فتمتع بالصبح ما دمت فيه*** و لا تخف أن يزول حتى يزولا
و إذا ما أظل رأسك هم ٌ*** قصّر البحث فيه كي لا يطولا
أدركت كنهها الطيور الروابي ** من العار أن تظل جهولا
تتغنى و عمرها بعض عام *** أفتبكي و قد تعيش طويلا ؟!
و إذا ما وجدت الأرض ظلا ً ** فتفيأ إلى أن يحولا
و توقع إذا السما اكفهرت * مطرا ً في السهول يحيي السهولا
كل من يجمع الهموم عليه** أخذته الهموم أخذا ً وبيلا
أيها الشاكي و ما بك داء * كن جميلا ً ترى الوجود جميلا
وبعد:هنا في هذا الكتاب روافد وضاءة ,وضعتها لك من نسيج حروف التفاؤل, ومزجتها من دقيق نقي زؤان الأمل, لتحتمي بسياجها المنيع من أعاصير التشاؤم ,وطلقات مدفع اليأس.!حاولت أن أصنع لك قاربا جديدا , تخوض به بحر الحياة, لتستنشق الهواء العليل,وتتلطف معانيك جمال الإبحار في عالم السعادة , فإن وفقت أن أوصلك إلى ما تبغيه سبيلا, فهذا من فضل الله علينا, وإن قصرت يدي عن تحقيق آمالك. فعذرا... سأبحر بك إلى شاطئ آخر,وأوقفك هنيهة.. حتى أريك جمال روعة تلك الأصداف, المشعلة بمروج رياتيل التفاؤل ,فلازلت أعتقد أن لنا ربا كريما ,خلقنا ليرحمنا, لاليعذبنا!! وأنه لن يخيب مسعانا.
تفاءل, ولا تتشاءم, فليس في التشاؤم إلا إزعاجك وإيذاؤك, وإن كنت مؤمنا تتعايش مع القرآن والسنة المطهرة, فأنت المتفائل والعظيم والناجح في حياتك, وهكذا أنت دوما تتغير نحو الأفضل ,حينما تجعل التغيير يبدأ من القرآن علما وتدبرا وعملا.
قل لمن يحمل هماً أن همك لن يدوم ..فكما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم .. وتأمل.. واترك الهم والشؤم والحزن .. فلا ألم مع الأمل ..
دواءك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
لا تيأس فليس اليأس أملا تنشده, ومرتقبا ترقب فيه أحلامك, فحقائقُ اليوم أحلامُ الأمس, وأحلامُ اليوم حقائقُ الغد, ولا زال في الوقت متسع, مادام في قلبك نبض يتحرك ...عجيب أن يموت فيك كل شيء وأنت لازلت على قيد الحياة,!!! لا تقل نحن في زمن اليأس والتشاؤم !!!لا يأخي!
نحن في زمن التفاؤل,زمن البشائر,زمن العزة والغلبة والقوة "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" لازالت الفرصة مهيأة لك ,وسانحة لغيرك ,لأن الوعد حق لن يتبدل ولن يتغير, يقول سبحانه: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا [النور/ 55] .
مهما اشتد الظلام عليك, فشمعة واحده كفيلة بأن تبدد كل هذا الظلام ...ومهما ادلهمت بك الخطوب والنكبات فهناك الباب الذي لايغلق!! فما لك لا ترنو ولا ترى النور الأكبر.
إن المتفائل ليس لديه وقت للخمول والخنوع, لأنه مفعم بالحيوية والنشاط, ممتد بالراحة الأخروية, قلبه في السموات عاليا, لاينام وسط الطريق أبدا, ليكون عرضة للمخاطر, بل لايزال يسير الخطى بأقدام ثابتة, ونفس تنتظر المثول في أعلى الدرجات,مع العظماء الذين سنا تأريخهم نبراسا للخلائق !! .. اعلم يقيناً أن المنح في أرحام المحن ، وأن العظمة في الشدائد ,وأن النصر مع الصبر, فانهظ وانطلق ولا تلتفت .. فالطريق ملأ بالكسالى والقاعدين .. والصبح تنفس بنوره .. ولاح النجاح لناظره القريب .
وللنجم من بعد الرجوع استقامة %وللشمس من بعد الغروب طلوع
وإن نعمة زالت عن الحر وانقضت % فإن لها بعد الزوال رجوع
فكن واثقا بالله واصـبر لحكـمه % فإن زوال الشر عنك سريع
وإني أود أن أختم هذه المقدمة بالإعتذار للقاريء الذي لايجد من نفسه ولعا بمتابعة هذا الكتاب وقراءة فصوله أن يقف قليلا عند هذا الحد فلايتعداه.......أما من أراد أن يواصل القراءة ويستجلب الأمل لقلبه ويضفي عمرا جديدا لحياته فربما يكون هذا الكتاب نقطة تحول وبداية رحلة سعيدة لاتنطفيء مراتلها مدى الحياة.
بقي أن تعلم:أن الشعور الواثقي بنصر الله هو المحور الذي يدندن حوله المتفاؤلون العباقرة الذين يستحقون خوض المعارك بكل بسالة وسجال يؤمنون أن الفجر ليس قادم كما يقوله المتشائمون بل قدم الآن وبزغ نوره الفضاء.
يقول سيد قطب رحمه الله: "إن الفرح الصافي أن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين ونحن لازلنا أحياء؛ فالمفكرون وأصحاب العقائد كل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها".
أسجل شكري لكل من قرأ مسودة هذا الكتاب وأبدى وجهة نظره وعلى رأسهم د:عبدالعزيز بن عبدالله المقبل عضوهيئة التدريس بجامعة القصيم,والمستشار في العلاقات الاجتماعية والأسرية. كتبه
عبدالكريم بن عبدالعزيز القصير