الرئيسية
حتّى لا نكون قوماً بهتا
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
حكى لي أحد الصّحاب أنّه قدّم قصيدة شعريّة من تأليفه ألى أحد أساتذة اللغة والبلاغة في مدرسته ونسب القصيدة إلى أحد الشعراء المعاصرين والمعروفين ممن يحبّهم ذلك الأستاذ , فنظر الأستاذ في القصيدة وأبدى إعجاباً بها ومدحها وشرح محاسنها اللغوية والبلاغية . ولمّا انتهى قال له الطّالب : هذه القصيدة من شعري يا أستاذ , وكان يتوقّع أن يُثني عليه الأستاذ ولكن كانت المفاجأة حين قال الأستاذ لقد كنتُ أقول في نفسي لا يمكن أن تكون هذه القصيدة للشاعر الذي ذكرته , وبدأ بسرد عيوبها ورّكة أسلوبها !.
ولمّا انتهى قلت له : لقد ذكّرتني بقصّة إشهار إسلام ابن سلام اليهودي بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
قال : وكيف ذلك ؟.
قلتُ : كان ابن سلام يهودياً وكان حبراً عالماً , ولمّا سمع برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعرف صفته واسمه وزمانه الذي كانوا يترقّبونه أسلم هو وأهل بيته وكتم إسلامه عن اليهود , ثمّ جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال له : يا رسول الله , إنّ يهود قومٌ بهت , وإنّي أحبّ أن تدخلني في بعض بيوتك وتُغيبني عنهم , ثمّ تسألهم عنّي حتّى يُخبروك كيف أنا فيهم ؟ , قبل أن يعلموا إسلامي , فإنّهم إن علموا به بهتوني وعابوني . فأدخله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض بيوته , ثمّ أرسل إلى يهود , فلمّا دخلوا عليه كلّموه وسألوه , ثمّ سألهم عليه الصّلاة والسلام : أيّ رجل الحصين بن سلام فيكم ؟ , فقالوا : سيّدنا وابن سيّدنا , وحبرنا وعالمنا , ولمّا فرغوا من قولهم خرج عليهم ابن سلام من مخبإه وقال لهم : يا معشر يهود , اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به , فوالله إنّكم لتعلمون إنّه لرسول الله , تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة باسمه وصفته , فإنّي أشهدُ إنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم , وأؤمن به وأصدّقه وأعرفه , فقالوا : كذبت ثمّ وقعوا به . فقال لرسول صلّى الله عليه وسلّم : ألم أخبرك يا رسول الله إنّهم قوم بهت , أهل غدر وكذب وفجور .
ياأيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين .
( البهت : الباطل والكذب )
والحمد لله ربّ العالمين .
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
حكى لي أحد الصّحاب أنّه قدّم قصيدة شعريّة من تأليفه ألى أحد أساتذة اللغة والبلاغة في مدرسته ونسب القصيدة إلى أحد الشعراء المعاصرين والمعروفين ممن يحبّهم ذلك الأستاذ , فنظر الأستاذ في القصيدة وأبدى إعجاباً بها ومدحها وشرح محاسنها اللغوية والبلاغية . ولمّا انتهى قال له الطّالب : هذه القصيدة من شعري يا أستاذ , وكان يتوقّع أن يُثني عليه الأستاذ ولكن كانت المفاجأة حين قال الأستاذ لقد كنتُ أقول في نفسي لا يمكن أن تكون هذه القصيدة للشاعر الذي ذكرته , وبدأ بسرد عيوبها ورّكة أسلوبها !.
ولمّا انتهى قلت له : لقد ذكّرتني بقصّة إشهار إسلام ابن سلام اليهودي بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
قال : وكيف ذلك ؟.
قلتُ : كان ابن سلام يهودياً وكان حبراً عالماً , ولمّا سمع برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعرف صفته واسمه وزمانه الذي كانوا يترقّبونه أسلم هو وأهل بيته وكتم إسلامه عن اليهود , ثمّ جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال له : يا رسول الله , إنّ يهود قومٌ بهت , وإنّي أحبّ أن تدخلني في بعض بيوتك وتُغيبني عنهم , ثمّ تسألهم عنّي حتّى يُخبروك كيف أنا فيهم ؟ , قبل أن يعلموا إسلامي , فإنّهم إن علموا به بهتوني وعابوني . فأدخله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض بيوته , ثمّ أرسل إلى يهود , فلمّا دخلوا عليه كلّموه وسألوه , ثمّ سألهم عليه الصّلاة والسلام : أيّ رجل الحصين بن سلام فيكم ؟ , فقالوا : سيّدنا وابن سيّدنا , وحبرنا وعالمنا , ولمّا فرغوا من قولهم خرج عليهم ابن سلام من مخبإه وقال لهم : يا معشر يهود , اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به , فوالله إنّكم لتعلمون إنّه لرسول الله , تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة باسمه وصفته , فإنّي أشهدُ إنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم , وأؤمن به وأصدّقه وأعرفه , فقالوا : كذبت ثمّ وقعوا به . فقال لرسول صلّى الله عليه وسلّم : ألم أخبرك يا رسول الله إنّهم قوم بهت , أهل غدر وكذب وفجور .
ياأيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين .
( البهت : الباطل والكذب )
والحمد لله ربّ العالمين .
