اخواتى الحبيبات يعلم الله كم احبكم فيه , واليوم فقط تاكدت ان صحبتكم اغلى ما لدى بهذه الدنيا.
اسمحوا لى ان اعرفكم سبب حديثى هذا, فقد حدث معى اليوم امراً عجبا واحببت ان ارويه لكم لتشاركونى مشاعرى.
نظرا لان بيتنا عامر دائماً بالضيوف كالعادة.
اصبحت اعانى من ضغط عصبى وجسدى رهيب , وامس كنت احدث حبيبتى دموع عابدة ووجدت نفسى متعبة لحد الاعياء فكعادتى القى بكل متاعبى على كاهلها.
فقلت لها انا بحاجة شديدة للنوم , واخاف ان تفوتنى الصلاة
فرجاء يا عابدة ان توقظينى قبل صلاة الفجر بساعتين .
وكعادتها دوما رغم متاعبها , ومسؤلياتها , واجهادها , هى تؤثرنى على نفسها
وتتحمل الكثير لاسعادى وراحتى.
وما اخلفت عابدة وعدها , وجدتها تتصل بى الساعة الثالثة فجراً.
وسبحان من بيده ملكوت كل شئ...........
تعرفوا يا اخواتى ماذا حدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قمت من نومى على اتصال عابدة لاجد البيت كله مملؤ بغاز البوتجاز..............
ما حدث كالاتى : امى سيدة مسنة وفى غاية الضعف , واحتاجت ليلا لكوب من الحليب الدافئ.
ولانها اشفقت على , ورحمة بها منى لعلمها بمدى تعبى ما ارادت ان توقظنى من نومى.
فقامت واحضرت الحليب , وسخنته على البوتجاز.
ولا افهم ماذا حدث تحديدا , المهم انها تركت البوتجاز مفتوح رغم انطفاء الشعلة.
وبدأ الغاز يتسرب , ونحن نيام ولا نشعر بشئ.
ولولا رحمة ربى , ولطفه بى ان رزقنى عابدة تتصل بى فى هذه اللحظة , ولو انى بقيت نائمة حتى ميعاد صلاة الفجر لكنا متنا جميعا.
صحوت فوجدت نفسى فى حالة اعياء ودوخة شديدة ولا اكاد استطيع التنفس.
ووجدت امى وابنائى نائمين ولا يشعرون بشئ.
تحاملت على نفسى حتى وصلت للمطبخ واغلقت انبوبة الغاز , وفتحت النافذة
وعدت لافتح كل نوافذ البيت , ثم بدأت اوقظ امى واولادى
واذا بى اجد ابنى الصغير قد فقد وعيه تماما.
لكم ان تتخيلوا قلبى.
حبيبى وقرة عينى , ابنى المطيع , اصغر ابنائى واحبهم الى قلبى لمحاولته حفظ كتاب الله ارضاء لله ثم لى
اجد حبيبى قد فقد وعيه, ياربى والله كاد قلبى ان يتوقف , فارقتنى الحياة للحظات , شعرت بدمائى تتجمد
فصرت اناديه ,حازم رد على امك , لا تقهر قلب امك يكفيه ما به , وتوسلت الى الله راجية
يارب رحمتك ارجو , لطفك بى يا رحيم , مالى سواك يا ارحم الراحمين.
واذا بحبيبى حازم يبدا فى التنفس بعد محاولات رهيبة منى ............
آآآآآآآآآآآآآآه يا حبيباتى والله هى لحظات لكنها مرت على كدهر طويل.
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ياربى كيف لو تركتنى لنفسى؟
كيف لو لم تقدر فى سابق علمك بنجاتى انا وامى وابنائى؟
كيف لو لم يكن لى حبيبة مثل عابدة رزقتنى محبتها وتسهر لانام انا وارتاح؟
كيف لو لم التقى بها مساء ذلك اليوم واطلب منها ان توقظنى قبل الميعاد بساعتين , فهى عادة توقظنى لصلاة الفجر
فوالله لو بقينا نائمين حتى صلاة الفجر ...........
كيف وكيف وكيف ,,,,,,,,,الف تساؤل يدور بذهنى.
تعلمت اشياء كثيرة من تلك اللحظات
ادركت ان من جعل الله كل همه نجاه الله من كل هم.
يشهد الله اننى ما الححت على عابدة ان توقظنى الا لاقوم لاستغفر ربى عن تقصيرى , واعوض شئ مما فاتنى
يارب لو بقيت ساجدة لك شاكرة ما احييتنى ما وفيتك شكر نعمك , فلك الحمد حتى ترضى.
اما انتى يا عابدة فلا اجد ما اقوله فى حقك
دائما انتى سبب يرزقنى الله به لنجاتى من الهلاك.
دائما وجودك بحياتى يعنى السكينة والهدى والصلاح والقرب من الله والنجاة من كل هم وغم وكرب.
لك الحمد يارب ملئ السموات والارض وملئ ما بينهما , ولك العتبى حتى ترضى .
سامحونى اخواتى ولكنى حقا بعد ما افقت من صدمتى , اول شئ فكرت به هو انتم .
وكيف انى كنت سافارقكم وانتم احب خلق الله الى قلبى
اعلم ان هذا اليوم آت لا محالة , اسأل الله ان يجعل بيننا لقاء ما بعده فراق ابدا.
فى الفردوس الاعلى باذن الله.