير لهذه الفكرة الرائعة .. و أخذ يبحث و أخرج ألوانه الجميلة
أخذ يرسم برغم كل شيء العيد بالبالونات الملونة ..
لم يتهنى الصغير بلوحته الفنية المتفائلة ..
فقد أسرعت الأم غاضبة و صرخت في وجه الصغير ... وحاجبين مقطبين :
أنا رتبت البيت و نظفته و الآن ألوانك و أوراقك في كل مكان و يااااااااااااااااه ...
تنظر الأم لملابس إبنها المتسخة بالألوان ...
ملابس العيــد يا....... ، أنت اليوم معاقب !!!!!
قد تتكرر مثل هذه الصور و لكن ألمها يكون أشد في أيام العيد ..
للمسلمين عيدين فقط ...
فهل يسلب الآباء و الأمهات فرحة هذين اليومين بإهمال و مكابرة و سير حسب الأمزجـة !
كم أشفق على هؤلاء الأطفال الذين يسيرون حسب هوى الكبار أو يكونون في آخر
اللائحـة المعدة مسبقاً لهذا العيد بعد الأصدقاء و الإستراحات و ..و ..
آباء و أمهات لا يراعون إلا أنفسهم ..
وأما الأبناء فنصيبهم من العيد إسمه و حلوى و بعض الريالات !
نحن في وقت فُتح العالم للصغار من خلال شاشة التلفاز و الإنترنت ..
و أصبح مشاهد للجميع مظاهر الإحتفالات التي تقام في مناسبات
شتــى و الهدايا التي تقدم و الإهتمام و الإعداد لهذه الأعياد بصورة تلفت الأنظار حتى أن شوارعهم تصبح في
أبهى حُلة ، و لا ينسون الهدايا ولا شك ...
هم يغرسون العقائد في نفوس صغارهم و نحن أحق منهم
لسلامةعقيدتنا و لله الحمد و المنة ..
و كان الأولى أن نهتم نحن بذلك و لا أدعو للمبالغة و لكن أدعو للإهتمام بعض
الشــيء ..
و المخيف .. عندما تمرّ الأيام سريعاً فيشب الأبناء و يكون
مفتاحه بيده و تطلبهم برجاء أن يجلسوا معك و لكنك
أصبحت في آخر القائمــة بعد الأصدقاء و الإستراحة و ..و .. << أظن هذه العبارة تكررت !!! فتأمل
أحداث كـثيرة تسطر علامات على قلوب الصغار و نخص بها الأعياد ... فهل لكم أن تضيفوا إلى هذه الصفحـة بعضاً منها ..
أو ليتكم تسطرون الإيجابيات و كيف نسعد قلوب من حولنا !!! هاتوا
أفكاركم كرماً ..فستسعدنا ولا شك ..
منقول