مَن ْ أفضل ُ مِنْ مَن ْ ؟؟؟
بعبارة أخرى :
مَن الخاسر ؟؟ ومَن الرابح ؟؟
هناك موازين الدنيا وهي حسية , مرئية , مادية , آنية .
وهناك موازين الآخرة وهي موازين أخروية , إيمانية , غيبية .
من سيحدد الرابح والخاسر ؟؟
لنشاهد هذه الأمثلة :
سمية أم عمار : يعذبها أبو جهل حتى تموت . والرسول صلى
الله عليه وسلم يصبرهم ويقول : صبرا ً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .
صهيب بن سنان : أعطى قريش كل ما يملك ليهاجر ويلحق
برسول الله فيقول له الحبيب المصطفى : ربح االبيع يا أبا يحيي !!
ابن ملحان : يدخل الرمح في ظهره فيخرج من بين ثدييه فيقول
فرحا ً : فزت ورب الكعبة .
ذو البجادين : أخذ عمُه كل أمواله . وعندما مات وأدخله رسول
الله صلى الله عليه وسلم في قبره قال : اللهم إني أمسيت عنه
راضيا ً فارض َ عنه . يقول
ابن مسعود : يا ليتني كنت صاحب الحفرة .
هؤلاء في نظر أهل الدنيا خاسرون .
ولكن بموازين الآخرة ربحوا .
لو نظرنا إلى قصة
ماشطة ابنة الفرعون : فقد آمنت بالله ربا ً فألقاها فرعون
المُتَأله في الزيت المغلي مع أبنائها , وما تراجعت عن عقيدتها .
في موازين أهل الدنيا : ربح الفرعون وخسرت الماشطة .
أما موازين الآخرة فتقول غير ذلك .
في الحديث الشريف :
مر الرسول صلى الله عليه وسلم برائحة طيبة فقال: ما هذه الرائحة ياجبريل
؟ قال: هذه رائحة ماشطة وأولادها .
تعبق رائحة الماشطة في السماء والفراعنة يتجلجلون في أصل الجحيم .
وأحيانا ً يكون الربح في الدنيا هو عين الخسارة في الآخرة .. فكل ربح من
حرام هو خسارة مهما كبر وعظم .
في قصة الغلام والساحر والملك : قصة أصحاب الأخدود , كلنا نعرفها . قال
الملك : باسم رب الغلام .
مات الغلام . إلا ان الناس صاحوا صيحة واحدة : آمنا برب الغلام .
لقد ربح الملك ومات الغلام . ولكن ربحه كان عين الخسارة حتى في الدنيا قبل الآخرة . فقد خسر ملكه وشعبه وكل شيء . وربح الغلام .
ما نفع فرعونَ موسى تأليهُه لنفسه : فأغرقه الله في اليم . وحشره في جهنم .
وجعله عبرة وموعظة للناس في الدنيا .
ما نفع قارون َ أموالُه التي تنوء بحمل مفاتيحها العصبة أولو القوة .. فخسف
الله به وبداره الأرض .
لن ينفعنا يوم القيامة مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
القلب السليم هو إخلاص النية وتحديد الهدف .
ان تكون النية لله والهدف هو الآخرة .
8-مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى 20]
فأي حرث نريد ؟ حرث الدنيا أم الآخرة ؟
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة . استغرب الصحابة وقال بعضهم : ماكنا نعلم أن بيننا
من يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية .
فماذا نريد ؟
علينا ان نحدد هدفنا ومسارنا . علينا تحديد الغاية والاتجاه .
فالاتجاه الصحيح هو التوجه إلى الله فهو الغاية وهو الهدف .
ولو كان الهدف لغير الله فلن تنفعنا عبادتنا ولو كانت أمثال أُحُد . لن تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا ولا
صدقاتنا ستكون سرابا ً ووهما ً .
فهيا بنا نفر إلى الله
دعونا نفر من نوايا مهزوزة , وأهداف مشوشة , وتكالب على الدنيا إلى نوايا
ثابتة , وأهداف محددة علوية , وتفان ٍ في طلب الآخرة .
دعونا نفر من كبريائنا وعنجهيتنا
من مظاهر الدنيا التي أكلت قلوبنا
من جاهلية عفنة سيطرت على عقولنا .
هيا بنا نفر إلى الله
عسى أن يقبلنا
ويرفع قدرنا
ويُعلي شأننا .
عسى أن يقبلنا
ويرفع قدرنا
ويُعلي شأننا .