تعليقات التحفة
وهى لفضيلة الشيخ : حسن مصطفى الورّاقـى
متعه الله بالصحة والعافية , وأثابة عنا خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسوله الكريم - وبعد :.
فهذا ضبط لمتن " تحفة الأطفال " ، للشيخ سليمان الجمزوري - رحمه الله تعالى - ، وكان الدافع لكتابته،وجود بعض النسخ المطبوعة والمسجلة بها عدة أخطاء،وخاصة في ما ظهر في الآونةالآخيرة من بعض من ليس لهم دراية بالتحفة، بل المعروف عنهم أنهم يشتغلون بما يسمّى بـ "الأناشيد الإسلامية " ، فوقعوا في أخطاء لا تعد ولا تحصى ، ليس فقط في التشكيل ، بل في مباني الكلمات، ولو اتسع المقام لذكرت كل هذه الأخطاء، ولكني سأكتفي بضبط هذا المتن في بعض الكلمات التي تقع فيها بعض الأخطاء، وهذا الضبط حسب ما تلقيته عن أشياخي
وأجازوني به ، فأقول وبالله التوفيق:
اعلم- أخي في الله- ان هذه المنظومة من بحر الرجز ، وهو من أسهل بحور الشعر ووزن هذا البحر هو :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وكما هو ملاحظ أن التفعيلة " مستفعلن" مكونه من حركة وسكون ثم حركة وسكون ثم حركتين وسكون، هكذا : مس/ تف/ علن ، فالأصل أن يكون البحر كله على هذه الطريقة ، وبهذا يكون تامّا، والعروض والضرب صحيحتان،وإليكم هذا المثال للتوضيح :
قال الناظم - رحمه الله - :.
صف ذا ثنا / كم جاد شخ/صن قد سما دم طييبن / زد في تقن / ضع ظالما /
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
فالعروض والضرب من الشطرين صحيحتان ، ولا يعتد بدخول الزحاف من ( الخبن والطي والخبل) في بعض المواضع ، وذلك لعدم لزوم بقية الضرب والعروض على هذا المنوال.
واعلم اخي الكريم أن معرفة هذا الكلام مهم جدا لطالب العلم المنشغل بهذا المتن وغيره ، وذلك لان هناك بعض الأخطاء تقع في كلمات هذه المنظومة بسب العروض وسأحاول بيان ذلك عند الضرورة - إن شاء الله.
والآن أبدأ في التعليقات على هذا المتن ، فأقول وبلله التوفيق :.
*قول الناظم- رحمه الله- في مقدمة التحفة : ( يقول راجي رحمة الغفور )، في بعض النسخ
المطبوعة والمسجلة تقول " رحمة " بالنصب على أنها مفعول به ، وهذا خطأ ، والصواب أن نقول " رحمة " بالجر على الإضافة، وكما قال العلماء: لا يجوز أن نقول " رحمة " بالنصب على المفعولية إلا إذا أعملنا شيئين في اسم الفاعل " راجي" :.
الأول: أن ينوّن اسم الفاعل مع حذف الياء هكذا: "يقول راجٍ " ، ولا يجوز هنا أن نحذف الياء من راجي وذلك لمخالفة ما كتبه ورسمه الناظم - رحمه الله تعالى.
قال الشيخ الضباع - رحمه الله- في " منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال " ص 33:
ولولا كتابة الياء في "راجي" لجاز تنوينه ونصب "رحمة " مفعولا به .
وقال الشيخ ملا علي القاري - رحمه الله - في شرحه على المقدمة الجزرية :
نصب " عفو " مع تنوين راج لا يصح رواية ولا دراية لأنه سيخالف ما رسمه وسطّره الناظم
أقول ولا فرق بين " رحمة " و " عفو" من حيث الجر على الاضافة ، والله تعالى أعلم.
الشئ الثاني الذي إذا أعملناه في اسم الفاعل جاز نصبه : إذا كان اسم الفاعل معرّفا بأل
فحينئذ نقول " يقول الراجي رحمة" بنصب " رحمة " على المفعولية تخفيفا، وهذا معتبر في اللغة العربية كما قال ملا علي قاري، ولكنه وجه ضعيف، وأيضا للمحافظة على وزن البيت
إذا الصحيح الذي نقوله هو :"رحمة" بالجر على الاضافة، والله تعالى أعلم
قول الناظم -رحمه الله- : عن شيخنا الميهي ذي الكمال.
قال الشيخ الجمزوري في كتابه " فتح الأقفال" : ذي الكمال: أى التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة والباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق.
أقول:هذا لا شك فيه أنه من الغلو والإفراط في المخلوق حيث إن الكمال المطلق لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى في الذات والصفات ، فالله تبارك وتعالى لاينام ولا ينبغي له أن ينام ، ولا يأكل ولا يشرب ، لاولد له ولا ندّ له ولا زوجة له ( ليس كمثله شئ وهو السيمع البصير ) ، فالله تعالى له صفات الكمال ولا يوصف بنقص على الإطلاق، أمّا المخلوق فهو العبد الضعيف الفقير المسكين الذي يأكل ويشرب ويتغوط ويتبول ويتزوج ويمرض ويموت ، فأي فرق بين الخالق والمخلوق في الصفات؟ ، نعم المخلوق له كمال ، ولكنه كمال نسبي ، لان الله هو الذي علمه ، أمّا الكمال المطلق فلا يوصف به مخلوق البتة ، حتى لا نسوي بين الخالق والخلوق في الذات والصفات؛ لذا عدّل بعض محققي النظم من طلاب العلم السلفيين قول الناظم "ذي الكمال" إلى " ذي الجمال"
أقول: ولكننا ننطق ونلفظ بها كما قال الناظم وننبه الطلاب على هذه المسائل العقيدية التى تركناها وراءنا ظهريا والتي ينبغي على كل مسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه ، لان العقيدة أشرف العلوم على الإطلاق ولا يماري في ذلك إلا جاهل بربه سبحانه وتعالى، ولأنك
ستسأل في قبرك من ربك وما دينك وما نبيك ؟ ، أسال الله - عزّ وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل منا صالح أعمالنا ، وأن يميتنا على عقيدة أهل السنة والجماعة أعني : السلف الصالح،وأن يرزقنا حسن الخاتمة.... آمين.
________________________________________
• قول الناظم - رحمه الله - :
للنونِ إن تسكن وللتنوينِ ......... أربعُ أحكامٍ فخذ تبييني
الأصل أن يقال : " أربعة أحكام " بتأنيث العدد ؛ وذلك لأن العدد من ثلاثة إلى تسعة يخالف المعدود تذكيراً وتأنيثاً ، فالعدد هنا " أربعة " ، والمعدود " أحكام " ، فالأصل أن يؤنث العدد " أربع " لمخالفة المعدود ، ولكن حذفت " تاء التأنيث " من العدد " أربعة " لضرورة وزن البيت، وهذا جائزفي العروض بحسب ما أُتيح للناظم .
تنبيه :
سترى أيها القارئ عند هذا الضبط جملة " لضرورة وزن البيت " تكررت كثيرا ، وأيضا ربما تراها في شرح منظومات أخرى ؛ وذلك لأن الناظم - رحمه الله – ارتكب أشياء مخالفة لأصل القواعد العروضية ؛ للمحافظة على وزن البيت، وهذه المخالفة تارة تكون من جهة العروض ، وتارة من جهة العربية كما مر علينا في " أربع أحكام " وتارة من جهة القافية من حذف شيء من اللفظ : إما حركة أو حرف أو أكثر . انظر شرح النويري على الطيبة صـ 72 .
• قول الناظم - رحمه الله - :
فلأولُ الإظهارُ قبلَ أحرفِ ........ للحلقِ ستٍّ رُتبت فلتَعرِفِ
يوقف على " أحرفِ " بإشباع كسرة الفاء دون التنوين.
*قوله " للحلق ستٍّ " : بالجر والرفع في " ست ٍّ "
بالجر بدل من أحرف ، فتكون منونة بالكسر ، والمعنى : قبل أحرف ستٍ.
وبالرفع على وجهين :
لمبتدأ محذوف ، والتقدير : للحلق هي ستٌّ.1-خبر
2-مبتدأ مؤخر وخبره مقدم وهو الجار والمجرور في " للحلق "والتقدير : قبل أحرفِ ستٍ للحلق.
والأصل أن يقال " ستةٍ " بتاء التأنيث ، ولكنها حذفت للضرورة أيضا كما في " أربع ".
*قوله " فلتَعرِفِ" : بالبناء للمفعول أو للفاعل ، فالبناء للفاعل هو " فلتَعرِفِ" : من المعرفة بمعنى : العلم ، والبناء للمفعول " فليُعرَفِ" ، أي : فلتَعلم هذه الحروف بأحكامها وأنّ لكل منها رتبة ومحلاً تخرج منه.
والذي قرأت به على أشياخي هو بالبناء للفاعل " فلتَعرِفِ" ، وأيضاً لأنه يناسب " أحرفِ " في الشطر الأول في كسر " الراء والفاء "، والله أعلم.
***************
• قول الناظم - رحمه الله - :
"والثانِ إدغام " في الموضعين : حذفت الياء من " والثانِ " للتخفيف .
• وقوله " يرملُون" بضم الميم ، ويجوز فيها الفتح ، ومعنى " يرملون " يسرعون ، ومنها : رمل الحجيج بين الصفا والمروة أى : أسرعوا في مشيهم.
******
• قول الناظم :
................................ فيه بغنةٍ بِيَنمُو عُلِما
كلمة " ينمو " جمعت أحرف الإدغام بغنة ، ومعناها : الزيادة ، فنماء الزرع أو المال ، إذا زيادته ، وهي تقرأ هكذا : باء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم نون مفتوحة ثم ميم مضمومة ثم واو ساكنة ، فالكلمة فعل من الزيادو وليست اسما هكذا : " بَينَمُو" التي هي للظرفية بفتح الباء والنون كما سمعناها في أحد الأشرطة المسجلة ، والله أعلم .
وقوله " عُلِمَا " بضم العين وكسر اللام دون تشديدها .
*********
*قول الناظم - رحمه الله - :
............................... تُدغِم كدنيا ثم صنوانٍ تلا
" تدغَِم " بفتح "الغين" وكسرها ، فعلى الفتح يكون الضمير عائد على الواو والياء ، والمعنى : إذا وقعت الواو والياء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل " دنيا ، وصنوان " فلا تُدغَم النون في الواو والياء .
وعلى كسر "الغين" يكون الخطاب للقارئ على الأمرية ، والمعنى : لا تدغِم أيها القارئ النون الساكنة في الواو والياء إذا وقعت إحداهما مع النون في كلمة ؛ بل ينبغي عليك الإظهار لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله كـ" حيَّان ورمَّان " ، كما ذكر ذلك الضباع - رحمه الله - .
" تنبيه "
على فتح " الغين " كان الأصل أن يُقال : " تُدغَمُ " بضم الميم ؛ وذلك لأن الفعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لعدم دخول ناصب أو جازم عليه؛ ولكن سُكَِنت الميم لضرورة وزن البيت ؛ لأنها لو بقيت على الأصل لاختل وزن البيت فيكون هكذا : تدغمُ كدنـ / فتكون التفعيلة /o////o
وأما على كسر "الغين " هكذا " تدغِم " فالميم ساكنة لأنها مبنية على السكون لأن الفعل أمر ، والله أعلم.
**********
قول الناظم - رحمه الله - :
............................... في اللام والرا ثم كررنَّه
قوله " والرَّا " : بالقصر ، أي : بحذف الهمزة لوزن البيت.
قوله " ثم كررنه " أي : احكم عليه أيها القارئ بأنه حرف قابل للتكرير ، ولكن ينبغي عدم المبالغة في التكرير حتى لا تخرج عدة راءات ، والله تعالى أعلم.
**********
قول الناظم - رحمه الله – في باب أحكام الميم الساكنة :
والميم إن تسكن تجي قبل الهجا ......................
قوله " تجي " أصلها " تجئ" وحذفت الهمزة للضرورة ، ولو أثبتناها لانكسر البيت.
قوله - رحمه الله - :
.......................... إخفاءٌ ادغامٌ وإظهارٌ فقط
بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في " إخفاءٌ ادغام " كقراءة ورش ؛ وذلك لضرورة وزن البيت ، وحذفت واو العطف من " وادغام " لضرورة الوزن أيضاً.
قوله "عند الباء " :في بعض النسخ : " قبل الباء " بدل من " عند ".
قوله " وسمِّه الشَفْوىَّ " بسكون الفاء لضرورة النظم ، ولو حركت بالفتح كما يقول البعض لانكسر البيت ولأصبح " متفاعلن " وهي تفعيلة أخرى،وكذا يقال في " وسمِّها شفْوية" ، والله أعلم .
قوله " والثانِ " : بحذف الياء للتخفيف
قوله " مِنْ أحرفٍ " : الأصل فيها همزة القطع حتى تكون التفعيلة تامة " مستفعلن "، والبعض يقول " مِنَ احرفٍ" بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فتكون التفعيلة " متفعلن " بحذف الساكن الثاني وهو "السين " ويسمى هذا بـ " الخبن " ، والأولى قطع الهمزة كما قرأنا به على أكثر مشايخنا ، والله أعلم .
قوله " واوٍ وفا ": بالقصر في " وفا " أي : بحذف الهمزة لضرورة الوزن.
قوله "والاتِّحادِ " : بكسر الدال دون تنوينها.
قوله " فاعْرِفِ " :الأصل في " الفاء " السكون ؛ لأن الفعل أمر، ولكنها حُركت بالكسر للروي ، وذلك لمناسبتها للشطر الأول " تختفي "، والله أعلم .
***********
قول الناظم - رحمه الله – في باب اللامات :
لِلَام " أل " حالان قبلَ الْأحْرُفِ **** أُولاهُمَا إِظهَارُهَا فَلتَعرِفِ
قوله " لِلَام" بلام مكسورة ثم لام مفتوحة بعدها "ألف" ، وليس كما يقول البعض " لِلْلام "
قوله " فلتَعرِفِ" : بكسر الفاء لضرورة الوزن ؛ لأن الأصل " فلتعرف " بسكون الفاء .
وفي بعض النسخ " فليُعرَفِ " بـ " الياء المضمومة" بدلا من "التاء المفتوحة" ؛ للبناء للمفعول ، والمعنى : فليعرف هذا الإظهار من طلبه . انظر شرح الضباع صـ 73 .
قول الناظم - رحمه الله - :
قبلَ اربعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ......... مِنِ ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ
قوله " قبلَ اربعٍ "بهمزة الوصل بدلا من القطع للضرورة .
قوله "مَعْ " بسكون العين لضرورة الوزن.
قوله " مِنِ ابغِ " بهمزة الوصل ، فتكون التفعيلة : متفعلن ، وبعضهم قال بهمزة القطع ،لأن الذي يأتي بعد اللام همزة قطع مثل " الأرض "هكذا : " من إبغ " فتكون التفعيلة : مستفعلن ، والأسهل في النطق على الطالب هو " منِ ابغِ " بهمزة الوصل ، وهو الذي قرأت به على أشياخي ، والله أعلم.
*********
قول الناظم - رحمه الله - :
ثانِيهمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ ****** وعشْرةٍ أيضاً وَرَمْزَها فَعِ
قوله " في أربعِ " : بكسر العين دون تنوينها ليناسب قوله في الشطر الثاني " فع ".
قوله " وعشْرة " بسكون الشين لضرورة الوزن.
قوله "وَرَمْزَهَا فَعِ " :بنصب " رمزَها " مفعول به مقدم للفعل " عِ " من " فعِ "، والفعل " فع " والفاعل عائد على " القارئ " ، وفعِ : مأخوذ من الوعي وهو : الحفظ ، والمعنى : احفظ أيها القارئ رمز هذه الحروف وهي المجموعة في أوائل قوله :
طِبْ ثمَُّ صِلْ رَحْماً....................................
*****
قوله " رَُحْماً " : بضم الراء وسكون الحاء مفعول لأجله ، ولابد من سكون الحاء لعدم انكسار البيت ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
وَاللَّامَ الُاولى سَمِّها قَمْرِيَّةْ ............ وَاللّامَ الُاخرى سَمِّها شَمْسِيَّةْ
قوله " واللامَ " : بنصب " الميم " : قيل على اشتغال المحل ،
وقالوا بعضهم بالرفع على الابتداء ، والمشهور النصب ، والله أعلم .
قوله " الاولى " في الشطر الأول ، "والاخرى " في الشطر الثاني ، تقرءان بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ، كقراءة ورش ، أي : أننا سننقل الضمة التي على الهمزة في الكلمتين إلى اللام الساكنة ، فنحذف الهمزة وننطق بلام مضمومة، فتكون هكذا : " واللامَ لُولى " ، " واللامَ لُخْرَى" ، وسبب النقل ضرورة الوزن .
قوله " قَمْرِيَّةْ ، شَمْسِيَّةْ " : بسكون " الميم " فيهما ؛ لضرورة الوزن ، ولو قرئت بالفتح كما نسمعها من البعض ؛ لانكسر البيت وتحول إلى " متفاعل " ، وأيضا لو قرأنا " الاولى ، والاخرى " بتحقيق الهمز لانكسر البيت ، والله أعلم .
***********
قول الناظم – رحمه الله – في باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين :
مُتْقاربين أو يكونا اتَّفقا .......................
قوله " مُتْقاربين ": بحذف "التاء" أوسكونها لضرورة الوزن ، فعلى حذف " التاء " تكون التفعيلة " مقاربيـ " //o//o ، مُتَفْعِلُن ، حُذِف الساكن الثاني وهو " السين ".
وعلى سكون " التاء " تكون التفعيلة " مُتْقارِبَيـ " /o//o/o، مُسْتَفْعِلُنْ ، وهي تفعيلة تامة ، أما لو قلنا " مُتَقَارِبَيـ " بإثبات " التاء " المفتوحة لانكسر البيت وصارت التفعيلة " ///o //o ،" متفاعلن "،وكثير من إخواننا يثبتون " التاء " ، وهو خطأ كما بيّنا، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
............................. في مخرج دون الصفات حُقَِّقَا
قوله " حُقِّقَا " : بضم " الحاء " فعل ماضي مبني للمجهول ، والضمير في المثنى عائد على الحرفين المُلتَقَيين المتجانسين ، أي : الحرفان اللذان اتفقا في المخرج دون الصفات حُكم عليهما على التحقيق بأنهما متجانسان .
وتصح قراءة " حُققا " بفتح الحاء هكذا " حَقِّقا " على أنه فعل أمر وألفه مبدلة من نون التوكيد ؛ لنية الوقف ، كما ذكره الضباع في المنحة .
قوله فـ " الصغيرَ سَمِّينْ " : الصغير : مفعول به منصوب للفعل " سمين " ، و " سمين " يوقف عليه بنون التوكيد الخفيفة .
قوله " وافهمنْه بالمُثُل " : وافهمنه : الأصل في نونها التشديد ، ولكنها تُقرأ بنون التوكيد الخفيفة لوزن البيت ، وبـ " المُثُل " تُقرأ بضم الميم والثاء ، جمع مثال .
********
قول الناظم - رحمه الله – في باب المد :
ما لا توقُّفٌ له على سَبَبْ ............................
قوله " سَبَبْ " : بسكون الباء على نية الوقف ، وأيضا لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
بل أيُّ حرفٍ غيرِ همْزٍ أو سكونْ ...... جا بعد مدٍّ فالطبيعيَّ يكونْ
* قوله " غيرِ " : بالجر نعتا لـ " حرف " ، وبالرفع نعتا لـ " أيُّ ".
* قوله " جا " : بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
* قوله " فالطبيعيَّ " بالنصب خبر" يكون" مقدم عليه أي : يكون هو الطبيعيَّ ، وفي بعض النسخ " فالطبيعيُّ يكون " بالرفع على أن " كان " تامة تكتفي بمرفوعها ، والله أعلم .
* قوله " سكون ، يكون " يوقف عليهما بسكون النون ، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما : الواو والنون وهو ما يسمى بالتذييل وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع وهو شاذ في بحر الرجز ، كما ذكره الضباع في تعليقه على فتح الأقفال.
قول الناظم - رحمه الله - :
وَالَآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوقُوفٌ عَلَى ......... سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلا
* قوله " والآخر " بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها هكذا :" ولآخر" ، فتكون التفعيلة " متفعلن "، ويجوز إسكان اللام فيها " والْآخر " ؛ فتكون التفعيلة تامة " مستفعلن ".
* قوله " على سببْ " : بسكون " الباء " تخفيفا ، وأيضا لضرورة الوزن .
قوله " ثلاثة فَعِيها ": الأصل في( فَعِيها) حذف "الياء" ؛ لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو " الياء " ولكن أثبت الناظم " الياء " لضرورة الوزن .
* قوله " قبل اليا " بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " وقبل الواو ضَمْ "بفتح " الضاد " ، بعض الناس يقول " ضُم " بضم "الضاد"
على الأمرية ، والصحيح بالفتح ؛ لأن الناظم يتكلم عن شروط المد ، فشرط الواو أن يكون ما قبلها مضموما ، ولو قلنا " ضُم " بضم " الضاد " لاختلفت حركة ما قبل الروي المقيد ، فأصبحت ضمة مع كسرة هكذا : " ضُم " ، " ضَم " وهذا جائز في القافية وهو ما يسمى بسناد التوجيه ، ولكن كما قلنا : إن الأولى هو الفتح ، والله أعلم.
* قوله " قبلَ أَلْفٍ " : بسكون اللام من " ألْفٍ " لضرورة الوزن ، فتكون التفعيلة تامة في الشطر كله هكذا : شَرْطُنْ وَفَتْـ / مستفعلن ، حُن قَبْلَ أَلْ / مستفعلن ، فِن يُلْتزم /مستفعلن ، أما لو حركنا الألف بالكسر هكذا : حُن قَبْلَ ألِ ، /o/o/// ، انكسر الوزن ، لذا ينبغي علينا أن نسكن اللام لضرورة الوزن ، والله أعلم .
*قوله " واللين منها اليا " : بحذف الهمزة للضرورة .
قوله " سُكَِنا " : بضم السين ، وتشديد "الكاف" بالكسر ، وفي بعض النسخ " سَكَنَا "
بفتح السين والكاف والنون ، وتكون التفعيلة : ون سكنا / مستعلن ، حُذفت الفاء ، والذي قرأت به على شيوخي ضم السين مع تشديد الكاف بالكسر، وهو مناسب لقوله في الشطر الثاني " أُعْلنا " ، والله أعلم .
• قول الناظم – رحمه الله تعالى - :
للمدِّ أحكامٌ ثلاثةٌ تَــــدُومْ ......................... وهْيَ الوجوبُ والجوازُ واللزُومْ
* قوله " تدوم " : يوقف عليها بسكون الميم ، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما : الواو والميم وهو ما يسمى بـ" التذييل " وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع وهو شاذ في بحر الرجز ، كما ذكره الضباع في تعليقه على فتح الأقفال، وكذا يقال في " اللزوم " في نهاية الشطر الثاني .
* قوله " وهْيَ " : بسكون الهاء لضرورة الوزن .
**************************
* قول الناظم – رحمه الله- :
فواجب ٌ إن جاء همْزٌ بعد مدّ .................... في كِلْمةٍ وذا بمتصلْ يعدّ
قوله " بعد مدّ " : يوقف بتشديد " الدال " من " مدَ " مع السكون ، وكذا في " يعد ".
قوله " في كِلْمةٍ " : بكسر " الكاف " وفتحها مع سكون " اللام " فيهما .
قوله " وذا بمتصل " : بسكون " اللام " من قوله : بــ " متصل " وعدم جرها مع التنوين ؛ للمحافظة على وزن البيت ، ولو قرئت بالتنوين المجرور لانكسر البيت إلى " متفاعلن " ، والله أعلم .
**************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
ومثل ذا إن عَرَضَ السَّكونُ .............. وقفاً كتــعلمونَ نستـعينُ
قوله " السكون ، نستعين " : بضم النون فيها وقفا .
*******************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
أو قُدِّمَ الهمزُ على المدِّ وَذَا .......................... بدلْ كـ آمنوا وإيماناً خُذَا
قوله " قُدِّمَ " : بضم " القاف " ، وتشديد " الدال " بالكسر 0
قوله " بدلْ كآمنوا " : في قراءة " بدل " وجهان :
الأول : فتح " الباء ، والدال " مع سكون " اللام " هكذا : بَدَلْ ، وتكون التفعيلة هكذا " بدل كآ " ، " متفعلن " ، حذف الساكن الثاني " السين ".
الثاني : فتح " الباء " وسكون " الدال " مع رفع " اللام " منونة ، هكذا : بَدْلٌ ، وبهذا الوجه تكون التفعيلة تامة ، هكذا : " بَدْلن كآ " ، " مستفعلن "، والأشهر المقروء به الوجه الأول ، وهو أسهل وأخف على اللسان ، والله أعلم.
تنبيه :
1- بعضهم يقول " كآمنوا " بفتح "الميم" على أنه فعل ماضي ، وهذا الأشهر ، والبعض الآخر يقول " كآمِنوا " بكسر " الميم " على أنه فعل أمر ، وكلاهما في القرآن ، والأول أقرأ وأقرئ به .
2- الأصل في " إيماناً " الجر عطفاً على " كآمنوا " ولكن نصبت على الحكاية .
*************************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
ولازمٌ إنِ السكون أُصِّلا .................. وصلاً ووقفاً بعد مدٍّ طُوِّلا
قوله" إنِ السكون " : تقرأ " إنِ " بكسر " النون " تخلصا من التقاء الساكنين .
قوله " أُصِّلا " : بضم الهمزة وتشديد الصاد مكسورة ، يعني : السكون الأصلي الثابت في الوصل والوقف .
قوله " طُوِّلا " بضم الطاء وتشديد الواو مكسورة ، وهو مبني للمجهول والألف للإطلاق .
*****************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
أقسام لازمٍ لديهم أربعهْ .................. وتلك كِلْميٌ وحرْفيٌ معهْ
قوله " أربعه " : بسكون " الهاء " على نية الوقف .
قوله " كِلْميٌ " : بكسر " الكاف " أو فتحها مع سكون " اللام " فيهما ، والكسر أشهر.
*************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
فإن بكلمة سكونٌ اجتمع .................... معْ حرف مدٍّ فهْو كِلْميٌ وقعْ
قوله " سكون ٌ اجتمع " بكسر النون تخلصا من التقاء الساكنين ، هكذا : "سكونُنِ جْتمع ".
قوله " معْ " بسكون العين على لغة ، وقيل لضرورة الوزن .
قوله " فهْو" : بسكون " الهاء " لضرورة وزن البيت .
************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
قوله " ثلاثيِّ " : بتشديد " الياء " مكسورة.
قوله " والمد وسطه " السين من " وسطه " فيها وجهان :
1- فتح " السين " ، ووسط الشيء هو ما بين طرفيه كأوسطه ، ويكون المعني : أنه يشترط لمد الحروف المقطعة التي تأتي في أوائل السور أن يأتي حرف المد واللين وسط الحرف الثلاثي منها مثل : " صاد " ، " قاف " ، " نون " ، فيلاحظ أن حرف المد قد توسط في الأمثلة السابقة ، فهو واقع في الوسط بين الحرف الأول والثالث ، هذا على فتح " السين " .
2- سكون " السين " ، هكذا " وسْطه " وإذا سُكِّنت " السين " كان ظرفاً ، أي : حال كون حرف المد في وسط الحرف الثلاثي .
تنبيه :
الطاء من " وسطه " فيها الفتح والضم ، والله أعلم .
****************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
................................. وعين ذو وجهين والطول أخص
قال الشيخ الضباع – رحمه الله – في الإضاءة ص 115 :
* وفي نسخة للناظم بدل الشطر المذكور :
" وعين ثلِّث لكن الطول أخص " اهـ
والمشهور والمقروء به الآن الأول ، والله أعلم .
*****************
• قول الناظم – رحمه الله - :
وما سوى الحرف الثلاثيْ لا ألِفْ........... فمده مداً طبيعياً أُلِفْ
قوله " الثلاثي " بسكون " الياء " الخفيفة للوزن وليست مشددة هنا .
قوله " أَلِفْ ، أُلِفْ " الأولى بفتح الهمزة ، والثانية بالكسر ، والمعنى : أن الألف مستثني من المد مطلقا ، لأن الألف ليس في وسطه حرف مد فتقول : "ألف لام ميم " اللام والميم في وسطهما حرف مد ، أما الألف فلا ؛ لذا يقول الشاطبي معللا ذلك : وما في حرف مد فيمطلا ، والله أعلم .
• قول الناظم – رحمه الله
ويجمع الفواتح الأربع عَّشر ................. "صله سحيراً من قطعْك" ذا اشتهر
قوله " الأربع عَّشر " : بإسكان العين الأولى وإدغامها في الثانية .
قوله " قطعْك " : بإسكان العين لضرورة الوزن .
قوله " سحيراً " في آخرها " نون " ومن المعلوم أن النون قد ذكرت في "من قطعك " فالتكرار هنا لضرورة الوزن ، وهذا يقع كثيرا ، والله أعلم .
*******************************
وإلى هنا انتهى الضبط ، والحمد لله رب العالمين ، وأرجوا من كل أخ كريم وجد خللا أن لا يبخل عليّ به ، وأسأل الله العظيم أن يسترني وإياكم وأن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وهى لفضيلة الشيخ : حسن مصطفى الورّاقـى
متعه الله بالصحة والعافية , وأثابة عنا خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على رسوله الكريم - وبعد :.
فهذا ضبط لمتن " تحفة الأطفال " ، للشيخ سليمان الجمزوري - رحمه الله تعالى - ، وكان الدافع لكتابته،وجود بعض النسخ المطبوعة والمسجلة بها عدة أخطاء،وخاصة في ما ظهر في الآونةالآخيرة من بعض من ليس لهم دراية بالتحفة، بل المعروف عنهم أنهم يشتغلون بما يسمّى بـ "الأناشيد الإسلامية " ، فوقعوا في أخطاء لا تعد ولا تحصى ، ليس فقط في التشكيل ، بل في مباني الكلمات، ولو اتسع المقام لذكرت كل هذه الأخطاء، ولكني سأكتفي بضبط هذا المتن في بعض الكلمات التي تقع فيها بعض الأخطاء، وهذا الضبط حسب ما تلقيته عن أشياخي
وأجازوني به ، فأقول وبالله التوفيق:
اعلم- أخي في الله- ان هذه المنظومة من بحر الرجز ، وهو من أسهل بحور الشعر ووزن هذا البحر هو :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وكما هو ملاحظ أن التفعيلة " مستفعلن" مكونه من حركة وسكون ثم حركة وسكون ثم حركتين وسكون، هكذا : مس/ تف/ علن ، فالأصل أن يكون البحر كله على هذه الطريقة ، وبهذا يكون تامّا، والعروض والضرب صحيحتان،وإليكم هذا المثال للتوضيح :
قال الناظم - رحمه الله - :.
صف ذا ثنا / كم جاد شخ/صن قد سما دم طييبن / زد في تقن / ضع ظالما /
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
فالعروض والضرب من الشطرين صحيحتان ، ولا يعتد بدخول الزحاف من ( الخبن والطي والخبل) في بعض المواضع ، وذلك لعدم لزوم بقية الضرب والعروض على هذا المنوال.
واعلم اخي الكريم أن معرفة هذا الكلام مهم جدا لطالب العلم المنشغل بهذا المتن وغيره ، وذلك لان هناك بعض الأخطاء تقع في كلمات هذه المنظومة بسب العروض وسأحاول بيان ذلك عند الضرورة - إن شاء الله.
والآن أبدأ في التعليقات على هذا المتن ، فأقول وبلله التوفيق :.
*قول الناظم- رحمه الله- في مقدمة التحفة : ( يقول راجي رحمة الغفور )، في بعض النسخ
المطبوعة والمسجلة تقول " رحمة " بالنصب على أنها مفعول به ، وهذا خطأ ، والصواب أن نقول " رحمة " بالجر على الإضافة، وكما قال العلماء: لا يجوز أن نقول " رحمة " بالنصب على المفعولية إلا إذا أعملنا شيئين في اسم الفاعل " راجي" :.
الأول: أن ينوّن اسم الفاعل مع حذف الياء هكذا: "يقول راجٍ " ، ولا يجوز هنا أن نحذف الياء من راجي وذلك لمخالفة ما كتبه ورسمه الناظم - رحمه الله تعالى.
قال الشيخ الضباع - رحمه الله- في " منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال " ص 33:
ولولا كتابة الياء في "راجي" لجاز تنوينه ونصب "رحمة " مفعولا به .
وقال الشيخ ملا علي القاري - رحمه الله - في شرحه على المقدمة الجزرية :
نصب " عفو " مع تنوين راج لا يصح رواية ولا دراية لأنه سيخالف ما رسمه وسطّره الناظم
أقول ولا فرق بين " رحمة " و " عفو" من حيث الجر على الاضافة ، والله تعالى أعلم.
الشئ الثاني الذي إذا أعملناه في اسم الفاعل جاز نصبه : إذا كان اسم الفاعل معرّفا بأل
فحينئذ نقول " يقول الراجي رحمة" بنصب " رحمة " على المفعولية تخفيفا، وهذا معتبر في اللغة العربية كما قال ملا علي قاري، ولكنه وجه ضعيف، وأيضا للمحافظة على وزن البيت
إذا الصحيح الذي نقوله هو :"رحمة" بالجر على الاضافة، والله تعالى أعلم
قول الناظم -رحمه الله- : عن شيخنا الميهي ذي الكمال.
قال الشيخ الجمزوري في كتابه " فتح الأقفال" : ذي الكمال: أى التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة والباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق.
أقول:هذا لا شك فيه أنه من الغلو والإفراط في المخلوق حيث إن الكمال المطلق لا يكون إلا لله سبحانه وتعالى في الذات والصفات ، فالله تبارك وتعالى لاينام ولا ينبغي له أن ينام ، ولا يأكل ولا يشرب ، لاولد له ولا ندّ له ولا زوجة له ( ليس كمثله شئ وهو السيمع البصير ) ، فالله تعالى له صفات الكمال ولا يوصف بنقص على الإطلاق، أمّا المخلوق فهو العبد الضعيف الفقير المسكين الذي يأكل ويشرب ويتغوط ويتبول ويتزوج ويمرض ويموت ، فأي فرق بين الخالق والمخلوق في الصفات؟ ، نعم المخلوق له كمال ، ولكنه كمال نسبي ، لان الله هو الذي علمه ، أمّا الكمال المطلق فلا يوصف به مخلوق البتة ، حتى لا نسوي بين الخالق والخلوق في الذات والصفات؛ لذا عدّل بعض محققي النظم من طلاب العلم السلفيين قول الناظم "ذي الكمال" إلى " ذي الجمال"
أقول: ولكننا ننطق ونلفظ بها كما قال الناظم وننبه الطلاب على هذه المسائل العقيدية التى تركناها وراءنا ظهريا والتي ينبغي على كل مسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه ، لان العقيدة أشرف العلوم على الإطلاق ولا يماري في ذلك إلا جاهل بربه سبحانه وتعالى، ولأنك
ستسأل في قبرك من ربك وما دينك وما نبيك ؟ ، أسال الله - عزّ وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتقبل منا صالح أعمالنا ، وأن يميتنا على عقيدة أهل السنة والجماعة أعني : السلف الصالح،وأن يرزقنا حسن الخاتمة.... آمين.
________________________________________
• قول الناظم - رحمه الله - :
للنونِ إن تسكن وللتنوينِ ......... أربعُ أحكامٍ فخذ تبييني
الأصل أن يقال : " أربعة أحكام " بتأنيث العدد ؛ وذلك لأن العدد من ثلاثة إلى تسعة يخالف المعدود تذكيراً وتأنيثاً ، فالعدد هنا " أربعة " ، والمعدود " أحكام " ، فالأصل أن يؤنث العدد " أربع " لمخالفة المعدود ، ولكن حذفت " تاء التأنيث " من العدد " أربعة " لضرورة وزن البيت، وهذا جائزفي العروض بحسب ما أُتيح للناظم .
تنبيه :
سترى أيها القارئ عند هذا الضبط جملة " لضرورة وزن البيت " تكررت كثيرا ، وأيضا ربما تراها في شرح منظومات أخرى ؛ وذلك لأن الناظم - رحمه الله – ارتكب أشياء مخالفة لأصل القواعد العروضية ؛ للمحافظة على وزن البيت، وهذه المخالفة تارة تكون من جهة العروض ، وتارة من جهة العربية كما مر علينا في " أربع أحكام " وتارة من جهة القافية من حذف شيء من اللفظ : إما حركة أو حرف أو أكثر . انظر شرح النويري على الطيبة صـ 72 .
• قول الناظم - رحمه الله - :
فلأولُ الإظهارُ قبلَ أحرفِ ........ للحلقِ ستٍّ رُتبت فلتَعرِفِ
يوقف على " أحرفِ " بإشباع كسرة الفاء دون التنوين.
*قوله " للحلق ستٍّ " : بالجر والرفع في " ست ٍّ "
بالجر بدل من أحرف ، فتكون منونة بالكسر ، والمعنى : قبل أحرف ستٍ.
وبالرفع على وجهين :
لمبتدأ محذوف ، والتقدير : للحلق هي ستٌّ.1-خبر
2-مبتدأ مؤخر وخبره مقدم وهو الجار والمجرور في " للحلق "والتقدير : قبل أحرفِ ستٍ للحلق.
والأصل أن يقال " ستةٍ " بتاء التأنيث ، ولكنها حذفت للضرورة أيضا كما في " أربع ".
*قوله " فلتَعرِفِ" : بالبناء للمفعول أو للفاعل ، فالبناء للفاعل هو " فلتَعرِفِ" : من المعرفة بمعنى : العلم ، والبناء للمفعول " فليُعرَفِ" ، أي : فلتَعلم هذه الحروف بأحكامها وأنّ لكل منها رتبة ومحلاً تخرج منه.
والذي قرأت به على أشياخي هو بالبناء للفاعل " فلتَعرِفِ" ، وأيضاً لأنه يناسب " أحرفِ " في الشطر الأول في كسر " الراء والفاء "، والله أعلم.
***************
• قول الناظم - رحمه الله - :
"والثانِ إدغام " في الموضعين : حذفت الياء من " والثانِ " للتخفيف .
• وقوله " يرملُون" بضم الميم ، ويجوز فيها الفتح ، ومعنى " يرملون " يسرعون ، ومنها : رمل الحجيج بين الصفا والمروة أى : أسرعوا في مشيهم.
******
• قول الناظم :
................................ فيه بغنةٍ بِيَنمُو عُلِما
كلمة " ينمو " جمعت أحرف الإدغام بغنة ، ومعناها : الزيادة ، فنماء الزرع أو المال ، إذا زيادته ، وهي تقرأ هكذا : باء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم نون مفتوحة ثم ميم مضمومة ثم واو ساكنة ، فالكلمة فعل من الزيادو وليست اسما هكذا : " بَينَمُو" التي هي للظرفية بفتح الباء والنون كما سمعناها في أحد الأشرطة المسجلة ، والله أعلم .
وقوله " عُلِمَا " بضم العين وكسر اللام دون تشديدها .
*********
*قول الناظم - رحمه الله - :
............................... تُدغِم كدنيا ثم صنوانٍ تلا
" تدغَِم " بفتح "الغين" وكسرها ، فعلى الفتح يكون الضمير عائد على الواو والياء ، والمعنى : إذا وقعت الواو والياء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل " دنيا ، وصنوان " فلا تُدغَم النون في الواو والياء .
وعلى كسر "الغين" يكون الخطاب للقارئ على الأمرية ، والمعنى : لا تدغِم أيها القارئ النون الساكنة في الواو والياء إذا وقعت إحداهما مع النون في كلمة ؛ بل ينبغي عليك الإظهار لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله كـ" حيَّان ورمَّان " ، كما ذكر ذلك الضباع - رحمه الله - .
" تنبيه "
على فتح " الغين " كان الأصل أن يُقال : " تُدغَمُ " بضم الميم ؛ وذلك لأن الفعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة لعدم دخول ناصب أو جازم عليه؛ ولكن سُكَِنت الميم لضرورة وزن البيت ؛ لأنها لو بقيت على الأصل لاختل وزن البيت فيكون هكذا : تدغمُ كدنـ / فتكون التفعيلة /o////o
وأما على كسر "الغين " هكذا " تدغِم " فالميم ساكنة لأنها مبنية على السكون لأن الفعل أمر ، والله أعلم.
**********
قول الناظم - رحمه الله - :
............................... في اللام والرا ثم كررنَّه
قوله " والرَّا " : بالقصر ، أي : بحذف الهمزة لوزن البيت.
قوله " ثم كررنه " أي : احكم عليه أيها القارئ بأنه حرف قابل للتكرير ، ولكن ينبغي عدم المبالغة في التكرير حتى لا تخرج عدة راءات ، والله تعالى أعلم.
**********
قول الناظم - رحمه الله – في باب أحكام الميم الساكنة :
والميم إن تسكن تجي قبل الهجا ......................
قوله " تجي " أصلها " تجئ" وحذفت الهمزة للضرورة ، ولو أثبتناها لانكسر البيت.
قوله - رحمه الله - :
.......................... إخفاءٌ ادغامٌ وإظهارٌ فقط
بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في " إخفاءٌ ادغام " كقراءة ورش ؛ وذلك لضرورة وزن البيت ، وحذفت واو العطف من " وادغام " لضرورة الوزن أيضاً.
قوله "عند الباء " :في بعض النسخ : " قبل الباء " بدل من " عند ".
قوله " وسمِّه الشَفْوىَّ " بسكون الفاء لضرورة النظم ، ولو حركت بالفتح كما يقول البعض لانكسر البيت ولأصبح " متفاعلن " وهي تفعيلة أخرى،وكذا يقال في " وسمِّها شفْوية" ، والله أعلم .
قوله " والثانِ " : بحذف الياء للتخفيف
قوله " مِنْ أحرفٍ " : الأصل فيها همزة القطع حتى تكون التفعيلة تامة " مستفعلن "، والبعض يقول " مِنَ احرفٍ" بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فتكون التفعيلة " متفعلن " بحذف الساكن الثاني وهو "السين " ويسمى هذا بـ " الخبن " ، والأولى قطع الهمزة كما قرأنا به على أكثر مشايخنا ، والله أعلم .
قوله " واوٍ وفا ": بالقصر في " وفا " أي : بحذف الهمزة لضرورة الوزن.
قوله "والاتِّحادِ " : بكسر الدال دون تنوينها.
قوله " فاعْرِفِ " :الأصل في " الفاء " السكون ؛ لأن الفعل أمر، ولكنها حُركت بالكسر للروي ، وذلك لمناسبتها للشطر الأول " تختفي "، والله أعلم .
***********
قول الناظم - رحمه الله – في باب اللامات :
لِلَام " أل " حالان قبلَ الْأحْرُفِ **** أُولاهُمَا إِظهَارُهَا فَلتَعرِفِ
قوله " لِلَام" بلام مكسورة ثم لام مفتوحة بعدها "ألف" ، وليس كما يقول البعض " لِلْلام "
قوله " فلتَعرِفِ" : بكسر الفاء لضرورة الوزن ؛ لأن الأصل " فلتعرف " بسكون الفاء .
وفي بعض النسخ " فليُعرَفِ " بـ " الياء المضمومة" بدلا من "التاء المفتوحة" ؛ للبناء للمفعول ، والمعنى : فليعرف هذا الإظهار من طلبه . انظر شرح الضباع صـ 73 .
قول الناظم - رحمه الله - :
قبلَ اربعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ......... مِنِ ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ
قوله " قبلَ اربعٍ "بهمزة الوصل بدلا من القطع للضرورة .
قوله "مَعْ " بسكون العين لضرورة الوزن.
قوله " مِنِ ابغِ " بهمزة الوصل ، فتكون التفعيلة : متفعلن ، وبعضهم قال بهمزة القطع ،لأن الذي يأتي بعد اللام همزة قطع مثل " الأرض "هكذا : " من إبغ " فتكون التفعيلة : مستفعلن ، والأسهل في النطق على الطالب هو " منِ ابغِ " بهمزة الوصل ، وهو الذي قرأت به على أشياخي ، والله أعلم.
*********
قول الناظم - رحمه الله - :
ثانِيهمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ ****** وعشْرةٍ أيضاً وَرَمْزَها فَعِ
قوله " في أربعِ " : بكسر العين دون تنوينها ليناسب قوله في الشطر الثاني " فع ".
قوله " وعشْرة " بسكون الشين لضرورة الوزن.
قوله "وَرَمْزَهَا فَعِ " :بنصب " رمزَها " مفعول به مقدم للفعل " عِ " من " فعِ "، والفعل " فع " والفاعل عائد على " القارئ " ، وفعِ : مأخوذ من الوعي وهو : الحفظ ، والمعنى : احفظ أيها القارئ رمز هذه الحروف وهي المجموعة في أوائل قوله :
طِبْ ثمَُّ صِلْ رَحْماً....................................
*****
قوله " رَُحْماً " : بضم الراء وسكون الحاء مفعول لأجله ، ولابد من سكون الحاء لعدم انكسار البيت ، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
وَاللَّامَ الُاولى سَمِّها قَمْرِيَّةْ ............ وَاللّامَ الُاخرى سَمِّها شَمْسِيَّةْ
قوله " واللامَ " : بنصب " الميم " : قيل على اشتغال المحل ،
وقالوا بعضهم بالرفع على الابتداء ، والمشهور النصب ، والله أعلم .
قوله " الاولى " في الشطر الأول ، "والاخرى " في الشطر الثاني ، تقرءان بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ، كقراءة ورش ، أي : أننا سننقل الضمة التي على الهمزة في الكلمتين إلى اللام الساكنة ، فنحذف الهمزة وننطق بلام مضمومة، فتكون هكذا : " واللامَ لُولى " ، " واللامَ لُخْرَى" ، وسبب النقل ضرورة الوزن .
قوله " قَمْرِيَّةْ ، شَمْسِيَّةْ " : بسكون " الميم " فيهما ؛ لضرورة الوزن ، ولو قرئت بالفتح كما نسمعها من البعض ؛ لانكسر البيت وتحول إلى " متفاعل " ، وأيضا لو قرأنا " الاولى ، والاخرى " بتحقيق الهمز لانكسر البيت ، والله أعلم .
***********
قول الناظم – رحمه الله – في باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين :
مُتْقاربين أو يكونا اتَّفقا .......................
قوله " مُتْقاربين ": بحذف "التاء" أوسكونها لضرورة الوزن ، فعلى حذف " التاء " تكون التفعيلة " مقاربيـ " //o//o ، مُتَفْعِلُن ، حُذِف الساكن الثاني وهو " السين ".
وعلى سكون " التاء " تكون التفعيلة " مُتْقارِبَيـ " /o//o/o، مُسْتَفْعِلُنْ ، وهي تفعيلة تامة ، أما لو قلنا " مُتَقَارِبَيـ " بإثبات " التاء " المفتوحة لانكسر البيت وصارت التفعيلة " ///o //o ،" متفاعلن "،وكثير من إخواننا يثبتون " التاء " ، وهو خطأ كما بيّنا، والله أعلم .
قول الناظم - رحمه الله - :
............................. في مخرج دون الصفات حُقَِّقَا
قوله " حُقِّقَا " : بضم " الحاء " فعل ماضي مبني للمجهول ، والضمير في المثنى عائد على الحرفين المُلتَقَيين المتجانسين ، أي : الحرفان اللذان اتفقا في المخرج دون الصفات حُكم عليهما على التحقيق بأنهما متجانسان .
وتصح قراءة " حُققا " بفتح الحاء هكذا " حَقِّقا " على أنه فعل أمر وألفه مبدلة من نون التوكيد ؛ لنية الوقف ، كما ذكره الضباع في المنحة .
قوله فـ " الصغيرَ سَمِّينْ " : الصغير : مفعول به منصوب للفعل " سمين " ، و " سمين " يوقف عليه بنون التوكيد الخفيفة .
قوله " وافهمنْه بالمُثُل " : وافهمنه : الأصل في نونها التشديد ، ولكنها تُقرأ بنون التوكيد الخفيفة لوزن البيت ، وبـ " المُثُل " تُقرأ بضم الميم والثاء ، جمع مثال .
********
قول الناظم - رحمه الله – في باب المد :
ما لا توقُّفٌ له على سَبَبْ ............................
قوله " سَبَبْ " : بسكون الباء على نية الوقف ، وأيضا لضرورة الوزن .
قول الناظم - رحمه الله - :
بل أيُّ حرفٍ غيرِ همْزٍ أو سكونْ ...... جا بعد مدٍّ فالطبيعيَّ يكونْ
* قوله " غيرِ " : بالجر نعتا لـ " حرف " ، وبالرفع نعتا لـ " أيُّ ".
* قوله " جا " : بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
* قوله " فالطبيعيَّ " بالنصب خبر" يكون" مقدم عليه أي : يكون هو الطبيعيَّ ، وفي بعض النسخ " فالطبيعيُّ يكون " بالرفع على أن " كان " تامة تكتفي بمرفوعها ، والله أعلم .
* قوله " سكون ، يكون " يوقف عليهما بسكون النون ، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما : الواو والنون وهو ما يسمى بالتذييل وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع وهو شاذ في بحر الرجز ، كما ذكره الضباع في تعليقه على فتح الأقفال.
قول الناظم - رحمه الله - :
وَالَآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوقُوفٌ عَلَى ......... سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلا
* قوله " والآخر " بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها هكذا :" ولآخر" ، فتكون التفعيلة " متفعلن "، ويجوز إسكان اللام فيها " والْآخر " ؛ فتكون التفعيلة تامة " مستفعلن ".
* قوله " على سببْ " : بسكون " الباء " تخفيفا ، وأيضا لضرورة الوزن .
قوله " ثلاثة فَعِيها ": الأصل في( فَعِيها) حذف "الياء" ؛ لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو " الياء " ولكن أثبت الناظم " الياء " لضرورة الوزن .
* قوله " قبل اليا " بحذف الهمزة لضرورة الوزن .
قوله " وقبل الواو ضَمْ "بفتح " الضاد " ، بعض الناس يقول " ضُم " بضم "الضاد"
على الأمرية ، والصحيح بالفتح ؛ لأن الناظم يتكلم عن شروط المد ، فشرط الواو أن يكون ما قبلها مضموما ، ولو قلنا " ضُم " بضم " الضاد " لاختلفت حركة ما قبل الروي المقيد ، فأصبحت ضمة مع كسرة هكذا : " ضُم " ، " ضَم " وهذا جائز في القافية وهو ما يسمى بسناد التوجيه ، ولكن كما قلنا : إن الأولى هو الفتح ، والله أعلم.
* قوله " قبلَ أَلْفٍ " : بسكون اللام من " ألْفٍ " لضرورة الوزن ، فتكون التفعيلة تامة في الشطر كله هكذا : شَرْطُنْ وَفَتْـ / مستفعلن ، حُن قَبْلَ أَلْ / مستفعلن ، فِن يُلْتزم /مستفعلن ، أما لو حركنا الألف بالكسر هكذا : حُن قَبْلَ ألِ ، /o/o/// ، انكسر الوزن ، لذا ينبغي علينا أن نسكن اللام لضرورة الوزن ، والله أعلم .
*قوله " واللين منها اليا " : بحذف الهمزة للضرورة .
قوله " سُكَِنا " : بضم السين ، وتشديد "الكاف" بالكسر ، وفي بعض النسخ " سَكَنَا "
بفتح السين والكاف والنون ، وتكون التفعيلة : ون سكنا / مستعلن ، حُذفت الفاء ، والذي قرأت به على شيوخي ضم السين مع تشديد الكاف بالكسر، وهو مناسب لقوله في الشطر الثاني " أُعْلنا " ، والله أعلم .
• قول الناظم – رحمه الله تعالى - :
للمدِّ أحكامٌ ثلاثةٌ تَــــدُومْ ......................... وهْيَ الوجوبُ والجوازُ واللزُومْ
* قوله " تدوم " : يوقف عليها بسكون الميم ، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما : الواو والميم وهو ما يسمى بـ" التذييل " وهو : زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع وهو شاذ في بحر الرجز ، كما ذكره الضباع في تعليقه على فتح الأقفال، وكذا يقال في " اللزوم " في نهاية الشطر الثاني .
* قوله " وهْيَ " : بسكون الهاء لضرورة الوزن .
**************************
* قول الناظم – رحمه الله- :
فواجب ٌ إن جاء همْزٌ بعد مدّ .................... في كِلْمةٍ وذا بمتصلْ يعدّ
قوله " بعد مدّ " : يوقف بتشديد " الدال " من " مدَ " مع السكون ، وكذا في " يعد ".
قوله " في كِلْمةٍ " : بكسر " الكاف " وفتحها مع سكون " اللام " فيهما .
قوله " وذا بمتصل " : بسكون " اللام " من قوله : بــ " متصل " وعدم جرها مع التنوين ؛ للمحافظة على وزن البيت ، ولو قرئت بالتنوين المجرور لانكسر البيت إلى " متفاعلن " ، والله أعلم .
**************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
ومثل ذا إن عَرَضَ السَّكونُ .............. وقفاً كتــعلمونَ نستـعينُ
قوله " السكون ، نستعين " : بضم النون فيها وقفا .
*******************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
أو قُدِّمَ الهمزُ على المدِّ وَذَا .......................... بدلْ كـ آمنوا وإيماناً خُذَا
قوله " قُدِّمَ " : بضم " القاف " ، وتشديد " الدال " بالكسر 0
قوله " بدلْ كآمنوا " : في قراءة " بدل " وجهان :
الأول : فتح " الباء ، والدال " مع سكون " اللام " هكذا : بَدَلْ ، وتكون التفعيلة هكذا " بدل كآ " ، " متفعلن " ، حذف الساكن الثاني " السين ".
الثاني : فتح " الباء " وسكون " الدال " مع رفع " اللام " منونة ، هكذا : بَدْلٌ ، وبهذا الوجه تكون التفعيلة تامة ، هكذا : " بَدْلن كآ " ، " مستفعلن "، والأشهر المقروء به الوجه الأول ، وهو أسهل وأخف على اللسان ، والله أعلم.
تنبيه :
1- بعضهم يقول " كآمنوا " بفتح "الميم" على أنه فعل ماضي ، وهذا الأشهر ، والبعض الآخر يقول " كآمِنوا " بكسر " الميم " على أنه فعل أمر ، وكلاهما في القرآن ، والأول أقرأ وأقرئ به .
2- الأصل في " إيماناً " الجر عطفاً على " كآمنوا " ولكن نصبت على الحكاية .
*************************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
ولازمٌ إنِ السكون أُصِّلا .................. وصلاً ووقفاً بعد مدٍّ طُوِّلا
قوله" إنِ السكون " : تقرأ " إنِ " بكسر " النون " تخلصا من التقاء الساكنين .
قوله " أُصِّلا " : بضم الهمزة وتشديد الصاد مكسورة ، يعني : السكون الأصلي الثابت في الوصل والوقف .
قوله " طُوِّلا " بضم الطاء وتشديد الواو مكسورة ، وهو مبني للمجهول والألف للإطلاق .
*****************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
أقسام لازمٍ لديهم أربعهْ .................. وتلك كِلْميٌ وحرْفيٌ معهْ
قوله " أربعه " : بسكون " الهاء " على نية الوقف .
قوله " كِلْميٌ " : بكسر " الكاف " أو فتحها مع سكون " اللام " فيهما ، والكسر أشهر.
*************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
فإن بكلمة سكونٌ اجتمع .................... معْ حرف مدٍّ فهْو كِلْميٌ وقعْ
قوله " سكون ٌ اجتمع " بكسر النون تخلصا من التقاء الساكنين ، هكذا : "سكونُنِ جْتمع ".
قوله " معْ " بسكون العين على لغة ، وقيل لضرورة الوزن .
قوله " فهْو" : بسكون " الهاء " لضرورة وزن البيت .
************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
قوله " ثلاثيِّ " : بتشديد " الياء " مكسورة.
قوله " والمد وسطه " السين من " وسطه " فيها وجهان :
1- فتح " السين " ، ووسط الشيء هو ما بين طرفيه كأوسطه ، ويكون المعني : أنه يشترط لمد الحروف المقطعة التي تأتي في أوائل السور أن يأتي حرف المد واللين وسط الحرف الثلاثي منها مثل : " صاد " ، " قاف " ، " نون " ، فيلاحظ أن حرف المد قد توسط في الأمثلة السابقة ، فهو واقع في الوسط بين الحرف الأول والثالث ، هذا على فتح " السين " .
2- سكون " السين " ، هكذا " وسْطه " وإذا سُكِّنت " السين " كان ظرفاً ، أي : حال كون حرف المد في وسط الحرف الثلاثي .
تنبيه :
الطاء من " وسطه " فيها الفتح والضم ، والله أعلم .
****************************
• قول الناظم – رحمه الله - :
................................. وعين ذو وجهين والطول أخص
قال الشيخ الضباع – رحمه الله – في الإضاءة ص 115 :
* وفي نسخة للناظم بدل الشطر المذكور :
" وعين ثلِّث لكن الطول أخص " اهـ
والمشهور والمقروء به الآن الأول ، والله أعلم .
*****************
• قول الناظم – رحمه الله - :
وما سوى الحرف الثلاثيْ لا ألِفْ........... فمده مداً طبيعياً أُلِفْ
قوله " الثلاثي " بسكون " الياء " الخفيفة للوزن وليست مشددة هنا .
قوله " أَلِفْ ، أُلِفْ " الأولى بفتح الهمزة ، والثانية بالكسر ، والمعنى : أن الألف مستثني من المد مطلقا ، لأن الألف ليس في وسطه حرف مد فتقول : "ألف لام ميم " اللام والميم في وسطهما حرف مد ، أما الألف فلا ؛ لذا يقول الشاطبي معللا ذلك : وما في حرف مد فيمطلا ، والله أعلم .
• قول الناظم – رحمه الله
ويجمع الفواتح الأربع عَّشر ................. "صله سحيراً من قطعْك" ذا اشتهر
قوله " الأربع عَّشر " : بإسكان العين الأولى وإدغامها في الثانية .
قوله " قطعْك " : بإسكان العين لضرورة الوزن .
قوله " سحيراً " في آخرها " نون " ومن المعلوم أن النون قد ذكرت في "من قطعك " فالتكرار هنا لضرورة الوزن ، وهذا يقع كثيرا ، والله أعلم .
*******************************
وإلى هنا انتهى الضبط ، والحمد لله رب العالمين ، وأرجوا من كل أخ كريم وجد خللا أن لا يبخل عليّ به ، وأسأل الله العظيم أن يسترني وإياكم وأن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه