ذات مساء زارت والدتها .. جلست تتجاذب أطراف الحديث معها .. اندمجتا في الحديث إلى أن عادت بهما آلة الزمن الى الماضي ..
قالت : أماه أتذكرين تلك المدرسة ؟؟
ثم واصلت حديثها : كانت أمر أيامي فيها .. جرت فيها أحداث قاسية لا أدري لماذا ؟؟
قطعت الأم حديثها وقالت : إنها إرادة والدك .. كان والدك يطمح إلى أن تكونوا في أفضل المدارس لذلك تجاهل نصيحة جدك الذي نصحه بدفعكم الى المدارس الحكومية , لكن والدك كان يظن أنها لا تقدم تعليما جيدا لأنها مجانية .. لذلك دفعكم الى مدرسة خاصة نصحه بها عمك لأن أبنائه كانوا فيها كما أن فيها كل مستويات التعليم وكانت تلك المدرسة .
واصلت ابنتها حديثها : أجل لا زلت أذكر عندما قادنا والدي أنا وأختي اليها .. ما زلت أذكر ملامح والدي التي علاها السرور .. كان يحدثنا ممسكاً بيدي عن يمينه فيما كانت أختي عن يساره .. كان يقول لنا أننا سنتعلم كل شيء في روضة الأطفال وأن فيها لعباً ودمى .. كلام والدي جعلني أصول وأجول بخيالي في روضة الأحلام .. كنا فرحتين أنا وأختي الى درجة جعلت أقدامنا تتقافز من شدة الفرح ..
سكتت برهة ثم واصلت حديثها بابتسامة ملؤها السخرية : أجل كل شيء في روضة الأحلام
تلك حتى القسوة .. مسكين والدي لم يدر أننا كنا على موعد مع القسوة القسوة ..
لقد حدثت فيها أموراً أعدها الآن جرائم ارتكبت في حق الطفولة .. جرائم تحاسب عليها منظمات حقوق الأطفال .. كنت أظنها أمورا عادية تحدث في كل رياض الأطفال .. كما أني ظننت أنها من سمات الكبار..
هذا غير أني كنت طفلة كتومة كنت أحتفظ بأشياء كثيرة في أعماق نفسي لا أدري لماذا !!؟؟
ولكني كنت أنظر اليها بخوف ورعب شديدين لربما كنت أجد الكلام عنها أشد رعبا وخوفا ؟!
ملئت بالحزن والأسى على من نالوا فيها الحصة الأكبر من زملائي الصغار .. لم أنسى أولئك الصغار .. لم أنسى حتى أسمائهم ( حسان وحفصة وزينب )..
حسان ذلك الولد الأشقر ذو العينين الخضراوين .. لو رأيته يا أمي .. طفل تقاطرت الرحمة منه من شدة براءته .. لكل منهم حكاية مدميه تدمي القلب .
أماه هذا ما رأيته أنا فما بالك بما لم أره !!!!!
كان حسان طفل لم يتجاوز الخامسة في روضتي .. ذات يوم في طريقه الى المدرسة نام حسان في حافلة المدرسة , وعندما وصلت الحافلة الى المدرسة أيقظه أخوه ليخرج , ولكن حسان لم يستيقظ ورفض مفارقة نومه الطفولي ..
فما كان من ( أبله أسمهان ) ...هكذا حفر اسمها في ذاكرتي منذ طفولتي , حتى اللغة لم تقوى على ترقيته الى ( استاذة) أو ( معلمة ) .. لأنها امرأة انتزعت الرحمة من قلبها ....
انطلقت اليه( أبلة أسمهان ) كالريح وأخرجته بالضرب والإهانات .. وقادته الى مبنى روضة الأطفال .. كنت عندها أصور بذاكرتي بعض مشاهد التعذيب قبل استدعائنا فيما بعد لنشهد أحداها ( لنعتبر كما تقول ) ..
لم تكتف أبلة أسمهان بهذا بل قررت أن تلقنه درساً لن ينساه لكي لا يكرر فعلته ..
وفعلا خلعت نعليه وأجبرته على المشي حول مبنى المدرسة حافي القدمين في الشمس المحرقة فيما كانت خلفه تدفعه بقوه إن توقف وهو يبكي وقد تحول وجهه من شدة البياض الى شدة الاحمرار.. كنت أراه من باب روضتنا الزجاجي .. الذي كشف لي عن بعض مشاهد هذه العقوبة التي كانت مقابل نومة طفوليه دفع صاحبها الثمن غالياً ..
يا إلهي أين الرحمة في هذا الصنف من البشر
ظل حسان يمشي فترة طويلة .. ثم قررت ( ابلة أسمهان ) أن تغير صنف العقاب .. عندها أدخلته الى المبنى .. عجبت حقا لذلك الموقف وكيف كان بالقرب من غرفة المعلمات اللآتي خرجن وأيدنها وساندنها على معاقبته كلهن حتى المديرة ..
واحدة فقط من رق قلبها هي ( أستاذة غادة ) التي رأيتها تمسح دموعها وتتنحى عنهن لأنها لم تتحمل الموقف .. ولكنها كانت واحدة من بين عصبة من القسوة تلك .. لم تكن قادرة حتى على ردعهن ..
ولكن كفتني دموعها التي جعلتني احتفظ لها منذ طفولتي بمشهد للرحمة..
لم تنتهي المشاهد بعد ولكن وقتي انتهى .. سأكمل لا حقا
قالت : أماه أتذكرين تلك المدرسة ؟؟
ثم واصلت حديثها : كانت أمر أيامي فيها .. جرت فيها أحداث قاسية لا أدري لماذا ؟؟
قطعت الأم حديثها وقالت : إنها إرادة والدك .. كان والدك يطمح إلى أن تكونوا في أفضل المدارس لذلك تجاهل نصيحة جدك الذي نصحه بدفعكم الى المدارس الحكومية , لكن والدك كان يظن أنها لا تقدم تعليما جيدا لأنها مجانية .. لذلك دفعكم الى مدرسة خاصة نصحه بها عمك لأن أبنائه كانوا فيها كما أن فيها كل مستويات التعليم وكانت تلك المدرسة .
واصلت ابنتها حديثها : أجل لا زلت أذكر عندما قادنا والدي أنا وأختي اليها .. ما زلت أذكر ملامح والدي التي علاها السرور .. كان يحدثنا ممسكاً بيدي عن يمينه فيما كانت أختي عن يساره .. كان يقول لنا أننا سنتعلم كل شيء في روضة الأطفال وأن فيها لعباً ودمى .. كلام والدي جعلني أصول وأجول بخيالي في روضة الأحلام .. كنا فرحتين أنا وأختي الى درجة جعلت أقدامنا تتقافز من شدة الفرح ..
سكتت برهة ثم واصلت حديثها بابتسامة ملؤها السخرية : أجل كل شيء في روضة الأحلام
تلك حتى القسوة .. مسكين والدي لم يدر أننا كنا على موعد مع القسوة القسوة ..
لقد حدثت فيها أموراً أعدها الآن جرائم ارتكبت في حق الطفولة .. جرائم تحاسب عليها منظمات حقوق الأطفال .. كنت أظنها أمورا عادية تحدث في كل رياض الأطفال .. كما أني ظننت أنها من سمات الكبار..
هذا غير أني كنت طفلة كتومة كنت أحتفظ بأشياء كثيرة في أعماق نفسي لا أدري لماذا !!؟؟
ولكني كنت أنظر اليها بخوف ورعب شديدين لربما كنت أجد الكلام عنها أشد رعبا وخوفا ؟!
ملئت بالحزن والأسى على من نالوا فيها الحصة الأكبر من زملائي الصغار .. لم أنسى أولئك الصغار .. لم أنسى حتى أسمائهم ( حسان وحفصة وزينب )..
حسان ذلك الولد الأشقر ذو العينين الخضراوين .. لو رأيته يا أمي .. طفل تقاطرت الرحمة منه من شدة براءته .. لكل منهم حكاية مدميه تدمي القلب .
أماه هذا ما رأيته أنا فما بالك بما لم أره !!!!!
كان حسان طفل لم يتجاوز الخامسة في روضتي .. ذات يوم في طريقه الى المدرسة نام حسان في حافلة المدرسة , وعندما وصلت الحافلة الى المدرسة أيقظه أخوه ليخرج , ولكن حسان لم يستيقظ ورفض مفارقة نومه الطفولي ..
فما كان من ( أبله أسمهان ) ...هكذا حفر اسمها في ذاكرتي منذ طفولتي , حتى اللغة لم تقوى على ترقيته الى ( استاذة) أو ( معلمة ) .. لأنها امرأة انتزعت الرحمة من قلبها ....
انطلقت اليه( أبلة أسمهان ) كالريح وأخرجته بالضرب والإهانات .. وقادته الى مبنى روضة الأطفال .. كنت عندها أصور بذاكرتي بعض مشاهد التعذيب قبل استدعائنا فيما بعد لنشهد أحداها ( لنعتبر كما تقول ) ..
لم تكتف أبلة أسمهان بهذا بل قررت أن تلقنه درساً لن ينساه لكي لا يكرر فعلته ..
وفعلا خلعت نعليه وأجبرته على المشي حول مبنى المدرسة حافي القدمين في الشمس المحرقة فيما كانت خلفه تدفعه بقوه إن توقف وهو يبكي وقد تحول وجهه من شدة البياض الى شدة الاحمرار.. كنت أراه من باب روضتنا الزجاجي .. الذي كشف لي عن بعض مشاهد هذه العقوبة التي كانت مقابل نومة طفوليه دفع صاحبها الثمن غالياً ..
يا إلهي أين الرحمة في هذا الصنف من البشر
ظل حسان يمشي فترة طويلة .. ثم قررت ( ابلة أسمهان ) أن تغير صنف العقاب .. عندها أدخلته الى المبنى .. عجبت حقا لذلك الموقف وكيف كان بالقرب من غرفة المعلمات اللآتي خرجن وأيدنها وساندنها على معاقبته كلهن حتى المديرة ..
واحدة فقط من رق قلبها هي ( أستاذة غادة ) التي رأيتها تمسح دموعها وتتنحى عنهن لأنها لم تتحمل الموقف .. ولكنها كانت واحدة من بين عصبة من القسوة تلك .. لم تكن قادرة حتى على ردعهن ..
ولكن كفتني دموعها التي جعلتني احتفظ لها منذ طفولتي بمشهد للرحمة..
لم تنتهي المشاهد بعد ولكن وقتي انتهى .. سأكمل لا حقا