و لا تتبع الهوى فيضلك
إنه عدو قادم لك ولكن ليس من بعيد بل هو بين جنبيك، ترسله " النفس " فيبدأ
الحوار بين العقل وبينه فمن يغلب؟.
وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا
نعم.. إنه " الهوى " إله يعبد ولكنه لا يرى، وشيطان يتبع ولكن صاحبه لا يشعر.
وفي التنزيل تواترت النصوص بالتحذير منه ((وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))
[ص:26] (( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ))[الفرقان:43].
إنه الهوى يميل بك إلى الباطل ثم يهوي بك إلى النار، ويقنعك بخلاف الحق فتقع في
الباطل.
إن الهوى خفيف في إغرائه مخيف في إغوائه حريص على إقناعك بالابتعاد عن معالي
الأمور وكمالاتها، فإن أطعت الهوى فأنت ممن هوى.
إن الثبات على الحق يحتاج إلى مجاهدة داعي الهوى، وعدم الالتفات إليه والصبر
على داعي الحق والاستقامة عليه، وفي التنزيل: (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ))[هود:112].
وعلى هذا لزاماً عليك أن تتعرف على دواعي النفس المخالفة للحق وتحذر منها؛ لأنها
من دواعي الهوى لا الهدى، وحينها ستبقى على الطريق المستقيم.
بقلم فضيلة الشيخ : سلطان بن عبدالله العمري